المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

نظريـة النمـو الاقتصـادي عنـد آدم سميـث
2-11-2019
المعدات - طبقات ما تحت الاساس الركامية
2023-09-20
مدينة حمص
2-2-2016
الحكم بن الحارث السلمي
22-7-2017
يورى h.c . urey 
1-2-2016
الغلاف الجوي الأرضي
2023-04-01


حديث قاطع السدرة  
  
3681   01:34 صباحاً   التاريخ: 18-4-2019
المؤلف : السيد نعمة الله الجزائري .
الكتاب أو المصدر : رياض الابرار
الجزء والصفحة : ج‏1، ص303-309.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2019 1939
التاريخ: 19-10-2015 6043
التاريخ: 18-4-2019 3757
التاريخ: 16-3-2016 6711

في كتاب الأمالي عن يحيى الرازي قال: كنت عند جرير بن عبد الحميد إذ جاءه رجل من أهل العراق فسأله جرير عن خبر الناس، فقال: تركت الرشيد و قد كرب قبر الحسين (عليه السّلام) و أمر أن تقطع السدرة التي فيه فقطعت قال: فرفع جرير يديه و قال: اللّه أكبر جاءنا فيه حديث عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) إنّه قال: لعن اللّه قاطع السدرة ثلاثا فلم نقف على معناه حتّى الآن، لأنّ القصد بقطعه تعيير مصرع الحسين (عليه السّلام) حتّى لا يقف الناس على قبره‏ .

و عن محمّد بن فرج عن أبيه عن عمّه قال: أنفذني المتوكّل في تخريب قبر الحسين فصرت إليه و أمرت بالبقر فمرّ بها على القبور كلّها، فلمّا بلغت قبر الحسين لم تمرّ عليه.

قال عمّي: فأخذت العصا بيدي فما زلت أضربها حتّى انكسرت العصا في يدي فو اللّه ما جازت على قبره و لا تخطّته‏ .

و في ذلك الكتاب عن موسى بن عبد العزيز قال: لقيني يوحنا النصراني المتطيّب فقال لي: بحقّ دينك من هذا الذي يزور قبره قوم منكم بناحية قصر ابن هبيرة؟ قلت: هو ابن بنته (عليه السّلام)، فقال: له عندي حديث طريف و هو أنّه وجّه إلى سابور الكبير الخادم الرشيدي في الليل إليه و مضينا حتّى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي، فوجدناه زايل العقل متّكئا على و سادة و إذا بين يديه طشت فيها حشو جوفه و كان الرشيد استحضره من الكوفة فأقبل سابور على خادم كان من خاصّة موسى فقال له: ويحك ما خبره؟

فقال له: أخبرك إنّه كان من ساعته جالسا و حوله ندماؤه و هو من أصحّ الناس جسما و أطيبهم نفسا إذ جرى ذكر الحسين بن علي.

قال يوحنّا: هذا الذي سألتك عنه، فقال موسى: إنّ الرافضة ليغلون فيه حتّى أنّهم‏ يجعلون تربته دواء يتداوون به، فقال له رجل من بني هاشم: قد كانت بي علّة فتعالجت لها بكلّ علاج فما نفعني حتّى وصف لي كاتبي لآخذ من هذه التربة، فأخذتها فنفعني اللّه بها و زال عنّي ما كنت أجده قال: فبقي عندك منها شي‏ء؟

قال: نعم، فوجّه فجاءه منها بقطعة فناولها موسى بن عيسى فأخذها عيسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن يتداوى بها و احتقارا و تصغيرا لهذا الرجل الذي هي تربته- يعني الحسين (عليه السّلام)- فما هو إلّا أن استدخلها دبره حتّى صاح النار النار الطشت الطشت فجئناه بالطشت فأخرج فيها ما ترى، فانصرف الندماء و صار المجلس مأتما فأقبل على سابور فقال: انظر هل لك فيه حيلة فدعوت بشمعة فنظرت فإذا كبده و طحاله و رئّته و فؤاده خرج منه في الطشت، فنظرت إلى أمر عظيم فقال لي سابور: كن هاهنا في الدار إلى أن يظهر أمره فبتّ عندهم فمات في وقت السحر، ثمّ كان يوحنّا يزور قبر الحسين و هو على دينه ثمّ أسلم بعد هذا و حسن إسلامه.

