أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-8-2022
3397
التاريخ: 3-04-2015
5447
التاريخ: 16-7-2022
1622
التاريخ: 7-5-2019
3235
|
لمّا كان العلقمي يروي كربلاء , وساكنيه وجوه الأشراف من العلويِّين والمنقطعين في جوار الحسين (عليه السّلام) , ولم تبقَ وسيلة للاهتمام بشأنه غير تبرّع أهل الفضل بالبذل ولا بدّ من أنّ بني بويه في القرن الرابع لتشيّعهم وعنايتهم بشؤون المشاهد المشرفة كانوا السبب الوحيد لبقاء حياة هذا النهر حتّى منتصف القرن الخامس ؛ إذ إنّ الإمام ابن الجوزي يحدّثنا في (المنتظم)، في حوادث سنة 451 فيقول : خرج البساسيري إلى زيارة المشهد بالكوفة على أن ينحدر من هناك إلى واسط واستصحب معه غلّ في زورق العمال في حفر النهر المعروف بالعلقمي , ويجريه إلى المشهد بالحائر وفاء بنذر كان عليه
ويقول مؤلف تاريخ آل سلجوق في حوادث سنة 479 هـ : وصل عماد الدولة سرهنك ساوتكين إلى واسط ومنها إلى النيل في شهر رمضان وزار المشهدين الشريفين وأطلق بهما للأشراف مالاً جزيلاً وأسقط خفارة الحاج وحفر العلقمي وكان خراباً من دهر وقدم بغداد.
ويحدّثنا السيد الطقطقي في الآداب السلطانية ص 301 عند ذكر مؤيد الدين ابن العلقمي وزير الخليفة المصتعصم بالله : وقيل لجدّه : العلقمي ؛ لأنّه حفر النهر المسمّى بالعلقمي وهو النهر الذي برز الأمر الشريف السلطاني لحفره , وسمّي الغازاني ؛ فعليه قاوم العلقمي كوارث الأعفاء والدروس حتّى آخر القرن السابع ثمّ أصبح أثراً بعد عين
وفي خبر كان يحدّثنا العلاّمة الحسن بن يوسف في الخلاصة ص 58 عند ذكر عبد الغفار يقول : هو من أهل الجازية, قرية من قرى النهرين وقفت بنفسي على دارس رسوم هذه القرية قبيل الحرب العالمية لسنة 1914 م وموقعه يقع في الشمال الشرقي من مدينة كربلاء على آخر حدود ضيعة الوند .
يشاهد بظهر طلولها خزف , وبعض زجاج مبعثر وفيما يليه آثار حصن على التقريب ينوف أبعاد أعلامه المئة متر في مثله منسوب لبني أسد وبلغني أنّ آجر هذا الحصن ذراع بغدادي مربع وبين طلول الجازية والحصن أثر مجرى نهر دارس , لم أبحث هل هو نفس العلقمي أو أحد شعبه .
ويخال لي أنّ [الكارثة] التي وقعت لقاضي القضاة على ما بسطه التنوخي في الفرج بعد الشدّة كانت بجوار هذا الحصن .
يقول أبو السائب : فلمّا انصرفت من الزيارة اُريد قصر ابن هبيرة قيل : إنّ الأرض مسبعة واُشير عليّ أن ألحق قرية فيها حصن سمّيت لي كي آوي إليها قبل المساء وكنت ماشياً فأسرعت , وأتعبت نفسي إلى أن لحقت القرية , فوجدت باب الحصن مغلقاً , فدفعته فلم يفتح لي وتوسلت للقائمين بحراسته بمَنْ قصدت زيارته فقالوا : قد أتانا منذ أيام مَنْ ذكر مثل ما تذكر , فأدخلناه وآويناه فكان عيناً علينا لللصوص وفتح الباب ليلاً وأدخلهم فسلبونا ولكن الحق بذلك المسجد وكن فيه ؛ لئلاّ تُمسي فيأتيك السبع .
فصرت إلى المسجد , فدخلت بيتاً كان فيه فلم يكن بأسرع من أن جاء رجل على حمار منصرفاً من الحائر فدخل المسجد , وشدّ حماره في حلق الباب ودخل إليّ ومعه كرز فيه خرج , فأخرج سراجاً فأصلحه وقدحاً فأوقدها وأخرج خبزه وأخرجت خبزي واجتمعنا على الأكل فلم نشعر إلاّ والسبع قد دخل في المسجد فلمّا رآه الحمار دخل إلى البيت الذي كان فيه فدخل السبع وراءه , فخرج الحمار وجذب باب البيت بالرسن فأغلقه علينا وعلى السبع , وصرنا محبوسين فيه .
وقدّرنا أنّ السبع لا يفترسنا بسبب السراج وأنّه إذا انطفأ أخذنا وأكلنا وما طال الأمر أن فني ما كان في السراج من الدهن وطفئ وصرنا في الظلمة والسبع معنا فما كان عندنا من حاله شيء إلاّ إذا تنفس فكنا نسمع نفسه وراث الحمار من فزعه فملأ المسجد روثاً .
مضى الليل ونحن على حالنا , وقد كدنا أن نتلف فزعاً ثمّ سمعنا صوت الآذان من داخل الحصن وجاء المؤذن ودخل المسجد , فلمّا رأى ما فعله الحمار لعن وشتم وحلّ رسن الحمار , فمرّ يطير في الصحراء , وفتح المؤذن باب البيت لينظر مَنْ فيه فوثب السبع إليه فدقّه وحمله إلى الأجمة وقمنا نحن وانصرفنا سالمين .
وقاضي القضاة أبو السائب هذا هو عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله الهمداني , كان أبوه تاجراً يؤم بمسجد همدان فاشتغل هو بالعلم , وغلب عليه في الابتداء التصوّف والزهد وسافر فلقي الجُنيد والعلماء وعني بفهم القرآن , وكتب الحديث وتفقّه للشافعي ثمّ دخل مراغة واتصل بأبي القاسم بن أبي الساج وتولّى قضاء مراغة ثمّ تقلد قضاء آذربايجان كلّها ثمّ تقلد قضاء همدان ثمّ سكن بغداد واتصل بالدولة وعظم شأنه إلى أن ولي قضاء القضاة بالعراق سنة 338 هـ على عهد معزّ الدولة أحد ملوك الديلم وتوفي سنة 355 هـ في بغداد وله ستة وثمانون سنة وهو أوّل مَنْ ولي قضاء القضاة في العراق من الشافعيّة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|