المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مولد الصديقة (عليها السلام) وعمرها الشريف
12-12-2014
Bartlett Function
6-4-2020
taxonomic (adj.)
2023-11-27
سلالة اغنام السوفولك
28-1-2016
الإنفتاح والإنسداد
11-6-2019
التقدير الضريبي بطريقة المظاهر الخارجية
2024-05-07


الحلقة الخاصة الصالحة (النخبة الاجتماعية المؤمنة)  
  
2533   04:19 مساءً   التاريخ: 29-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 673-675.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

وكما ان الاستشارة مهمة في تتميم عمل الحاكم، فان الحلقة الخاصة الصالحة مهمة في اكمال مسيرته نحو معرفة التيارات الاجتماعية المتصارعة، والحلقة الخاصة لها دور في تصوير الحالة الاجتماعية والوضع السياسي والاقتصاديللحاكم، أي انها مرآة مصغرة للحالة الاجتماعية الكبرى التي يعيشها المجتمع، ومن شروط المنتسبين للحلقة الخاصة الصالحة _ حسبما يراه الامام (عليه السلام) _ امورٌ منها:

1 _ ان يكون من ذوي المروءات والاحساب: في كتابه (عليه السلام) لمالك الاشتر: «ثمَّ الصِق بذوي المروءات والاحسابِ، وأهلِ البيوتاتِ الصالحةِ والسوابقِ الحسنةِ، ثمّ أهل النجدةِ والشجاعةِ والسخاءِ والسماحةِ، فإنّهم جماعٌ منَ الكرمِ، وشُعبٌ من العُرفِ (أي المعروفِ)» .

2 _ ان لا يكون احدهم قد عَمَلَ للظالم: «شرُّ وزرائكَ مَن كان للأشرارِ قَبَلكَ وزيراً، ومَن شَرَكَهُم في الآثامِ، فلا يكوننَّ لَكَ بِطانةً فإنهم أعوانُ الأثمةِ، واخوانُ الظلمةِ. وأنتَ واجِدٌ منهُم خيرَ الخَلَفِ ممن لَهُ مثلُ آرائِهم ونفاذِهم، وليسَ عليهِ مثلُ آصارِهم وأوزارهم، ممَّن لَم يُعاوِن ظالِماً على ظُلمِهِ، ولا آثِماً على إثمِهِ، أولئكَ أخفُّ عليكَ مؤونةً، وأحسنُ لَكَ معُونةً، وأحنى عليكَ عطِفاً، وأقلُّ لغيرِكَ إلفاً (أي محبة)، فاتَّخِذ أولئكَ خاصةً لخلواتِكَ وحَفَلاتِكَ. ثُمَّ ليكُن آثُرهُم عندكَ أقولَهُم بمرِّ الحقِّ لكَ وأقلَّهُم مساعدةً فيما يَكونُ مِنكَ، مما كَرِهَ اللهُ لأوليائِهِ، واقعاً ذلكَ من هَواكَ حيثُ وقعَ. والصِق باهل الورعِ والصدقِ، ثمّ رُضهُم على ان لا يُطرُوكَ ولا يبجُجوكَ بباطلٍ لم تفعَلهُ، فإنَّ كثرةَ الإطراءِ تُحدِثُ الزَهوَ وتُدني منَ العزَّةِ».

3 _ لا امتيازات للنخبة: «ثمّ انّ للوالي خاصةً وبطانةً، فيهم استئثارٌ وتطاولٌ وقلّةُ إنصافٍ في معاملةٍ، فأحسِم مادةَ أولئكَ بقطعِ اسبابِ تلكَ الاحوال، ولا تُقطعنَّ لأحدٍ من حاشيَتِكَ وحامَّتِكَ (أي قرابتك) قطيعةً (أي منحة من الارض)، ولا يطمعنَّ منكَ في اعتقادِ عُقدةٍ، تضُرُّ بمن يليها من الناسِ، في شَربٍ أو عملٍ مشتركٍ، يحملونَ مؤُونتهُ على غيرهم، فيكونَ مهنأُ ذلكَ لهم دونكَ، وعيبُهُ عليكَ في الدنيا والآخرةِ».

4 _ رضا العامة اولى من سخط الخاصة: «وليكُن أحبُّ الأمورِ اليكَ اوسطها في الحقِّ واعمَّها في العدلِ، واجمعها لرضا الرعيةِ، فإن سُخطَ العامةِ يُجحِفُ بِرضا الخاصةِ، وإن سُخط الخاصة يُغتَفرُ معَ رضا العامةِ. وليسَ أحدٌ من الرعيةِ اثقلَ على الوالي مؤُونَةً في الرخاءِ، وأقلَّ معونةً له في البلاءِ، وأكرهَ للإنصافِ، وأسأل بالإلحافِ، وأقلَ شُكراً عندَ الإعطاءِ، وأبطأ عُذراً عندَ المَنعِ، وأضعفَ صبراً عندَ مُلِمّاتِ الدهرِ _ مِن أهلِ الخاصةِ. وانّما عِمادُ الدينِ وجماعُ المسلمينَ والعُدَّةَ للأعداءِ، العامةُ منَ الأُمّةِ. فليكُن صغُوكَ لهم وميلُكَ معَهُم». 

وفي تلك النصوص دلالات، منها:

اولاً: ينبغي للحاكم _ على ضوء فكر الامام (عليه السلام) _ تشكيل نخبة خاصة صالحة مؤمنة من اهل البيوتات الصالحة والاحساب العريقة الشريفة، ومن اهل السوابق الحسنة، يستأنس بآرائها. وان كان من هؤلاء من يعتمد عليهم في الادارة كالوزراء ونحوهم فهو امرٌ حسنٌ، والا فانهم يبقون نخبة صالحة يستفاد منها في تثبيت الدولة ونظام الحكم.

ثانياً: من شروط توزير المرء هو ان يكون من اهل السوابقِ الحسنة، ومن اهل الورع والصدق. أي من الذين لم يستوزروا عند الظالم. وبتعبير آخر، ان الوزير عند الحاكم العادل ينبغي ان يكون ذا تأريخ ناصع وصفحة بيضاء لم تلطخ بآثام العمل للظالم.

ثالثاً: ان النخبة الصالحة من الوزراء والبطانة المؤمنة لا تنـزلق في اطراء الحاكم، او مدحه لعمل لم يعمله، فان الاطراء وكيل المديح والثناء يُحدث زهواً عند الحاكم، شعر ذلك به او لم يشعر.

رابعاً: ان النخبة الاجتماعية المؤمنة او الحلقة الخاصة لا تتوقع من الحاكم ان يفيض عليها بالامتيازات، فينبغي للحاكم ان يعلنها لهم صريحةً واضحة في جلساته الخاصة: لا امتيازات ولا استئثار من تلك السلطة، بل هي مسؤولية وامانة امام الله سبحانه وتعالى.

خامساً: ان يكون اهتمام الحاكم منصبّاً على كسب رضا الامة، أي ان الحاكم ينبغي ان يهتم بمشاكل الناس ويحاول حلها، ويستشير الخاصة في ذلك، ولكن لا يعني هذا انه ينجر مع الخاصة على حساب العامة، بل ينبغي ان يكون ارضاء الامة بشرائحها الواسعة هو الاصل، ومن هنا نفهم تأكيد الامام (عليه السلام) على ان رضا العامة اولى من سخط الخاصة.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.