المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مناظرة السيد الحميري مع سوار القاضي في الرجعة  
  
530   01:48 صباحاً   التاريخ: 16-9-2019
المؤلف : الشيخ عبد الله الحسن
الكتاب أو المصدر : مناظرات في العقائد
الجزء والصفحة : ج1 ، 412-417
القسم : العقائد الاسلامية / الحوار العقائدي / * الرجعة /

قال الحرث بن عبيد الله الربعي : كنت جالسا في مجلس المنصور وهو بالجسر الأكبر، وسوار - بن عبد الله القاضي(1) - عنده، والسيد(2) ينشده:

إن الإله الذي لا شيء يشبهه    *   آتاكم الملك للدنيـا وللديـــــــــــــــن

آتاكم الله ملكا لا زوال له        *   حتى يقاد إليكم صاحب الصــــــين

وصاحب الهند مأخوذ برمته    *   وصاحب الترك محبوس على هون (3) .

حتى أتى على القصيدة والمنصور مسرور، فقال سوار: هذا والله يا أمير المؤمنين يعطيك بلسانه ما ليس في قلبه، والله إن القوم الذين يدين بحبهم لغيركم، وإنه لينطوي في عداوتكم.

فقال السيد: والله إنه لكاذب، وإنني في مديحك لصادق، ولكنه حمله الحسد إذ رآك على هذه الحال، وإن انقطاعي ومودتي لكم أهل البيت لمعرق لي فيها عن أبوي، وإن هذا وقومه لأعداؤكم في الجاهلية والإسلام، وقد أنزل الله عز وجل على نبيه - عليه وآله السلام - في أهل بيت هذا: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } [الحجرات: 4]. (4)

فقال المنصور: صدقت.

فقال سوار: يا أمير المؤمنين إنه يقول بالرجعة، ويتناول الشيخين بالسب والوقيعة فيهما.

فقال السيد: أما قوله بأني أقول بالرجعة فإن قولي في ذلك على ما قال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ } [النمل: 83] ، وقد قال في موضع آخر: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [الكهف: 47] ، فعلمت أن هاهنا حشرين (5) أحدهما عام والآخر خاص، وقال سبحانه: { رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ } [غافر: 11] ، (6) وقال الله تعالى: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [البقرة: 259] وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [البقرة: 243].

فهذا كتاب الله عز وجل، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة (7)، وقال (صلى الله عليه وآله): لم يجر في بني إسرائيل شيء إلا ويكون في أمتي مثله حتى المسخ والخسف والقذف (8)، وقال حذيفة: والله ما أبعد أن يمسخ الله كثيرا من هذه الأمة قردة وخنازير (9).

فالرجعة التي نذهب إليها هي ما نطق به القرآن وجاءت به السنة، وإنني لأعتقد أن الله تعالى يرد هذا - يعني سوارا - إلى الدنيا كلبا، أو قردا أو خنزيرا، أو ذرة، فإنه والله متجبر متكبر كافر.

قال: فضحك المنصور وأنشد السيد يقول:

جاثيت سوارا أبا شملة * عند الإمام الحاكم العادل

فقال قولا خطلا كله * عند الورى الحافي والناعل

ما ذب عما قلت من وصمة * في أهله بل لج في الباطل

وبان للمنصور صدقي كما * قد بان كذب الأنوك الجاهل

يبغض ذا العرش ومن يصطفي * من رسله بالنير الفاضل

ويشنأ الحبر الجواد الذي * فضل بالفضل على الفاضل

ويعتدي بالحكم في معشر * أدوا حقوق الرسل للراسل

فبين الله تزاويقـــــــــــــــه * فصار مثل الهائم الهائل (10)  .

قال: فقال المنصور: كف عنه.

فقال السيد: يا أمير المؤمنين، البادي أظلم، يكف عني حتى أكف عنه.

فقال المنصور لسوار: تكلم بكلام فيه نصفة، كف عنه حتى لا يهجوك (11).

______________________

(1) هو سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة، من بني العنبر، من تميم، أبو عبد الله العنبري، من أهل البصرة، نزل بغداد وولي بها قضاء الرصافة، له علم بالفقه والحديث، وكف بصره في أواخر أعوامه، توفي ببغداد سنة 245. أنظر ترجمته في: تاريخ بغداد: ج 9 ص 210، الأعلام للزركلي: ج 3 ص 213.

