التخطيط الإعلامي في المؤسسات الإعلامية المختلفة، يفرض من البداية، وكما سبق أن ذكرنا، ضرورة تحديد الاستراتيجية والسياسة الإعلامية التي ستوضع على أساسها الخطط البرامجية، كما يلزم أن يوضع في الاعتبار دائما، وحدة العمل الإعلامي. الذي يعتمد على وجود تكامل لا تعارض بين المؤسسات الإعلامية في أساسها وعلى درجة واحدة في خطوطها العريضة مع المؤسسات الإعلامية على المستوى القومي، فالتكامل هنا، عنصر فاعل في وحدة العمل الإعلامي، بحيث يشمل هذا التكامل جمع أجهزة الاتصال، الراديو - التليفزيون - وسائل الاتصال الإلكترونية الجديدة. الفضائيات، الصحافة... وغيرها، فهناك وحدة مصير بين الدول العربية، وخاصة وهي تواجه تحديات عديدة وخططا إعلامية معادية. تستهدف مصير الامة العربية الواحدة، ويفترض أن الامة العربية تقرم بتبني استراتيجية تضع في اعتبارها وحدة العمل العربي في مواجهة حروب إعلامية مختلفة تظهر من وقت لآخر، وهي تبدو أوضح ما تكرن في الحملات الصحفية المعادية، كما يطفو على السطح اليوم، ما يمكن أن نطلق عليه [حرب الفضائيات؛ التي تبرز في شكل غير مباشر في أحيان كثيرة، وفي نفس الوقت تبرز فضائيات عديدة تروج للاشيء  واللامعنى من أجل إلهاء الجماهير عن القضايا المصيرية الملحة، بل عن شئون الحياة العادية. وإن كانت تحمل أحيانا توجهات ترفيهية تجد لها مكانا على شاشات تلك الفضائيات، وهذا يؤكد على أهمية ما يمكن أن نطلق عليه [وحدة العمل الإعلامي العربي؛، ولنا أن نقول: إن الحاجة ماسة إلى وضع استراتيجية وسياسة إعلامية عربية واحدة، وما يتطلبه ذلك من وجود منسق بين هذه المؤسسات في ميدان الخطط الإعلامية البرامجية التنفيذية، التي تتناول الاحداث المحلية والقومية والعالمية، وبذلك تصيح جمع المنابر الإعلامية العربية مع تنوعها مصدرا من مصادر قرة الشعوب العربية على طريق مستقبل أفضل.