المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

عزم مغناطيسي شاذ anomalous magnetic moment
14-11-2017
نشأة وتطور علم الجيوبولتيك
26-9-2021
استخراج حبوب الحنطة وتنظيفها
2024-03-28
التنفيذ الرضائي
30-7-2017
شحنة أساسية fundamental charge
28-6-2019
ترك تعويد الأولاد على المستحبات
28-4-2017


افعال معاوية الشنيعة بعد نقض الصلح  
  
4141   09:04 صباحاً   التاريخ: 5-03-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص288-291.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

روى الطبرسي في (الاحتجاج) عن سليم بن قيس، ورواه سليم بن قيس في كتابه ايضا بتفاوت ما، قال : قدم معاوية بن ابي سفيان حاجا في خلافته، فاستقبله اهل المدينة، فنظر الى الذين استقبلوه ما منهم قرشي، فلما نزل قال : ما فعلت الانصار، وما بالهم لم يستقبلوني؟.

فقيل له : انهم محتاجون ليس لهم دواب.

فقال معاوية : واين نواضحهم؟.

فقال قيس بن سعد بن عبادة وكان سيد الانصار وابن سيدها : أفنوها يوم بدر واحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله حين ضربوك واباك على الاسلام، حتى ظهر امر الله وأنتم له كارهون، فسكت معاوية، فقال قيس : أما ان رسول الله (صلى الله عليه واله) عهد الينا انا سنلقي بعده اثره.

قال معاوية : فما ارمكم به؟.

فقال : امرنا ان نصبر حين نلقاها.

قال : فاصبروا حتى تلقوها.

ثم ان معاوية مر بحلقة من قريش، فلما راوه قاموا غير عبدالله بن العباس، فقال له : يا بن عباس، ما منعك ان تقوم كما قام اصحابكم الا لموجدة اني قاتلتكم بصفين، فلا تجد من ذلك يا بن عباس، فان عثمان قتل مظلوما.

قال ابن عباس : فمن قتل عثمان؟.

قال : قتله المسلمون.

قال : فذاك ادحض لحجتك.

قال : فانا كتبنا في الافاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك.

فقال : يا معاوية، اتنهانا عن قراءة القران؟ قال : لا.

قال : أفتنهانا عن تأويله؟ قال : نعم.

قال : فنقرأه ولا نسال عما عنى الله به، ثم قال : فأيهما أوجب علينا، قراءته او العمل به؟ قال : العمل به.

قال : العمل به كيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله؟ قال : سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله انت واهل بيتك.

قال : انما انزل القران على اهل بيتي، انسال عنه ال ابي سفيان! يا معاوية اتنهانا ان نعبد الله بالقران بما فيه من حلال وحرام، فان لم تسال الامة عن ذلك حتى تعلم؛ تهلك وتختلف.

قال : أقرأوا القران وتاولوا ولا ترووا شيئا مما انزل فيكم، وارووا ما سوى ذلك.

قال : فان الله يقول في القران : {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32].

قال : يا بن عباس، أربع على نفسك، وكف لسانك، وان كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا لا يعلمه احد علانية.

ثم رجع الى بيته فبعث اليه بمائة الف درهم، ونادى منادي معاوية : ان برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي وفضل اهل بيته.

وكان اشد الناس بلية اهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة، فاستعمل زياد ابن ابيه، وضم اليه العراقين : الكوفة والبصرة، فجعل يتبع الشيعة وهو بهم عارف يقتلهم تحت كل حجر ومدر، واخافهم، وقطع الايدي والارجل، وصلبهم في جذوع النخل، وسمل اعينهم، وطردهم، وشردهم حتى نفوا عن العراق، فلم يبق بها احد معروف مشهور، فهم بين مقتول او مصلوب او محبوس، او طريد او شريد.

وكتب معاوية الى جميع عماله في جميع الامصار ان لا تجيزوا لاحد من شيعة علي واهل بيته شهادة، وانظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته واهل ولايته، والذين يرون فضله ومناقبه، فادنوا مجالسهم وقربوهم، واكرموهم، واكتبوا لمن يروي من مناقبه باسمه واسم ابيه وقبيلته، ففعلوا، حتى كثرت الرواة في عثمان، وافتعلوها لما كان يبعث اليهم من الصلات والخلع والقطائع من العرب والموالي، فكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في الاموال والدنيا، فليس احد يجيء من مصر من المصار فيروي في عثمان منقبة او فضيلة الا كتب اسمه، وقرب واجيز، فبثوا بذلك ما شاء الله.

