أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
3545
التاريخ: 6-4-2016
3695
التاريخ: 5-03-2015
3346
التاريخ: 7-4-2016
2838
|
ارتقى معاوية المنبر وخطب خطبة غير انّه ليس فقط لم يؤكد على بنود المعاهدة،[معاهدة الصلح مع الامام الحسن (عليه السلام)] بل قال مستخفاً و مستهتراً: أتروني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج وقد علمت أنّكم تصلّون وتزكّون وتحجّون! ولكنّي قاتلتكم لأتأمّر عليكم وألي رقابكم.
ثمّ قال: ألا وإنّ كلّ شرط وشيء أعطيت الحسن بن علي تحت قدمي هاتين.
وهكذا داس معاوية كلّ ما تعهد به وشرطه ونقض معاهدة الصلح علانية.
وتبعاً لهذه السياسة لم يكتف معاوية بعدم إجراء تعديل على طريقته هذه في التعامل فقط، بل ازداد طغياناً وإجراماً أكثر من السابق، فقد أشاع بدعة سب أمير المؤمنين وهتك حرمة ساحته المقدسة أكثر ممّا مضى، وضيّق الخناق على الشيعة وأصحاب علي الكبار الأوفياء لدرجة كبيرة، وقتل شخصية بارزة كحجر بن عدي وجماعة آخرين من الشخصيات الإسلامية الكبيرة، وتصاعد القتل والتنكيل والاضطهاد على شيعة علي حتى أصبح الشيعة بشكل عام إمّا سجناء أو مفقودين أو مشرّدين بعيداً يعيشون في أجواء يسودها الرعب والخوف.
مضافاً إلى ذلك انّ معاوية لم يلتزم بالبند الذي على صيانة حرمة الإمام علي واحترامه هو وشيعته، وخالف كذلك البند المتعلّق بخراج دار أبجرد من تلك الوثيقة.
وكتب الطبري حول هذا الموضوع : وحال أهل البصرة بينه ـ يعني بين الحسن ـ و بين خراج «دار ابجرد» وقالوا فيئنا.
وكتب ابن الأثير : وكان منعهم ـ يعني منع أهل البصرة ـ بأمر من معاوية.
وعي الناس ويقظتهم كان ينبغي على أُولئك الذين شقّت عليهم الحرب وملّوها لكثرة ما خاضوا منها وأطاعوا رؤساءهم وعلّقوا آمالاً على صلح معاوية تأثراً بإعلام ودعاية عماله ووعودهم الزائفة أن يستيقظوا ويعوا انّهم ارتكبوا خطأً كبيراً، عندما تثاقلوا وتخاذلوا في القتال، ولهثوا وراء وعود معاوية، وأطاعوا رؤساءهم طاعة عمياء، وكان هذا أمراً مستحيلاً دون أن يروا عملهم هذا ونتائجه المشؤومة والخطيرة بأُم أعينهم.
مضافاً إلى ذلك كان من الضروري أن يتعرّف المسلمون على الوجه الحقيقي للحكم الأموي ويلمسوا عمليات الإرهاب والاضطهاد والإقصاء والتنكيل والمطاردات الدائمة التي يمارسها، وفي الواقع إنّ ما كان يجب على الإمام الحسن وأصحابه المقرّبين فعله في تلك الآونة الحسّاسة من التاريخ هو الكشف عن تلك الحقائق علانية للجميع، وبالتالي إعدادهم فكرياً وذهنياً لإدراك و فهم تلك الحقائق المرة والثورة عليها.
وعليه إذا كان الإمام الحسن قد قبل الصلح، فليس لأنّه أراد التخلّي عن المسؤولية ،بل لأجل أن يبدأ الحرب على صعيد آخر، وهذا ما تؤيده الأحداث التالية لمعاهدة الصلح التي هزّت العراقيين هزّاً.
ويقول الطبري: إنّ معاوية قد عسكر بعد الصلح في النخيلة وجماعة من الخوارج قد خرجوا عليه ودخلوا الكوفة، فبعث إليهم فرقة عسكرية من الشاميين، فقضى الخوارج عليهم، فأمر معاوية أهل الكوفة بالقضاء عليهم ومحاربتهم وإلاّ يسلبهم الأمان.
وهكذا أصبح العراقيون الذين تثاقلوا عن القتال بجانب أمير المؤمنين والحسن بن علي مرغمين على قتال الخوارج في جيش معاوية الذي كان عدواً لهم جميعاً.
وقد دلّ هذا على أنّ السلام والاستقرار اللّذين كانوا يأملون في الحصول عليهما في ظل حكم معاوية أصبح أمراً مستحيلاً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|