المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



وفاته (عليه السلام)  
  
3313   09:22 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص419-425.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /

قال كمال الدين رحمه الله مرض الحسن (عليه السلام) أربعين يوما فقال في بعض الأيام أخرجوا فراشي إلى صحن الدار فأخرج فقال اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإني لم أصب بمثلها.

وروى الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء عن عمير بن إسحاق قال دخلت أنا و رجل على الحسن بن علي (عليه السلام) نعوده فقال يا فلان سلني قال لا و الله لا نسألك حتى يعافيك الله ثم نسألك قال ثم دخل ثم خرج إلينا فقال سلني قبل أن لا تسألني قال بل يعافيك الله ثم نسألك قال قد ألقيت طائفة من كبدي و إني قد سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة ثم دخلت عليه من الغد و هو يجود بنفسه و الحسين ع عند رأسه فقال يا أخي لمن تتهم قال لم لتقتله قال نعم قال إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا و أشد تنكيلا و إلا يكن فلا أحب أن يقتل بي بريء .

ثم قضى (عليه السلام) لخمس خلون من ربيع الأول سنة تسع و أربعين من الهجرة و قيل خمسين و صلى عليه سعيد بن العاص فإنه كان يومئذ واليا على المدينة ودفن بالبقيع و كان تحته إذ ذاك جعدة بنت الأعمش بن قيس الكندي فذكر أنها سمته و الله أعلم بحقيقة ذلك.

وكان بانقضاء الشهور التي ولي فيها (عليه السلام) انقضاء خلافة النبوة فإن بها كان استكمال ثلاثين سنة وهي التي ذكرها رسول الله (صلى الله عليه واله) فيما نقل عنه الخلافة بعدي ثلاثون ثم تصير ملكا أو كما قال صلوات الله عليه و آله و سلامه انتهى كلامه.

قال المفيد رحمه الله لما أراد معاوية أخذ البيعة ليزيد دس إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس و كانت زوجة الحسن بن علي (عليه السلام) من حملها على سمه و ضمن لها أن يزوجها بابنه يزيد فأرسل إليها مائة ألف درهم فسقته جعدة السم وبقي (عليه السلام) أربعين يوما مريضا و مضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة و له يومئذ ثمان و أربعون سنة و تولى أخوه و وصيه الحسين (عليه السلام) غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف (عليها السلام) بالبقيع.

فمن الأخبار التي جاءت بوفاته (عليه السلام) ما ذكرناه من دس معاوية إلى جعدة فسمته فسوغها المال و لم يزوجها من يزيد فخلف عليها رجل من آل طلحة فأولدها فكان إذا وقع بينهم و بين بطون قريش كلام عيروهم فقالوا يا بني مسمة الأزواج.

 

وروي مرفوعا إلى ابن إسحاق قال كنت مع الحسن و الحسين (عليه السلام) في الدار فدخل الحسن (عليه السلام) المخرج ثم خرج فقال لقد سقيت السم مرارا فما سقيته مثل هذه المرة و لقد لفظت قطعة من كبدي فجعلت أقلبها بعود كان معي فقال له الحسين (عليه السلام) من سقاك فقال و ما تريد منه أن يكون هو فالله أشد نقمة و إن لم يكن هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء.
وروى عبد الله بن إبراهيم عن زياد بن المخارقي قال لما حضرت الحسن (عليه السلام) الوفاة استدعى الحسين بن علي (عليه السلام) فقال له يا أخي إني مفارقك و لاحق بربي عز و جل و قد سقيت السم و رميت بكبدي في الطست و إني لعارف بمن سقاني السم و من أين دهيت و أنا أخاصمه إلى الله عز و جل فبحقي عليك إن تكلمت في ذلك بشي ء فإذا قضيت نحبي فغمضني وغسلني و كفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) لأجدد به عهدا ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة رحمة الله عليها فادفني هناك و ستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند جدي رسول الله (صلى الله عليه واله) فيجلبون في منعكم من ذلك و بالله أقسم عليك أن تهريق في أمري محجمة دم.

 

ثم وصى إليه ع بأهله و ولده و تركاته و ما كان وصى به إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) حين استخلفه و أهله لمقامه و دل شيعته على استخلافه و نصبه لهم علما من بعده فلما مضى (عليه السلام) لسبيله غسله الحسين (عليه السلام) وكفنه و حمله على سريره فلم يشك مروان و من معه من بني أمية أنهم سيدفنون عند جده رسول الله (صلى الله عليه واله) فتجمعوا له و لبسوا السلاح فلما توجه الحسين به إلى قبر جده (صلى الله عليه واله) ليجدد به عهدا أقبلوا إليهم في جمعهم و لحقتهم عائشة على بغل و هي تقول ما لي و لكم تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب و جعل مروان يقول يا رب هيجاء هي خير من دعة أ يدفن عثمان في أقصى المدينة و يدفن الحسن مع النبي لا يكون ذلك أبدا و أنا أحمل السيف و كادت الفتنة تقع بين بني هاشم و بني أمية.