(2) هو: إسماعيل بن محمد الحميري، الشاعر الطائر الصيت المولود سنة 105 والمتوفى سنة 173 أو سنة 179 في بغداد، صاحب القصيدة المشهورة:

لأم عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامها بلقع .

ولقبه السيد ولم يكن علويا ولا هاشميا وإنما السيد لقب له، من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) ومن شعراء أهل البيت (عليهم السلام) المجاهرين، حاله في الجلالة ظاهر، ومجده باهر، قال العلامة في حقه: ثقة جليل القدر عظيم الشأن والمنزلة، وكان في بدء الأمر كيسانيا ثم إماميا، وقيل له: كيف تشيعت وأنت شامي حميري؟ فقال: صبت علي الرحمة صبا فكنت كمؤمن آل فرعون، وروي أن الإمام الصادق (عليه السلام) لقاه، فقال: سمتك أمك سيدا ووفقت في ذلك، أنت سيد الشعراء، وقيل: إن له في أهل البيت (عليهم السلام) نحو ألفين وثلاثمائة قصيدة. أنظر ترجمته في: تنقيح المقال للمامقاني: ج 1 ص 142 - 144 ترجمة رقم: 878، سفينة البحار: ج 1 ص 335 - 337، ديوان السيد الحميري: ص 5 - 39، الأعلام للزركلي: ج 1 ص 320 - 321، فوات الوفيات: ج 1 ص 188، الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني: ج 7 ص 229.

(3) ديوان السيد الحميري: ص 444، قصيدة رقم: 187، الغدير للأميني: ج 2 ص 233.

(4) جاء في أسباب النزول للواحدي: 219 - 220 إن هذه الآية الشريفة نزلت في جفاة بني تميم، قدم وفد منهم على النبي (صلى الله عليه وآله) فدخلوا المسجد، فنادوا النبي (صلى الله عليه وآله) من وراء حجرته أن أخرج إلينا يا محمد... فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } [الحجرات: 4].

(5) ويدل على ذلك ما روي عن ابن أبي عمير عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ما يقول الناس في هذه الآية: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا} [النمل: 83] ؟ قلت: يقولون: إنها في القيامة، قال: ليس كما يقولون، إن ذلك في الرجعة أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجا، ويدع الباقين؟! إنما أية يوم القيامة قوله: {وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 47]. وما روي عن ابن أبي عمير - أيضا - عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا} قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلا من محض الإيمان محضا، ومن محض الكفر محضا. راجع: تفسير القمي: ج 1 ص 24، وج 2 ص 131، البرهان في تفسير القرآن للبحراني: ج 4 ص 228.

(6) روي عن محمد بن سلام، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ} [غافر: 11] ، قال: هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت، فتجري في القيامة، فبعدا للقوم الظالمين. راجع: البرهان في تفسير القرآن للبحراني: ج 4 ص 749.

(7) مسند أحمد: ج 2 ص 179، سنن الترمذي: ج 4 ص 565 ح 2492، الترغيب والترهيب للمنذري: ج 4 ص 388 ح 23، إتحاف السادة المتقين للزبيدي: ج 8 ص 343، بحار الأنوار: ج 7 ص 50 ح 31 وج 73 ص 219 ح 11.

(8) كنز العمال: ج 5 ص 447 ح 13168، وج 14 ص 281 ح 38732 - 38734، بحار الأنوار: ج 22 ص 452 ح 10 وج 79 ص 244 ح 18.

(9) كنز العمال: ج 5 ص 447 ح 13169، وج 14 ص 281 ح 38735.

(10) ديوان السيد الحميري: ص 342 - 343، قصيدة رقم: 141.

(11) الفصول المختارة للشيخ المفيد: ص 61 - 63، بحار الأنوار للمجلسي: ج 10 ص 232 - 234 ح 3 وج 53 ص 131 ح 161، ديوان الحميري: ص 443، الأغاني لأبي فرج الأصفهاني: ج 7 ص 260 - 261.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.