أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
3550
التاريخ: 7-4-2016
3771
التاريخ: 7-03-2015
3365
التاريخ: 7-03-2015
3053
|
لم يكن المجتمع العراقي في تلك الفترة مجتمعاً مترابطاً ومتحداً يسوده الانسجام، بل كان مؤلفاً من شرائح وتيارات عديدة متناقضة بينها لا يجمعها أي تفاهم وتنسيق فقد كان هناك أنصار الحزب الأموي الخطير، والخوارج الذين يوجبون محاربة الفريقين والمسلمون الموالي الذين وفدوا إلى العراق من مناطق أُخرى حيث قد بلغ عددهم العشرين ألفاً وأخيراً جماعة شكّاكون بلا عقيدة ثابتة يتأرجحون بين تأييد هذا التيار وذاك.
هؤلاء جميعاً شكّلوا المجتمع العراقي في تلك الفترة، هذا مضافاً إلى تلك الشريحة التي تشايع خط أمير المؤمنين وأهل البيت.
جيش متفكّك.
وقد انعكست طبعاً ظاهرة التعدّدية العقائدية والتباين الفكري والتفكّك على جيش الإمام الحسن (عليه السَّلام) أيضاً وجعلت منه جيشاً لا يتمتع بالانسجام والتماسك، ولذلك كان من غير الممكن الاعتماد على هذا الجيش في مواجهة العدو الخارجي .
وقد كتب أُستاذ الشيعة المرحوم الشيخ المفيد والمؤرّخون الآخرون حول هذه الظاهرة الخطيرة في جيش الإمام : وبعث حجراً يأمر العمال بالمسير واستنفر الناس للجهاد فتثاقلوا عنه ثمّ خفوا ومعه أخلاط من الناس :
أ. بعضهم شيعة له ولأبيه.
ب. وبعضهم محكّمة ـ أي خوارج ـ يؤثرون قتال معاوية بكلّ حيلة ـ بغضاً بمعاوية لا حباً
الحسن ـ.
ج. وبعضهم أصحاب فتن وطمع في الغنائم.
د. وبعضهم شكّاك لا يرون للحسن أي أفضلية على معاوية.
هـ. وبعضهم أصحاب عصبية اتّبعوا رؤساء قبائلهم لا يرجعون إلى دين.
«واللّه ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم، وإنّما كنّا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر، فسلبت السلامة بالعداوة، والصبر بالجزع، وكنتم في منتدبكم إلى صفين ودينكم أمام دنياكم، فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم، ألا وإنّا لكم كما كنّا ولستم لنا كما كنتم، ألا وقد أصبحتم بين قتيلين: قتيل بصفين تبكون له و قتيل بالنهروان تطلبون بثأره، فأمّا الباقي فثائر، ألا وإنّ معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عزّ ولا نصفة، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى اللّه عزّ وجلّ بظباء السيوف، وإن أردتم الحياة قبلناه وأخذنا لكم الرضا».
وما إن بلغ الإمام هذا الموضع من خطبته ناداه القوم من كلّ جانب : البقية البقية.
إذن كيف يمكن للإمام أن يواجه عدوّاً قوياً مثل معاوية بالاعتماد على مثل هذا الجيش الفاقد لروح الجهاد؟!.
وهل يكون النصر مرجواً أبداً معه وهو متركّب من تيارات وشرائح متضاربة متناقضة، الأمر الذي يمكن أن يكون مصدر خطر بمجرد الغفلة عنه؟!.
وإذا افترض انّ الإمام الحسن ومعاوية قد تبادلا مواقعهما، وكان معاوية قائداً لمثل هذا الجيش فهل كان بإمكانه أن يقوم بغير ما قام به الإمام؟!.
نعم تعاونت هذه الأسباب واجتمعت لتدفع بالمجتمع الإسلامي إلى شفا وادي الدمار وخلّفت أحداثاً مريرة سنشير إليها.
قد شوّه بعض الكتّاب والمؤرّخين القدامى والمعاصرين الحقائق التاريخية وادّعى انّ الإمام الحسن لم ينو قتال معاوية والاختلاف معه، بل كان ومنذ الأيام الأُولى يتطلّع إلى الحصول على امتيازات مادية منه ليتمتّع بحياة رغيدة مرفّهة، ولم يكن نزاعه مع معاوية إلاّ لتحقيق تلك الأهداف والوصول إلى هذه الامتيازات!.
هناك وثائق حية تدلّ على وهن هذه الافتراءات والتهم، وانّها لا تتلاءم مع الحقائق التاريخية على الإطلاق، لأنّه لو لم يشأ قتال معاوية لما كان هناك معنى لتعبئته للقوات وتجهيزه للجيش وقد أجمع المؤرّخون على أنّه (عليه السَّلام) جهز جيشاً واستعد للقتال، غير انّ انعدام الانسجام ووجود التحزّب في جيشه من ناحية، وتفكّكه قبل بدء الحرب ونشوب النزاع أثر مؤامرات معاوية الغادرة وخذلان الناس له من ناحية أُخرى، دفعاه إلى أن يوقف الحرب ويخضع للصلح والسلم، وعليه بدأ عمل الإمام بالتحرّك وإعلان الحرب وإعداد الجيش، وانتهى إلى الصلح والهدنة، وهو يدرك بعمق طبيعة المجتمع الإسلامي وظروفه ويهمه مصالح الأُمّة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|