ثم كتب الى عماله : ان الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر، فادعوا الناس الى الرواية في معاوية وفضله وسوابقه، فان ذلك أحب الينا، واقر لأعيننا، وادحض لحجة هذا البيت، واشد عليهم، فقرأ كل امير، وقرض كتابه على الناس فاخذ الناس في الروايات في فضائل معاوية على المنبر في كل كورة وكل مسجد زورا، والقوا ذلك الى معلمي الكتاتيب، فعلموا ذلك صبيانهم كما يعلمونهم القرآن حتى علموه بناتهم ونسائهم وحشمهم، فلبثوا بذلك ما شاء الله.

وكتب زياد ابن ابيه اليه في حق الحضرميين انهم على دين علي (عليه السلام) وعلى رأيه، فكتب اليه معاوية : قاتل كل من كان على دين علي ورايه، فقتلهم، ومثل بهم، وكتب معاوية الى جميع البلدان : انظروا من قامت عليه البينة انه يحب عليا واهل بيته فامحوه من الديوان.

وكتب كتابا اخر : انظروا من قبلكم من شيعة علي واتهموه بحبه، فاقتلوه، وان لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة تحت كل حجر حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة، ضربت عنقه، وحتى كان الرجل يرمى بالزندقة والكفر كان يكرم ويعظم ولا يتعرض له بمكروه، والرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان، لاسيما الكوفة والبصرة، حتى لو ان احدا منهم اراد ان يلقي سرا الى من يثق به لاتاه في بيته، فيخاف خادمه ومملوكه فلا يحدثه الا بعد ان يأخذ عليه الامان المغلظة ليكتمن عليه، ثم لا يزداد الامر الا شدة حتى كثر وظهر احاديثهم الكاذبة، ونشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك.

وكان أشد الناس في ذلك القراء المراؤن المتصنعون الذين يظهرون الخشوع والورع، فكذبوا وانتحلوا الاحاديث وولدوها، فيحظون بذلك عند الولاة والقضاة، ويدنون مجالسهم، ويصيبون بذلك الاموال والقطائع والمنازل، حتى صارت احاديثهم ورواياتهم عندهم حقا وصدقا، فرووها وقبلوها وتعلموها وعلموها واحثوا عليها وابغضوا من ردها او شك فيها، فاجتمعت على ذلك جماعتهم، وصارت في يد المنتكسين والمتدينين منهم، الذين لا يستحلون الافتعال لمثلها فقبلوها وهم يرون انها حق، ولو علموا بطلانها وتيقنوا انها مفتعلة لاعرضوا عن روايتها ولم يدينوا بها، ولم ينقضوا من خالفها، فصار الحق في ذلك الزمان عندهم باطلا والباطل حقا، والكذب صدقا والصدق كذبا.

فلما مات الحسن بن علي (عليه السلام) ازداد البلاء والفتنة، فلم يبق لله ولي الا خائف على نفسه، او مقتول، او طريد، او شريد، فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي (عليه السلام) وعبد الله بن جعفر وعبدالله بن عباس معه، وقد جمع الحسين بن علي بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج، ومن بالأمصار ممن يعرفونه واهل بيته، ثم لم يدع احدا من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) ومن ابنائهم والتابعين، ومن الانصار المعروفين بالصلاح والنسك الا جمعهم، فاجتمع اليهم بمنى اكثر من الف رجل والحسين بن علي (عليه السلام) في سرادقة، عامتهم التابعون وأبناء الصحابة، فقام الحسين (عليه السلام) فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اما بعد، فان هذا الطاغية قد صنع بنا وبشيعتنا ما قد علمتم ورايتم وشهدتم وبلغكم، واني اريد ان اسألكم عن أشياء، فان صدقت فصدقوني، وان كذبت فكذبوني.

اسمعوا مقالتي، واكتموا قولي، ثم ارجعوا الى امصاركم وقبائلكم من آمنتم ووثقتم به، فادعوهم الى ما تعلمون، فإني اخاف ان يندرس هذا الحق ويذهب، والله متم نوره ولو كره الكافرون.

فما ترك الحسين (عليه السلام) شيئا أنزل الله فيهم من القرآن الا قاله وفسره، ولا شيئا قاله الرسول (صلى الله عليه واله) في أبيه وأمه وأهل بيته الا رواه، وكل ذلك يقول الصحابة : اللهم نعم، قد سمعناه وشهدناه، ويقول التابعون : اللهم وقد حدثناه من نصدقه ونأتمنه، حتى لم يترك شيئا الا قاله، ثم قال : انشدكم بالله الا رجعتم وحدثتم به من تثقون به، ثم نزل وتفرق الناس عن ذلك.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.