أخذ المسترشد العبّاسي من مال الحائر و كربلاء و قال: إنّ القبر لا يحتاج إلى الخزانة و أنفق على العسكر، فلمّا خرج قتل هو و ابنه الراشد .

و عن الأعمش قال: أحدث رجل على قبر الحسين (عليه السّلام) فأصابه و أهل بيته جنون و جذام و برص و هم يتوارثون الجذام إلى الساعة .

و روى جماعة من الثقاة: أنّه لمّا أمر المتوكّل بحرث قبر الحسين (عليه السّلام) و أن يجرى الماء عليه من العلقمي أتى زيد المجنون و بهلول المجنون إلى كربلاء، فنظرا إلى القبر و إذا هو معلّق بالقدرة في الهواء فقال زيد: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32].

و ذلك أنّ الحرّاث حرث سبع عشرة مرّة و القبر يرجع إلى حاله، فلمّا نظر الحرّاث إلى‏ ذلك آمن باللّه و حلّ البقر، فأخبر المتوكّل فأمر بقتله‏ .

و عن سليمان الأعمش قال: كنت نازلا بالكوفة و كان لي جار من النواصب فقلت: آتيه ليلة الجمعة و اكلّمه في فضائل الحسين، فإن رأيته مصرّا على حاله قتلته، فلمّا كان السحر أتيته فقالت لي امرأته: إنّه خرج إلى زيارة الحسين من أوّل الليل فسرت في إثره إلى زيارة الحسين (عليه السّلام)، فلمّا دخلت إلى القبر فإذا بالشيخ ساجد يدعو و يسأل اللّه التوبة ثمّ رفع رأسه فقلت له: يا شيخ كنت تقول بالأمس: زيارة الحسين بدعة و كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة في النار و اليوم تزوره؟

فقال: يا سليمان لا تلمني فإنّي ما كنت أثبت لأهل البيت إمامة حتّى كانت ليلتي تلك فرأيت رؤيا هالتني رأيت رجلا جليل القدر لا أقدر أصفه من عظم جماله و جلاله و بين يديه فارس على رأسه تاج و التاج له أربعة أركان في كلّ ركن جوهرة تضي‏ء من مسيرة ثلاثة أيّام، فقلت لبعض خدّامه: من هذا؟

قال: هذا محمّد المصطفى و الآخر عليّ المرتضى، ثمّ نظرت فإذا أنا بناقة من نور عليها هودج من نور و فيه امرأتان و الناقة تطير بين السماء و الأرض، فقلت: لمن هذه الناقة؟

فقال: لخديجة الكبرى و فاطمة الزهراء و هذا الغلام الحسن بن عليّ، يريدون زيارة المقتول ظلما شهيد كربلاء الحسين بن عليّ، ثمّ قصدت نحو الهودج الذي فيه الزهراء (عليها السّلام) و إذا برقاع مكتوبة تسقط من السماء فقيل هذه رقاع فيها أمان من النار لزوّار الحسين في ليلة الجمعة فطلبت منه رقعة فقال لي: إنّك تقول زيارته بدعة فإنّك لا تنالها حتّى تزور الحسين و تعتقد فضله و شرفه، فانتبهت من نومي فزعا و قصدت إلى زيارة سيّدي الحسين و أنا تائب إلى اللّه و لا افارق قبر الحسين حتّى تفارق روحي جسدي‏ .

و روى الثقاة عن دعبل الخزاعي قال: لمّا انصرفت عن أبي الحسن الرضا (عليه السّلام) بقصيدتي التائية نزلت بالريّ و أنّي في ليلة أصوغ قصيدة و قد ذهب من الليل شطره فإذا طارق يطرق الباب، فقلت: من هذا؟

قال: أخ لك، ففتحت الباب، فدخل رجل اقشعرّ منه بدني، فقال لي: لا تخف أنا أخوك من الجنّ ولدت في الليلة التي ولدت فيها و نشأت معك و أنّي جئت احدّثك بما يسرّك و يقوّي بصيرتك، فقال: يا دعبل إنّي كنت من أشدّ الناس عداوة لعليّ بن أبي طالب فخرجت في نفر من الجنّ المردة العتاة فمررت بنفر يريدون زيارة الحسين قد جنّهم الليل فهممنا بهم و إذا ملائكة تزجرنا من السماء و ملائكة في الأرض تزجر عنهم هوامها فكأنّي كنت نائما فانتبهت، و علمت أنّ ذلك لعناية اللّه تعالى بمن تشرّفوا بزيارته فأحدثت توبة و زرت مع القوم و دعوت بدعائهم و حججت بحجّهم تلك السنة و زرت قبر النبيّ (صلّى اللّه عليه و اله) و مررت برجل حوله جماعة فقلت: من هذا؟

