أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-9-2016
1747
التاريخ: 20-9-2016
1140
التاريخ: 20-9-2016
1862
التاريخ: 21-9-2016
1783
|
وقع الاختلاف بين العلماء في أنه هل يحكم العقل بحسن الأفعال وقبحها أو أنه لا يحكم بشيء من الحسن والقبح، بل هو منعزل عن منصب الحكومة والقضاوة وليس ذلك من حقه ولا هو من وظيفته.
والمراد من حكم العقل إدراكه فإن المعروف أنه ليس للعقل بعث وزجر بل إنما وظيفته إدراك كون الشيء حسنا وكونه قبيحا.
والمراد من الحسن كون الفعل بحيث يستحق فاعله المدح ومن القبح كونه بحيث يستحق فاعله الذم.
وحاصل النزاع حينئذ أنه هل تتصف الأشياء لدى العقل بحسن وقبح يدركهما ويحكم بهما حكما جازما فيمدح فاعل الحسن ويذم فاعل القبيح، أم لا تتصف بهما عنده، والنزاع في هذه المسألة وقع بين أصحابنا الإمامية (ره) والمعتزلة وبين الأشاعرة، فذهب الفريق الأوّل إلى الوجه الأول والفريق الثاني إلى الوجه الثاني.
قال صاحب الكفاية في مقام إثبات مختار أصحابنا الإمامية ما ملخصه، والحق الّذي عليه قاطبة أهل الحق هو الأول، فإنه كما يختلف الأحجار والأشجار وسائر الجمادات والنباتات في الخير والشر والنفع والضر تفاوتا فاحشا أكثر مما بين السماء والأرض، فكذا أفعال الناس بالنسبة إلى حكم العقل فأين الضرب المورث للحزن والغم من الإحسان الموجب للفرح والسرور، وكما أن المسموعات بعضها يلائم القوة السامعة وبعضها ينافرها وكذا المبصرات والمذوقات وغيرها، فكذلك المدركات بالنسبة إلى القوة العاقلة التي هي رئيس تلك القوى فإن لبعض الأفعال بحسب خصوصيات وجوده نفعا وضرا وخيرا وشرا موجبة لاختلافها في الملاءمة للقوة العاقلة والمنافرة، ومع هذا لا يبقى مجال لإنكار الحسن والقبح عقلا إذ لا نعني بهما إلا كون الشيء في نفسه ملائما للعقل فيعجبه أو منافرا فيضر به فيوجبان ذلك صحة مدح الفاعل وصحة قدحه انتهى.
و أما الأشاعرة فوجه إنكارهم الحسن والقبح أما في أفعاله تعالى فلبنائهم على أن كل ما فعله تعالى فهو صدر منه في محله، لأنه مالك الخلق كله، فلو أثاب العاصي وعاقب المطيع لم يأت بقبيح لأنه تصرف في مملكته ومحل سلطنته لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وهُمْ يُسْئَلُونَ، وأما في أفعال العباد فلبنائهم على عدم صدور الأفعال منهم بالاختيار بل بالجبر والاضطرار ولا شيء من أفعال المجبور متصف بحسن ولا قبح، وكلا البناءين باطلان لأن قدرته تعالى لا يصير الحسن العقلي قبيحا ولا القبيح العقلي حسنا وأفعال العباد اختيارية على الغالب كما يشهد به الوجدان.
تنبيه: تنقسم الأفعال الاختيارية للمكلفين بناء على قول الإمامية والمعتزلة إلى أقسام ثلاثة،
ما يدرك العقل حسنه، وما يدرك قبحه، وما لا يدرك له حسنا ولا قبحا ولا يحكم فيه بشيء، هذا بالنسبة إلى عقولنا القاصرة غير المحيطة بجهات الخير والشر والمصلحة والمفسدة، وأما العقول الكاملة المحيطة بجميع جهات الأفعال وملاكاتها كالموجودة في النبي الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وأوصيائه «عليهم السّلام» فتقسم عندها إلى ما هو حسن واقعا وما هو قبيح كذلك وما ليس له حسن ولا قبح، ولعل الصحيفة المكتوبة فيها جميع الأحكام الموروثة من إمام إلى إمام كناية عن عقلهم «عليهم السّلام» المنعكس فيه جميع الكائنات على ما هي عليه وكذا الجفر وغيره.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|