المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أنماط الأدوار - الأدوار العالمية - الدولة القائدة
24-1-2021
تاريخ نشوء الصناعات الغذائية
6-6-2022
معنى كلمة ثلّ‌
15-11-2015
بلا حد
21-5-2020
التعلم والإفادة المعرفية
31-3-2021
Ways to talk about sounds
3-6-2022


تنبيه من غفلة وأيقاظ من غفوة  
  
3307   04:04 مساءً   التاريخ: 6-03-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج2,ص376-387.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام) /

جاد الحسن (عليه السلام) بما لم تجد بمثله نفس جواد و تكرم بما يبخل به كل ذي كرم و إرفاد فإنه لا رتبة أعظم من الخلافة و لا أعلى من مقامها و لا حكم لملك في الملة الإسلامية إلا و هو مستفاد من أحكامها و لا ذو إيالة و لا ولاية إلا و هو منقاد ببره زمامها واقف في قضايا تصرفاتها بين نقضها و إبرامها فهي المنصب الأعلى و المنتصب لها صاحب الدنيا فالأمر و النهي متصل بأسبابه و الجاه و المال محصل من أبوابه و النباهة و الشهرة يستفاد من اقترابه و التقدم و التأخر يرتاد من إرضائه و إغضابه و هو خليفة رسول الله ص في أمته لإقامة أحكامه و آدابه.

وكان الحسن (عليه السلام) قد تقلد بعقد انعقادها و استبد بعقد إيجادها و ارتدى بمفوف أبرادها وبايعته ألوف لا تفر يوم جلادها و تابعته سيوف لا تقر في أغمادها و شايعته من قبائل القبائل نفوس آسادها و اشتملت جريدة جيشه على أربعين ألفا كل يعد قتله بين يدي الحسن (عليه السلام) شهادة و يعتقد قيامه بطاعته عبادة و يرى كونه من أنصاره و شيعته إقبالا و سعادة.

بينما هو في إقبال أيامها يأمر و ينهى و قد أحاط بحال مقامها حقيقة و كنها كشف له التأييد الرباني حالة لم يدركها سواه و لم يستبنها فجاد بالخلافة على معاوية فسلمها إليه و خرج عنها و تكرم بها و حرمها نفسه الشريفة فانسلخ منها. فلا جرم باعتبار هذه الحال و ما أسداه (عليه السلام) من الجود و النوال و ما أبداه من التكرم و الإفضال اعترف له معاوية على رءوس الأشهاد في غضون المقال فقال له يا أبا محمد لقد جدت بشي ء لا تجود به أنفس الرجال و لقد صدق معاوية فيما ذكره عقلا و نقلا و عظم ما أسداه إليه الحسن (عليه السلام)  جودا و بذلا فإن النفوس تتنافس في زينة الدنيا و متاعها قولا و فعلا و تحرص على إحرازها و اقتطاعها حرما و حلا فيركب إلى اكتساب محاب حطامها حزنا وسهلا و يستعذب في إدراك مناها منها أسرا و قتلا.

وفي الجملة فهي معشوقة على الغدر لا تحفظ عهدا و لا تتمم وصلاكل دمع يسيل منها عليها و بفك اليدين عنها تخلى.

فمن أخرجها على حبها عنه جدير أن يعد جواد الأمجاد و أن يسجل له بإحراز الفلج إذا تفاخرت أمجاد الأجواد.

أقول إن الشيخ كمال الدين رحمه الله وقف على أنجد هذا الأمر و لم يقف على أغواره و خاض في ضحضاحه و لم يلحج في أغمر غماره و عد تسليم الحسن (عليه السلام) الخلافة إلى معاوية من كرمه و جوده و إيثاره و لو أنعم النظر علم أنه لم يسلمها إلى معاوية باختياره و إنه لو وجد أعوانا و أنصارا لقاتله بأعوانه و أنصاره و لكنه آنس من أصحابه فشلا و تخاذلا جروا منه في ميدان الخلاف و مضماره و شحوا بأنفسهم عن مساعدته فرغبوا عن قربه و سخت أنفسهم بمفارقة جواره و أحبوا بعد داره في الدنيا فبعدت في الأخرى دارهم من داره و فر عنه من فر فتوجه عليه العقاب لفراره و حليت الدنيا في أعينهم فلم يردعهم بالغ مواعظه و إنذاره و مالوا إلى معاوية رغبة في زخرف دنياه و طمعا في درهمه و ديناره فسلم إليه الأمر حذرا على نفسه و شيعته فما رد القدر بحذاره و طلب حقن الدماء و إسكان الدهماء فأقره في قراره.