قالوا: هذا ابن رسول اللّه الصادق (عليه السّلام) فدنوت منه و سلّمت عليه فقال لي: مرحبا بك يا أهل العراق أتذكر ليلتك ببطن كربلاء و ما رأيت من كرامة اللّه تعالى لأوليائنا؛ إنّ اللّه قد قبل توبتك، فقلت: الحمد للّه الذي منّ عليّ بكم، فحدّثني يا ابن رسول اللّه بحديث أنصرف به إلى أهلي و قومي، فقال: حدّثني أبي عن أبيه عن الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبي طالب قال: قال لي رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله): يا عليّ الجنّة محرّمة على الأنبياء حتّى أدخلها أنا، و على الأوصياء حتّى تدخلها أنت، و على الأمم حتّى تدخلها أمّتي، و على أمّتي حتّى يقرّوا بولايتك، يا عليّ و الذي بعثني بالحقّ لا يدخل الجنّة أحد إلّا من أخذ منك بسبب أو نسب.

ثمّ قال: خذها يا دعبل فلن تسمع بمثلها من مثلي أبدا ثمّ ابتلعته الأرض فلم أره‏ .

و روي أنّ المتوكّل العبّاسي كان شديد العداوة لأهل بيت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و اله) و هو الذي أمر الحارث بحرث قبر الحسين (عليه السّلام) و أن يخربوا بنيانه و يخفوا آثاره و أن يجروا عليه الماء من النهر العلقمي حتّى لا يبقى له أثر، و توعّد الناس ممّن زار قبره و جعل رصدا من أجناده يقتلون كلّ من يزور الحسين ليطفئوا نور اللّه، فبلغ الخبر رجل من أهل الخير يقال له زيد المجنون ولكنّه ذو عقل سديد و إنّما لقّب بالمجنون لأنّه أفحم كلّ لبيب و قطع حجّة كلّ أديب فعظم ذلك عليه و اشتدّ حزنه و تجدّد مصابه بالحسين و كان يسكن مصر، فلمّا سمع بحرث قبر الإمام خرج من مصر ماشيا هائما على وجهه حتّى بلغ الكوفة و كان البهلول بها، فلقيه زيد المجنون‏ و سلّم عليه فردّ عليه السلام.

فقال له البهلول: من أين لك معرفتي و لم ترني؟

فقال زيد: قلوب المؤمنين جنود مجنّدة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف، فقال له البهلول: ما الذي أخرجك من بلادك بغير دابّة و لا مركوب؟

فقال: بلغني أنّ هذا اللعين أمر بحرث قبر الحسين و خراب بنيانه و قتل زوّاره فهذا الذي أخرجني و أجرى دموعي.

فقال له البهلول: و أنا و اللّه كذلك، فقال له: قم إلى كربلاء لنشاهد قبور أولاد عليّ المرتضى، فوصلا إلى قبر الحسين و إذا هو على حاله لم يتغيّر و قد هدّموا بنيانه و كلّما أجروا عليه الماء غار و حار و استدار، و كان القبر إذا جاءه الماء ترتفع أرضه بإذن اللّه تعالى فقال زيد المجنون: انظر يا بهلول‏ يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ‏، و لم يزل المتوكّل يأمر بحرث قبر الحسين مدّة عشرين سنة و القبر على حاله لم يتغيّر و لا يعلوه قطرة من الماء.

