المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6237 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في روسيا الفيدرالية
2024-11-06
تربية ماشية اللبن في البلاد الأفريقية
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06

ﻋﻣﻠيـﺔ إﺗﺧﺎذ اﻟﻘرارات اﻟﻣﺎﻟيـﺔ
2-2-2019
أحوال المناخ في فصل الشتاء في اوربا - الضغط و الرياح
4-10-2017
Yeast GAL Genes: A Model for Activation and Repression
زكريا أخو المستهل
3-9-2017
Vowels KIT
2024-02-27
تنزيه موسى (عليه السلام) عن الكفر والسحر
26-12-2017


تحقق رؤية اللّه في الآخرة و لذة لقائه  
  
2291   08:46 صباحاً   التاريخ: 9-4-2019
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ص161-168
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /

ان معرفة اللّه إذا حصلت في الدنيا لم تكن خالية عن كدرة ما ، إلا أنه إذا اكتسب أصلها في الدنيا فيزيدها في الآخرة انكشافا و جلاء بقدر صفاء القلوب و زكائها و تجردها عن العلائق الدنيوية ، الى أن يصير اجلى و اظهر من المشاهدة بمراتب ، فالاختلاف بين ما يحصل في الدنيا من المعرفة و ما يحصل في الآخرة من المشاهدة و اللقاء إنما هو بزيادة الانكشاف و الجلاء.

مثال ذلك : ان من رأى إنسانا ، ثم غض بصره ، وجد صورته حاضرة في خياله كأنه ينظر إليها ، ولكن إذا فتح العين و أبصر ، أدرك تفرقة بين حالتي غض العين و فتحها ، و لا ترجع التفرقة إلى اختلاف بين بين الصورتين لاتحادهما ، بل الافتراق انما هو بمزيد الكشف و الوضوح ، فالصورة المتخيلة صارت بالرؤية أتم انكشافا ، فإذا الخيال اول الإدراك ، و الرؤية استكمال لادراك الخيال ، وهي غاية الكشف ، لا لأنها في العين ، بل لو خلق اللّه هذا الإدراك الكامل المتجلي في الصدر او الجبهة او اى عضو فرض استحق ان يسمى رؤية.

وإذا فهمت هذا في المتخيلات - أي المدركات التي تدخل في الخيال من الصور و الاجسام  فقس عليه الحال في المعلومات  اي ما يدرك بالعقل-، و لا يدخل في الخيال كذات البارى ، و كل ما ليس بجسم ، كالعلم و القدرة و الارادة و غيرها ، فان لمعرفتها و ادراكها أيضا درجتين: إحداهما : اولى ، و الثانية : استكمال لها ، و بينهما من التفاوت في مزيد الكشف و الايضاح ما بين المتخيل و المرئي ، فتسمى الثانية بالإضافة الى الأولى لقاء و مشاهدة و رؤية ، و هذه التسمية حق ، لان الرؤية سميت‏ رؤية لأنها غاية الكشف ، و كما ان سنة اللّه جارية بأن تطبق الاجفان يمنع من تمام الكشف الذي هو الرؤية في المتخيلات ، فكذلك سنته ان النفس ما دامت محجوبة بالبدن و عوارضه و شهواته ، لم يحصل لها تمام الكشف الذي هي المشاهدة و اللقاء في المعلومات الخارجية عن الخيال ، فإذا ارتفع بالموت حجاب البدن ، و خلصت النفس ، لم يكن بعد في غاية التنزه عن كدورات الدنيا ، بل كانت ملوثة بها ، الا ان النفوس مختلفة في ذلك : فمنها : ما تراكم عليه الخبث و الصدى ، فصار كالمرآة التي فسد بطول تراكم الخبث جوهرها ، فلا تقبل الإصلاح و التصقيل , و هؤلاء هم المحجوبون عن ربهم ابد الآباد.

نعوذ باللّه من ذلك ، و منها : ما لم ينته إلى حد الرين و الطبع ، و لم يخرج عن قبول التزكية و التصقيل ، و هذه النفوس غير متناهية الدرجات و المراتب.

اذ المتلوث بالكدورات عرض عريض في الواقع بين الرين و الطبع ، و بين التزكية التامة و التجرد الكلي الذي لم يكن فيه شوب من الكدورات.

وهذه النفوس المتلوثة على اختلاف درجاتها و مراتبها تحتاج إلى التطهير لتستعد للمشاهدة و اللقاء بتجلي الحق فيها ، و تطهيرها انما هو بنوع عقوبة من العقوبات الأخروية.

