أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3599
التاريخ: 2-04-2015
3797
التاريخ: 19-6-2019
2860
التاريخ: 7-5-2019
3403
|
عن علي بن محمّد بن مخلد الجعفي الدهان بالكوفة قال : حدّثنا أحمد بن ميثم بن أبي نعيم ، قال : حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني أملاه علي في منزله قال : خرجت أيام ولاية موسى بن عيسى الهاشمي في الكوفة من منزلي فلقيني أبو بكر بن عياش ، فقال لي : امض بنا يا يحيى إلى هذا .
فلم أدر مَنْ يعني وكنت أجلّ أبا بكر عن مراجعته ، وكان راكباً حماراً له فجعل يسير عليه وأنا أمشي مع ركابه ، فلمّا صرنا عند الدار المعروفة بدار عبد الله بن حازم التفت إلي فقال لي : يابن الحماني إنّما جررتك معي وحشمتك مع أن تمشي خلفي لأسمعك ما أقول لهذا الطاغية.
قال : فقلت له : مَنْ هو يا أبا بكر ؟
قال : هذا الفاجر الكافر موسى بن عيسى .
فسكتُّ عنه ومضى وأنا أتبعه حتّى إذا صرنا على باب موسى بن عيسى وبصر به الحاجب ، وكان الناس ينزلون عند الرحبة فلم ينزل أبو بكر هناك ، وكان عليه يومئذ قميص وإزار وهو محلول الأزرار .
قال : فدخل على حماره وناداني : تعال يابن الحماني . فمنعني الحاجب فزجره أبو بكر وقال له : أتمنعه يا فاعل وهو معي ؟! فتركني ، فما زال يسير على حماره حتّى دخل الأبواب فبصر بنا موسى وهو قاعد في صدر الإيوان على سريره ، وبجنبي السرير رجال مسلّحون وكذلك كانوا يصنعون ، فلمّا رآه موسى رحّب به وأقعده على سريره ، ومُنعت أنا حين وصلت إلى الإيوان أن أجوزه .
فلمّا استقر أبو بكر على السرير التفت فرآني حيث أنا واقف ، فناداني : تعال ويحك ! فصرت إليه ونعلي في رجلي وعليّ قميص وإزار فأجلسني بين يديه فالتفت إليه موسى فقال : هذا رجل تكلّمنا فيه ؟
قال : لا ، ولكن جئت به شاهداً عليك .
قال : في ماذا ؟
قال : إنّي رأيتك وما صنعت بهذا القبر .
قال : أيّ قبر ؟
قال : قبر الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
وكان موسى قد وجه إليه مَنْ كربه وكرب جميع أرض الحاير ، وحرثها وزرع الزرع فيها فانتفخ موسى حتّى كان أن يتّقد ، ثمّ قال : وما أنت وذا ؟
قال : اسمع حتّى اُخبرك ؛ اعلم أنّي رأيت في منامي كأنّي خرجت إلى قومي بني غاضرة ، فلمّا صرت بقنطرة الكوفة أعرضني خنازير عشرة فأعانني الله برجل كنت أعرفه من بني أسد فدفعهم عنّي فمضيت لوجهي .
فلمّا صرت إلى شاهي ظللت الطريق فرأيت هناك عجوزاً فقالت لي : أين تريد أيها الشيخ ؟
قلت : أريد الغاضرية .
قالت لي : تبطن هذا الوادي ، فإنّك إذا أتيت آخره اتّضح لك الطريق .
فمضيت فلمّا صرت إلى نينوى إذ أنا بشيخ كبير جالس هناك ، فقلت : من أين أنت أيّها الشيخ ؟
فقال لي : أنا من أهل هذا القرية .
فقلت : كم تعد من السنين ؟
فقال : ما أحفظ ما مضى من سني عمري ، ولكن أبعد ذكرى أنّي رأيت الحسين بن علي (عليهما السّلام) ومَنْ كان معه من أهله ، ومَنْ تبعه يُمنعون الماء الذي تراه ، ولا يمنع الكلب ولا الوحوش شربه !
فاستعظمت ذلك ، وقلت له : ويحك ! أنت رأيت هذا ؟!
قال : أي والذي سمك السماء ، لقد رأيت هذا أيّها الشيخ وعاينته ، وإنّك وأصحابك هم الذين يعينون على ما قد رأينا ممّا أقرح عيون المسلمين إن كان في الدنيا مسلم .
فقلت : ويحك ! وما هو ؟
قال : حيث لم تنكروا ما أجرى سلطانكم إليه .
[قلت : ما أجرى إليه ؟]
قال : أيكرب قبر ابن النبي وتُحرث أرضه ؟!
قلت : وأين القبر ؟
قال : ها هو ذا أنت واقف [في أرضه] ؛ فأمّا القبر فقد عمي عن أن يُعرف موضعه .
قال أبو بكر بن عياش : وما كنت رأيت القبر قبل ذلك الوقت قط ، ولا أتيته في طول عمري ، فقلت : مَنْ لي بمعرفته ؟!
فمضى معي الشيخ حتّى وقف على حير له باب وآذن ، وإذا بجماعة كثيرة على الباب ، فقلت للآذن : أريد الدخول على ابن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .
فقال : لا تقدر على الوصول في هذا الوقت .
قلت : ولِمَ ؟
قال : هذا وقت زيارة إبراهيم خليل الله ومحمد رسول الله ، ومعهما جبرائيل وميكائيل في رعيل من الملائكة كثير .
قال أبو بكر بن عياش : فانتبهت وقد دخلني روع شديد وحزن وكآبة .
