وبناء على ما سبق: فإن الصحف القومية لها استراتيجية وسياسة إعلامية تقوم على أساس مخاطبة جمع أبناء الوطن، وخدمة مصالحهم، مع تقديم خدمة إعلامية، وإخبارية تجعل العالم بين أطراف أصابعهم، كما أن من واجبها التصدي لكل ما من شأنه تهديد الوطن والامة، والإضرار بموروثاته ومصالحه .

والصحيفة القومية تعالج بطبيعتها جمع أشكال الابواب الصحفية، والتحرير فيها ينطلق من وجهة نظر ورأي يحمل كافة أبعاد الاستراتيجية التي تقوم على أساسها الصحيفة أو المجلة، والطبعات الدولية منها تقدم صورة كاملة للوطن إلى المغتربين من أبناء الوطن والعالم الخارجي. كما أنها تقوم على وجود علاقة وثيقة بينها وبين القارئ العادي تصل إلى ما يمكن أن نطلق عليه المشاركة Participation.

ويفترض في الصحيفة القومية أنها لا تنحاز إلى جانب السلطات التنفيذية والنخبة الحاكمة، وإن كنا نجد في أحيان كثيرة خروجا على هذه القاعدة الهامة، إذ يفترض أن الصحف القومية في مصر، على سبيل المثال، إنما تقوم على أساس الحياد التام بين جمع أطياف المجتمع، لكتها كثيرا، بل غالبا ما تخرج عن التوجهات المفترضة، وإذا بنا نجدها ناطقة باسم الدولة والنخبة الحاكمة وباسم الشعب، وهي مطالبة اليوم بأن تصحح مسارها وتقوم على تقديم الرأي والرأي الآخر، إذ يفترض أن الكل أمامها سواء. ولعل أقرب مثال على ذلك في مصر أيضا، الصحف والمجلات التي تصدر من مؤسسات صحفية كبرى مثل صحف الأهرام، والأخبار، والجمهورية، وأخبار اليوم، وصحف دار التعاون، ومجموعة مجلات وإصدارات دار الهلال، بالإضافة إلى صحيفة أكتوبر وما يصدر عن دار روزاليوسف، ودار المعارف، والمجلات التي تصدر عن بعض الهيئات مثل مجلة الإذاعة والتليفزيون التي تصدر عن اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهناك ايضا بعض الإصدارات التي تصدر عن عدد من المؤسسات الصحفية ناطقة بلغات أجنبية كالإنجليزية- والفرنسية.