المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

نم عقلك ليزداد جمالك
2-5-2022
هل انتقص قانون القصاص المرأة ؟
27-07-2015
لا اختيار للخلق في إختيار الواسطة
13-2-2018
ليفي بييو
10-9-2016
الإلكترونات
2023-03-22
تشجيع اطفالنا على تقييم انفسهم
11-9-2016


لحظاته الاخيرة (عليه السلام)  
  
3617   09:23 صباحاً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص296-297.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015 3161
التاريخ: 9-4-2016 6188
التاريخ: 9-4-2016 5235
التاريخ: 9-4-2016 5020

روى صاحب كتاب (الكفاية) بأسناد معتبر عن جنادة بن أبي امية، قال : دخلت على الحسن بن علي (عليه السلام)  في مرضه الذي توفي فيه وبين يديه طشت يقذفه عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السم الذي أسقاه معاوية، فقلت : يا مولاي، ما لك لا تعالج نفسك؟ , فقال : يا عبدالله، بماذا اعالج الموت.

قلت : انا لله وانا اليه راجعون.

ثم التفت الي وقال : والله لقد عهد الينا رسول الله (صلى الله عليه واله) ان هذا الأمر يملكه اثناء عشر اماما من ولد علي وفاطمة، ما منا الا مسموم او مقتول ثم رفعت الطشت وبكى (عليه السلام)  ، قال : فقلت له : عظني يا بن رسول الله؟ , قال : نعم، استعد لسفرك، وحصل زادك قبل حلول أجلك , وأعلم انك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت، على يومك الذي انت فيه , واعلم انك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك الا كنت فيه خازنا لغيرك و واعلم ان في حلالها حسابا، وفي حرامها عقابا، وفي الشبهات عتابا، فانزل الدنيا بمنزلة الميتة، خذ منها ما يكفيك، فان كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها وان كان حراما لم يكن فيه وزر، فأخذت كما اخذت من الميتة، وان كان العتاب فالعتاب يسير واعمل لدنياك كانك تعيش ابدا، واعمل لأخرتك كانك تموت غدا , واذا اردت عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان فاخرج من ذلك معصية الله الى عز طاعة الله عزو جل واذا نازعتك الى صحبة الرجل حاجة فاصحب من اذا صحبته زانك واذا خدمته صانك، واذا اردت منه معونة اعانك، وان قلت صدق قولك، وان صلت شد صولتك، وان مددت يدك بفضل مدها، وان بدت عنك ثلمة سدها، وان رأى منك حسنة عدها، وان سالته اعطاك، وان سكت عنه ابتداك، وان نزلت احدى الملمات به سائك من لا تاتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذلك عند الحقائق، وان تنازعتما منقسما اثرك.

قال : ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشيت عليه، ودخل الحسين (عليه السلام)  والاسود بن ابي الاسود، فانكب عليه حتى قبل راسه وبين عينيه، ثم قعد عنده فتسارا جميعا.

فقال ابو الاسود : انا لله ان الحسن قد نعيت اليه نفسه، وقد اوصى الى الحسين (عليه السلام) وتوفي يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة، وله (عليه السلام)  سبع وأربعين سنة ودفعن بالبقيع.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.