ومضت بي الأيام حتّى كدت أن أنسى المنام ، ثمّ اضطررت إلى الخروج إلى بني غاضرة لدَين كان لي على رجل منهم ، فخرجت وأنا لا أذكر الحديث حتّى صرت بقنطرة الكوفة لقيتني عشرة من اللصوص ، فحين رأيتهم ذكرت الحديث ورعبت من خشيتي لهم فقالوا لي : القِ ما معك وانجُ بنفسك ـ وكانت معي نُفيقة ـ فقلت : ويحكم ! أنا أبو بكر بن عياش وإنّما خرجت في طلب دَين لي ، والله الله لا تقطعوني عن طلب ديني وتضروا بي في نفقتي ؛ فإنّي شديد الإضافة .
فنادى رجل منهم : مولاي وربّ الكعبة لا تعرض له . ثمّ قال لبعض فتيانهم : كن معه حتّى تصير به إلى الطريق الأيمن .
قال أبو بكر : فجعلت أتذكّر ما رأيته في المنام وأتعجّب من تأويل الخنازير حتّى صرت إلى نينوى ، فرأيت ـ والله الذي لا إله إلاّ هو ـ الشيخ الذي كنت رأيته في منامي بصورته وهيئته ، رأيته في اليقظة كما رأيته في المنام سواء ، فحين رأيته ذكرت الأمر والرؤيا ، فقلت : لا إله إلاّ الله ما كان هذا إلاّ وحياً ! ثمّ سألته كمسألتي إيّاه في المنام ، فأجابني ثمّ قال لي : امضِ بنا . فمضيت فوقفت معه على الموضع وهو مكروب ، فلم يفتني شيء في منامي إلاّ الآذن والحير ؛ فإنّي لم أرَ حيراً ولم أرَ آذناً ؛ فاتقِ الله أيّها الرجل ؛ فإنّي قد آليت على نفسي ألاّ أدع إذاعة هذا الحديث ، ولا زيارة ذلك الموضع وقصده وإعظامه ؛ فإنّ موضعاً يأتيه إبراهيم ومحمد وجبرائيل وميكائيل لحقيق بأن يرغب في إتيانه وزيارته ؛ فإنّ أبا حصين حدّثني أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، قال : مَنْ رآني في المنام فإيّاي رأى ؛ فإنّ الشيطان لا يشتبه بي .
فقال له موسى : إنّما أمسكت عن إجابة كلامك لأستوفي هذه الحمقة التي ظهرت منك ، وبالله لئن بلغني بعد هذا الوقت أنّك تتحدّث بهذا لأضربن عنقك وعنق هذا الذي جئت به شاهداً عليّ .
فقال أبو بكر : إذن ، يمنعني الله وإيّاه منك ؛ فإنّي إنّما أردت الله بما كلّمتك به .
فقال له : أتراجعني يا عاض ! وشتمه .
فقال له : اسكت أخزاك الله وقطع لسانك !
فأرعد موسى على سريره ، ثمّ قال : خذوه . فاُخذ الشيخ عن السرير ، واُخذت أنا فوالله لقد مرّ بنا من السحب والجرّ والضرب ما ظننت أنّنا لا نكثر الأحياء أبداً ، وكان أشدّ ما مرّ بي من ذلك أنّ رأسي كان يجرّ على الصخرة وكان بعض مواليه يأتيني فينتف لحيتي ، وموسى يقول : اقتلوهما بني كذا وكذا لا يُكني .
وأبو بكر يقول له : امسك قطع الله لسانك وانتقم منك ! اللّهمّ إيّاك أردنا ، ولولد وليك غضبنا ، وعليك توكّلنا .
فصيّرنا بنا جميعاً في الحبس فما لبثنا إلاّ قليلاً فالتفت أبو بكر ورأى ثيابي قد خرقت وسالت دمائي ، فقال : يا حماني قد قضينا لله حقّاً ، واكتسبنا في يومنا هذا أجراً ، ولن يضيع ذلك عند الله ولا عند رسوله .
فما لبثنا إلاّ مقدار غذائه ونومه حتّى جاءنا رسوله فأخرجنا إليه ، وطلب حمار أبي بكر فلم يوجد ، فدخلنا عليه فإذا هو في سرداب له يشبه الدور سعة وكبراً ، فتعبنا في المشي إليه تعباً شديداً وكان أبو بكر إذا تعب في مشيه جلس يسيراً ، ثمّ يقول : اللّهمّ إنّ هذا فيك فلا تنسه .
فلما دخلنا على موسى وإذا هو على سرير له ، فحين بصر بنا قال : لا حيّا الله ولا قرّب من جاهل أحمق يتعرّض لما يكره . ويلك يا دعي ! ما دخولك فيما بيننا معشر بني هاشم ؟
فقال له أبو بكر : سمعت كلامك والله حسبك .
فقال له : اخرج قبّحك الله ! والله لئن بلغني أنّ هذا الحديث شاع أو ذُكر عنك لأضربنّ عنقك .
ثم التفت إليّ فقال : يا كلب ! وشتمني ، وقال : إيّاك أن تظهر هذا ؛ فإنّه إنّما خُيّل لهذا الشيخ الأحمق شيطان يلعب به في منامه ، اخرجا عليكما لعنة الله وغضبه .
فخرجنا ، وقد يئسنا من الحياة ، فلمّا وصلنا إلى منزل الشيخ أبي بكر وهو يمشي وقد ذهب حماره ، فلمّا أراد أن يدخل منزله التفت إليّ وقال : احفظ هذا الحديث وأثبته عندك ، ولا تحدّثنّ هؤلاء الرعاع ، ولكن حدّث به أهل العقول والدين .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|