وهي كمراتب التلوث غير متناهية الدرجات اولها سكرة الموت ، و آخرها الدخول في النار، و ما بينهما عقوبات البرزخ و أهوال القيامة بانواعها ، فكل نفس لا بد لها من عقوبة من هذه العقوبات لتتطهر من كدورتها : فمنها : ما يتطهر بمجرد سكرة الموت و شدة النزع ، و منها : ما يتطهر بها ، وينقص عقوبات البرزخ ، و منها : ما لا يتطهر إلا بأن يذوق بعض عقوبات الآخرة ، ومنها ما لا يحصل تطهيره إلا بالعرض على النار عرضا يقمع منها الخبث الذي تدنست به.

فربما كان ذلك لحظة حقيقة ، و ربما كان سبعة آلاف سنة , و ربما كان أقل‏ أو أكثر، و لا يعلم تفصيل ذلك الا اللّه - سبحانه- ، و المحجوبون الذين بلغوا حد الرين و الطبع يكونون مخلدين في النار.

ثم النفوس القابلة للتطهير إذا اكمل اللّه تطهيرها و تزكيتها ، و بلغ الكتاب أجله ، استعدت حينئذ لصفائها و نقائها عن الكدورات لأن تتجلى فيها جلية الحق ، فتتجلى فيها تجليا يكون انكشاف تجليه بالإضافة إلى ما علمته وعرفته كانكشاف تجلى المرئيات بالإضافة إلى المتخيلات ، و هذه المشاهدة و التجلي تسمى رؤية ، لأنه في الظهور و الجلاء و الوضوح والانكشاف كالرؤية بالبصر، بل هو فوقه بمراتب شتى ، اذ الرائي في الأول العقل ، و في الثاني البصر، و شتان ما بينهما ، فان الاختلاف في مراتب الإدراك و الرؤية بحسب اختلاف نورية المدرك ، وأي نسبة لنورية البصر إلى نورية العقل واشراقه ، و ما للعقل من النفوذ في حقائق الأشياء و بواطنها أنى يكون للبصر.

وقد ظهر مما ذكر : أنه لا يفوز بدرجة الرؤية و المشاهدة الا العارفون في الدنيا ، لان المعرفة هي البذر الذي ينقلب في الآخرة مشاهدة ، كما تنقلب النواة شجرة و البذر زرعا ، و من لا نواة له كيف يحصل له النخل ، و من لم يلق البذر كيف يحصد الزرع ، فمن لم يعرف اللّه في الدنيا فكيف يراه في الآخرة ، و من لم يجد لذة المعرفة في الدنيا فلا يجد لذة النظر في العقبى ، اذ لا يستأنف لاحد في الآخرة ما لم يصحبه في الدنيا ، فلا يحصد المرء الا ما زرع ، و لا يحشر الا على ما مات عليه ، و لا يموت الا على ما عاش عليه.

ولما كانت المعرفة على درجات متفاوتة ، يكون التجلي أيضا على درجات متفاوتة ، فاختلاف التجلي بالإضافة إلى اختلاف المعارف كاختلاف النبات بالإضافة إلى اختلاف البذور، اذ يختلف لا محالة ، بكثرتها ، و قلتها ، و جودتها ، و رداءتها ، و ضعفها.

ثم كلما كان التجلي و المشاهدة أقوى ، كان ما يترتب عليه من حب اللّه و الانس به أشد و أقوى  و كلما كان الحب و الانس أزيد ، كان ما يترتب عليه من البهجة و اللذة أعلى و أقوى ، و تبلغ هذه اللذة مرتبة لا تؤثر عليها لذة أخرى من نعيم الجنة ، بل ربما بلغت حدا تتأذى من كل نعيم سوى لقاء اللّه و مشاهدته ، فالنعمة و البهجة في الجنة بقدر حب اللّه ، و حب اللّه بقدر معرفته  فاصل السعادات هي المعرفة التي عبر الشرع عنه بالأيمان.

