أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2020
2721
التاريخ: 20-12-2021
1618
التاريخ: 18-12-2021
2428
التاريخ: 13-5-2022
1651
|
إذ أفكار الجيوبولتيكا قديمة قدم البشرية حيث بدأت ملامح العلم تتضح منذ أن أخذت المجتمعات البشرية تتجه نحو إقامة الدولة Stats The وحينها بدأ اهتمام المفكرين بدراسة تأثيرات البيئة الجغرافية على الشؤون السياسية، ومنها توصل المؤرخ اليوناني هيرودوت Hiroudotإلى أن سياسة الدولة تعتمد على جغرافيتها، من هنا كانت الانطلاقة من قبل المفكر اليوناني أرسطو Aristo - الذي كتب عن علاقة السياسة بالجغرافيا في مؤلفه ”السياسة The Politics- "الذي أكد فيه أن موقع اليونان الجغرافي في الإقليم المعتدل "المناخي" قد أهل الإغريق إلى السيادة العالمية على شعوب الشمال "البارد" و الجنوب "الحار"، و قد تبنى سياسته على تقسيمات بارمينيدس - Parminides للعالم إلى خمسة أقسام: إقليم شديد الحرارة و إقليمان شديدا البرودة و إقليمان معتدلان، و أكد أن الإقليم المعتدل الذي يسكنه الإغريق هو الإقليم الذي يحمل في طياته بذور القوة.
وينسب البعض آراء ابن خلدون في مراحل عمر الدولة إلى مفهوم الدولة العضوية كما تتطور في الدراسات الجيوبولتيكية، ويرى كثير من الباحثين أن المفكر الفرنسي مونتسكيو هو من وضع الإشكالية الأساسية لهذا العلم عندما ربط مجمل السلوك السياسي للدولة بالعوامل الطبيعية وعلى رأسها المناخ والطبوغرافيا مع التقليل من مكانة العوامل السكانية والاقتصادية.
لكن الانطلاقة الحقيقية لهذا العلم بمنهجياته ومحدداته الأساسية تعود إلى الألماني فردريك راتزل (١٩٠٤,١٨٤٤) الذي يرجع إليه الفضل في كتابة أول مؤلف في الجيوبوليتكا يحمل عنوان "الجغرافيا السياسية" في عام ١٨٩٧م.
ظهر الفكر الجيوبولتيكي مع نهاية القرن التاسع عشر عندما حاول الجغرافيون وغيرهم من المفكرين تحليل وتفسير وفهم التحولات والفضاءات المحددة للعالم عند نهاية قرن Fin de siècle ارتبطت الجيوبوليتيكا بهذا الشكل بعناصر الجغرافيا الأخرى التي شكلت أساس الإمبريالية الغربية في تلك الفترة. وبالرغم من أن الطبيعة الواضحة لعلاقات الجغرافيا بالإمبريالية جذبت مؤخرا اهتماما أكاديميا متواصلا، فان الفكر الجيوبولتيكي طاردته في المقابل سمعة سيئة، وذلك خلال معظم فترة ما بعد الحرب. ففي الجغرافيا الأنجلو أمريكية على سبيل المثال، أفرزت تواريخ هذا المجال حتى وقت قريب ازدواجية مصطنعة، حيث ظل التراث الإمبريالي للجغرافيا غير معلن إلى حد بعيد، ولكن الجيوبوليتيكا كانت تتعرض للإهمال المنتظم باعتبارها شكل الجغرافيا القبيح الذي جند لخدمة السياسة.
وغالبا ما يرجع سوء السمعة هذا إلى ردود الأفعال الهستيرية ردا على كتابات كارل هوسهوفر Karl Hou shofer عن الجيوبوليتيكا الألمانية والتي تم الإشارة إليها في الصحافة الأمريكية في أوائل أربعينات القرن العشرين حيث كتب فردريك سوندرون عن "الألف عالم الواقفين وراء هتلر" مخاطبا الجمهور العريق من قراء دورية "ملخصات مختارة" ودورية "التاريخ المعاصر" Current History في ١٩٤١ فقد سرد سوندرون قصة ذات مغزى عن:
"الدور الذي قام به اللواء والبروفيسور كارل هوسهوفر ومعهده الجيوبوليتيكي في ميونخ، الذي ضم ١٠٠٠ عالم وفنى وجاسوس، وهؤلاء الرجال غير معروفين للجمهور غالبا، حتى داخل الرايخ الألماني. غير أن أفكارهم ورسوماتهم وخرائطهم وإحصاءاتهم ومعلوماتهم وخططهم هي التي حددت تحركات هتلر منذ البداية"
وكانت هذه التقارير المتلاحقة، التي انتشرت في صحف ومجلات أمريكا في أوائل أربعينيات القرن العشرين، هي التي أثارت المزيد من الاهتمام بمعهد الجيوبوليتيكا ^؛؛؛ا0^0جة ٢أة 6؛لا05ا ذي الطبيعة السرية وسيطرته المتصورة على السياسة الخارجية لهتلر والنازية، وألقت الجيوبوليتيكا الألمانية طلالا كثيفة على الخيال الشعبي الأمريكي، بل إن هذه الأفكار، وجدت طريقها إلى الكتب والسينما الشعبية.
