أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
2700
التاريخ: 14-11-2014
2064
التاريخ: 23-02-2015
5723
التاريخ: 14-11-2014
2433
|
هوالحافظ عماد الدين أبوالفداء اسماعيل بن عمروبن كثير البصري ثم الدمشقي الفقيه الشافعي. ولد عام 705- وتوفي عام 774 هـ (1).
وتفسيره هو«تفسير القرآن العظيم» من أشهر ما دوّن في التفسير المأثور؟! ويعتبر في ذلك، الكتاب الثاني بعد تفسير الطبري (2) ؟! وقد قدّم له بمقدمة قيمة تتعلق بالتفسير معتمدا فيها على كلام شيخه ابن تيمية؟!! لا يشرف المفسر أن ينسب إلى أمثال ابن تيمية .. في الوقت الذي هوعار وسبه عند ما ينسب نفسه إلى السلف الصالح والسنة والجماعة ومن يفتخر به تعصبا وجهلا، لما عرفت من افتضاح نصبه الواضح بعداوته لأهل البيت النبوة صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والتكلف باستبعاد التفاسير بحق علي عليه السّلام وأهل بيته بالرغم من كونها متواترة وبعضها قريب من التواتر في صحاحهم وسنتهم، هذا فضلا عن ادعاءاته العريضة غير المستندة إلى أدلة على خلافهما، بالإضافة إلى مزاعمه وأراجيفه الباطلة بتزوير الحقائق ونقلها بلا أمانة ولا تقوى لأجل إشباع نزوته التعصبية تجاه الحق وأهله؟! عبارته سهلة موجزة .. ويقوم ابن كثير عند شرحه للآية برد الآيات المتناسبة معها في المعنى.
ويقوم أيضا بترجيح بعض الأقوال على بعض، وتصحيح بعض الروايات وتضعيف بعض آخر منها، وهذا لمعرفته بفنون الحديث وأحوال الرجال كما ذكروا (3).
وكثيرا ما ينقل من تفاسير من سبقه كابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن عطية وغيرهم هذا ويمتاز تفسير ابن كثير بأنه متنبه للإسرائيليات- فأي داعي لذلك وقد تبناها السلف وزكاها- ويحذّر من منكرها- وقد عمل بها السلف ولكن المنكر عندهم روايات الشيعة وعليه فلا منكر ولا مشكلة- تارة على وجه الإجمال- خشية جرح سلفه بجرحها أومن باب استجارة المشرك وقتل المسلم- وأخرى على وجه التحديد والتعيين- ويكون بذلك قد خالف السلف، وظلم اليهود عند ما قرنهم مع الشيعة ؟!!- لذلك نلاحظ أنه عند ما يشرح آيات الأحكام يوضح خلافات الفقهاء، ويناقش أقوالهم وأدلتهم مع الأقوال في ذلك (4).
وهذه تعتبر ظاهرة انحراف خطيرة- إذ كما ذكرنا سابقا أن رجالهم يمرّون بكل تؤده على الانحرافات الخطيرة- عندهم بحيث كنا نعتقد بأن الإسرائيليات وكفرياتها محصورة في جانب القصص فقط، لا أنها تمتد بفضائحها وأباطيلها إلى آيات الأحكام والعبارات، بحيث تأتي العبادة وبقية آيات الأحكام منسجمة مع عبادات اليهود وحاخاماتهم .. ومخالفة لما جاء به الشارع المقدّس ؟!
