المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

القران سلوك يومي
9-05-2015
نظرية "إيرنشو" Earnshaw theorem
20-10-2018
Autonomously Replicating Sequences
9-12-2015
استحباب جعل لحد للميت.
20-1-2016
الرياء شرك أصغر
5-9-2019
Mollusk
23-10-2015


مجمع البيان في تفسير القرآن : أبو علي الطبرسي  
  
3853   06:04 مساءاً   التاريخ: 23-02-2015
المؤلف : الشيخ سالم الصفار
الكتاب أو المصدر : نقد منهج التفسير والمفسرين
الجزء والصفحة : ص387- 396.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / التفاسير وتراجم مفسريها / التفاسير /

هوأمين الإسلام أبوعلي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي، نسبة إلى «طبرس». علم شامخ من أعلام الإمامية، علامة فاضل، جامع أديب ومفسر فقيه، تتلمذ لدى مشايخ عصره الأجلاء منهم : الشيخ الطوسي (قده) والشيخ أبوالوفاء الرازي، والسيد أبوطالب الجرجاني، والسيد أبوالحمد مهدي بن نزار الحسيني القايني، عن الحاكم الحسكاني، وغيرهم من أعلام القرن السادس توفي سنة (561).

وهومن مفاخر تفاسير الطائفة بل من التفاسير التي تتحدى الآخرين على أن يأتوا بمثله. وكان قد جعل تفسير «التبيان» للشيخ الطوسي أسوة له لأنه كما ذكرنا كان الجامع بلا ملل ولا إخلال، مع زيادات المباني والفروع ومقارنات كثيرة مع أهل السنة، قدم على تفسيره مقدمات سبع، بحث فيها تعداد أي القرآن، وأسامي القراء المشهورين، وذكر التفسير والتأويل، وأسامي القرآن وعلومه وفضله وتلاوته، وأثبت فيها صيانة القرآن من التحريف والزيادة والنقصان، وبيّن إجماع علماء الإمامية على ذلك، واتفاق آرائهم فيه.

منهجه في التفسير :

أما المنهج الذي سار عليه مفسرنا فهومنهج رتيب يبدأ بالقراءات فيذكر ما جاء عن اختلاف القراءة في الآية، ويعقبها بذكر الحجج التي أسندت إليها كل قراءة ثم اللغة ثم الإعراب، وأخيرا المعنى. وبذلك أصبح تفسيره متميزا بانسجامه سواء مع السياق العام وسياق السور، وهوالأقرب واقعية من غيره!

وقد يتعرض لأسباب النزول والقصص التي لها بعض الصلة بالآيات.

وبحق قد وضع تفسيره على أحسن ترتيب وأجمل تبويب. يقول هوعنه :

... والكلام عن مطاعن المبطلين فيه، وذكر ما ينفرد به أصحابنا (رض) من الاستدلالات بمواضع كثيرة منه، على وجه الاعتدال والاختصار، فوق الإيجاز ودون الإكثار، إن لم يبق من العلماء إلا الأسماء، ومن العلوم إلا الذماء وهوبقية الروح في المذبوح.

قال : وقدّمت في مطلع كل سورة ذكر مكيّها ومدنيها، ثم ذكرت الاختلاف في مرد آياتها، ثم ذكر فصل تلاوتها ... الخ.

ويتابع قوله : ثم أني قد جمعت في عربيّته كل غرة لائحة، وفي إعرابه كل حجة واضحة، وفي معانيه كل قول متين، وفي مشكلاته كل برهان مبين، وهوبحمد اللّه للأديب عمدة، وللنحوي عدة، وللمقرئ بصيرة- وللسني استبصارا- وللناسك ذخيرة وللمتكلم حجة وللمحدث محجة، وللفقيه دلالة، وللواعظ آلة.

الأقوال الواردة فيه : قال الذهبي بشأنه : والحق أن تفسير الطبرسي- بصرف النظر عما فيه من نزعات تشيعية وآراء اعتزالية (1)، كتاب عظيم في بابه، يدل على تبحّر صحبه في فنون مختلفة من العلم والمعرفة- وقد أكد ما ذكره الطبرسي في مقدمته إلى أن قال : وإذا عرض لمشكلات القرآن أذهب الإشكال وأراح البال، وهوينقل أقوال من تقدمه من المفسرين معزوّة لأصحابها ويرجح ويوجه ما يختار منها.

ثم يتابع الذهبي قوله : غير أنه- والحق يقال- ليس مغاليا في تشيعه ولا متطرفا في عقيدته، كما هوشأن كثير غيره، من علماء الإمامية؟!

أقول : إن الشيعي هوالذي حفظ سنة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فضلا عن رجوعه في تفسير الآي إلى أهله بينما برر أهل السنة، سنتهم التي أخذوها من الحكام وبرروا ذلك! ومن العجيب أن يتهموا أهل الحق بالغلووالتطرف؟! وعند ما يذكر الذهبي قوله : تعرف مدى تعسفه وانحرافه بل ضلاله وتجاسره على مقام أهل البيت والإمام علي عليه السّلام مقابل الغلوبرجال عرف الحق بهم دون العكس فاستمع إلى اشتباهه وتخبطه في قوله، مما ظنه بفاسد تعصبه ونصبه الفاضح في هجومه على مفسرنا الكبير! مثلا في قصة التصدق بالخاتم عند تفسير قوله تعالى :{ إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ } [المائدة : 55].