بل وصل تأثير الجيوبوليتيك في هذه المرحلة للفن فنجد لوحة «طفل الجيوبوليتيك يراقب ولادة الإنسان الجديد» للفنان الإسباني سلفادور دالي إحدى أشهر اللوحات العالمية.
رسم دالي اللوحة التي تميل إلى السيريالية عام ١٩٤٣ في نيويورك ولمفردة الجيوبوليتيك في عنوان اللوحة دلالة خاصة فهي تشير إلى النزعة الاستعمارية وإرادة الهيمنة السياسية والعسكرية, وتصور اللوحة بيضة ضخمة على شكل الكرة الأرضية وينبثق منها طفل هو في الواقع أقرب إلى أن يكون “رجالا” يحاول الخروج من باطن هذه الكرة بعنف وكأنه في صراع تاركا وراءه خيطا سميكا من الدماء النازفة.
والرجل يطبق بقبضته في الخارطة المرسومة على البيضة على قارة “أوروبا” وبالأخص “إنجلترا”، ولهذا دلالة عند “دالي”، فقد حاول أن يعبر عن وجهة نطر سياسية تجاه صعود نجم أمريكا بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية.
على يمين اللوحة تقف امرأة تشير بيدها إلى الحدث العظيم، وترمز إلى الأم أو الأرض التي تقف لتراقب ما يجري وهي لا تستطيع أن تتدخل في المشهد، إلى جانبها طفل يراقب المشهد في ذهول واستغراب، يتشبث بساقيها، والطفل هنا أراد به دالي الإشارة إلى الجماعات الإنسانية والثقافات التي تتمسك بالأرض خوفا مما قد يحمله المستقبل من مخاطر نتيجة ولادة الطفل العنيف.
لذا نجد دلالة واضحة على أن ظل الطفل في اللوحة تجاوز ظل المرأة، فهي لن تحرك ساكنا بينما الطفل الذي يرمز إلى الجماعات يبدو أنه على استعداد للنضال أمام الوحش المقبل, نجح دالي في تصوير عملية الولادة المتعسرة والشراسة التي يبديها الطفل في سعيه للخروج، وكأنه لا يأبه لتمزيق العالم أجمع. لقد توجس دالي مبكرا من صعود أمريكا كقوة عظمى جديدة وكأنه يستشرف المستقبل.
ويرمز الدم في اللوحة إلى ويلات الحروب التي عززت مكان الولايات المتحدة وصعدت على أعقابها، والقبضة المطبقة على أوروبا تشير إلى هيمنة كبيرة للوليد الجديد في المستقبل على حلفاء اليوم.
قام دالي ايضا بتضخيم متعمد لقارة أفريقيا في إشارة إلى دورها المتنامي الذي ستلعبه دول العالم الثالث في السياسة الدولية في المستقبل, لقد كان لحادث إسقاط أمريكا القنابل النووية على اليابان أثرا في نفس سلفادور، دفعه لاستكشاف طرق وأساليب فنية جديدة لتصوير المستقبل.
وقد شهد القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين تطورا كبيرا لهذا العلم سواء على المستوى النظري، أو على مستوى تأثيره في صياغة التوجهات الاستراتيجية الكبرى للدول، وقد لا يكون من المتيسر على الباحثين في التاريخ الحديث فهم الرؤى الاستراتيجية التي وجهت المواقف والتحولات الكبرى في الحرب العالمية الثانية بدون العودة إلى مقولات الجيوبولتيكا، خاصة بالنسبة لدولة كألمانيا في العهد النازي حيث تحولت مقولات الجيوبولتيكا الألمانية إلى مقولات مقدسة يتحدد تبعاً لها الموقف من الحرب والسلام.
