المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

‏ المتطلبات الرئيسية للتطبيق
29-6-2016
Black South African English: phonology*
2024-05-24
Monocistronic
18-3-2019
البحر المحيط
20-09-2015
مداعبة الناس ومطايبتهم
25-12-2021
معايير تمييز المال العام من غيره من الأموال
2024-04-09


وصايا الامام الحسن (عليه السلام)  
  
5778   03:49 مساءً   التاريخ: 7-03-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص327-329.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / التراث الحسني الشريف /

روى صاحب كفاية الأثر بسند معتبر عن جنادة بن أبي أمية انّه قال : دخلت على الحسن بن عليّ (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه و بين يديه طست يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السمّ الذي أسقاه معاوية (لعنه اللّه).

فقلت : يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك؟.

فقال: يا عبد اللّه بماذا أعالج الموت؟

قلت : إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ثم التفت إليّ، فقال: و اللّه لقد عهد إلينا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر اماما من ولد علي و فاطمة ما منّا الّا مسموم أو مقتول، ثم رفعت الطشت و اتكى صلوات اللّه عليه.

قال: فقلت له: عظني يا ابن رسول اللّه، قال: نعم، استعد لسفرك، و حصّل زادك قبل حلول أجلك، و اعلم انّك تطلب الدنيا و الموت يطلبك، و لا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، و اعلم انّك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك الّا كنت فيه خازنا لغيرك.

و اعلم انّ في حلالها حساب، و في حرامها عقاب، و في الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة

الميتة، خذ منها ما يكفيك، فان كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها، و ان كان حراما لم يكن فيه وزر، فأخذت كما أخذت الميتة، و ان كان العتاب فانّ العتاب يسير.

واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا، و اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا، و اذا اردت عزّا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فأخرج من ذلّ معصية اللّه الى عزّ طاعة اللّه عز و جل ...

فذكر (عليه السلام) من قبيل هذه المواعظ البليغة ، حتى انقطع نفسه و اصفرّ لونه فدخل الحسين (عليه السلام) و الأسود بن أبي الأسود فانكبّ عليه حتى قبّل رأسه و بين عينيه ثم قعد عنده فتسارا جميعا.

فقال أبو الاسود: انا للّه، انّ الحسن قد نعيت إليه نفسه، و قد أوصى الى الحسين (عليه السلام) (واعطاه ودائع الخلافة) و توفّى يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة و له سبعة واربعون سنة (ودفن بالبقيع) .

ووفقا لرواية الشيخ الطوسي و غيره انّه: دخل الحسين بن عليّ على اخيه الحسن بن عليّ عليهما السّلام في مرضه الذي توفّي فيه، فقال له: كيف تجدك يا أخي؟

قال: أجدني في اوّل يوم من ايام الآخرة و آخر يوم من ايّام الدنيا، و اعلم انّي لا أسبق أجلي و انّي وارد علي أبي و جدّي (صلى الله عليه واله) على كره منّي لفراقك و فراق اخوتك و فراق الأحبّة، و استغفر اللّه من مقالتي هذه و أتوب إليه بل على محبة منّي للقاء رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب و أمي فاطمة عليهما السّلام و حمزة و جعفر و في اللّه عز و جل خلف من كلّ هالك، و عزاء من كلّ مصيبة و درك من كلّ ما فات.

رأيت يا أخي كبدي في الطشت، و لقد عرفت من ذهابي و من أين أتيت فما أنت صانع به يا أخي: فقال الحسين (عليه السلام): أقتله و اللّه، فقال: فلا أخبرك به أبدا حتى نلقى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولكن اكتب يا أخي: «هذا ما أوصى به الحسن بن علي الى أخيه الحسين بن عليّ: أوصى انه يشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و انّه يعبده حقّ عبادته لا شريك له في الملك و لا ولي له من الذلّ و انّه خلق كل شي‏ء فقدّره تقديرا و انّه اولى من عبد و أحق من حمد، من أطاعه رشد، و من عصاه غوى، و من تاب إليه اهتدى.

فانّي أوصيك يا حسين بمن خلّفت من أهلي و ولدي و أهل بيتك ان تصفح عن مسيئهم و تقبل من محسنهم، و تكون لهم خلفا والدا و أن تدفنني مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فاني أحقّ به و ببيته ممن ادخل بيته بغير أذنه، و لا كتاب جاءهم من بعده.

قال اللّه تعالى فيما انزله على نبيّه (صلى الله عليه واله) في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ } [الأحزاب: 53] فو اللّه ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير اذنه و لا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته و نحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده.

فان أبت عليك الامرأة فأنشدك اللّه بالقرابة التي قرّب اللّه عز و جل منك و الرحم الماسّة من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أن تهريق فيّ محجمة من دم، حتى نلقى رسول اللّه (صلى الله عليه واله)فنختصم إليه و نخبره بما كان من الناس إلينا بعده.

ووفقا لرواية الكافي و غيره قال (عليه السلام): احملوا جنازتي و ادفنوني هناك جنب أمّي فاطمة (عليها السّلام)، ثمّ قبض (عليه السلام) بعد اتمام وصاياه و ذهب الى رضوان اللّه ونعيمه.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.