وكيف يجود الحسن (عليه السلام) على معاوية بشيء يصطلي الإسلام و أهله بناره أم كيف يرضى تأهيله لأمر قلبه معتقد لإنكاره أم كيف يظن أنه قارب بعض المقاربة و هو يسمع سب أبيه في ليله و نهاره أم كيف ينسب معاوية إلى الصدق و هو مستمر على غلوائه مقيم على إصراره أم كيف يتوهم فيه الإيمان و هو و أبوه من المؤلفة قلوبهم فانظر في أخباره و هذه جمل تستند إلى تفصيل و قضايا واضحة الدليل و أحوال تفتقر إلى نظر و فكر طويل والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل.

عاد الكلام إلى تمام ما أورده كمال الدين رحمه الله قال زيادة فائدة لعل من وقف على هذا التنبيه والإيقاظ يود أن يحيط علما بما حمل الحسن (عليه السلام) على خلع لباس الخلافة عنه و إلباسه معاوية فرأيت أن أشير إلى ما ينيل نفسه مناها و يزيل عن فكرته ما عراها.

وأذكر ما أورده الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله عن الحسن البصري رضي الله عنه و أسنده و أقصه حسب ما تلاه في صحيحه و سرده و فيه ما يكشف حجاب الارتياب و يسعف بمطلوب هذا الباب.

فقال قال الحسن البصري استقبل و الله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص لمعاوية إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها فقال له معاوية و كان و الله خير الرجلين أي عمرو أ رأيت إن قتل هؤلاء هؤلاء و هؤلاء هؤلاء من لي بأمور المسلمين من لي بنسائهم من لي بضيعتهم فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر و قال اذهبا إلى هذا الرجل و قولا له و اطلبا إليه فأتياه و دخلا عليه و تكلما و قالا له و طلبا إليه فقال لهم الحسن ع إنا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال و إن هذه الأمة قد عاثت في دمائها قالا فإنه يعرض عليك كذا و كذا و يطلب إليك و يسألك قال فمن لي بهذا قالا نحن لك به فما سألهما شيئا إلا أجاباه و قالا نحن لك به فصالحه.

قال و لقد سمعت أبا بكرة يقول رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) على المنبر و الحسن إلى جانبه و هو يقبل على الناس مرة و عليه أخرى و يقول إن ابني هذا سيد و لعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.

وقد تقدم هذا الحديث عنه (صلى الله عليه واله).

فمكان انقياد الحسن (عليه السلام) إلى الصلح لمعاوية و تسليم الأمر إليه و الجنوح إلى الصلح من آثار الأخبار النبوية و معدودا من معجزاته (صلى الله عليه واله) انتهى كلام ابن طلحة رحمه الله تعالى.

قلت يجب أن تكتفي أيدك الله بما عرفتك به من أن الحسن (عليه السلام) إنما صالح معاوية لما علمه من تواكل أصحابه و تخاذلهم و ميلهم إلى معاوية و مواصلتهم إياه بكتبهم و رسائلهم و رغبتهم عن حقه و صغوهم إلى أهل الشام و باطلهم فخذلوه كما خذلوا أباه من قبله فقبحا لخاذلهم و فعلهم بأخيه من بعده دال على فساد عقائدهم و قبح فعائلهم فمتى أمعنت النظر وجدت أواخرهم قد انتهجوا سبيل أوائلهم و همجهم قد نسجوا على منوال أماثلهم.

بأسياف ذاك البغي أول سلها             أصيب علي لا بسيف ابن ملجم

ولهم جميعا يوم يظهر فيه ما كانوا يكتمون و يجازون فيه بما كانوا يعملون و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

وقال (عليه السلام) التبرع بالمعروف و الإعطاء قبل السؤال من أكبر السؤدد.

وسئل عن البخل فقال هو أن يرى الرجل ما أنفقه تلفا و ما أمسكه شرفا.

لو أراد (عليه السلام) الصناعة لقال سرفا و شرفا لكنهم (عليه السلام) بريئون من التكلف منزهون عن التصنع تقطر الفصاحة من أعطافهم و تؤخذ البلاغة من ألفاظهم فهم فرسان الجلاد والجدال و ليوث الحروب و غيوث النزال. أذكر هنا ما نقله من كتاب حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم ره قال فأما السيد المحبب و الحليم المقرب الحسن بن علي (عليه السلام) فله في معاني المتصوفة الكلام المشرق المرتب و المقام المونق المهذب و قد قيل إن التصوف تنوير البيان و تطهير الأكنان.