وعلى المستوى الرسمي، كانت إدارة روزفلت منزعجة لدرجة أنها أمرت بإعداد دراسات أكاديمية عن الجيوبوليتيك الألماني وبالرغم من أن عناصر هذا التحليل تؤيد بعد نظر سوندرن sondern، فان خبراء مستقلين مثل الأكاديمي الجزوينى إدموند والش Edmund Wafsh كان لا يزال يقول إن: "الحقيقة الأساسية التي لا خلاف عليها هي أن هوسهوفر - بصورة مباشرة في بعض الأمثلة، وبصورة غير مباشرة في الأخرى. قد نسق ودمج ونظم كل مجال الجغرافيا المقارنة لاستخدامات الزعيم (الفوهرر Fahrer) هتلر .... وأصبحت الجيوبوليتيكا الذراع الديناميكية المحركة لآليات قوة الدول، حيث حشد هوسهوفر عددا ضخما من الأفراد لمسح الأرض بحثا عن الحقائق والمعلومات الجغرافية ذات المغزى. " وفي الواقع حظيت هذه الأفكار باهتمام كبير في الولايات المتحدة، لدرجة أنه بعد انهيار الرايخ الثالث، بدأت إجراءات مقاضاة هوسهوفر في محاكمات نورمبرج الحربية، وعلى الأقل كان واحد من فريق المحاكمة يعتقد أنه رغم أنهم لم يتمكنوا من محاكمة هتلر لانتحاره إلا انهم بوسعهم أن يجدوا البديل في العقل المدبر الحقيقي وراء النزعة التوسعية الألمانية.
وهناك اعتقاد بان هوسهوفر لم يكن ليحاكم في نورمبرج، بالرغم من أن انتحاره في ١٩٤٦ أجهض أية محاكمة. ومع ذلك، فان ارتباطاته المزعومة بالنازية ضمنت أنه بعد الحرب ستكون الجيوبوليتيك منبوذة من الجغرافيين بصفة عامة، ومن الجغرافيين السياسيين بصفة خاصة. فغي كتاب دراسي تنشر في ١٩٤٨، وتحت العنوان الفرعي "الانحراف" كشف إيتزل بيرس وريتشارد فيفيلد وأخرون عن محاولات مستميتة لتمييز الجغرافيا السياسية التي تعتبر "علما سليما حذرا وأمينا " عن الجيوبولتيك التي وقع الباحثون فيها ضحايا الشعار المهووس المنادي بالحصول على "كل شيء أو لا شيء"، فضلا عن تمييز الجغرافيين السياسيين عن أولئك الذين كانوا راغبين في تحريف الجغرافيا السياسية إلى فوضى جغرافية عارمة من أجل تحقيق أغراضهم، لقد مكنت الجيوبوليتيك الجغرافيين الألمان من التهرب من الرقابة الأخلاقية لعلمهم وتخطى ضميرهم العلمي.
في المقابل اختارت بعض تواريخ الجغرافيا الأخرى تجاهل الجيوبوليتيكا كلية فلم يشر كرون crone في كتابه عن "أسس الجغرافيا السياسية" إلى الجيوبوليتيكا الألمانية سوى في فقرة واحدة من بين ٢٣٩ صفحة، وذلك لمجرد أنه شعر أنه يجب " عليه فعل ذلك.
كما أن كتاب "الجغرافيا والجغرافيون" الذي نشره جونستون في ١٩٨٧، لم يستحق هوسهوفر والجيوبوليتك سوى سطرين فقلد. وهكذا رفض كثير من الكتاب التورط في هذا الماضي الشائك في محاولات عزل الموضوع واستبعاده من تواريخ الجغرافيا، وفي نفس الوقت، نجد أن الأكاديميين الذين حاولوا إعادة تقييم "الجيوبوليتيكا" في فترة ما بعد الحرب كانوا يخاطرون بالتعرض للنقد العنيف. فعندما حاول لاديس كريستوف (١٩٦٠)Ladis Kristof إعادة تأهيل هذا المصطلح في أوج الحرب الباردة، عانى من استهجان شديد.
ولا شك في أن هناك استثناءات لهذه القاعدة، فكما يشير هبل (١٩٨٦)Hepple فان القول بأن الجيوبوليتيك قد تعرض للحظر فيما بعد الحرب في العالم الأنجلوفونى ليس صحيحا بالمرة، إذ كان هناك كتاب كثيرون (غير جغرافيين أساسا) لا يزالون يستخدمون المصطلح، واستمر آخرين في استكشاف الأفكار الجيوبولتيكية، بينما حاول البعض تطويع الجغرافيا السلمية لأغراض السلام.
وكذلك فان التجارب المكتوبة بالإنجليزية لا تمثل الصورة كاملة: حيث انتعشت الجيوبوليتيكا في بعض مناطق العالم، فغي أمريكا اللاتينية أصبحت الجيوبوليتيكا وثيقة الصلة بالأنشطة العسكرية التوسعية العنيفة لدول مثل البرازيل والأرجنتين وشيلي.
