أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-03-2015
9443
التاريخ: 18-4-2018
1113
التاريخ: 22-03-2015
1048
التاريخ: 18-4-2018
756
|
إن اللّه سبحانه للطفه ورأفته بعباده قد أكثر ذكر المعاد في القرآن الكريم والفرقان العظيم بطرق عديدة و سبل سديدة، لصعوبته على الأفهام و كثرة ما فيه من الشبه و الأوهام، فتارة حكم تعالى بأنه كائن لا محالة من دون ذكر دليل، بل انه يجب الاذعان به و التصديق من دون تطلب دليل لذلك سيما بالنسبة إلى الأعوام و الضعفاء ، كما في قوله تعالى: { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] .
وقوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } [الحج: 7] وقوله تعالى: {وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ } [الأنعام: 36] ونحو ذلك.
وتارة ذكره اللّه مشفوعا بالقسم لكثرة الشبه و الاشتباه فيه، فقال تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [النحل: 38] .
وقال تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ } [التغابن: 7].
وتارة أثبت اللّه المعاد مستدلا بكونه قادرا على كل شيء و على أمور تشبه الحشر والنشر، فلا يستبعد قدرته تعالى على الحشر و النشر كقوله تعالى في الواقعة ردا على منكري المعاد: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ } [الواقعة: 58، 59].
ووجه الاستدلال بها على ما في التفسير الكبير أن المني إنما يحصل من فضلة الهضم الرابع، وهو كالظل المنبث في الأطراف آفاق الأعضاء، ولهذا تشترك الأعضاء في الالتذاذ بالوقاع و يجب غسلها كلها من الجنابة لحصول الانحلال عنها كلها.
ثم إن اللّه قد سلط قوة الشهوة على البنية حتى انها تجمع تلك الأجزاء الظلية المتفرقة في أوعية المني، فالحاصل أن تلك الأجزاء كانت متفرقة جداولا في أطراف العالم، ثم إنه تعالى جمعها في بدن ذلك الحيوان منبثة في أطراف بدنه، ثم جمعها بقوة المولدة في أوعية المني، ثم أخرجها ماء دافقا إلى قرار الرحم، فإذا كانت هذه الأجزاء متفرقة فجمعها و كوّن منها ذلك الشخص، فإذا تفرقت بالموت مرة أخرى فكيف يمتنع عليه جمعها مرة أخرى. فهذا تقرير هذه الحجة في هذا المنهج و من هذا المنهج قوله تعالى في سورة الحج: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} [الحج: 5] .إلى قوله تعالى: {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً} [الحج: 5] - {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الحج: 6] وقال تعالى: {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} [القيامة: 37، 38].
وقال تعالى: { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ * إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق: 5 - 8].
وتارة بين تعالى قدرته على المعاد بذكره مرتبا على ذكر المبدأ، إشارة إلى أن القادر على الإيجاد قادر على الإعادة كما قال تعالى في سورة البقرة: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [البقرة: 28].
و قال تعالى في سورة الاسراء : {وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الإسراء: 49، 51].
وقال تعالى في سورة الروم: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى} [الروم: 27] .
وقال تعالى في سورة ياسين: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} [يس: 79].
وتارة استدل تعالى على البعث و الحشر من جهة وجوب المجازاة و إثابة المحسن وتعذيب العاصي و تمييز احدهما عن الآخر ليتم عدل اللّه و حكمته في العباد، إذ لولا الحساب والعقاب و الجزاء و الثواب للزم الجور و بطل العدل، وضاعت الحقوق عن أربابها، واستقرت الظلامات على أصحابها، ولم يبق فرق بين إحسان المحسن و إساءة المسيء ، بل لكان النفع ضرا و الضر نفعا، فإن الخير و الإحسان في أغلب الأزمان يوجب المشقة و المضرة و نقصان القوة و المال و فوات اللذة بحسب الدنيا.
والشر و الإساءة على خلاف ذلك بحسبها، فلا بد من نشأة أخرى تقع فيها المجازاة على أعمال الناس والانتقام للمظلومين من الظالمين و إيصال ذوي الحقوق إلى حقوقهم، وقد أشار تعالى إلى هذا المضمون في مواضع منها في سورة يونس قال تعالى: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ } [يونس: 4] .
وقال تعالى في سورة طه: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى} [طه: 15] وقال تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31].
وقال تعالى في سورة صاد: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: 27، 28].
وتارة استدل تعالى بإحياء الموتى في الدنيا على صحة الحشر و النشر في الأخرى، كما في خلق آدم ابتداء من غير مادة لأب وأم، ومنها قوله تعالى في سورة البقرة: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى} [البقرة: 73] ومنها في قصة الخليل و قوله: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى} [البقرة: 260] الآية، ومنها في قصة حزقيل وقوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا } [البقرة: 259] ، ومنها في قصة أصحاب الكهف و قوله تعالى: {لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} [الكهف: 21] ، ومنها في قصة أيوب و قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ } [ص: 43]إلى غير ذلك من الآيات.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعًا لمناقشة المشاريع العلمية والبحثية
|
|
|