تراه يفعل في الكلام عن شأن نزول الآية، ودلالتها الصريحة على إمامة مولانا أمير المؤمنين بما أتم الحجة، وبلّغ في البيان.

لكن الأستاذ الذهبي - وعلى ضوء موروثه التعصبي الناصبي - لم يرق له ذلك، وقال ناقما عليه، ومتهما إياه بقوله : ولا شك أن هذه محاولة فاشلة؟! فإن حديث تصدق علي بخاتمه في الصلاة، حديث موضوع لا أصل له؟! وقد تكفل العلامة ابن تيمية بالرد على هذه الدعوى في كتابه «منهاج السنة 4/ 3، 9» (2).

أقول : وهذا مما شذّ به أمثال هؤلاء، إذ بالرغم من الآيات البينات التي نزلت في أهل البيت وعلي عليهم السّلام وحديث الثقلين والمنزلة وغيرها من الأحاديث الحسان بل المتواترات، فإنه بمجرد أن ادعى الحاكم الباغي الغالب معاوية- أنه يمثل الجماعة كذبا وزورا حتى تبعية المغرر بهم من قبل الوعاظ، وذوي الأطماع وممن يؤثرون السلامة والراحة والدنيا على حساب الحق‏ ومجاهدة الباطل والدعوة إلى الآخرة. فانقلبت الموازين والقيم فإذا بشيعة معاوية وفي نهاية القرن الثالث الهجري يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة، وإذا بكل ممارساتهم مع حكام بني أمية وبالتالي مع أشباههم من بني العباس تتحول إلى حق وصحاح ومذاهب رسمية معترف بها بأمر السلطان ...؟!

ومن المؤسف له حقا أن يراد أن يعرف الإمام علي عليه السّلام بما يسمى الصحيحين أوميزان الذهبي أومنهج شيخ الاعراب ابن تيمية الضال ؟!! فمن السخف أن نأخذ بقول الناصبي المتعصب، المخالف لسنة النبي الحقة صلّى اللّه عليه وآله وسلّم إلى سنة الحكام ووعاظهم ويحق من؟ يحق إمام ومرجع كل الصحابة وأمان سفينة الإسلام من جراء فتن أصحاب المصالح الدنيوية كمعاوية وأهل بيته وأمثالهم وشيعتهم؟! وأي نضح لإناء النصب والتعصب والتنكر للمناقب والفضائل في علي وأهل بيته عليهم السّلام ومنها لهذه القضية الكبيرة التي نزل بها القرآن الكريم، وأذعن لها أهل العلم والتحقيق في الحديث والتفسير. وأن لهذا الحديث أسنادا متظافرا- إن لم تكن متواترة- أوردها جل أهل الحديث في كتبهم، حتى أن الحاكم النيسابوري عدّة من الأحاديث التي رواها أهل مدينة عن أهل مدينة، فقد رواه الرازيون عن الكوفيين ‏(3)؟! وقد تعددت طرقه وكثرت مخارجه.

قال ابن حجر العسقلاني : وإذا كثرت الطرق وتباينت مخارجها دلّ ذلك على أن لها أصلا (4)؟!! وصرح الحافظ أبوبكر بن مردويه الأصبهاني، قال : إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات، وهكذا ابن أبي حاتم الرازي ‏(5).

وأورده جلال الدين السيوطي، في أسباب النزول، بعدة طرق، وذكر له شواهد، ثم قال، فهذه الشواهد يقوي بعضها بعضا (6).

وقد استخرج العلامة الأميني موارد ذكر الحديث، فأنهاه إلى (66) موردا في أمهات وصحاح الكتب الحديثية، وكتب المناقب والتفسير وعلم الكلام‏ (7).

وهذا الحديث مما سارت به الركبان، وأنشد فيه الشعراء، منهم حسان بن ثابت شاعر الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حيث يقول :

أبا حسن أفديك نفسي ومهجتي             وكل بطي‏ء في الهدى ومسارع‏

فأنت الذي أعطيت إن كّنت راكعا         فدتك نفوس القوم يا خير راكع‏

بخاتمك الميمون يا خير سيّد                ويا خير شار ثم يا خير بايع‏

فانزل فيك اللّه خير ولاية                   وبيّنها في محكمات الشرائع‏ (8)

هذا وقد أرسله الفقهاء وهم أبصر بواضع الأحاديث إرسال المسلّمات، وأخذوه حجة على أن الفعل القليل لا يبطل الصلاة؟! كل ذلك يدل على شيوعه واستفاضته بما لا يكاد يمكن إنكاره، إلّا من أعمى اللّه قلبه وبصيرته، وأعمته عصبيته أمثال الذهبي، ومن قبله ابن تيمية وأشباههم، ممن غشوا وغرروا بل وأضلوا الأمة وفرقوها عن أهل الحق وأهل السنة أولئك أهل البيت عليهم السّلام؟! وللمزيد راجع ما صرحت به كتب العامة (9)؟!!