وحينما يقوم ديكتاتور مثل أوجستو بنوشيه بتدريس الجيوبوليتيكا في الأكاديمية العسكرية، تجد هذه الأفكار تطبيقاتها في المبادرات السياسية الداخلية والخارجية وفي ظل حكم الجنرالات تبدو الجيوبوليتيكا جزئية في أحسن الأحوال، طالما أن أجهزة الأمن القومي تقتصر على تحديد التهديدات التي تواجه الدولة، ولكنها يمكن أن تصبح دموية بغيضة في أسوأ الأحوال. ومن المؤكد أن الخبرة السابقة لم تسهم كثيرا في تحسين السمعة الثقافية للجيوبوليتيكا.
وبغض النظر عن هذا، كانت الجيوبوليتيكا تبدو في الجغرافيا الأنجلوفونية خلال معظم فترة ما بعد الحرب كما لو كانت محرومة ومنفية وباطلة، لأنها ضلال وانحراف خبيث، وبحلول ١٩٦٩، عندما انتقد بريان بيري Brian Berry الجغرافيا السياسية على أنها "بركة أسنة" أصبحت الجيوبوليتيكا الجزء الأكثر ركودا من هذا العلم الفرعي الخامد.
لقد تحسن فهم تواريخ وتطور الجيوبوليتيكا كثيرا في السنوات الخمس عشرة الماضية، وعلى سبيل المثال، فقد سمحت دراسات الجيوبوليتيكا الألمانية بتحقيق فهم أكثر عمقا لنشأة وتطور وسياقات وأهمية الجيوبوليتيك في ألمانيا خلال عهد فايمر وخلال الفترة النازية، كما ساعدت في التعرف على الطرق التي أضفت بها النازية الشرعية السياسية على الجيوبوليتيك، فضلا عن إدراك التهميش النهائي للحركة بسبب شكوك المنظرين العنصريين المتشددين للرايخ الثالث.
وهناك أيضا مفاهيم مختلفة لتوزيع الأفكار الجيوبوليتيكية في عالم ما بين الحربين، ولإعادة مناقشتها في عدد من الدول، فمثلا حققت الجيوبوليتيكا درجات متفاوتة من النجاح في فنلندا (١٩٩٠Passi) والسويد ( 1992Holder) واليابان وهناك دراسات عن النقد الفرنسي للجيوبوليتيك الألماني، وجهود صياغة الجيوبوليتيكا الفرنسية، وتوضح دراسات حديثة كيف أن كلا من الجيوبوليتيكيات الألمانية والفرنسية كانتا تقرءان في إيطاليا الفاشية، حيث طور الجغرافيون جيوبوليتيكا إيطالية في ضوء هذه الجيوبوليتكيات البعيدة، ولكنها مميزة عنها وكذلك تجددت الجيوبوليتيكا في إسبانيا في عهد فرانكو.
واستمر الحال على هذا المنوال حتى تسعينات القرن الماضي عندما لاحت مؤشرات الانهيار الكبير للدولة "السوبر عملاقة" الاتحاد السوفيتي، لنعود ونشهد الولادة الجديدة لمقولات الجيوبولتيك، ذلك أن انهيار كل المحددات الأيديولوجية والسياسية التي قام على أساسها
النظام العالمي ثنائي القطبية بعد الحرب العالمية الثانية، دفع الباحثين في محاولاتهم تلمس شكل النظام الجديد المرتقب إلى أكثر العوامل ثباتاً وديمومة في صنع الكتل السياسية الكبرى، ألا وهي الجغرافيا؛ فعادت إلى الظهور مقولات الجيوبولتيكا وظهرت في المكتبات مؤلفات كلاسيكية ودراسات حديثة تسعى لقراءة التحولات الكونية الكبرى من منظور جيوبولتيكي.
وقد كانت دراسات الروسي ألكسندر دوغين، والتي, ترجمت إلى معظم اللغات الأوروبية، من أبرز الدراسات العالمية في هذا المجال، حيث أسهمت في إعادة تقديم النظريات الكلاسيكية لمؤسسي هذا العلم وفي إثارة جدل كبير في روسيا حول الدور السياسي العالمي المنوط بروسيا سواء رغب الساسة الحديثين في ذلك أم لم يرغبوا؛ فحقائق الجغرافيا تفرض على روسيا مصيرا سياسياً يتناسب وعمق المدى الروسي وطبيعة الامتداد على مساحة شاسعة من قارتين هما آسيا وأوروبا, وقد عمل ألكسندر دوغين مستشارا للبرلمان الروسي خلال سنوات ٢٠٠٣٠١٩٩٨ وهو اليوم رئيس خبراء الجيوبولتيكا التابع للمجلس الاستشاري المتخصص بشؤون الأمن القومي التابع لرئاسة مجلس النواب الروسي ”الدوما".
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|