فان قيل : اللقاء و المشاهدة ان كانت زيادة كشف للمعرفة حتى تتحقق بين لذة الرؤية و لذة المعرفة نسبة ، لكانت لذة اللقاء و الرؤية قليلة ، و ان كانت اضعاف لذة المعرفة ، اذ هي في الدنيا ضعيفة , فتضاعفها إلى أي حد فرض لا ينتهى في القوة , الا ان يستحقر في جنبها سائر لذات الجنة و نعيمها قلنا : هذا الاستحقار و التقليل للذة المعرفة باعثه عدم المعرفة أو ضعفها  فان من خلا عن المعرفة ، أو كانت له معرفة ضعيفة و قلبه مشحون بعلائق الدنيا لا يدرك لذتها ، فمن كملت معرفته و صفت عن علائق الدنيا سريرته ، قويت بهجته و اشتدت لذته بحيث لا توازنها لذة ، فان للعارفين في معرفتهم و فكرتهم و مناجاتهم للّه - عز وجل - ابتهاجات و لذات لو عرضت عليهم الجنة و نعيمها في الدنيا بدلا عنها لم يستبدلوها بها.

ثم هذه اللذة مع كمالها لا نسبة لها أصلا إلى لذة اللقاء و المشاهدة ، كما لا نسبة للذة خيال المعشوق إلى رؤيته ، و لا للذة استنشاق روائح الأطعمة الطيبة إلى ذوقها و اكلها ، و لا للذة اللمس باليد إلى لذة الوقاع.

ومما يوضح ذلك ، ان لذة النظر إلى وجه المعشوق تتفاوت بامور :

أحدها- كمال جمال المعشوق و نقصانه.

وثانيها- كمال قوة الحب و الشهوة و ضعفه.

وثالثها - كمال الإدراك و ضعفه ، فان الالتذاذ برؤية المعشوق في ظلمة ، أو من بعد ، أو من وراء ستر رقيق ، ليس كالالتذاذ برؤيته على قرب من غير ستر عند كمال الضوء.

ورابعها - عدم الآلام الشاغلة و العوائق المشوشة و وجودها ، فان التذاذ الصحيح الفارغ المتجرد للنظر إلى المعشوق ليس كالتذاذ الخائف المذعور او المريض المتألم ، او المشغول قلبه بهم من المهمات ، فلو كان العاشق ضعيف الحب ، ناظرا إلى معشوقة على بعد و من وراء ستر رقيق ، مشغول القلب بمهمات ، مجتمعة عليه حيات و عقارب تؤذيه و تلذعه ، لم يكن خاليا عن لذة ما في هذه الحالة من مشاهدة معشوقه ، إلا أنه إذا فرض ارتفاع الستر و اشراق الضوء ، و اندفاع الحيات و العقارب المؤذية ، و فراغ قلبه من المهمات ، وحدوث عشق مفرط  و شهوة قوية ، بحيث بلغت أقصى الغايات ، تضاعفت لذته ، بحيث لم تكن للذته الأولى نسبة إليها بحجه.

فكذلك الحال في نسبة لذة المعرفة في الدنيا مع حجاب البدن و الاشتغال بمهماته ، و مع تسلط حيات الشهوات و عقاربها : من الجوع ، و العطش ، و الشبق  ، و الغضب ، و الحزن ، و الهم   ومع ضعف النفس و قصورها و نقصانها في الدنيا عن التشوق إلى الملأ الأعلى لالتفاتها إلى اسفل السافلين إلى لذة اللقاء و المشاهدة التي يندفع فيها جميع ذلك عن النفس ، فالعارف لعدم خلوه في الدنيا عن هذه العوائق و المشوشات و ان قويت معرفته لا يمكن ان تكمل لذته و تصفو بهجته ، و ان ضعفت عوائقه و مشوشاته في بعض الأحوال و بقى سالما ، لاح له من جمال المعرفة ما تعظم لذته و بهجته و يدهش عقله ، بحيث يكاد القلب يتفطر لعظمته ، الا ان ذلك كالبرق الخاطف ، ولا يمكن‏ ان يدوم ، اذ الخلو عن العوائق و المشوشات ليس يمكن ان يدوم ، بل هو آني، و يعرض بعد الآن من الشواغل و الافكار و الخواطر ما يشوشه و ينقصه و هذه ضرورة قائمة في هذه الحياة الفانية.

فلا تزال هذه اللذة منقصة إلى الموت , و انما الحياة الطيبة بعده ، و انما العيش عيش الآخرة  فان الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون , و لذا كل عارف كملت معرفته في الدنيا و أحب لقاء اللّه يحب الموت و لا يكرهه ، الا من حيث إرادته زيادة استكمال في المعرفة ، فان المعرفة , بمنزلة البذر, و كلما كثرت المعرفة باللّه و بصفاته و بأفعاله و بأسرار مملكته قويت المشاهدة و اشتدت ، و كثر النعيم في الآخرة و عظم ، كما انه كلما كثر البذر و حسن كثر الزرع و حسن ، و لا ريب في ان المعرفة لا تنتهي إلى مرتبة لا تكون فوقها مرتبة  اذ بحر المعرفة لا ساحل له , و الإحاطة بكنه جلال اللّه محال , فالعارف و ان قويت معرفته  ربما أحب طول العمر وكره الموت لتزداد معرفته.

