أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-9-2019
![]()
التاريخ: 2023-08-29
![]()
التاريخ: 2023-03-28
![]()
التاريخ: 2023-08-17
![]() |
اتاتورك والدعوه الى التغريب
نقدم، فى ما يلى، بعض المقاطع من كتاب (اتاتورك) لعرفان اوركا الذى الفه عن اخلاص واعجاب بشخصيه كمال، وهذه المقاطع من الكتاب تصوره تصورا لا مبالغه فيه ولا تشويه.
يقول اوركا:
(لقد اقتنع اتاتورك بان كفاحه يجب ان يتوجه الى الدين فانه منافسه الاكبر، وكان يعتقد من صغره انه لا حاجه الى اللّه، انه اسم غامض، خداع، مجرد من كل حقيقه كما كان يقول اتاتورك، وكان لا يومن الا بالمشاهد المحسوسه، وكان يرى ان الاسلام انما ظل عاملا هداما فى الماضى، وانه قد جنى على تركيا جنايه كبيره، والحق بها خسائر فادحه.
وكان يرى ان الناس اصبحوا فريسه الاوهام والجمود بتاثير الاسلام، وكان يبغض الرجل الذى يخضع للقضاء والقدر، ويقول:
(هكذا اراد اللّه)، و(هذا الذى قدر لى). ويعتقد انه لا وجود للاله، والانسان يصنع قدره. وكان يقول فى اكثر الاحيان: ان قوه العقل وقوه الاراده تتغلبان على قوه الاله، ولكن يقول المتدينون: (اللّه يمهل ولا يهمل)، وكان يقول الم يطلع هولاء المتدينون على الطاقة الكهربائيه التى تشتغل بسرعه؟ وكان مصمما على سن قانون لتحريم الدين فى تركيا. ولو احتاج ذلك الى استخدام القوه والى الخدعه والتضليل).
ويقول فى موضع آخر: (ولم يكن لديه معنى لمبادى ء علم النفس وللنظريات والفلسفات، لذلك لم يمنعه شى ء عن ان يعتبر الدين غير لازم لتركيا، شيئا لا حاجه اليه ولكن الذى اعطاه للامه التركيه عوضا عن الدين هو الاله الجديد اى الحضارة الغربيه).
ويقول فى موضع آخر: (وكان يبغض الاسلام والعقيده الصحيحه الراسخه بغضا شديدا. وكان يقول: يجب ان نكون رجالا من كل ناحيه، قد قاسينا خطوبا ومصائب عظيمه، وكان السبب فى ذلك اننا عشنا فى عزله عن الحياه، ولم نحاول معرفه اتجاه العالم، ويجب ان لا نحفل بما يقول الناس، نحن فى طريق الحضارة والمدنيه، ويجب ان نعتز بذلك ونفتخر. انظر الى المسلمين، فى نواحى العالم الاسلامى، ماذا يعانون من المصائب والنوازل والدمار، لماذا؟ لانهم لا يستطيعون ان يستخدموا عقولهم للانسجام مع الحضارة الساميه المشرقه، وهذا هو السبب فى بقائنا مده طويله فى الحضيض ووراء الركب وتردينا الان الى الهوه السحيقه، وان استطعنا فى السنوات الماضيه ان ننجح الى حد فى انقاذ انفسنا فذلك لان عقلياتنا قد تطورت، ولكننا لا نقف على مكان بل اننا نهضنا لنتقدم ونواصل السير الى الامام، فليحدث ما يحدث، ليست لنا الان
طريق اخرى، ويجب ان تعلم الامه ان الحضارة نار ملتهبه تحرق جميع من لا يخضع لها).
دور اتاتورك فى الغاء الدوله العثمانيه:
ويقول مولف كتاب اتوتورك: (لم يكن سرا ان مصطفى كمال لا يدين بدين، لذلك كان شائعا بين الناس ان العلاقه ستلغى قريبا، وقد فزع الناس حين شاع ان مصطفى كمال رمى المصحف على راس شيخ الاسلام الذى كان من كبار علماء الاسلام وشخصيه محترمه، ولم يكن جزاء ذلك الا ان يلقى حتفه لساعته، ولكن ذلك لم يحدث ويدل ذلك على ان الزمن قد تطور كثيرا).
