المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24



أنواع الشعر  
  
5939   04:41 مساءاً   التاريخ: 22-03-2015
المؤلف : جرجي زيدان
الكتاب أو المصدر : تاريخ آداب اللغة العربية
الجزء والصفحة : ج1ص54-57
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الجاهلي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-03-2015 4781
التاريخ: 26-09-2015 2158
التاريخ: 22-03-2015 20904
التاريخ: 22-03-2015 2139

العرب يقسمون الشعر الى الفخر والحماسة والمدح والرثاء والعتاب والغزل والتشبيب وغيرها من الأغراض، وهذه كلها في نظر الشاعر غير العربي نوع من أنواع الشعر يسمونه الشعر الغنائي او الموسيقي، لان مرجعه الى التأثير على النفس تأثير الموسيقى.

ويقسم الشعر عند الافرنج الى ثلاثة أنواع:

(1)     الشعر القصصي Epique (2) الشعر الغنائي Lyrique

(3) الشعر التمثيلي Dranatique

الشعر القصصي

فالشعر القصصي أقدمها، وهو عبارة عن سرد الوقائع او الحوادث في الشعر (موزونا او غير موزون) على سبيل القصة، واكثرها دينية، وابطالها الآلهة ومعظم حوادثها عنهم وبهم وإذا تدبرت الشعر عند سائر الامم وجدته أقدم آدابها، وأقدمه الديني المتعلق بالآلهة وأعمالهم كما في الياذة هوميروس عند اليونان ومهابهارتة الهند. ومن هذا القبيل بعض الأشعار العبرانية كسفر داود ونشيد الأناشيد فإنها شعر ديني لكنها ليست من النوع القصصي بل من الموسيقى.. لان الشعر القصصي نادر في اشعار الساميين على الاجمال الا السريان، فان القديس أفراد نظم شيئا منه ولعله اقتبسه من اليونان (1).

اما العرب فيخالفون العبرانيين من حيث الشعر الديني، لأنه لم يكن عندهم في الجاهلية كما كان عند العبرانيين. ولا يعقل انهم خالفوا اخوانهم فيه، ولابد من انهم نظموا الاشعار .. خاطبوا بها هبل واللات والعزى وغيرها، واستعطفوها وصلوا لها وتخشعوا أمامها، ولكن منظوماتهم في هذا الموضوع ضاعت في ثنايا الاجيال لعدم تدوينها ولاشتغالهم عنها بالحماسة والفخر بسبب الحروب التي قامت بينهم قبيل الإسلام. فلما جاء الإسلام انصرف الرواة عن حفظها لأنها وثنية والإسلام يمحو ما كان قبله. فاكتفوا بتدوين اشعار الحماسة والفخر، ولكن بقي من الاشعار الدينية امثله قليلة جاء ذكرها عرضا في تراجم بعض الشعراء كأمية بن أبي الصلت وغيره.

الشعر الغنائي

قضى اليونان بضعة قرون وليس عندهم غير الشعر القصصي، وفيه اخبارهم وآلهتهم وحروبها وعلاقاتها بالبشر. ثم قالوا الشعر الغنائي وقد نضج عندهم نحو القرن السابع قبل الميلاد على إثر الحوادث السياسية والحروب التي قامت بين الاحزاب اليونانية وتغلب فيها الشعب على الاشراف كما تقدم. فهاج الظفر قرائحهم وأعقب ذلك التنازع بين الاسبارطيين والمسينيين وبين يونان آسيا الصغرى وجيرانهم فذاقوا لذة التغلب، فجاش في صدور الشعراء احساس لم يتعودوه من قبل، كما اصاب العرب الحجازيين على إثر خروجهم من سلطة الحميريين، ثم بما قام بينهم من النزاع والحروب في القرون الأولى قبل الإسلام.. فإنها انطقتهم وحركت نفوسهم كما سيجيء.

فأصبح اليونان في القرن السابع قبل الميلاد أهل دولة وتمدن ورخاء، فصاروا في حاجة الى شعراء يحضونهم على الثبات في الحرب او يمدحون بسالتهم ويطرون اعمالهم ويصفون حضارتهم.. فظهر الشعر الغنائي او الموسيقي وفيه المدح والهجاء والحماسة والفخر والرثاء، ووضعوا الاوزان الجديدة له. وطبيعي ان الظفر يبعث على المدح، والموت يولد الرثاء، والحب يستدعي النسيب والغزل. فصار ملوك اليونان وكبراؤهم يقربون الشعراء او الغنائيين لسماع المدح كما فعل العرب في ابان دولتهم، فكثر الشعراء الغنائيون عندهم واستاذهم بندار. وشاع الشعر الغنائي فيهم، فاستغاثوا به عن الشعر القصصي .. كأنهم اشتغلوا بإثارة العواطف والحث على الفضائل عن تقرير الحقائق وسرد الحوادث.

