المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

السيد محمد طاهر ابن السيد إسماعيل
2-2-2018
المايسليوم النابت Sprout Mycelium
11-3-2020
حكم المعتكف اذا مرض مرضاً يخاف منه تلويث المسجد.
4-1-2016
discourse attachment
2023-08-14
السكك العابرة للقارات
19-9-2021
ما يعرب بالحركات الاصلية
2024-10-28


تاريخ الحضرة  
  
2249   01:02 صباحاً   التاريخ: 22-5-2019
المؤلف : السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة .
الكتاب أو المصدر : بغية النبلاء في تاريخ كربلاء
الجزء والصفحة : ص76-79.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

لمّا كان العلقمي يروي كربلاء , وساكنيه وجوه الأشراف من العلويِّين والمنقطعين في جوار الحسين (عليه السّلام) , ولم تبقَ وسيلة للاهتمام بشأنه غير تبرّع أهل الفضل بالبذل ولا بدّ من أنّ بني بويه في القرن الرابع لتشيّعهم وعنايتهم بشؤون المشاهد المشرفة كانوا السبب الوحيد لبقاء حياة هذا النهر حتّى منتصف القرن الخامس ؛ إذ إنّ الإمام ابن الجوزي يحدّثنا في (المنتظم)، في حوادث سنة 451 فيقول : خرج البساسيري إلى زيارة المشهد بالكوفة على أن ينحدر من هناك إلى واسط واستصحب معه غلّ في زورق العمال في حفر النهر المعروف بالعلقمي , ويجريه إلى المشهد بالحائر وفاء بنذر كان عليه

ويقول مؤلف تاريخ آل سلجوق في حوادث سنة 479 هـ : وصل عماد الدولة سرهنك ساوتكين إلى واسط ومنها إلى النيل في شهر رمضان وزار المشهدين الشريفين وأطلق بهما للأشراف مالاً جزيلاً وأسقط خفارة الحاج وحفر العلقمي وكان خراباً من دهر وقدم بغداد.

ويحدّثنا السيد الطقطقي في الآداب السلطانية ص 301 عند ذكر مؤيد الدين ابن العلقمي وزير الخليفة المصتعصم بالله : وقيل لجدّه : العلقمي ؛ لأنّه حفر النهر المسمّى بالعلقمي وهو النهر الذي برز الأمر الشريف السلطاني لحفره , وسمّي الغازاني ؛ فعليه قاوم العلقمي كوارث الأعفاء والدروس حتّى آخر القرن السابع ثمّ أصبح أثراً بعد عين

وفي خبر كان يحدّثنا العلاّمة الحسن بن يوسف في الخلاصة ص 58 عند ذكر عبد الغفار يقول : هو من أهل الجازية, قرية من قرى النهرين وقفت بنفسي على دارس رسوم هذه القرية قبيل الحرب العالمية لسنة 1914 م وموقعه يقع في الشمال الشرقي من مدينة كربلاء على آخر حدود ضيعة الوند .

يشاهد بظهر طلولها خزف , وبعض زجاج مبعثر وفيما يليه آثار حصن على التقريب ينوف أبعاد أعلامه المئة متر في مثله منسوب لبني أسد وبلغني أنّ آجر هذا الحصن ذراع بغدادي مربع وبين طلول الجازية والحصن أثر مجرى نهر دارس , لم أبحث هل هو نفس العلقمي أو أحد شعبه .

ويخال لي أنّ [الكارثة] التي وقعت لقاضي القضاة على ما بسطه التنوخي في الفرج بعد الشدّة كانت بجوار هذا الحصن .

يقول أبو السائب : فلمّا انصرفت من الزيارة اُريد قصر ابن هبيرة قيل : إنّ الأرض مسبعة واُشير عليّ أن ألحق قرية فيها حصن سمّيت لي كي آوي إليها قبل المساء وكنت ماشياً فأسرعت , وأتعبت نفسي إلى أن لحقت القرية , فوجدت باب الحصن مغلقاً , فدفعته فلم يفتح لي وتوسلت للقائمين بحراسته بمَنْ قصدت زيارته فقالوا : قد أتانا منذ أيام مَنْ ذكر مثل ما تذكر , فأدخلناه وآويناه فكان عيناً علينا لللصوص وفتح الباب ليلاً وأدخلهم فسلبونا ولكن الحق بذلك المسجد وكن فيه ؛ لئلاّ تُمسي فيأتيك السبع .

فصرت إلى المسجد , فدخلت بيتاً كان فيه فلم يكن بأسرع من أن جاء رجل على حمار منصرفاً من الحائر فدخل المسجد , وشدّ حماره في حلق الباب ودخل إليّ ومعه كرز فيه خرج , فأخرج سراجاً فأصلحه وقدحاً فأوقدها وأخرج خبزه وأخرجت خبزي واجتمعنا على الأكل فلم نشعر إلاّ والسبع قد دخل في المسجد فلمّا رآه الحمار دخل إلى البيت الذي كان فيه فدخل السبع وراءه , فخرج الحمار وجذب باب البيت بالرسن فأغلقه علينا وعلى السبع , وصرنا محبوسين فيه .

وقدّرنا أنّ السبع لا يفترسنا بسبب السراج وأنّه إذا انطفأ أخذنا وأكلنا وما طال الأمر أن فني ما كان في السراج من الدهن وطفئ وصرنا في الظلمة والسبع معنا فما كان عندنا من حاله شيء إلاّ إذا تنفس فكنا نسمع نفسه وراث الحمار من فزعه فملأ المسجد روثاً .

مضى الليل ونحن على حالنا , وقد كدنا أن نتلف فزعاً ثمّ سمعنا صوت الآذان من داخل الحصن وجاء المؤذن ودخل المسجد , فلمّا رأى ما فعله الحمار لعن وشتم وحلّ رسن الحمار , فمرّ يطير في الصحراء , وفتح المؤذن باب البيت لينظر مَنْ فيه فوثب السبع إليه فدقّه وحمله إلى الأجمة وقمنا نحن وانصرفنا سالمين .

وقاضي القضاة أبو السائب هذا هو عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله الهمداني , كان أبوه تاجراً يؤم بمسجد همدان فاشتغل هو بالعلم , وغلب عليه في الابتداء التصوّف والزهد وسافر فلقي الجُنيد والعلماء وعني بفهم القرآن , وكتب الحديث وتفقّه للشافعي ثمّ دخل مراغة واتصل بأبي القاسم بن أبي الساج وتولّى قضاء مراغة ثمّ تقلد قضاء آذربايجان كلّها ثمّ تقلد قضاء همدان ثمّ سكن بغداد واتصل بالدولة وعظم شأنه إلى أن ولي قضاء القضاة بالعراق سنة 338 هـ على عهد معزّ الدولة أحد ملوك الديلم وتوفي سنة 355 هـ في بغداد وله ستة وثمانون سنة وهو أوّل مَنْ ولي قضاء القضاة في العراق من الشافعيّة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.