ويذكر المؤلف حبه وغرامه بالحضارة الغربية وما كان لها في نظره من القدس والحرمة، وكيف كانت تسيطر على عواطفه وتتغلغل فى عروقه ودمه، فيقول:
(ان مصطفى كمال كان يتمسك الى حد كبير بما يلقى ويقول ويامر الناس، وكان يعبد هذا الاله الجديد (الحضارة الحديثة) بحماس ونهم، وكان له عابدا وفيا، وقد نشر هذه الكلمه (الحضارة) من اقصى البلاد الى اقصاها، وعندما كان يتحدث عن الحضارة تتقد عيناه لمعا واشراقا، ويظهر على وجهه اشراق كاشراق الصوفيه عند مراقبه الجنه).
(يقول مصطفى كمال لشعبه: يجب علينا ان نلبس ملابس الشعوب المتحضره الراقيه، وعلينا ان نبرهن للعالم اننا امه كبيره راقيه، ولا نسمح لمن يجهلنا من الشعوب الأخرى بالضحك علينا، وعلى موضتنا القديمه الباليه. نريد ان نسير مع التيار والزمن).
ثم يقول المولف: (انطلق كمال اتاتورك يكمل عمل التحطيم الشامل الذى شرع فيه، وقد قرر انه يجب علينا ان نفصل تركيا عن ماضيها المتعفن الفاسد. يجب عليه ان يزيل جميع الأنقاض التى تحيط بها، وهو حطم فعلا النسيج السياسى القديم، ونقل السلطنه الى (ديمقراطيه)، وحول الامبراطوريه الى قطر فحسب، وجعل الدوله الدينيه جمهوريه عاديه.
انه طرد السلطان (الخليفه)، وقطع جميع الصلات عن الامبراطوريه العثمانيه. وقد بدا الان فى تغيير عقليه الشعب بكاملها، وتصوراته القديمه وعاداته ولباسه واخلاقه وتقاليده واساليب الحديث ومنهاج الحياه المنزليه التى تربطه بالماضى وبالبيئه الشرقيه. لقد كان ذلك اصعب بكثير من تكوين الجهاز السياسى من جديد. وكان يشعر بصعوبه هذه العمليه، فقد قال مره: (انتصرت على العدو وفتحت البلاد، هل استطيع ان انتصر على الشعب).
(قدم مصطفى كمال، فى 3 آذار سنه 1924م مشروعا تحولت به الدوله العثمانيه الى دوله تركيه، والغى منصب الخليفه. وقد كان مصطفى كمال صريحا وجريئا فى حديثه عن هذا الموضوع، فقال: ان الامبراطوريه العثمانيه قامت على أسس الاسلام، ان الاسلام بطبيعته ووضعه عربى، وتصوراته عربيه، وهو ينظم الحياه من ولاده الانسان الى وفاته ويصوغها صياغه خاصه، ويخنق الطموح فى نفوس ابنائه، ويقيد فيهم روح المغامره والاقتحام، والدوله لا تزال فى خطر ما دام الإسلام دينها الرسمى).
(كان ما قرره البرلمان لم يسترع الانتباه الا قليلا، كان ذلك في الواقع ضربه قاضيه على الاسلام، واصابه فى المقتل، وقد كان المطابع نجاح هذه العمليه شبه مستحيل. وقد كان مصطفى كمال، معاصر هتلر، اكثر توفيقا وذكاء فى ايثار الطريقه التي تضمن نجاحه، كان دكتاتور تركيا يريد ان يحرر مواطنيه وعقلياتهم من اجواء المدنيه الطورانيه التى ورثوها، ودرجوا عليها، ويصوغهم بقوه فى صياغه الحضارة الغربيه، وقد اقتصر على تحويل حروف الهجاء مكان احراق الكتب، وقد استغنى بذلك عن تقليد امبراطور الصين او الخليفه العربى، وقد اصبحت الذخائر الكلاسيكيه كالكتب الفارسيه والعربيه والتركيه لا تتناولها ايديهم واصبحت اجنبيه لا تبلغها مداركهم، واصبح احراق الكتب عملا لا لزوم له، لان حروف الهجاء قد الغيت، وقد كانت مفتاح هذا النتاج العلمى والافاده منه، وبذلك ستظل هذه المشاعر مقفله فى الدواليب ينسج عليها العنكبوت ولا يطمح فى قراءتها الا بعض الشيوخ المسنين من العلماء).
|
|
للعاملين في الليل.. حيلة صحية تجنبكم خطر هذا النوع من العمل
|
|
|
|
|
"ناسا" تحتفي برائد الفضاء السوفياتي يوري غاغارين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يقيم ورشة تطويرية ودورة قرآنية في النجف والديوانية
|
|
|