هل أصلح ابن كثير الموروث الفاسد الكثير؟
يعتبر (اهتمامهم بتفسير ابن كثير والقرآن العظيم) أنه يستبطن تدارك بل التستر على تفاسير من سبقه، من الذين كثرت فيها الموضوعات والإسرائيليات، بحيث جاءت تفاسيرهم وعليها بصمات اليهود على نسق توراتهم المحرفة من تشبيه وتجسيم، ونظرتهم - وهم قتلة الأنبياء عليهم السّلام - الدونية إلى الأنبياء عليهم السّلام بارتكابهم المعاصي، وتصرفاتهم المشينة والمضحكة بل القبيحة- نعوذ باللّه من ذلك- وكذلك لم يوفروا ذلك حتى على الملائكة الكرام؟! فهذا يدل على أن مخططات اليهود التي أفسدت المسيحية، قد وجدت في صحاح القوم وتفاسيرهم التي يغالون بها وبرجالها، المجال الرحب لضرب الإسلام وفتنة المسلمين، منها التهم اعتبروا أن هذا ما عليه أهل السنة والجماعة والمخالف لهم - وإن كان على تفسير القرآن بالقرآن أوالسنة الحقة - زنادقة وروافض خوارج يهود هذه الأمة ..؟!
وعلى ضوء ذلك فلا توجد أي ميزة لتفسير ابن كثير عن تفاسير سلفه إلا توقفه على الحياد متأرجحا لا هوبالقادر- وأنّى له ذلك- في الطعن على تلك التفاسير بالموضوعات والإسرائيليات التي جاءت على لسان كبار الصحابة والتابعين وتابعي التابعين رضوان اللّه عليهم أجمعين .. ولا هوعنده من تفسير أوحتى تأويل بما يمكنه الاعتماد والتخلص من ذلك الانحراف الفاضح ؟!
لذلك قرر ابن كثير بصدد ذلك الوقوف بلا حراك ولا تأثير! ومن الأمثلة المستهجنة التي وردت في تفسيره بذلك الشأن :
قوله : أما (هاروت وماروت) فيأكد أنهما جبريل وميكائيل ؟! وقد أورد مقارنات- مضحكة عن سلفه نقلا عن صحاحه المدعاة - بين هاروت وماروت ، وبين عصيان إبليس - بنفس يهودي- وبرر ذلك حسب ما ذكر أنه وقع أخف مما صدر عن إبليس! وقد حكاه عن القرطبي، وابن مسعود وابن عباس، وابن عمر، وكعب الأحبار؟! والسدي والكلبي (5) ؟! ثم يردف ذلك عن حديث أحمد بن حنبل، يقول : أن آدم لما أهبط إلى الأرض قالت الملائكة أي رب { أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ } [البقرة : 30] .. الآية قالوا :
ربنا نحن أطوع لك من بني آدم قال اللّه تعالى : للملائكة سمّوا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض .. القصة. فشربا فسكرا فوقعا عليها وقتل الصبي ..؟! ولكنه اكتفى بالتعليق أن هذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين، إلا موسى بن جبير، والأنصاري السلمي مولاهم المديني الحذاء؟! ثم يذكر بعدها قصة أخرى بين اللّه والملائكة، فيها يقسم كعب الأحبار- اليهودي- فواللّه : ما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه؟! ثم أورد عن سالم، عن كعب الأحبار، فذكره قائلا : فهذا أصح وأثبت إلى عبد اللّه بن عمر، لأن سالم أثبت في أبيه، من مولاه نافع! ثم قال عن كعب الأحبار أنه نقل ذلك عن كتب بني إسرائيل واللّه أعلم ؟!!
