أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-5-2022
1795
التاريخ: 24/10/2022
1622
التاريخ: 2024-07-07
402
التاريخ: 6-11-2021
2005
|
علم الكلام حاصل ما يشتمل عليه من الأدلة التي ينتفع بها فالقرآن و الأخبار مشتملة عليه و ما خرج عنهما فهو إما مجادلة مذمومة ، و إمّا مشاغبة بالتعلق بمتناقضات الفرق ، و تطويل بنقل المقالات التي أكثرها ترهات و هذيانات تزدريها الطباع و تمجها الاسماع ، و أكثرها خوض فيما لا يتعلق بالدّين.
ولم يكن شيء من ذلك مألوفا في العصر الأول ، و كان الخوض فيه بالكلية من البدع ، و لكن اليوم صار ممّا لا بدّ منه حراسة لقلوب العوام من تخييلات المبتدعة ، و إنّما حدث ذلك بحدوث البدع كما حدث حاجة الانسان على استيجار البدرقة في طريق الحجّ لحدوث ظلم العرب و قطعهم الطريق ، و لو تركت العرب عداوتهم لم يكن استيجار الحراس من شروط طريق الحجّ و المتكلم إن تجرد للمناظرة ولم يسلك طريق الآخرة ولم يشتغل بتعهد القلب و إصلاحه لم يكن من جملة علماء الدّين أصلا ، إذ ليس عند المتكلم من الدّين إلّا العقيدة التي يشاركه ساير العوام فيها ، و هي من جملة أعمال ظاهر القلب و اللسان و إنّما يتميّز عن العامي بصفة المجادلة و الحراسة ، فان معنى معرفة اللّه سبحانه وصفاته و أفعاله و جميع ما أشرنا إليه من العلوم الدّينية فلا يحصل من علم الكلام بل يكاد أن يكون الكلام حجابا و مانعا عنه و إنّما الوصول إليه بالمجاهدة التي جعلها اللّه سبحانه مقدمة للهداية حيث قال تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت : 69].
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «من طلب الدّين بالجدل تزندق»(1)، و روي أنّ رجلا قال للحسين بن عليّ (عليه السلام): «اجلس حتى نتناظر في الدين قال : يا هذا انا بصير بديني مكشوف على هداي ، فان كنت جاهلا بدينك فاذهب و اطلبه مالي و للممارات»(2).
وعن الباقر (عليه السلام) : «الخصومة تمحق الدين و تحبط العمل و تورث الشّك»(3) ، و عن الصّادق (عليه السلام) «لا يخاصم إلّا شاك أو من لا ورع له»(4) و عن الكاظم (عليه السلام) أنّه قال لعلي ابن يقطين : «مر أصحابك أن يكفوا عن ألسنتهم و يدعوا الخصومة في الدّين ، و يجتهدوا في عبادة اللّه عزّ و جلّ»(5).
وعن الرّضا (عليه السلام) أنّه سئل في مكاتبته أنّهم نهوا عن الكلام في الدّين فتأوّل مواليك المتكلمون بأنّه إنما نهي من لا يحسن أن يتكلم فامّا من يحسن أن يتكلم فلم ينهه ، فهل ذلك كما تأوّلوا؟ , فكتب (عليه السلام) : «المحسن و غير المحسن لا يتكلم فيه فان اثمه أكبر من نفعه»(6).
_______________________
( 1) نهج البلاغة : ص 254 خطبة 176.
( 2) كتاب الاعتقادات : ص 74 الملحق بشرح باب حادي عشر.
( 3) مصباح الشريعة : باب 48.
( 4) التوحيد : ص 458 , ح 21.
( 5) التوحيد : ص 460 , ح 30.
( 6) التوحيد : ص 460 , ح 29.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|