فلمّا نظر الحارث إلى ذلك قال: آمنت باللّه و بمحمّد رسول اللّه، و اللّه لأهربن على وجهي و أهيم في البراري و لا أحرث قبر الحسين و أنّ لي مدّة عشرين سنة اشاهد براهين آل بيت رسول اللّه و لا أتّعظ، ثمّ إنّه حلّ الثيران و طرح الفدان و أقبل نحو زيد المجنون و قال: يا شيخ لأيّ شي‏ء جئت إلى هنا و أنّي لأخشى عليك من القتل؟

فبكى زيد و قال: و اللّه قد بلغني حرث قبر الحسين فأحزنني فانكبّ الحارث على أقدام زيد يقبّلهما و يقول: فداك أبي و أمّي، فو اللّه يا شيخ من حين أقبلت إلي أقبلت إليّ الرحمة و استنار قلبي بنور اللّه و أنّ لي مدّة عشرين سنة أحرث هذه الأرض و كلّما أجريت الماء غار و حار و استدار و لم يصل إلى القبر منه قطرة و كأنّي كنت في سكر و أفقت الآن ببركة قدومك، فبكى زيد و قال له الحارث: ها أنا الآن ماض إلى المتوكّل بسرّ من رأى أعرّفه بصورة الحال إن شاء أن يقتلني و إن شاء أن يتركني.

فقال له زيد: و أنا أسير معك.

فلمّا دخل الحارث على المتوكّل و أخبره بما شاهد من برهان قبر الحسين (عليه السّلام) ازداد بغضا لأهل البيت و أمر بقتل الحارث و صلبه، و أمّا زيد فازداد حزنه و صبره حتّى أنزلوه من‏ الصلب و ألقوه على مزبلة فاحتمله زيد إلى الدجلة و غسّله و كفّنه و صلّى عليه و دفنه و بقي ثلاثة أيّام يتلو عنده القرآن، فبينما هو ذات يوم جالس إذ سمع صراخا عاليا و نساء منشرات الشعور و الناس كافّة في اضطراب شديد و إذا بجنازة محمولة على أعناق الرّجال و قد نشرت لها الأعلام و انسدّت الطرق من الرجال و النساء.

قال زيد: ظننت أنّ المتوكّل مات، فسألت فقيل لي: هذه جارية المتوكّل ماتت؛ جارية سوداء حبشية و اسمها ريحانة و كان المتوكّل يحبّها، فلمّا نظر زيد إلى ذلك زادت أحزانه و جعل يلطم وجهه و يقول: وا أسفاه يا حسين أتقتل بالطفّ غريبا و تسبى نساؤك و بناتك و تذبح أطفالك و لم يبك عليك أحد من الناس و تدفن بغير غسل و لا كفن و يحرث بعد ذلك قبرك ليطفئوا نورك، و أنت ابن عليّ المرتضى و ابن فاطمة الزهراء و يكون هذا الشأن العظيم لموت جارية سوداء! و لم يزل يبكي حتّى غشي عليه، فلمّا أفاق أنشد يقول، شعر:

أيحرث بالطف قبر الحسين‏                و يعمر قبر بني الزانية

لعلّ الزمان بهم قد يعود            و يأتي بدولتهم ثانية

ألا لعن اللّه أهل الفساد             و من يأمن الدنية الفانية

فكتب هذه الأبيات في ورقة و سلّمها لبعض حجّاب المتوكّل، فلمّا قرأها المتوكّل أمر بقتله.

فلمّا مثل بين يديه سأله عن أبي تراب من هو استحقارا له، فقال: و اللّه إنّك عارف به و بفضله و لا يجحده إلّا كلّ كافر، فأمر المتوكّل بحبسه، فلمّا أسدل الظلام جاء إلى المتوكّل هاتف و رفسه برجله و قال له: قم و اخرج زيدا من حبسه و إلّا أهلكك اللّه عاجلا، فقام بنفسه و أخرج زيدا و خلع عليه خلعة سنية و قال له: اطلب ما تريد؟

قال: اريد عمارة قبر الحسين (عليه السّلام) و أن لا يتعرّض أحد لزوّاره، فأمر له بذلك فخرج من عنده فرحا مسرورا و جعل يدور في البلدان و يقول: من أراد زيارة الحسين (عليه السّلام) فله الأمان طول الأزمان‏ .

و في كتاب بحار الأنوار عن الحسين ابن بنت أبي حمزة الثمالي قال: خرجت في آخر زمان بني مروان إلى قبر الحسين (عليه السّلام) مستخفيا من أهل الشام حتّى انتهيت إلى كربلاء فاختفيت في ناحية القرية، حتّى إذا ذهب من الليل نصفه أقبلت نحوه حتّى إذا دنوت منه خرج إليّ رجل فقال: يا هذا إنّك لن تصل إليه فقلت له: عافاك اللّه و لم لا أصل إليه و قد أقبلت من الكوفة اريد زيارته فلا تحل بيني و بينه و أنا أخاف أن أصبح فيقتلوني أهل الشام.

