أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-9-2019
493
التاريخ: 2-9-2019
1221
التاريخ: 2-9-2019
559
التاريخ: 3-9-2019
1219
|
روى علي بن محمد بن قتيبة، عن يحيى بن أبي بكر قال: قال النظام (1) لهشام بن الحكم (2): إن أهل الجنة لا يبقون في الجنة بقاء الأبد، فيكون بقاؤهم كبقاء الله، ومحال أن يبقوا كذلك؟
فقال هشام: إن أهل الجنة يبقون بمبق لهم، والله يبقى بلا مبق، وليس هو كذلك.
فقال: محال أن يبقوا للأبد.
قال: قال: ما يصيرون؟
قال: يدركهم الخمود.
قال: فبلغك أن في الجنة ما تشتهي الأنفس (3)؟ قال: نعم.
قال: فإن اشتهوا أو سألوا ربهم بقاء الأبد.
قال: إن الله تعالى لا يلهمهم ذلك.
قال: فلو أن رجلا من أهل الجنة نظر إلى ثمرة على شجرة، فمد يده ليأخذها فتدلت إليه الشجرة والثمار، ثم حانت منه لفتة فنظر إلى ثمرة أخرى أحسن منها، فمد يده اليسرى ليأخذها فأدركه الخمود، ويداه متعلقتان بشجرتين، فارتفعت الأشجار وبقي هو مصلوبا، فبلغك أن في الجنة مصلوبين؟!
قال: هذا محال!
قال: فالذي أتيت به أمحل منه، أن يكون قوم قد خلقوا وعاشوا، فأدخلوا الجنان، تموتهم فيها يا جاهل (4).
_______________
(1) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن سيار بن هاني البصري المعروف بالنظام ابن أخت أبي الهذيل العلاف شيخ المعتزلة، وكان النظام أستاذ الجاحظ، قالت المعتزلة: إنما سمي بذلك لحسن كلامه نظما ونثرا، وقال غيرهم: إنما سمي بذلك لأنه كان ينظم الخرز في سوق البصرة ويبيعها، قيل: وإليه تنسب الطائفة النظامية، ووافق المعتزلة في مسائلهم وانفرد عنهم بمسائل أخرى، وقد ذكر الصفدي في الوافي جملة منها، والتي منها: عدم إمكان خروج أحد من الجنة ولو بالقدرة، وأن الإجماع ليس بحجة في الشرع، وكذلك القياس ليس بحجة، وإنما الحجة قول الإمام المعصوم، وإن النبي (صلى الله عليه وآله) نص على أن الإمام علي (عليه السلام) وعينه، وعرفت الصحابة ذلك... الخ، وأن الثاني ضرب بطن فاطمة (عليها السلام) يوم البيعة حتى ألقت المحسن من بطنها، توفي النظام في سنة 230 ه تقريبا. راجع ترجمته في: سفينة البحار: ج 2 ص 597، الوافي بالوفيات للصفدي: ج 6 ص 14 - 18، الملل والنحل للشهرستاني: ج 1 ص 59.
(2) هو هشام بن الحكم، أبو محمد، مولى كندة، ولد بالكوفة ونشأ في واسط، وتجارته ببغداد، عين الطائفة ووجهها ومتكلمها وناصرها، له نوادر وحكايات ومناظرات، ممن اتفق علمائنا على وثاقته ورفعة شأنه ومنزلته عند أئمتنا المعصومين - صلوات الله وسلامه عليهم - وقد قال في حقه الإمام الصادق (عليه السلام): هذا ناصرنا بقلبه ولسانه ويده، وكان هشام من الحاذقين بصناعة الكلام، والمدافعين عن إمامة أهل البيت (عليهم السلام) ولذا له مناظرات كثيرة مع المخالفين في هذا الشأن، عد من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليهما السلام)، توفي بعد نكبة البرامكة بمدة يسيرة وقيل في خلافة المأمون العباسي سنة 199 ه، راجع ترجمته في: رجال النجاشي: ج 2 ص 397 رقم: 1165، سفينة البحار: ج 2 ص 719، سير أعلام النبلاء: ج 10 ص 543 ترجمة رقم: 174، تنقيح المقال للمامقاني: ج 3 ص 294.
(3) جاء ذلك في بعض الآيات الشريفة وهي: 1 - قوله تعالى: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ} [الزخرف: 71]. 2 - قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} [فصلت: 31]. 3 - قوله تعالى: {وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ} [الأنبياء: 102].
(4) إختيار معرفة الرجال للطوسي: ج 2 ص 552 ح 593، بحار الأنوار: ج 8 ص 143 ح 66.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|