اكتشاف رأس الرجاء الصالح وأثره على العلاقات التجارية بين العالم الإسلامي والغرب |
1964
06:26 مساءً
التاريخ: 26-8-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-8-2019
3107
التاريخ: 15-7-2019
885
التاريخ: 14-7-2019
2643
التاريخ: 15-7-2019
1296
|
إن الموضوع الذي ننوى معالجته في هذا البحث هو أثر اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح وظهور البرتغاليين في الهند على العلاقات التجارية والتبادل التجاري بين العالم الإسلامي والغرب.
فقد قامت بين العالم الإسلامي والغرب علاقات تجارية واقتصادية ناشطة بلغت أوجها عصر الحروب الصليبية، حيث اجتمعت ظروف كثيرة وعديدة شجعت على ازدهار التجارة ونمو حركة التبادل التجاري بينهما.
ولعل من أهم هذه الظروف تشجيع الخلفاء والسلاطين المسلمين للتجارة وعقد المعاهدات التجارية مع الغرب، التي كانت موادّها تنص على سلامة وأمن ممثلي كلّ من الطرفين، كما تهتم بتنسيق التعاون بينهم وحلّ ما قد ينشأ من مشاكل وخلافات تنجم عن التعامل اليومي بين المسلمين والغربيين، هذا من جهة. ومن جهة أخرى الدور الذي لعبته المدن الإيطالية، خاصة جمهوريات البندقية وجنوى وبيزا، كوسطاء تجاريين بين الشرق والغرب، حيث لعبت هذه الجمهوريات دور وسيلة الاتصال والإمداد بين الظهير الأوربي والمستوطنات الجديدة في المنطقة العربية والإسلامية، وكان لسفنها إضافة إلى سفن مرسيليا وساحل جنوب فرنسا الفضل في نقل السلع والبضائع الغربية إلى موانئ الشام، وكذلك نقل السلع والبضائع والمنتجات الشرقية إلى الموانئ الغربية.
ففي أعقاب الفتوحات الإسلامية لبلاد فارس والشام ومصر وإفريقية غدت الدولة الإسلامية وريثة نشاط الفرس التجاري في الشرق الأقصى، كما غدت مطلة على البحر المتوسط بحيث تحوّلت ثغور البحر المتوسط إلى محطات لتوزيع
ما يجلبه المسلمون من تجارة الشرق الأدنى ( من الصين والهند وغيرها) على الغرب. فكانت البضائع التي تأتى عن طريق البحر الأحمر في طريقها إلى الغرب تنقل عبر الصحراء إلى النيل ثم تنقل من هناك إلى الإسكندرية التي كانت ملتقى التجارة العالمية. أما السلع التي كانت تفرغ في جدة فكانت تباع لعدد كبير من الحجاج الذين يحجّون كل عام إلى مكة. ومن ثم كانت تلك السلع تصل إلى الغرب بواسطة التجار المصريين العائدون إلى بلادهم عن طريق البر وذلك بالالتفاف حول طرفي البحر الأحمر، أو التجار السوريين الذين كانوا يحملونها معهم إلى سوريا حيث كان موقع مدينة دمشق ومعها الثغور الشامية على البحر المتوسط هاماً لتضمّنه محطات لتوزيع ما يجلبه المسلمون من تجارة الشرق على بلدان الغرب.
وفى عصر الحروب الصليبية كانت التجارة في المحيط الهندي ناشطة جداً، وكان ثمة حركة تجارية عظيمة بين دول المحيط الهندي، فالمراكب ذاهبة وغادية بين موانئ المحيط وجزره حاملة مختلف المنتجات. وقد امتد نشاط البحرية التجارية الإسلامية إلى الصين، حيث كان المسلمون ينافسون الصينيين في هذا المجال، وكانوا يقبضون على ناصية التجارة الدولية بين الشرق والغرب في تلك الفترة فيبحرون بسلعهم من الخليج العربي فالمحيط الهندي ومنه إلى الموانئ الصينية التجارية مثل كانتون ويانغ ومنغ وغيرها.
وكانت عدن نقطة إقلاع السفن المتجهة إلى السند والهند الصينية والصين حيث كانت خانفو هي غاية الملاحة، وفى كل هذه البلاد كانت السفن التجارية تشحن عند عودتها بالمسك والصبر والفلفل والقرفة وجذور الخولجان وجوز الطيب والكافور والقرنفل وغيرها من التوابل التي كان الغربيون يعتبرون حيازتها أعظم نتيجة لصلاتهم بالشرق. كما كانت السفن التجارية تقلع من الخليج العربي قاصدة الهند والصين لنفس الغرض.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|