فقال: اصبر قليلا فإنّ موسى بن عمران صلوات اللّه عليه سأل اللّه أن يأذن له في زيارة قبر الحسين فأذن له فهبط من السماء في سبعين ألف ملك فهم بحضرته من أوّل الليل ينتظرون طلوع الفجر ثمّ يعرجون إلى السماء، فقلت: من أنت؟

قال: أنا من الملائكة الذين أمروا بحرس قبر الحسين و الاستغفار لزوّاره فانصرفت، فقد كاد يطير عقلي لما سمعت منه.

فلمّا طلع الفجر أقبلت نحوه و دعوت اللّه على قتلته و صلّيت الصبح و أقبلت مسرعا مخافة أهل الشام‏ .

و روي عن الأعمش قال: أحدث رجل على قبر الحسين (عليه السّلام) فأصابه و أهل بيته جنون و جذام و برص و هم يتوارثون الجذام إلى الساعة .

و لنختم أحوال الحسين (عليه السّلام) بفائدتين:

الفائدة الأولى: حدّثني من أثق به من الطائفة المحقّة أنّ رجلا كان في الكوفة من أعيان أهلها من امراء الكوفة و جنودها و كان له ديانة و ميل إلى الشيعة قال: و كان ذات ليلة نائما على سطح داره، فلمّا أصبح تخيّل إليه أنّ يستخير اللّه سبحانه في طريق النزول، فاستخار أن ينزل من الدرج فكانت الاستخارة نهيا و كذلك استخار على وضع درج ينزل منه و كلّما يستخير اللّه سبحانه على طريق تأتي الاستخارة نهيا حتّى استخار أن يرمي بنفسه من فوق السطح فجاءت موافقة الأمر، فرمى بنفسه و انكسرت رجله فحمل إلى داخل منزله و شدّ عليها الجباير و بقي يداويها، فاتّفق في ذلك الوقت أنّ ابن زياد أرسل عساكر الكوفة لقتال الحسين (عليه السّلام) فأرسل إلى ذلك الرجل يكون مع الجند، فقيل له: إنّه مريض و أنّ رجله مكسورة لا يقدر على الركوب.

فقال: إذا لم يقدر على المسير فليحمل و يوضع على باب الكوفة يكتب العساكر التي تخرج إلى قتال الحسين، فحمل على بساط و وضع على باب الكوفة و أحصى في دفتر أسماء الخارجين إلى القتال و كان ذلك الدفتر عنده حتّى طابت رجله و خرج المختار و كان يتبع من خرج في العسكر فتارة يعرفهم و تارة لا يعرفهم لكثرتهم لأنّه كما سبق كانوا سبعين ألفا، فأتى ذلك الرجل إلى المختار و طلب منه الأمان و دفع إليه ذلك الدفتر فكان يقتل بني أميّة و من خرج من ذلك الدفتر حتّى أتى على آخرهم.

فلينظر العاقل أسرار الاستخارة، و أنّ خيرة ذلك الرجل في الدّين و الدّنيا كانت في كسر رجله فلا يتّهم أحد ربّه فيما قضى عليه و خار له لأنّه الحكيم و الطبيب يداوي كلّ مريض بمقتضى علّته.

الفائدة الثانية: في زيارة خاصّة اشتملت على أسماء الشهداء و بعض أحوالهم و أسماء من قتلهم أوردها السيّد ابن طاووس رحمه اللّه في كتاب الإقبال قال: روينا بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي عن محمّد بن أحمد بن عيّاش عن الشيخ الصالح أبي منصور بن عبد المنعم البغدادي رحمه اللّه قال: خرج من الناحية سنة اثنتين و خمسين و مائتين على يد الشيخ محمّد بن طالب الاصفهاني حين وفاة أبي و كنت حديث السنّ و كتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد اللّه (عليه السّلام) و زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم فخرج إلى منه: بسم اللّه الرحمن الرحيم إذا أردت زيارة الشهداء رضوان اللّه عليهم فقف عند رجلي الحسين و هو على قبر عليّ بن الحسين صلوات اللّه عليهما، فاستقبل القبلة بوجهك، فإنّ هناك حومة الشهداء (عليهم السّلام) و أوم و أشر إلى عليّ بن الحسين (عليه السّلام).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.