أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-7-2019
718
التاريخ: 15-7-2019
1376
التاريخ: 16-4-2016
765
التاريخ: 14-7-2019
627
|
لقد ازدهر الفكر الجغرافي فى ظل الرحلات التي قام بها المسالكيون والجغرافيون المسلمون ، وجابوا خلالها ربوع العالم القديم ، والأمصار الإسلامية على السواء ، فلما أوضحوا جغرافية العالم الإسلامي ، فأوضحوا أيضاً جغرافية بلاد الصين والهند وأوروبا ، ولم يتحيز الرحالة الأوائل إلى معرفة العالم الإسلامي دون سواه كما يدعى البعض بقصد أو بدون قصد، ولذلك فقد أسهمت رحلات الجغرافيين المسلمين فى الآتي :
أولاً : كشف الأغلب الأعم من معالم وأعلام العالم القديم ، فأخرج الجغرافيون صورة الأرض بطريقة إبداعية جسدها بصورة جيدة الشريف الإدريسي فى خريطة العالم ، لتكون مفخرة للمسلمين والعرب بين الأمم والشعوب على مر العصور ولا زالت الكرة المجسدة للأرض بمتاحف أوروبا حتى الآن .
ثانياً : أشرفت الدولة الإسلامية الزاهرة على مسالك العالم القديم المختلفة البرية والبحرية على السواء ، وكما كانوا سادة الطرق البرية والمعابر ، كانوا أيضاً سادة البحر وخبراء البحار والمحيطات .
ثالثاً : كانت الرحلات فى أغلبها مجهودات شخصية إلا قليلاً منها ، التي كلف الحاكم بعض الرحالة لأغراض محددة ، الأمر الذى يجعل هناك حاجة لإحياء روح الفريق بين الأمة الإسلامية جمعاء أسوة بالشعوب التي سبقتها ، ففي حين كانت رحلة ابن بطوطة مثلاً رحلة شخصية فردية كانت رحلة فاسكودي جاما رحلة تتبناها دولة من حيث الإنفاق والأهمية ودعمها كي تنجح وتحقق لها كل المصالح والإرب .
رابعاً : كشف الرحالة والجغرافيون المسلمون عن تراث إسلامي هائل غرثه الفتح الإسلامي بين أرجاء وأقاليم العالم الإسلامي الذى كانت تقطعه البحار والأنهار والمحيطات والصحراء والجبال ، هو وحدة ترابط الشعوب فى هدف ومصير واحد ، هذا على الرغم مما تشهده البلاد الإسلامية آنذاك من صراعات ولكنها بين الحكام ولأغراض سلطوية .
خامساً : أفرزت رحلات وكتابات الرحالة والمسالكيين والجغرافيين عن ثروة معلوماتية هائلة كانت النور والدليل إلى ما يسمى بالكشف الجغرافي للهند على يد فاسكودى جاما ، بواسطة رحالة مسلمين .
سادساً : لا نبالغ إذا قلنا إن التراث الإسلامي الجغرافي الذى أفرز خريطة العالم بكل معالمها ووضع القوانين والأسس الجغرافية والبيئية كان وراءها الكشف الجغرافي للعالم الجديد ، الذى غير خريطة العالم – وسوف نوضح ذلك فيما بعد .
سابعاً : بالرغم من اعتراف بعض مفكري أوروبا بتأثير التراث الإسلامي فى العالم والحضارة الغربية من أمثال "ميللر" ، إلا أنه ساد الاتجاه الأكبر نحو طمس هذه الحقيقة أو التقليل من شانها ، "كما يقوب الشيال" وقد زكى هذا الاتجاه حركة الاستعمار الأوروبي الواسعة والكاسحة للعالمين العربي والإسلامي ومحاربة هوية الإسلام فيهما ، حتى عجز العرب والمسلمون عن الابتكار والإبداع والإسهام فى ركب الحضارة .
ثامناً : وضح جلياً أن أغلب النخب المثقفة من الشعوب الإسلامية قد أقروا واقتنعوا أن تراثهم القديم أصبح لا يمثل إلا عبئاً ثقيلاً يجب الابتعاد عنه والاتجاه نحو الحياة الجديدة على الطريقة الغربية ، علماً بأن التراث القديم هو القاعدة التي لا يقوم صرح حضاري جديد للعالم الإسلامي إلا عليها .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|