الشعر التمثيلي

ثم رأوا الكلام وحده لا يكفي لتحريك العواطف وتمثيل الفضائل، فعمدوا الى تمثيلها للعيان بحوادث اخترعوها يؤدي سردها او تمثيلها الى مغزى ما يريدون. فبدلاً من ان يمدح شاعرهم الشجاعة مثلا ويحببها الى الابطال ببلاغة البيان الشعري، عمدوا الى نظم قصة تظهر فضل هذه المنقبة يمثلونها على مشهد من الناس لتكون اوقع في النفس واثبت في الذهن، وسموا هذا النوع من الشعر (الشعر التمثيلي Drame).

ويراد بالشعر التمثيلي في أصل وضعه تمثيل الوقائع التي ترمي الى الموعظة او الحكمة سواء مثلت على المسرح او لم تمثل (2)، وفي الشعر القصصي شيء منه لان الياذة هوميروس لا تخلو من مشاهد تمثيلية. ولكن الشعراء بدأوا في نظمهم أولا بالشعر الخيالي التصويري المحض، اذ هاج شاعريتهم التخشع للآلهة، وكانوا يغنون لهم ويرقصون في غنائهم على توقيع الألحان، فتصوروا الوزن من حركات الرقص، وذلك أصل النظم عندهم. وكان أول منظوماتهم اقاصيص الآلهة وأعمالهم. ثم تدرجوا الى وصف الواقع .. فبدأوا بالعواطف يعبرون عنها بالشعر الغنائي. ثم عمدوا الى تمثيل الفضائل والرذائل على المسارح للاستفادة منها وهو الشعر التمثيلي.

هل عند العرب شعر تمثيلي؟

قد رأيت ان الشعر التمثيلي هو الوجهة العملية من الشعر التي يراد بها تمثيل الفضائل او الرذائل للعين. والعرب مثل سائر الساميين أكثر ميلاً الى الخيال والتصور، فلم يلتفتوا الى التمثيل او على الأقل لم نعثر بين ما وصلنا من آدابهم قبل الإسلام على شيء من الشعر التمثيلي على سبيل المحاورة او التمثيل، كما هو الحال عند اليونان او من اخذ عنهم. فهل كان عندهم وفقد؟

إذا أمعنا النظر فيما خلفه العرب من اخبارهم وآدابهم وجدناه لا يخلو من التمثيل بأتم معانيه وان لم يكن شعرا مجردا بل هو مزيج من الشعر والنثر. وقد وصل الينا في قالب القصص والحقائق التاريخية، لكن اكثرها في نظرنا موضوع او كان له أصل فوسعوه وطولوه ونمقوه ليكون عبرة او قدوة في الموقف المطلوب. وأكثر تلك القصص ترمي الى تمثيل الفضائل ونحوها تمثيلا يحببها الى الناس ويرغبهم فيها، وجعلوا ابطالها رجالا من مشاهيرهم في تلك المناقب.

فقصة حاتم الطائي التي ذبح فيها فرسه فضيفه وابناؤه جياع أقرب الى ان تكون موضوعة او مبالغا فيها للتحريض على السخاء. وقصة السموال التي قتل فيها ابنه ولم يسلم الامة المودعة عنده موضوعة او مسمع فيها لتمثيل الوفاء. واخبار العذريين في العفة اكثرها موضوع لترغيب الناس في العفة. وقد اجمع الرواة تقريبا على ان اخبار مجنون ليلى موضوعة او يراد بمها تمثيل العفة مع الثبات على الحب. وهي تشبه من هذا القبيل رواية روميو وجوليت لشكسبير. وقس على ذلك أكثر ما يروونه من هذا النوع، مثل حكاية حنظلة والنعمان بن المنذر. وهم يروونها عن عبيد بن الابرص أيضاً، كان المراد المغزى وهو الترغيب في الوفاء. ونسبة هذه الحوادث الى أشخاص معروفين في التاريخ لا يطعن في أن المراد بها التمثيل. وهذه قصة عنترة فان صاحبها شاعر شجاع معروف فوسعوا قصته واضافوا اليها ما يرغب في الشجاعة والفروسية.

اما السريانيون فالتمثيل غي أصلي في آدابهم، وانما اتخذوه في جملة آدابهم الدينية من اليونان. وكانت منظوماتهم في أول مارها بغير قافية، ثم قفوها بعد الإسلام.. فلعلهم اقتبسوا ذلك من العرب.

والخلاصة ان الشعر العربي اكثره من الشعر الغنائي، وهو أرقى في العربية منه في سائر اللغات، وليس في الدنيا امة تضاهي العرب في كثرة الشعر والشعراء.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  Lit. Syr. 20

(2)  (2) Enc. Brit. XIX 263, Lit. Anc. 56

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.