أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-05-2015
![]()
التاريخ: 2024-10-03
![]()
التاريخ: 21-09-2015
![]()
التاريخ: 6-03-2015
![]() |
لقد أحدثت مسألة التفسير بالرأي اختلافا كبيرا بينهم ما بين مانع مطلقا، ومقتصد، ومجيز مطلقا. الأمر الذي أدعى بالنتيجة إلى ظهور تفاسير ارتجالية مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، بأهواء واستحسانات متكلفة. ويمكن حصرها بالأسباب التالية وتوجيهها :
أولا : ان في مدرسة- من سموا أنفسهم أهل السنة والجماعة العامة لم تتوضح عندهم مسألة الاجتهاد؟!
بحيث جعلوا لكل من يرى حسب نظره وارتجاله وسمّوه اجتهادا ؟! كما ذكرنا سابقا بعض الأمثلة على ذلك. ومما يؤيد ما ذهبنا إليه أن المانعين من التفسير بالرأي قد جعلوا شروطا للمفسر برأيه كالإحاطة باللغة ، وموافقة الأدلة الشرعية ، وأن يكون مستوفيا لشرائط التفسير!! بينما نرى أنه حتى هذا لا يكفي للتجري بالدخول إلى ساحة القرآن الكريم وقدسه، بل أن المجتهد هو المجتهد أو المتقن للغة والنحو، والبلاغة، والقواعد الأصولية، والفقه وعلم الكلام ..
ولا يحق له الاجتهاد إلا مع فقه النص الصحيح والمعتبر من السنة الشريفة .. إذ لا اجتهاد مع النص.
ثانيا : فقدانهم للصحيح الصحيح والمعقول من المأثور، مما يضطرهم إلى إعمال الرأي الجزافي ؟! كالمفسر الذي يصدمه مأثور الغرانيق، والتجسيم والتشبيه والإسرائيليات والخرافات.
ثالثا : مقولة الشافعي المشهورة : هم رجال ونحن رجال ... مما أوقع بينهم الاختلاف بين من يقول بذلك، وبين مستنكر بشدة على أن هذا القول لا يحق إلا للشافعي فقط؟!! ولكن أبا حنيفة قد فتح الباب على مصراعيه في مسألة العمل بالرأي للجميع الدعاء ولكل الدقة، بقوله الذي تطاول على مقام النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ولكن مما يغفر له أنه لم يحسب على الرافضة، بل على أهل السنة والجماعة ؟! كما جاء عن الخطيب البغدادي في تاريخه: «... ردّ أبو حنيفة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أربع مائة حديث أو أكثر، وقال : لو أدركني النبي وأدركته لأخذ بكثير من قولي؟! وهل الدين إلا الرأي الحسن ؟ وكان يردّ ويخالف حديث النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بقوله : دعنا من هذا ؟! (1)».
ومما يقوي قول أبي حنيفة أن الأغلب قد اعتبروا النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مجتهدا كبقية المجتهدين وتدخله فيما لا يعرفه ولا يعنيه كما في قضية تأبير النحل وغيرها، ومسألة الغرانيق ، وتزكيتهم لأقطاب الروايات الإسرائيلية مما يوهن ما يصدر عنه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فضلا عن الغلو برجالهم وفيهم من اجتهد برأيه ، وعليه أ فلا يحق لهم للاجتهاد أمام هكذا سنة ؟!!
رابعا : وقوعهم في الخلط والتخبط بسبب عدم الإحاطة لآراء ومواقف بعض الصحابة وتقليدهم فيها، واعتبارها سنة للاجتهاد بالرأي على طريقة بعض السلف؟! منها ما ذكرناه سابقا في بعث معاذ إلى اليمن فقال : «... ولا آلو!» ومنها أيضا اجتهادات عمر بن الخطاب ... وما روي عن ابن الجوزي عن بعض رؤساء المعتزلة : غلط أبي حنيفة في الأحكام عظيم لأنه أضلّ خلقا، وغلط (حماد بن أبي سليمان) أعظم من غلط أبي حنيفة لأن حمادا أصل أبي حنيفة الذي منه تفرع ، وغلط (إبراهيم) أغلط وأعظم من غلط حماد لأنه أصل حماد ، وغلط (علقمة والأسود) أعظم من غلط إبراهيم، لأنهما أصله الذي عليه اعتمد، وغلط (ابن مسعود) أعظم من غلط هؤلاء جميعا لأنه أول من بدر إلى وضع الأديان برأيه (2)؟!
_________________
(1) تاريخ بغداد : 13/ 386.
(2) الرد على المتعصب العنيد- الحافظ ابن الجوزي- (510- 597 هـ) ص 110.
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
مشاتل الكفيل تزيّن مجمّع أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) بالورد استعدادًا لحفل التخرج المركزي
|
|
|