أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-07
642
التاريخ: 4-05-2015
2043
التاريخ: 4-05-2015
2571
التاريخ: 2024-03-02
1132
|
الخطاب أحد مصدري فعل (خاطب) يخاطب مخاطبة وخطابا ، وهو يدلّ على " توجيه الكلام لمن يفهم" «1». وفي اللّسان : الخطاب مراجعة الكلام «2» ، وفي المعاجم الحديثة نجد الخطاب يأتي بمعنى الحديث والقول ، وتذكر هذه المعاجم عددا من التعريفات منها :
" إيصال المعنى إلى السامع عن طريق
الكلام «3» ، ويضيف آخرون إلى هذه العبارة
" بحيث تتسلسل الكلمات وتترتب " «4». ويضيف
آخرون بأنّ الخطاب " قد يكون شفويّا أو تحريريّا ويعالج موضوعا بشيء من
التفصيل" «5» ويحدّده
آخر" بالكلام المنطوق عند ما يتجاوز الجملة الواحدة طولا" «6». وأشار
الأصوليّون إلى تطوّر مصطلح (الخطاب) ؛ فهو في عرفهم" يدلّ على ما خوطب به
وهو الكلام "«7». ويضيف
الكفوي في (كلّياته) عنصرا جديدا إلى التعريف وهو الجانب النفسي فيقول : "
إنّه الكلام اللفظي أو النفسي الموجّه نحو الغير للإفهام" «8». وهو
تعريف موافق لتعريف الغزالي في المستصفى«9» ، ولا
ريب أنّ هذه إضافة نوعيّة للتعريف توحي بعنصر السياق الذي سيأتي. ويعدّ فيرث (Firth)
عالم اللغة البريطاني من روّاد البحث في موضوع الخطاب في العصر الحديث ، وقد درسه
في إطاره اللّغوي ، وتتبّعه دارسون آخرون اهتمّوا بتحليل الخطاب في إطاره غير اللّغوي
ومنهم هاريس ، وميشيل (Michel) ولابوف (Labov)
(وأوستن) «Austin) «10».
والخطاب كما يظهر في الدراسات
المختلفة عمليّة اتّصال تتمّ في إطارين : الإطار اللّغوي ؛ فقد يكون متوالية من
الجمل المكتوبة أو المنطوقة ، ينتجها مرسل واحد أو عدّة متخاطبين كما يحدث في
الحوار أو غيره ، وإطار غير لغوي يشمل العادات والأعراف والتقاليد والأخلاق ، ...
وهو ما أطلق عليه مصطلح (إثنوجرافيا الخطاب). والخطاب باعتباره حدثا كلاميّا
يتألّف من عدّة عناصر هي : المرسل ، والمستقبل أو الجمهور ، والرسالة أو الموضوع ،
والهدف ، ويؤثّر هذا الهدف تأثيرا جليّا في استراتيجيّة المرسل فيملي عليه
اختيارات معيّنة من بين البدائل التي يتيحها له النظام اللّغوي ، وقد يؤثّر في
صورة الحديث وطريقة بنائه ، وهو يفسّر الكثير من المتغيّرات الأسلوبيّة التي ترافق
عمليّة التعبير اللّغوي فيما يراه هايمز «11». ويربط
بعض علماء اللّغة هدف الخطاب بالأثر الذي تحدثه وسيلة الاتّصال بين المرسل
والمتلقّي ، وقد عبّروا عن هذه الوسيلة باستخدام كلمة قناة (Channel)
، والقنوات المتاحة لمنتج الخطاب كثيرة «12».
ويتداخل مفهوما النصّ والخطاب تداخلا
كيرا في الدرس النقدي الحديث لدرجة يصعب معها أحيانا التمييز بينهما ، ممّا دفع
بمحرّري المعجم الموسوعي للسيميائيّة إلى معالجة المفهومين في فقرة مشتركة «13».
