أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-02-2015
3710
التاريخ: 14-10-2015
3287
التاريخ: 10-4-2016
3371
التاريخ: 10-4-2016
4279
|
وكما ان الاستشارة مهمة في تتميم عمل الحاكم، فان الحلقة الخاصة الصالحة مهمة في اكمال مسيرته نحو معرفة التيارات الاجتماعية المتصارعة، والحلقة الخاصة لها دور في تصوير الحالة الاجتماعية والوضع السياسي والاقتصاديللحاكم، أي انها مرآة مصغرة للحالة الاجتماعية الكبرى التي يعيشها المجتمع، ومن شروط المنتسبين للحلقة الخاصة الصالحة _ حسبما يراه الامام (عليه السلام) _ امورٌ منها:
1 _ ان يكون من ذوي المروءات والاحساب: في كتابه (عليه السلام) لمالك الاشتر: «ثمَّ الصِق بذوي المروءات والاحسابِ، وأهلِ البيوتاتِ الصالحةِ والسوابقِ الحسنةِ، ثمّ أهل النجدةِ والشجاعةِ والسخاءِ والسماحةِ، فإنّهم جماعٌ منَ الكرمِ، وشُعبٌ من العُرفِ (أي المعروفِ)» .
2 _ ان لا يكون احدهم قد عَمَلَ للظالم: «شرُّ وزرائكَ مَن كان للأشرارِ قَبَلكَ وزيراً، ومَن شَرَكَهُم في الآثامِ، فلا يكوننَّ لَكَ بِطانةً فإنهم أعوانُ الأثمةِ، واخوانُ الظلمةِ. وأنتَ واجِدٌ منهُم خيرَ الخَلَفِ ممن لَهُ مثلُ آرائِهم ونفاذِهم، وليسَ عليهِ مثلُ آصارِهم وأوزارهم، ممَّن لَم يُعاوِن ظالِماً على ظُلمِهِ، ولا آثِماً على إثمِهِ، أولئكَ أخفُّ عليكَ مؤونةً، وأحسنُ لَكَ معُونةً، وأحنى عليكَ عطِفاً، وأقلُّ لغيرِكَ إلفاً (أي محبة)، فاتَّخِذ أولئكَ خاصةً لخلواتِكَ وحَفَلاتِكَ. ثُمَّ ليكُن آثُرهُم عندكَ أقولَهُم بمرِّ الحقِّ لكَ وأقلَّهُم مساعدةً فيما يَكونُ مِنكَ، مما كَرِهَ اللهُ لأوليائِهِ، واقعاً ذلكَ من هَواكَ حيثُ وقعَ. والصِق باهل الورعِ والصدقِ، ثمّ رُضهُم على ان لا يُطرُوكَ ولا يبجُجوكَ بباطلٍ لم تفعَلهُ، فإنَّ كثرةَ الإطراءِ تُحدِثُ الزَهوَ وتُدني منَ العزَّةِ».
3 _ لا امتيازات للنخبة: «ثمّ انّ للوالي خاصةً وبطانةً، فيهم استئثارٌ وتطاولٌ وقلّةُ إنصافٍ في معاملةٍ، فأحسِم مادةَ أولئكَ بقطعِ اسبابِ تلكَ الاحوال، ولا تُقطعنَّ لأحدٍ من حاشيَتِكَ وحامَّتِكَ (أي قرابتك) قطيعةً (أي منحة من الارض)، ولا يطمعنَّ منكَ في اعتقادِ عُقدةٍ، تضُرُّ بمن يليها من الناسِ، في شَربٍ أو عملٍ مشتركٍ، يحملونَ مؤُونتهُ على غيرهم، فيكونَ مهنأُ ذلكَ لهم دونكَ، وعيبُهُ عليكَ في الدنيا والآخرةِ».
4 _ رضا العامة اولى من سخط الخاصة: «وليكُن أحبُّ الأمورِ اليكَ اوسطها في الحقِّ واعمَّها في العدلِ، واجمعها لرضا الرعيةِ، فإن سُخطَ العامةِ يُجحِفُ بِرضا الخاصةِ، وإن سُخط الخاصة يُغتَفرُ معَ رضا العامةِ. وليسَ أحدٌ من الرعيةِ اثقلَ على الوالي مؤُونَةً في الرخاءِ، وأقلَّ معونةً له في البلاءِ، وأكرهَ للإنصافِ، وأسأل بالإلحافِ، وأقلَ شُكراً عندَ الإعطاءِ، وأبطأ عُذراً عندَ المَنعِ، وأضعفَ صبراً عندَ مُلِمّاتِ الدهرِ _ مِن أهلِ الخاصةِ. وانّما عِمادُ الدينِ وجماعُ المسلمينَ والعُدَّةَ للأعداءِ، العامةُ منَ الأُمّةِ. فليكُن صغُوكَ لهم وميلُكَ معَهُم».
وفي تلك النصوص دلالات، منها:
اولاً: ينبغي للحاكم _ على ضوء فكر الامام (عليه السلام) _ تشكيل نخبة خاصة صالحة مؤمنة من اهل البيوتات الصالحة والاحساب العريقة الشريفة، ومن اهل السوابق الحسنة، يستأنس بآرائها. وان كان من هؤلاء من يعتمد عليهم في الادارة كالوزراء ونحوهم فهو امرٌ حسنٌ، والا فانهم يبقون نخبة صالحة يستفاد منها في تثبيت الدولة ونظام الحكم.
ثانياً: من شروط توزير المرء هو ان يكون من اهل السوابقِ الحسنة، ومن اهل الورع والصدق. أي من الذين لم يستوزروا عند الظالم. وبتعبير آخر، ان الوزير عند الحاكم العادل ينبغي ان يكون ذا تأريخ ناصع وصفحة بيضاء لم تلطخ بآثام العمل للظالم.
ثالثاً: ان النخبة الصالحة من الوزراء والبطانة المؤمنة لا تنـزلق في اطراء الحاكم، او مدحه لعمل لم يعمله، فان الاطراء وكيل المديح والثناء يُحدث زهواً عند الحاكم، شعر ذلك به او لم يشعر.
رابعاً: ان النخبة الاجتماعية المؤمنة او الحلقة الخاصة لا تتوقع من الحاكم ان يفيض عليها بالامتيازات، فينبغي للحاكم ان يعلنها لهم صريحةً واضحة في جلساته الخاصة: لا امتيازات ولا استئثار من تلك السلطة، بل هي مسؤولية وامانة امام الله سبحانه وتعالى.
خامساً: ان يكون اهتمام الحاكم منصبّاً على كسب رضا الامة، أي ان الحاكم ينبغي ان يهتم بمشاكل الناس ويحاول حلها، ويستشير الخاصة في ذلك، ولكن لا يعني هذا انه ينجر مع الخاصة على حساب العامة، بل ينبغي ان يكون ارضاء الامة بشرائحها الواسعة هو الاصل، ومن هنا نفهم تأكيد الامام (عليه السلام) على ان رضا العامة اولى من سخط الخاصة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|