أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2016
3143
التاريخ: 13-3-2019
2481
التاريخ: 9-4-2016
3431
التاريخ: 14-10-2015
5258
|
قال الامام أمير المؤمنين (عليه السلام): «أما والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة، لولا حضورُ الحاضرِ، وقيامُ الحجةِ بوجودِ الناصرِ، وما أخذَ اللهُ على العلماءِ، ألاّ يُقارّوا على كظّةِ ظالمٍ، ولا سَغَبِ مَظلومٍ، لألقيتُ حَبلها على غارِبها...» ، ويعني على سبيل القضية المفهومية، انه (عليه السلام) كان يحاول جاهداً اقامة العدالة الحقوقية والاجتماعية بين الناس بكل ما أوتي من قدرة على ذلك.
وهي من اولويات وظائف الحكومة الدينية، لان العدل ملازم للدين، والظلم ملازم للكفر، ولا يمكن ان يجتمع الظلم مع الحكومة الدينية، وهو واضح لمن درس آيات الكتاب المجيد، وتعمق في فهم مدلول الروايات، فلنقرأ الروايات المتواترة الواردة في ذلك:
1 _ قال (عليه السلام) في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]، العدل: الإنصافُ، والإحسانُ: التفضل.
2 _ سُئل (عليه السلام) ايهما افضل: العدل او الجود؟ فقال (عليه السلام): «العدلُ يَضَعُ الأمُورَ مواضِعَها، والجودُ يخرجها عن جهتها، العدلُ سائسٌ عامٌ، والجود عارضٌ خاص، فالعدلُ أشرفهما وافضلهما».
3 _ وقال لزياد بن ابيه، وقد استخلفه لعبد الله بن العباس على فارس واعمالها ، نهاه فيه عن زيادة الخراج: «استعملِ العدلَ، واحذرِ العسفَ والحيفَ، فإنَ العسفَ يعودُ بالجَلاءِ (أي التفرق)، والحيفَ يدعو الى السيف».
4 _ ومن كتابه له (عليه السلام) الى الاسود بن قطيبة صاحب جند حلوان: أما بعد، فان الواليَ إذا اختلف هواهُ، منعَهُ ذلك كثيراً من العدلِ، فليكُن أمرُ الناسِ عندكَ في الحقِّ سواءً ؛ فانه ليس في الجورِ عِوضٌ من العدل...».
5 _ وقال (عليه السلام): «بئسَ الزادُ الى المعادِ، العدوانُ على العبادِ».
6 _ ومن وصيةٍ (عليه السلام) للحسنين (عليه السلام): «... وقولا بالحقِّ واعملا للأجرِ، وكونا للظالمِ خصماً، وللمظلومِ عوناً».
7 _ ومن عهده (عليه السلام) الى مالك الاشتر: «ثم اعلم يا مالك، انّي قد وجهتُكَ الى بلادٍ قد جرت عليها دولٌ قبلكَ، من عدلٍ وجورٍ، وأنَ الناسَ ينظرونَ من امورِكَ في مثلِ ما كنتَ تنظرُ فيهِ من أمورِ الولاةِ قبلَكَ، ويقولونَ فيكَ ما كنتَ تقولُ فيهم...
أنصِفِ اللهَ وأنصِفِ الناسَ من نفسِكَ، ومن خاصةِ أهلِكَ، ومن لكَ فيه هوىً من رعيتكَ، فإنّكَ إلاّ تفعل تَظلِم ؛ ومن ظلَمَ عبادَ اللهِ كانَ اللهُ خصمَهُ دونَ عبادهِ، ومن خاصَمهُ اللهُ أدحضَ حُجَّتَهُ، وكان َللهِ حرباً، حتى ينـزعَ أو يتوبَ، وليس شيءٌ ادعى الى تغيير نعمةِ اللهِ وتعجيلِ نقمتهِ من إقامةٍ على ظلمِ، فإنَّ اللهَ سَميعٌ دعوةَ المضطهدين، وهو للظالمينَ بالمرصادِ».
8 _ وقال (عليه السلام): «وإنَّ أفضل قُرَّةَ عينِ الولاةِ، استقامةُ العدلِ في البلادِ، وظهورُ مودةِ الرعية».
9 _ وقال (عليه السلام): «... ايها الناسُ، اعينوني على انفسكم، وأيمُ اللهِ لأنصفنَّ المظلومَ من ظالمهِ، ولاقودَنَّ الظالمَ بخزامته، حتى اورده منهلَ الحقِّ وإن كانَ كارِهاً».
10 _ ومن كلام له (عليه السلام) فيما رده على المسلمين من قطائع عثمان: «واللهِ لو وجدتُهُ قد تزوجَ بهِ النساءُ، ومُلِكَ به الإماءُ لرددتُه ؛ فان في العدلِ سَعَةً، ومن ضاقَ عليهِ العدلُ، فالجَورُ عليهِ أضيقُ».
ونستخلص من تلك الروايات، الدلالات التالية:
اولاً: ان العدل هو الانصاف، والانصافُ يضعُ الامورَ مواضعها، وعندما نتحدث عن العدل واقامة العدل والعدالة الاجتماعية، فانما نعني وضع الامور مواضعها في المجتمع.
ثانياً: يُفهم من النصوص انه ينبغي استعمال العدل في الحكم والسياسة والاجتماع، بشكل كلي مطلق، فالاستعمال ليس مقيداً بقيد ولا مخصصاً بخصوصية معينة، بل ان العدل هو ان يكون امرُ الناس عند الحاكم في الحقِ سواء.
ثالثاً: حرمة العدوان على العباد، والعدوان ينافي العدل.
رابعاً: لابد للحاكم ان يكون خصماً للظالم، وعوناً للمظلوم، وتلك كليات ثابتة، لكن مصاديقها متغيرة بتغير الزمان والمكان.
خامساً: ان من حق الحاكم استرجاع ما اخذه الظالم، وارجاعه الى المظلوم، حتى لو اُكره الظالمُ على ذلك، لانه غصب، وهذا هو الانصاف والعدل.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يصدرُ مجموعةَ أبحاثٍ علميَّةٍ محكَّمةٍ في مجلَّة الذِّكرِ
|
|
|