وعن أبي بكرة قال كان النبي (صلى الله عليه واله) يصلي بنا فيجيء الحسن وهو ساجد صبي صغير حتى يصير على ظهره أو رقبته فيرفعه رفعا رفيقا فلما صلى صلاته قالوا يا رسول الله إنك تصنع بهذا الصبي شيئا لا تصنعه بأحد فقال هذا ريحانتي و إن ابني هذا سيد و عسى الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين و عن البراء بن عازب قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) واضعا الحسن على عاتقه و قال من أحبني فليحبه.

وعن نعيم قال :قال أبو هريرة ما رأيت الحسن (عليه السلام) قط إلا فاضت عيناي دموعا و ذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله ص و رسول الله يفتح فمه ثم يدخل فمه في فمه و يقول اللهم إني أحبه فأحبه و أحب من يحبه يقولها ثلاث مرات.

وعن الحارث قال سأل علي ابنه الحسن (عليه السلام) عن أشياء من أمر المروة و يجيء فيما أورده كمال الدين رحمه الله في الفصل التاسع في كلامه و في آخرها قال علي سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول لا فقر أشد من الجهل و لا مال أعود من العقل.

وعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال قلت للحسن بن علي (عليه السلام) إن الناس يقولون إنك تريد الخلافة فقال قد كانت جماجم العرب في يدي يحاربون من حاربت و يسالمون من سالمت فتركتها ابتغاء وجه الله تعالى و حقن دماء أمة محمد (صلى الله عليه واله).

وعن الشعبي قال شهدت الحسن بن علي (عليه السلام) حين صالح معاوية بالنخيلة فقال له معاوية قم فأخبر الناس أنك تركت هذا الأمر و سلمته إلي فقام الحسن (عليه السلام) فحمد الله و أثنى عليه وقال أما بعد فإن أكيس الكيس التقى و أحمق الحمق الفجور و إن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا و معاوية إما أن يكون حق امرئ فهو أحق به مني و إما أن يكون حقا لي فقد تركته إرادة إصلاح الأمة و حقن دمائها و إن أدري لعله فتنة لكم و متاع إلى حين.

قلت لا تظن الحسن (عليه السلام) تردد شاكا في نفسه و مخالفا لاعتقاده و مذهبه لا و الله و لكنه جرى على لغة القرآن المجيد في قوله تعالى {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 24] وعلى ما قال جده (صلى الله عليه واله) لأحد أصحابه أحدنا فرعون هذه الأمة.

وعن أبان بن الطفيل قال سمعت عليا (عليه السلام) يقول للحسن كن في الدنيا ببدنك و في الآخرة بقلبك.

وعن محمد بن علي قال :قال الحسن (عليه السلام) إني لأستحيي من ربي أن ألقاه و لم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه .

وعن أبي نجيح أن الحسن بن علي (عليه السلام) حج ماشيا و قسم ماله نصفين.

وعن شهاب بن أبي عامر أن الحسن بن علي (عليه السلام) قاسم الله ماله مرتين حتى تصدق بفرد نعله.

وعن علي بن زيد بن جذعان قال خرج الحسن بن علي عن ماله مرتين و قاسم الله ثلاث مرات حتى أنه كان يعطي من ماله نعلا و يمسك نعلا و يعطي و يمسك خفا.

وعن قرة بن خالد قال أكلت في بيت محمد بن سيرين طعاما فلما أن شبعت أخذت المنديل و رفعت يدي فقال محمد إن الحسن بن علي (عليه السلام) قال إن الطعام أهون من أن يقسم فيه.

 

وعن ابن سيرين قال تزوج الحسن بن علي امرأة فأرسل إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم.
وعن الحسن بن سعيد عن أبيه قال متع الحسن بن علي (عليه السلام) امرأتين بعشرين ألفا و زقاق من عسل فقالت إحداهما و أراها الحنفية متاع قليل من محب مفارق.

 

وعن عمر بن إسحاق قال دخلت أنا و رجل على الحسن بن علي (عليه السلام) نعوده فقال يا فلان سلني قال لا و الله لا أسألك حتى يعافيك الله ثم أسألك قال ثم دخل الخلاء ثم خرج إلينا فقال سلني قبل أن لا تسألني قال بل يعافيك الله ثم أسألك قال قد ألقيت طائفة من كبدي و إني قد سقيت السم مرارا فلم أسق مثل هذه المرة ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه و الحسين عند رأسه فقال يا أخي من تتهم قال لم تسأله لتقتله قال نعم قال إن يكن الذي أظن فإنه أشد بأسا و أشد تنكيلا و إلا يكن فما أحب أن يقتل بي بريء ثم قضى (عليه السلام).

وعن رقبة بن مصقلة قال لما حضر الحسن بن علي (عليه السلام) قال أخرجوني إلى الصحراء لعلي أنظر في ملكوت السماء يعني الآيات فلما أخرج به قال اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي و كان مما صنع الله له أنه احتسب نفسه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.