وأخيرا ما لبث أن قواه بالآثار الواردة عن الصحابة والتابعين (6) ؟!! وصدق قول الشاعر فيهم :
إذا قالت حذام فصدقوها |
|
فإن القول ما قلت حذام |
وعليه فكل من ورد بالصحيحين أوزكّاه السلف ولوكان كعب الأحبار اليهودي، فهوعدل ثقة يقبل حديثه ولوكان بهذا المستوى من الانحطاط بل والضلال والكفريات المقتبسة من أساطير اليهود .. بينما يجرح فلان المسلم ولا يقبل منه الحديث ويتهم بالوضع والكذب والزندقة .. إذا شم منه أنه يتشيّع لعلي عليه السّلام أوأنه يرى الحق مع علي في حربه مع معاوية ؟! وهكذا نجد أن ابن كثير يورد في تفسيره، ما في تفاسير سلفه، المشحونة بالإسرائيليات ومما فيها مما يهد الجبال ذكره، لما يمثله من عصيان اليهود وإيذائهم لأنبيائهم فعلا وقولا ونسب إليهم ما لا يليق بهم بل إلى الخالق تعالى مما تتفطر له السموات وتتصدح له الجبال سبحانه وتعالى عما يصفون؟! ولكن ابن كثير- وهوالأقل أخذا بتلك الإسرائيليات- ينقلها بتفسيره غير مبال ولا مكترث بكل برودة أعصاب، وبكل اطمئنان، لأنها جاءت عن الصحاح، وكبار السلف الصالح رضوان اللّه عليهم أجمعين؟! فقد ذكر في مورد آخر، عن أسباط عن السدي - في قصة هاروت وماروت - حتى أتتهما امرأة تخاصم زوجها فأعجبهما حسنها واسمها بالعربية الزهرة وبالنبطية بيدخت وبالفارسية أناهيد (7) .. الخ.
هذا وقد مرّ عليك أن اليهود بإسرائيلياتهم كانوا يدسون أمثال اسم كلب أصحاب الكهف، وبقرة موسى عليه السّلام .. الخ. عندها تعلم أن هذه من تلك ولكن الذي يلاحظ عليهم وبشكل لا شك فيه- كما مرّ عليك سابقا- أنهم مراعاة لا أدري هل لكعب الأحبار وأمثاله من اليهود أقطاب للروايات الإسرائيلية وخشية مسهم ولوبشطر كلمة أومراعاة مقام رجالهم الذين زكّوا أولئك اليهود وتبنّوا رواياتهم الإسرائيلية ؟! وهكذا وبعد أن سوّد ابن كثير تفسيره، بهذه الكفريات والضلالات من الأساطير الإسرائيلية، التي يأتي وبلا ريب تنزيه منزل القرآن سبحانه وتعالى، ومبلغه الرسول الأعظم صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والراسخون في العلم، أن يدنس قدس القرآن بأمثال هذه التفصيلات القذرة الوقحة، والتي لا تناسب حتى ما لمح القرآن الكريم على بعض الناس أمثال زوجة العزيز، وقوم لوط وغيرها، والتي ذكرها بنحووالكناية والإشارة.
لذلك نجده في ختام ذلك وبعد أن أوقع تابعيه في حيرة الذين يغالون به وبأمثاله بحيث يقيسون الحق عليهم كما توارثوها رجل عن رجل وسموهم السلف الصالح وأهل السنة والجماعة وغيرهم الخارجين والروافض .. الخ.
فيما ذكر بقوله : وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل؟! إذ ليست فيها حديث مرفوع صحيح متصل الأسناد إلى الصادق المعصوم. الذي لا ينطق عن الهوى، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن على ما أورده اللّه تعالى واللّه أعلم بحقيقة الحال (8)! ونلاحظ على تفسير ابن كثير ما يلي :
1- مخالفته بل مصادرته لمنهج أسلافه الذي سمّوه ما عليه أهل السنة والجماعة؟! إذ أن منهجهم مبتنيا على سلسلة الصحابي ثم التابعي ثم تابعي التابعي .. الخ.
وعليه فأي منهم قد خرج عن سنّة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؟!
2- إن ادعاء ابن كثير العريض الخطير يعتبر طعنا بسلفه الذين تركوا السنة الصحيحة المتصلة بالمعصوم وأخذوا بسنة الوضاعين واليهود، وكانوا خارجين عما ادعوه من كونهم أهل السنة والجماعة، وصحيح صحاحهم؟! فهوأراد أن يزكي نفسه ويتورع بل ويتبرأ عما صنعه أسلافه، فسفههم وفسقهم ضمنا لجرأتهم على آيات اللّه تعالى وتفسيرها بالموضوعات والإسرائيليات.