ثم أهل السنة قالوا : «ان الرؤية في الآخرة مع تنزهها عن التخيل و التصور و التقدير بالشكل والصورة و التحديد بالجهة و المكان : تكون بالعين دون القلب» : وهو عندنا باطل : اذ الرؤية بالعين محال في حق اللّه - تعالى- ، سواء كانت في الدنيا او في الآخرة ، فكما لا تجوز رؤية اللّه - سبحانه- في الدنيا بالعين و البصر، فكذلك لا تجوز في الآخرة ، و كما تجوز رؤيته في الآخرة بالعقل و البصيرة لاهل البصائر- اعني غاية الانكشاف و الوضوح بحيث تتأدى إلى المشاهدة و اللقاء - فكذلك تجوز رؤيته في الدنيا بهذا المعنى ، و الحجاب بينه و بين خلقه ليس إلا الجهل و قلة المعرفة دون الجسد ، فان العارفين و أولياء اللّه يشاهدونه في الدنيا في جميع أحوالهم‏ و منصرفاتهم ، و إن كان الحاصل في الآخرة أزيد انكشافا و أشد انجلاء بحسب زيادة صفاء النفوس و زكائها و مجردها عن العلائق الدنيوية ، و قد ثبت ذلك من أئمتنا الراشدين العارفين بأسرار النبوة .

روى شيخنا الأقدم (محمد بن يعقوب الكليني) و شيخنا الصدوق (محمد بن علي بن بابويه) (رحمهما اللّه) باسنادهما الصحيح عن الصادق (عليه السلام): «أنه سئل عما يروون من الرؤية  فقال : الشمس جزء من سبعين جزء من نور الكرسي ، و الكرسي جزء من سبعين جزء من نور العرش.

والعرش جزء من سبعين جزء من نور الحجاب ، و الحجاب جزء من سبعين جزء من نور الستر، فان كانوا صادقين فليملأوا أعينهم من نور الشمس ليس دونها سحاب».

وباسنادهما عن أحمد بن إسحاق قال : «كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله عن الرؤية و ما اختلف فيه الناس ، فكتب : لا تجوز الرؤية ما لم يكن بين الرائي و المرئي هواه ينفذه البصر، فإذا انقطع الهواء عن الرائي و المرئي لم تصح الرؤية و كان في ذلك الاشتباه  لأن الرائي متى ساوى المرئى في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه ، و كان ذلك التشبيه ، لأن الأسباب لا بد من اتصالها بالمسببات».

وعن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام) قال : «قلت له : أخبرني عن اللّه - عز و جل- هل يراه المؤمنون يوم القيامة؟ , قال : نعم! و قد رأوه قبل يوم القيامة , فقلت : متى؟ , قال : حين قال لهم : ألست بربكم ، قالوا : بلى , ثم سكت ساعة ، ثم قال : و إن المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيامة ، ألست تراه في وقتك هذا؟! , قال أبو بصير : فقلت له : جعلت فداك! فاحدث بهذا عنك؟.

فقال : لا! فانك إذا حدثت به فانكره منكر جاهل بمعنى ما تقوله ، ثم قدر أن ذلك تشبيه كفر، و ليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين ، تعالى اللّه عما يصفه المشبهون و الملحدون».

وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام): «هل رأيت ربك حين‏ عبدته؟ , فقال : ويلك! ما كنت أعبد ربا لم أره , قيل : و كيف رأيته؟.

قال : ويلك! لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، و لكن رأته القلوب بحقائق الايمان» .

وقال سيد الشهداء (عليه السلام): «كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك ، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك ، حتى يكون هو المظهر لك ، متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، و متى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ , عميت عين لا تراك عليها رقيبا ، و خسرت صفقة عبد لم تجعل من حبك نصيبا!» ، وقال (عليه السلام) أيضا : «تعرفت لكل شي‏ء فما جهلك شي‏ء» ، و قال : «و أنت الذي تعرفت إلي في كل شي‏ء ، فرأيتك ظاهرا في كل شي‏ء ، و أنت الظاهر لكل شي‏ء» .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.