المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06

تشكيلγ - أمينوبوتيرات وتعويضها
16-11-2021
تفسير الآية (59-62) من سورة الانعام
10-6-2021
المداوس الفكرية لعلم الجيوبولتيك - المدرسة البريطانية
8-10-2021
علاج أورام الدماغ
2024-08-24
اللباس تكره فيه الصلاة
2024-07-15
حكم ومواعظ متفرقة
20-10-2015


فجيعة الزهراء (عليها السّلام)  
  
3443   09:42 صباحاً   التاريخ: 25-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص214-216.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019 1958
التاريخ: 28-3-2016 3833
التاريخ: 17-3-2016 3856
التاريخ: 22-3-2016 3349

نخب الحزن قلب بضعة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وريحانته وبرح بها الألم وأضناها الأسى حينما علمت أنّ أباها مفارق لهذه الحياة فقد جاءت إليه تتعثّر بخطاها وهي مذهولة كأنها تعاني آلام الاحتضار فجلست إلى جانبه وهي محدقة بوجهه وسمعته يقول : وا كرباه!.

ويمتلئ قلبها الطاهر بالأسى والحزن والحسرات فتسرع إليه قائلة : وا كربي لكربك يا أبتي!. فأشفق الرسول (صلّى الله عليه وآله) حينما رأى حبيبته كأنها صورة جثمان قد فارقته الحياة فقال لها مسلّياً : لا كرب على أبيك بعد اليوم ؛ فكانت هذه الكلمات أشدّ على نفسها من هول الصاعقة فقد علمت أنّ أباها سيفارقها ورأها النبي (صلّى الله عليه وآله) وهي ولهى حائرة قد خطف الحزن لونها وهامت في تيارات مذهلة من الأسى فأراد أن يسلّيها فأمرها بالدنو إليه وأسرّ إليها بحديث فلم تملك نفسها أن غامت عيناها بالدموع ثمّ أسرّ إليها ثانية فقابلته ببسمات فيّاضة بالبشر والسرور وعجبت عائشة من ذلك وراحت تقول : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن!

وسألتها عائشة عمّا أسرّ إليها أبوها فأشاحت بوجهها عنها وأبت أن تخبرها ولمّا انصرمت الأيّام أخبرت (سلام الله عليها) عن ذلك فقالت أخبرني : إنّ جبرئيل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرّة وإنه عارضني في هذا العام به مرّتين ولا أراه إلاّ قد حضر أجلي ؛ وكان هذا هو السبب في لوعتها وبكائها وأمّا سبب سرورها وابتهاجها فتقول أخبرني : إنك أوّل أهل بيتي لحوقاً بي ونِعم السلف أنا لك ؛ ألا ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الاُمّة؟ .

لقد كان السبب في إخماد لوعتها إخباره لها أنّها أوّل أهل بيته لحوقاً به وأخذ (صلّى الله عليه وآله) يخفّف عنها لوعة المصاب قائلاً لها : يا بنية لا تبكي وإذا متّ فقولي : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ؛ فإنّ فيها من كل ميت معوضة.

وقالت له بصوت خافت حزين النبرات : ومنك يا رسول الله؟.

ـ نعم ومنّي واشتدّ الوجع برسول الله (صلّى الله عليه وآله) فجعلت تبكي وتقول لأبيها : أنت والله كما قال القائل :

وأبيضَ يُستسقى الغمامُ بوجههِ      ثِمالُ اليتامى عِصمةٌ للأراملِ

وأفاق رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال لها : هذا قول عمّك أبي طالب ؛ وقرأ قوله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران: 144] , وروى أنس بن مالك قال : جاءت فاطمة ومعها الحسن والحسين إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه فانكبّت عليه وألصقت صدرها بصدره وهي غارقة في البكاء فنهاها النبي عن ذلك فانطلقت إلى بيتها والنبي تسبقه دموعه وهو يقول : اللّهمّ أهل بيتي وأنا مستودعهم كل مؤمن ؛ وجعل يردّد ذلك ثلاث مرات وهو مثقل بالهمّ ؛ لعلمه بما سيجري عليهم من المحن والخطوب.

ميراث النبي (صلّى الله عليه وآله) لسبطيه (عليهما السّلام) : ولمّا علمت سيّدة النّساء أنّ لقاء أبيها بربّه قريب خفّت إلى دارها وصحبت معها ولديها الحسن والحسين وهي تذرف الدموع وتطلب منه أن يورثهما شيئاً من مكارم نفسه التي عطّر شذاها العالم بأسره قائلة : أبَه هذان ولداك فورّثهما منك شيئاً ؛ ويفيض عليهما الرسول ببعض خصائصه وذاتيّاته التي امتاز بها على سائر النبيين قائلاً : أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي ؛ وأمّا الحسين فإنّ له جرأتي وجودي .

ويقومان الحسنان من عند جدّهما وقد ورثا منه الهيبة والسؤدد والجرأة والجود وهل هناك مما تحويه هذه الأرض أثمن وأعزّ من هذا الميراث؟ الذي لا صلة له بعالم المادة وشؤونها وإنّما يحوي كمالات النبوّة وخصائصها.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.