أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2015
3455
التاريخ: 25-6-2022
1853
التاريخ: 23-6-2022
1262
التاريخ: 23-6-2022
1718
|
روى صاحب كفاية الأثر بسند معتبر عن جنادة بن أبي أمية انّه قال : دخلت على الحسن بن عليّ (عليه السلام) في مرضه الذي توفي فيه و بين يديه طست يقذف عليه الدم ويخرج كبده قطعة قطعة من السمّ الذي أسقاه معاوية (لعنه اللّه).
فقلت : يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك؟.
فقال: يا عبد اللّه بماذا أعالج الموت؟
قلت : إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، ثم التفت إليّ، فقال: و اللّه لقد عهد إلينا رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر اماما من ولد علي و فاطمة ما منّا الّا مسموم أو مقتول، ثم رفعت الطشت و اتكى صلوات اللّه عليه.
قال: فقلت له: عظني يا ابن رسول اللّه، قال: نعم، استعد لسفرك، و حصّل زادك قبل حلول أجلك، و اعلم انّك تطلب الدنيا و الموت يطلبك، و لا تحمل همّ يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، و اعلم انّك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك الّا كنت فيه خازنا لغيرك.
و اعلم انّ في حلالها حساب، و في حرامها عقاب، و في الشبهات عتاب، فأنزل الدنيا بمنزلة
الميتة، خذ منها ما يكفيك، فان كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها، و ان كان حراما لم يكن فيه وزر، فأخذت كما أخذت الميتة، و ان كان العتاب فانّ العتاب يسير.
واعمل لدنياك كأنّك تعيش أبدا، و اعمل لآخرتك كأنّك تموت غدا، و اذا اردت عزّا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فأخرج من ذلّ معصية اللّه الى عزّ طاعة اللّه عز و جل ...
فذكر (عليه السلام) من قبيل هذه المواعظ البليغة ، حتى انقطع نفسه و اصفرّ لونه فدخل الحسين (عليه السلام) و الأسود بن أبي الأسود فانكبّ عليه حتى قبّل رأسه و بين عينيه ثم قعد عنده فتسارا جميعا.
فقال أبو الاسود: انا للّه، انّ الحسن قد نعيت إليه نفسه، و قد أوصى الى الحسين (عليه السلام) (واعطاه ودائع الخلافة) و توفّى يوم الخميس في آخر صفر سنة خمسين من الهجرة و له سبعة واربعون سنة (ودفن بالبقيع) .
ووفقا لرواية الشيخ الطوسي و غيره انّه: دخل الحسين بن عليّ على اخيه الحسن بن عليّ عليهما السّلام في مرضه الذي توفّي فيه، فقال له: كيف تجدك يا أخي؟
قال: أجدني في اوّل يوم من ايام الآخرة و آخر يوم من ايّام الدنيا، و اعلم انّي لا أسبق أجلي و انّي وارد علي أبي و جدّي (صلى الله عليه واله) على كره منّي لفراقك و فراق اخوتك و فراق الأحبّة، و استغفر اللّه من مقالتي هذه و أتوب إليه بل على محبة منّي للقاء رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب و أمي فاطمة عليهما السّلام و حمزة و جعفر و في اللّه عز و جل خلف من كلّ هالك، و عزاء من كلّ مصيبة و درك من كلّ ما فات.
رأيت يا أخي كبدي في الطشت، و لقد عرفت من ذهابي و من أين أتيت فما أنت صانع به يا أخي: فقال الحسين (عليه السلام): أقتله و اللّه، فقال: فلا أخبرك به أبدا حتى نلقى رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ولكن اكتب يا أخي: «هذا ما أوصى به الحسن بن علي الى أخيه الحسين بن عليّ: أوصى انه يشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له و انّه يعبده حقّ عبادته لا شريك له في الملك و لا ولي له من الذلّ و انّه خلق كل شيء فقدّره تقديرا و انّه اولى من عبد و أحق من حمد، من أطاعه رشد، و من عصاه غوى، و من تاب إليه اهتدى.
فانّي أوصيك يا حسين بمن خلّفت من أهلي و ولدي و أهل بيتك ان تصفح عن مسيئهم و تقبل من محسنهم، و تكون لهم خلفا والدا و أن تدفنني مع رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فاني أحقّ به و ببيته ممن ادخل بيته بغير أذنه، و لا كتاب جاءهم من بعده.
قال اللّه تعالى فيما انزله على نبيّه (صلى الله عليه واله) في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ } [الأحزاب: 53] فو اللّه ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير اذنه و لا جاءهم الاذن في ذلك من بعد وفاته و نحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده.
فان أبت عليك الامرأة فأنشدك اللّه بالقرابة التي قرّب اللّه عز و جل منك و الرحم الماسّة من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) أن تهريق فيّ محجمة من دم، حتى نلقى رسول اللّه (صلى الله عليه واله)فنختصم إليه و نخبره بما كان من الناس إلينا بعده.
ووفقا لرواية الكافي و غيره قال (عليه السلام): احملوا جنازتي و ادفنوني هناك جنب أمّي فاطمة (عليها السّلام)، ثمّ قبض (عليه السلام) بعد اتمام وصاياه و ذهب الى رضوان اللّه ونعيمه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|