3- نسأل ابن كثير ما هومدى تأثير رأيك هذا المنفرد والخارج سواء! أ- كونه في مرحلة تاريخية متأخرة وهي القرن الثامن الهجري أمام القرون الأولى لسلفك التي تسمونه خير القرون، وأصول سنتكم وكل ما يأتي بعدها يكون عيال عليها وأضعف عن أضعف وهكذا؟! ب- أي قيمة لتفسيرك هذا خصوصا وقد نسف تفاسير آراء كبار وأركان التفسير عند أهل السنة والجماعة؟! كالطبري والرازي والبيضاوي والبغوي، والنسفي، وابن الليث السمرقندي وغيرهم.
والذي يشهد لهم جل علماء أهل السنة أن تفاسيرهم هي الأصل وما بعده إما مختصرات أوعبارة عن تقليد لها، حيث لم يتحرجوا مما تحرجت منه؟!
4- أن ابن كثير- كغيره من كثير من علمائهم- يغرون الناس بألقابهم وشهرتهم وفي الأزمات يتركونهم في حيرة من أمرهم! وهكذا يكشف مدى جرأة أمثال هؤلاء على التصدي للعلوم وخاصة التفاسير مع ذلك العجز والضعف وبكل إصرار يدل الاعتراف لأهل الفضل والذكر والراسخون بالعلم ليربحوا ويرتاحوا وينجوا وينجّوا؟! فمثله كمن ينصب نفسه دليلا إلى هدف، فما يلبث أن يترك المستهدي به في مفارق طريق محفوفة بالمخاطر والألغام ليقول له : إن جلّ الذين سبقونا قد ضلوا الهدف، وهم أكثر مني خبرة ومعرفة، وهم سلفي وقدوتي أما أنا فلا شيء عندي إلا أن أقول لك اختر ما تشاء واللّه أعلم؟!
في الوقت التي يطعن بسلفه وتأثرهم الكثير بالإسرائيليات وأنها لا يمكن نسبتها للمعصوم.
ولكنه تابع سيده ابن تيمية القائل بتجويز الحديث عن بني إسرائيل ولكن من غير تكذيب ولا تصديق! وبالفعل فإنّك عزيزي القارئ تجد مدى الإفراط والتفريط بين أقصى اليمن أوأقصى الشمال، والأخذ تارة من هنا وأخرى من هناك، وكثرة القراء حتى أنك أن تستمع إلى خطيبين تجد الاختلاف بينهما إلى حد حرام ولا يجوزه وحلال جائز. ولقد استمعت إلى برنامجين على الفضائيات حول الوقوع بالبدعة وعدمها فكان الأول يتسامح بإقامة إحياء مناسبات ولادة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وغيرها، واعتبارها مناسبات مهمة لهداية الناس وأسماعهم الإسلام. بينما الثاني اعتبرها بدعة بحد الشرك وهكذا ؟!
__________________
(1) انظر ترجمته في : الدور الكامنة 1/ 273، مستندات الذهبي 1/ 231 ، طبقات المفسرين للداودي ص 327.
(2) كثرة المبالغات تدل على وقوع الاختلافات، وقد مرّ عليك ما في الطبري فهل تنفع ترقيعات الفرع الكثيري !
(3) كيف نفهم القرآن ص 209.
(4) التفسير والمفسرون 1/ 242- 247.
(5) التفسير العظيم- ابن كثير- 1/ 202، علما أن كعب هذا من أقطاب الإسرائيليات ، كذلك أن ابن كثير كان قد جرح الكلبي في مقدمة تفسيره ص 12؟!.
(6) التفسير العظيم 1/ 203.
(7) التفسير العظيم 1/ 206.
(8) تفسير ابن كثير 1/ 207.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|