 

فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له ارجع يا مروان من حيث جئت فإنا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله (صلى الله عليه واله) لكنا نريد أن نجدد به عهدا و بزيارته ثم نرده إلى جدته فاطمة رحمة الله عليها فندفنه بوصيته عندها و لو كان وصى بدفنه مع رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلمت أنك أقصر باعا من ردنا عن ذلك و لكنه كان أعلم بالله و برسوله و بحرمة قبره من أن يطرق عليه هدما كما طرق ذلك غيره و دخل بيته بغير إذنه ثم أقبل على عائشة و قال وا سوأتاه يوما على بغل و يوما على جمل تريدين أن تطفئي نور الله و تقاتلي أولياء الله ارجعي فقد كفيت الذي تخافين و بلغت ما تحبين و الله تعالى منتصر لأهل هذا البيت و لو بعد حين.
وقال الحسين (عليه السلام) و الله لو لا عهد الحسن إلي بحقن الدماء و أن لا أهريق في أمره محجمة دم لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مأخذها و قد نقضتم العهد بيننا و بينكم و أبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا.

 

 

ومضوا بالحسن (عليه السلام) فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم رضي الله عنها. 
قلت في هذا الفصل موضعان يجب أن تحقق فإنه قد تقدم أن سعيد بن العاص صلى على الحسن لأنه كان واليا يومئذ على المدينة و في هذا الموضوع ذكر أن مروان خرج ليمنع من دفنه فلعله لم يكن أميرا ليكون جمعا بين الأمرين.

 

والموضع الثاني أني نقلت أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه كان بدمشق و أخبره معاوية بموت الحسن (عليه السلام) وجرى بينهما كلام أغلظ له فيه ابن عباس وقال له أصبحت سيد قومك قال أما و الحسين بن علي حي فلا و قد أورد هاهنا أنه حدث مروان و عائشة و قال لهما ما ذكرناه فيجب أن تحقق و لا يجوز أن يكون القائل غير عبد الله فإن ابن عباس إذا أورد هكذا لم يرد به إلا عبد الله.

وروى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي رحمه الله قال لما حضرت الحسن الوفاة جعل يسترجع فأكب عليه ابنه عبد الله فقال يا أبة هل رأيت شيئا فقد غممتنا فقال أي بني هي و الله نفسي التي لم أصب بمثلها.

وقال إنه لما نزل بالحسن بن علي (عليه السلام) الموت فقال أخرجوا فراشي إلى صحن الدار فأخرج فقال اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإني لم أصب بمثلها.

وروي أنه قال لما حضرت الحسن بن علي (عليه السلام) الوفاة كأنه جزع عند الموت فقال له الحسين (عليه السلام) كأنه يعزيه يا أخي ما هذا الجزع إنك ترد على رسول الله (صلى الله عليه واله) و علي (عليه السلام) و هما أبواك و على خديجة و فاطمة و هما أماك و على القاسم و الطاهر و هما خالاك و على حمزة و جعفر و هما عماك فقال له الحسن (عليه السلام) أي أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله و أرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط قال فبكى الحسين (عليه السلام).

قلت مناقب الحسن (عليه السلام) و مزاياه و صفات شرفه و سجاياه و ما اجتمع فيه من الفضائل و خص به من المآثر التي فاق بها على الأواخر و الأوائل لا يقوم بإثباتها البنان و لا ينهض بذكرها اللسان لأنه أرفع مكانة و محلا و أوفى شرفا و نبلا و أزكى فرعا و أعلى أصلا من أن يقوم مثلي مع قصور ذرعه و جمود طبعه بما يجب من عد مفاخره و تخليد مآثره و لكنه ص من أهل بيت الكرم و الجود و ناشري رمم السماح في الوجود و لذلك يقبل اليسير و يجازي بالكثير وقد قلت في مدحه معتذرا من التقصير.

أيا ابن الأكرمين أقل عثاري                 فتقصيري على الحالات باد

وكيف أطيق أن أحصي مزايا                خصصت بهن من بين العباد

لك الشرف الذي فاق البرايا                 وجل علا على السبع الشداد

سبقت إلى المفاخر و السجايا               الكريمة و الندى سبق الجواد

وجود يديك يقصر عن مداه                 إذا عد الندى صوب الغواد

وبيتك في العلى سام رحيب                 بعيد الذكر مرتفع العماد

أبوك شأى الورى شرفا ومجدا              فأمسى في العلى واري الزناد

وجدك أكرم الثقلين طرا                     أقر بفضله حتى الأعادي

إلى الحسن بن فاطمة أثيرت                بحق أينق المدح الجياد

تؤم أبا محمد المرجى                       حماد لها و من أمت حماد

أقر الحاسدون له بفضل                     عوارفه قلائد في الهواد

بكم نال الهداية ذو ضلال                   وأنتم ناهجو سبل الرشاد

وأنتم عصمة الراجي وغوث               يفوق الغيث في السنة الجماد

محضتكم المودة غير وان                  وأرجو الأجر في صدق الوداد

وكم عاندت فيكم من عدو                  وفيكم لا أخاف من العناد

ومن يك ذا مراد في أمور                  فإن ولاءكم أقصى مرادي

أرجيكم لآخرتي و أبغي                     بكم نيل المطالب في معادي

وما قدمت من زاد سواكم                  ونعم الزاد يوم البعث زادي.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.