وفي مجال السرديّات يستخدم مصطلح (النصّ) غالبا مقابلا لمصطلح (الخطاب) ، كما هو
الحال في دراسات جنيت وتودوروف (Todorov)
وفاينريش «14» (H. Weinrich).
ونتّفق مع (فان ديك) الذي يقدّم
تمييزا أكثر تحديدا فهو ينظر إلى النصّ بوصفه بنية عميقة بينما يمثّل الخطاب بنية
سطحيّة ، أو ينظر إليهما بوصفهما مظهرين : المظهر التجريدي والمظهر الحسّي ، والنصّ
مظهر تجريدي بينما الخطاب يجسّد وحدة لسانيّة تتجلّى في ملفوظ لغوي «15». فالنص
وحدة مجرّدة لا تتجسّد إلا من خلال الخطاب كفعل تواصلي ، وفي إطار هذه العلاقة
يتمّ الربط بين النص وسياقه التداولي . وأمّا هاليداي ورقيّه حسن فإنّهما يبرزان
الوحدة والانسجام وعلاقة النصّ بالسياق فروقا جوهريّة بين النصّ والخطاب؛ فالنصّ
يأخذ بعدا مختلفا عن الخطاب من خلال صلته بالقارئ والمقام الاجتماعي للتواصل ، وبأبعاده
غير اللسانيّة «16».
ومن خلال التطواف في البحوث المتّصلة
بمصطلحي (الخطاب) و(تحليل الخطاب) نجد أنّ الخطاب كلمة تستخدم للدلالة على كلّ
كلام متّصل اتّصالا يمكّنه من أن ينقل رسالة كلاميّة من المتكلّم أو الكاتب ، وليس
كلّ خطاب نصّا وإن كان كلّ نصّ بالضرورة خطابا؛ فالكلام المتّصل خطاب ، ولكنّه لا
يكون نصّا إلّا إذا اكتمل ببداية ونهاية وعبّر عن موضوعه ببناء متماسك منسجم ، وأمّا
تحليل الخطاب فيعني تكوين الفروض التي تتعلّق بالمخاطب ، والمخاطب ، وروابط الخطاب
، ودرجة اتّصاله ، وتماسك الأبنية المكوّنة له ، كما يتطلّب تجريدا للمعلومات
المتّصلة باختيار الألفاظ والتراكيب والمعلومات المكوّنة للخطاب ، وتحوّلات الزمن
والدلالات فيه.
_______________________
(1) الشيخ
محمد بخيت (مفتي الديار المصريّة) ، سلّم الوصول لشرح نهاية السؤل ، 1982 ، 1/ 48.
(2) لسان
العرب ، مادّة (خطب).
(3) محمد
علي الخولي ، معجم علم اللّغة النظري ، ص 103.
(4) إبراهيم
فتحي ، معجم المصطلحات الأدبية ، ص 172.
(5) رمزي
البعلبكي ، معجم المصطلحات اللغوية ، (مادة خطاب)
(6) محمد
التونجي ، المعجم المفصل في علوم اللغة ، ص 300 ، وبسّام بركة ، معجم اللسانيّة ، ص
61.
(7) إدريس حمّادي ، الخطاب الشرعي وطرق استثماره
، ص 21.
(8) الكفوي
: أبو البقاء ، الكليّات (معجم في المصطلحات والفروق اللغوية) ، ص 194.
(9) الغزالي
، المستصفى في علم الأصول ، 1/ 64.
(10) سعيد
يقطين ، انفتاح النصّ الروائي ، ص 9.
(11) نفسه.
(12) محمد
مفتاح ، دينامية النصّ : تنظير وإنجاز ، ص 167.
(13) Encyclo
Pedic dictionary of Simeiotics. P 1088 .
(14)
تودوروف وآخرون ، في أصول الخطاب النقدي الجديد ، ترجمة أحمد المدني ، 1997 ، ص
105.
(15) Van DIJK
Text and Context P 17 .
(16) R. H .
Halliday 1976 Cohesion in English London p 19 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|