أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3232
التاريخ: 7-03-2015
3551
التاريخ: 7-03-2015
3375
التاريخ: 9-4-2016
3743
|
قال كمال الدين رحمه الله مرض الحسن (عليه السلام) أربعين يوما فقال في بعض الأيام أخرجوا فراشي إلى صحن الدار فأخرج فقال اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإني لم أصب بمثلها.
وروى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء عن عمير بن إسحاق قال دخلت أنا و رجل على الحسن بن علي (عليه السلام) نعوده فقال يا فلان سلني قال لا و الله لا نسألك حتى يعافيك الله ثم نسألك قال ثم دخل ثم خرج إلينا فقال سلني قبل أن لا تسألني قال بل يعافيك الله ثم نسألك قال قد ألقيت طائفة من كبدي و إني قد سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة ثم دخلت عليه من الغد و هو يجود بنفسه و الحسين ع عند رأسه فقال يا أخي لمن تتهم قال لم لتقتله قال نعم قال إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا و أشد تنكيلا و إلا يكن فلا أحب أن يقتل بي بريء .
ثم قضى (عليه السلام) لخمس خلون من ربيع الأول سنة تسع و أربعين من الهجرة و قيل خمسين و صلى عليه سعيد بن العاص فإنه كان يومئذ واليا على المدينة ودفن بالبقيع و كان تحته إذ ذاك جعدة بنت الأعمش بن قيس الكندي فذكر أنها سمته و الله أعلم بحقيقة ذلك.
وكان بانقضاء الشهور التي ولي فيها (عليه السلام) انقضاء خلافة النبوة فإن بها كان استكمال ثلاثين سنة وهي التي ذكرها رسول الله (صلى الله عليه واله) فيما نقل عنه الخلافة بعدي ثلاثون ثم تصير ملكا أو كما قال صلوات الله عليه و آله و سلامه انتهى كلامه.
قال المفيد رحمه الله لما أراد معاوية أخذ البيعة ليزيد دس إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس و كانت زوجة الحسن بن علي (عليه السلام) من حملها على سمه و ضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد فأرسل إليها مائة ألف درهم فسقته جعدة السم وبقي (عليه السلام) أربعين يوما مريضا و مضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة و له يومئذ ثمان و أربعون سنة و تولى أخوه و وصيه الحسين (عليه السلام) غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف (عليها السلام) بالبقيع.
فمن الأخبار التي جاءت بوفاته (عليه السلام) ما ذكرناه من دس معاوية إلى جعدة فسمته فسوغها المال و لم يزوجها من يزيد فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها فكان إذا وقع بينهم و بين بطون قريش كلام عيروهم فقالوا يا بني مسمة الأزواج.
ثم وصى إليه ع بأهله و ولده و تركاته و ما كان وصى به إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) حين استخلفه و أهله لمقامه و دل شيعته على استخلافه و نصبه لهم علما من بعده فلما مضى (عليه السلام) لسبيله غسله الحسين (عليه السلام) وكفنه و حمله على سريره فلم يشك مروان و من معه من بني أمية أنهم سيدفنون عند جده رسول الله (صلى الله عليه واله) فتجمعوا له و لبسوا السلاح فلما توجه الحسين به إلى قبر جده (صلى الله عليه واله) ليجدد به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم و لحقتهم عائشة على بغل و هي تقول ما لي و لكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب و جعل مروان يقول يا رب هيجاء هي خير من دعة أ يدفن عثمان في أقصى المدينة و يدفن الحسن مع النبي لا يكون ذلك أبدا و أنا أحمل السيف و كادت الفتنة تقع بين بني هاشم و بني أمية.
والموضع الثاني أني نقلت أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه كان بدمشق و أخبره معاوية بموت الحسن (عليه السلام) وجرى بينهما كلام أغلظ له فيه ابن عباس وقال له أصبحت سيد قومك قال أما و الحسين بن علي حي فلا و قد أورد هاهنا أنه حدث مروان و عائشة و قال لهما ما ذكرناه فيجب أن تحقق و لا يجوز أن يكون القائل غير عبد الله فإن ابن عباس إذا أورد هكذا لم يرد به إلا عبد الله.
وروى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه الله قال لما حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع فأكب عليه ابنه عبد الله فقال يا أبة هل رأيت شيئا فقد غممتنا فقال أي بني هي و الله نفسي التي لم أصب بمثلها.
وقال إنه لما نزل بالحسن بن علي (عليه السلام) الموت فقال أخرجوا فراشي إلى صحن الدار فأخرج فقال اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإني لم أصب بمثلها.
وروي أنه قال لما حضرت الحسن بن علي (عليه السلام) الوفاة كأنه جزع عند الموت فقال له الحسين (عليه السلام) كأنه يعزيه يا أخي ما هذا الجزع إنك ترد على رسول الله (صلى الله عليه واله) و علي (عليه السلام) و هما أبواك و على خديجة و فاطمة و هما أماك و على القاسم و الطاهر و هما خالاك و على حمزة و جعفر و هما عماك فقال له الحسن (عليه السلام) أي أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله و أرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط قال فبكى الحسين (عليه السلام).
قلت مناقب الحسن (عليه السلام) و مزاياه و صفات شرفه و سجاياه و ما اجتمع فيه من الفضائل و خص به من المآثر التي فاق بها على الأواخر و الأوائل لا يقوم بإثباتها البنان و لا ينهض بذكرها اللسان لأنه أرفع مكانة و محلا و أوفى شرفا و نبلا و أزكى فرعا و أعلى أصلا من أن يقوم مثلي مع قصور ذرعه و جمود طبعه بما يجب من عد مفاخره و تخليد مآثره و لكنه ص من أهل بيت الكرم و الجود و ناشري رمم السماح في الوجود و لذلك يقبل اليسير و يجازي بالكثير وقد قلت في مدحه معتذرا من التقصير.
أيا ابن الأكرمين أقل عثاري فتقصيري على الحالات باد
وكيف أطيق أن أحصي مزايا خصصت بهن من بين العباد
لك الشرف الذي فاق البرايا وجل علا على السبع الشداد
سبقت إلى المفاخر و السجايا الكريمة و الندى سبق الجواد
وجود يديك يقصر عن مداه إذا عد الندى صوب الغواد
وبيتك في العلى سام رحيب بعيد الذكر مرتفع العماد
أبوك شأى الورى شرفا ومجدا فأمسى في العلى واري الزناد
وجدك أكرم الثقلين طرا أقر بفضله حتى الأعادي
إلى الحسن بن فاطمة أثيرت بحق أينق المدح الجياد
تؤم أبا محمد المرجى حماد لها و من أمت حماد
أقر الحاسدون له بفضل عوارفه قلائد في الهواد
بكم نال الهداية ذو ضلال وأنتم ناهجو سبل الرشاد
وأنتم عصمة الراجي وغوث يفوق الغيث في السنة الجماد
محضتكم المودة غير وان وأرجو الأجر في صدق الوداد
وكم عاندت فيكم من عدو وفيكم لا أخاف من العناد
ومن يك ذا مراد في أمور فإن ولاءكم أقصى مرادي
أرجيكم لآخرتي و أبغي بكم نيل المطالب في معادي
وما قدمت من زاد سواكم ونعم الزاد يوم البعث زادي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|