أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2021
2611
التاريخ: 22-03-2015
11701
التاريخ: 2-9-2021
3387
التاريخ: 19-7-2021
3097
|
ظلت الخطابة محتفظة بمكانتها في العصر الاموي لحاجة القوم الى استنهاض الهمم في جمع الأحزاب أو تفريقها والتحريض على النهوض لحرب ونحوها، فكان أكثر القواد خطباء وفيهم جماعة من ابلغ رجال الخطابة .. فالحجاج بن يوسف كان خطيبا بليغا زادته الخطابة عظمة وسطوة. وكان العراق متمردا على عبد الملك، فلما أعجزه أمره ولى الحجاج عليه فدخل الحجاج الكوفة وصعد المنبر متلثما متنكبا قوسه واضعا ابهامه على فمه، واحتقره الناس وكادوا يرمونه بالحصى فوقف وازاح لثامه من وجهه والقى خطبته التي قال في مطلعها:
انا ابن جلا وطلاع الثنايا متى اضع العمامة تعرفوني
الى ان قال:
(اما والله إني لأحمل الشر بثقله واحذره بنعله واجزيه بمثله. اما والله إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها، وكأني ارى الدماء بين العمائم واللحى:
هذا أوان الشد فاشتدي زيم قد لفها الليل بسواق حطم
الا وان أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان نثر كنانته فعجم عيدانها، فوجدني اصلبها عودا فوجهني اليكم. فإنكم أهل بغي وشقاق، وخلاف ونفاق، طالما سعيتم في الضلالة وسننتم سنن البغي. اما والله لألحونكم لحو العصا ولأعصبنكم عصب السلمة
ولأقرعنكم قرع المروة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل. والله ما أخلق الا فريت ولا أعد الا وفيت .. الخ)
فما فرغ من خطبته حتى هابوه واذعنوا له، وكان شديدا عليهم وامره مشهور. ومع ذلك فقد كان إذا رقي المنبر وذكر احسانه الى أهل العراق وصفحه عنهم واساءتهم إليه، يخيل للسامع انه صادق وان أهل العراق ظلموه (1). ولذلك كان الامراء والخلفاء يخافون الخطباء كما يخافون الشعراء لما في اقوالهم من التأثير في تلك النفوس الحساسة.
وكان أكثر الخلفاء يخطبون لكنهم يتفاوتون في البلاغة وقوة العارضة، على ان تلك القوة أخذت تضعف فيهم بعد الفراغ من الفتوح والانغماس في أسباب الترف والسكون الى الرخاء والبذخ. وتحولت من الحماسة الى المواعظ ثم الى الشكاية. وتداعى فن الخطابة بتداعي دولة العرب في الشرق. فلما قامت دولتهم في الاندلس بعثوه وقربوا الخطباء كما قربوا الشعراء، لكنهم قلما كانوا يستخدمونهم لانهاض الهمم او اخماد الفتن، لذهاب الحاجة الى ذلك بهذاب البداوة والفراغ من الفتح. على انهم كانوا إذا احتفلوا بتنصيب خليفة او بالنصر على عدو او باستقبال قادم كبير، تقدمت الخطباء للترحيب به واعظام شأنه ووصف ما تهيأ له من توطيد الخلافة (2).
واما الامراء والقواعد فكانوا يخطبون في الجند قبل الاغارة على العدو، فيحرضونهم على الثبات. وكثيرا ما كانت الخطبة سببا للنصر كخطبة خالد بن الوليد في موقعة اليرموك، وخطبة المغيرة في موقعة القادسية، وخطبة طارق بن زياد في فتح الاندلس، ونحو ذلك مما لا تسعه المجلدات.
ناهيك بشيوع الخطابة في القبائل على اختلاف اصقاعها كما كانت في الجاهلية. وكانت ترد الوفود الى المدينة او دمشق او بغداد او غيرها من عواصم المسلمين لتهنئة الخليفة او استنفاره او استنجاده او استجدائه. وكان شباب الكتاب إذا قدم الوفد حضروا لاستماع بلاغة خطبائهم لشيوع حب الخطابة فيهم (3) ولاقتباس أساليب البلاغة منهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البيان 20 ج1
(2) نفح الطيب
(3) العقد الفريد ج2
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|