أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2023
1477
التاريخ: 26-4-2020
1931
التاريخ: 3-8-2019
1740
التاريخ: 24-8-2019
828
|
10- المحافظة على التراث الوطني في مواجهة أساليب الهيمنة الثقافية لوسائل الاتصال الحديثة.
11- نشر المعلومات الخاصة بالدراسات والبحوث التربوية.
إن طبيعة الأدوار التي سبق ذكرها تدل على أن تصور التربية على أنها التعليم النظامي دون النظر للوسائل الاخرى - ومن بينها وسائل الإعلام يؤدي إلى تجاهل الدور التربوي لهذه الوسائل، وهو دور يصعب إنكاره. . ولهذا فإننا نرى أن التخطيط التربوي للمجتمع يجب أن يضع في اعتباره طبيعة الأدوار التي تقوم بها وسائل الإعلام، بالإضافة إلى الجوانب التعليمية الأخرى. إلا أن المشكلة - كما تراها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - تكمن في أن سيطرة الدولة على وسائل الإعلام في كثير من دول العالم يظع هذه الادوار بطابع دعائي وسياسي يفقدها جاذبيتها، ويجعلها
تعجز عن توصيل الرسالة بشكل مقنع(1) .
والحقيقة أن التطور السريع والمتنوع للاتصال قد أدى إلى مضاعفة روابطه، علاوة على أنه قد ساعد على خلق بيئة تعليمية تربوية ذات طبيعة خاصة، وهو أمر قد أدى إلى أن يفقد النظام التعليمي احتكاره لعملية التربية .
ومن جهة أخرى، أصبح الإعلام أداة لتعليم الناس أشياء ومعارف كان من الصعب الحصول عليها في مؤسسات التعليم النظامي. ولهنا فقد اهتمت الدول النامية بصفة خاصة بالدور التربوي لوسائل الإعلام التي أصبحت بالنسبة للأميين تعادل المدرسة بالنسبة للذين نالوا قسطاً من التعليم ، وقد أدى تطور وسائل الإعلام في هذا العصر إلى إغراق الناس بالمعلومات، فخلف انطباعاً بأن الانتفاع بالمعرفة أصبح حقاً. . وأن الفوارق الاجتماعية يحتمل إزالتها . فقد حقق الوعي بالبيئة التقنية كأجهزة الترانسستور والتسجيل المسموع والمرئي ومحطات استقبال برامح أقمار البث المباشر وتأثيراتها على المعرفة، دورا قويا في تلبية جزءا لا يستهان به من الاحتياجات المطلوبة للتنمية الاجتماعية وذلك تبعاً للظروف المحيطة بكل فرد.
ولهذا فقد أجمعت العديد من البحوث والدراسات على أهمية الإعلام التربوي ودوره في عملية التوعية والتعليم والتوجيه والإرشاد، وهي مفاهيم تصب في النهاية في قالب واحد تتشكل فيه شخصية الفرد بالصيفة التي أرادها المجتمع عقلا وخلقاً ونفساً .
إلا أننا إذا ما أخذنا في الاعتبار الثقافة الكونية الوافدة عبر الأقمار الصناعية، وما تحمله من ثقافة مغايرة وقيم وأساليب حياة قد تتفق أو تختلف مع قيمنا وأساليب حياتنا، فإن الدور التربوي لوسائل الإعلام بالصورة التي عرضناها قد يتعرض للخلخلة، خاصة، وأننا نشارك العالم في تلقي هذه الثقافة الكونية، بينما نحن أبناء العالم الثالث لم نشارك هذا العالم في صنعها(2) . هذا التحدي أحدث شرخاً في احتكار الكتاب المدرسي كعنصر أساسي في العملية التعليمية، وإذا دارت أزمة النظم التعليمية التقليدية، وخاصة في دول العالم الثالث في مواجهة الانفجار المعرفي وثورة المعلومات من جهة، وحق الناس في التعليم من جهة أخرى.
ان المخرج من هذه الازمة ومواجهة هذا التحدي، هو السعي الى التكامل بين التعليم والاعلام لتحقيق التنمية الثقافية او ثورة ثقافية تحفظ التراث، وتشكل الافراد وفقاً لقيم المجتمع، وتكون ثقافة المجتمع التي تحقق التواصل بين أجياله.
إن ترك هذا الأمر دون ضابط أو رقيب أو علاج أو مواجهة، يعد اختراقاً للثقافات الوطنية، وبحوث ازدواجية ثقافية تمهد لذوبان الثقافات الوطنية في ثقافات الغزو، وتحويلها إلى سوق رائجة لاستهلاك النموذج الثقافي الأجنبي، كما أن الاحتفاظ بالاستقلال في ظل عهد الهيمنة الاتصالية والتفوق التكنولوجي، هو أمر يكاد يكون مستحيلا على الأقل في الوقت الحاضر، ولذلك لا بديل عن تربية ثقافية وطنية للنشء بصورة تكفل لهم ولاءهم لثقافتهم وتنميتها وتجديدها وفقاً لمقتضيات العصر.
إن المعادلة في إحداث التوازن بين من يرون في ذلك انفتاحاً ثقافياً ضرورياً من جهة، وخطر الاجتياح والاستلاب والحفاظ على الخصوصية الثقافية دون عزلة من جهة أخرى، مسألة غير مأمونة العواقب بسبب موقع الصورة في الثقافة المعاصرة، وتطور تكنولوجيا الاتصال الفضائي والهيمنة على هذه التكنولوجيا، وحدود الحرية في تدفق المعلومات، وجميعها مشكلات تجعل صياغة أساليب للمقاومة عسيرة وشاقة، ولكنها ليست مستحيلة.
وفي تقديري أن التمسك والدعوة المستمرة والإعلام المكثف والتوعية المستمرة فوق كل منابر الاتصال ضرورة لازمة بإثارة الوعي لمخاطر التغريب والتقليد والاستلام لتوجهات الحضارة الغربية والانبهار بسلعها وأفكارها وخيراتها التي تفقد الأمة الثقة في ذاتها، وتؤدي إلى سيادة الثقافة الرأسمالية الوافدة التي تفتح أبواباً واسعة للتبعية السياسية والاقتصادية والتكنولوجية بصورة قد تعصف بالتماسك الاجتماعي وتفقد الأمة مقومات الثقافة الوطنية المتحررة المستقلة في اتخاذ القرار، وتحديد المار وفي التفاعل الإيجابي مع مائر الثقافات الإنسانية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ——، فضية التخطيط الإعلامي في الوطن العربي، مطبوعات المنظمة، 1980، ص86.
(2) المؤتمر العلمي الرابع عثر لرابطة التربية الحديثة، كلية التربية، جامعة عين شمس حول الالام والتعليم، 1994، مجلة الدراسات الإعلامية، العدد 76، القاهرة، يوليو- سبتمبر1994 من ص 181 - الى ص 194.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|