فبدل من أن يتبع ويذعن أشباه الذهبي، وابن تيمية في مقام سيد صحابهم ومرجعهم الإمام علي عليه السّلام بالتشيع له بسبب هذه الأحاديث والسنة الحقة المتواترة فيه، فضلا عن قول ابن عباس أنه قال : نزل في علي وحده ثلاثمائة آية (10) ...!

وأي ضلال وباطل أن يتشيع هؤلاء لمعاوية وأمثاله من الحكام البغاة والغالبين ووعاظهم ويتعصبوا لهم ويعذروهم، ويرفضوا السنة الحقة التي أوصى بها الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والآيات الكريمة في أمام العدل والوحي، وينكروها بل يحرفوها عن مواضعها، تكلفا ونصبا وتزويرا، ويتهمون أهل الحق وأهل‏ السنة بالشبهات الباطلة الظالمة، وبالتالي الضلال عن الإسلام المحمدي الأصيل ؟!! ثم من هو ابن تيمية وقرينه الذهبي؟! أليسا الذين لم يسلم من لسانهما أي عالم مسلم وفقيه ومفسر، حتى من المذاهب الأخرى‏ (11)؟! أليس المدعو بابن تيمية كان يرى أن الدولة المملوكية هي دولة الحق والعدل‏ (12) يجب إطاعتها والتي بشّر بها النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم؟!! ولأنهم رغم كل إشكالات العلماء والمؤرخين على أمثال المماليك نتيجة رواسبهم المختلفة والتي انتهت على يد الأتراك أنفسهم؟! أ ليس هوصاحب الفتاوى الإعرابية المخالفة للكتاب والسنة الداعية إلى قتل المسلمين وتفريق وحدتهم والتي لا تزال إلى الآن متمثلة بالسلفية والوهابية المتخلفة؟! ومن العار والتجني نسبته حتى للسنّة المباركة.

وشبهه قرينه الذهبي في السباب والشتم والتحامل على علماء الإسلام وخيار الأمة الخيرة وميزانه الذي يتحرك بالنصب والتعصب والغش وتغرير المسلمين، والعمل على إثارة الفتنة وبالتالي التفرقة!! فهما إذ ينضويان تحت كل غالب يعملان على ضلالين : الأول : غش الأمة بالتأويلات الفاسدة والتبريرات المختلفة للكتاب والسنة لإطاعة الغالب مملوكا كان أوتركيا قرقوشيا وأمثالهم! نشر الفتن والضلالات بين المسلمين بتكفير ذاك وشرك هؤلاء، ورمي ذلك بالرفض والباطنية، واتهامهم بسب الصحابة وغيرها من الفتن؟! فلتخسأ أوكار الفتنة إذا أرادت النيل من آل بيت النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومن شايعهم؟!!

ومن المؤسف له حقا أنك عند ما تقرأ كتبهم فأول ما يضعوا لك اتهام المسلم الآخر، ويجعلون من أنفسهم وكأنهم ميزان ومحك يوزعون على أساسه الكفريات والاتهامات والطعون؟! وهم بذلك يضعون من أنفسهم وكلاء وأوصياء شرعيين على الأمة، غافلين عن أنهم هل هم على هدى أوفي ضلال بين؟! { الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } [الكهف : 104].

أ تتهمون قوما حفظوا سنة ووصية النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الكتاب‏ { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى : 23] ‏.

أتطعنون بمن تمسكوا بسنة الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم الحقة في حديث الثقلين المتواتر والمسند لا بقوله «وسنتي» المرفوع، وخبر آحاد؟! أ تشككون بمن عرف الحق فعرف أهله؟! وعرف الرجال بالحق؟! لا كما صنعتم بالعكس باتباع الباغي معاوية الذي طالب طلب الباطل فأصابه، وهكذا كل حاكم ولوكان بالغلبة؟! أ تكفرون بمن جاهد وضحى في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولوكان الفاعل حاكما متسلطا؟! بينما تبررون وتعذرون مطلق حاكم ولوجاء بالغلبة، وخوفا على حياة، وطلبا للعافية أوطمعا بحطام وفتات موائد البلاط؟! جاعلين من كل ذلك السكوت عن الظلم ومخالفة الكتاب والسنة هوالشرع والإسلام الحق؟! هذا في الوقت الذي لا يتحمل فيه أشباه هؤلاء الاعتصام على كلمة الحق السواء لمعرفة الحق، أولمعرفة أصول العقيدة التي وقعا فيها بالتجسيم والتشبيه، أوالفقه بحيث خالفا الكتاب والسنة حيث يحللون الميتة- ميتة البحر- والدم- دم الطحال الفاسد- وغيره والتفسير كما مرّ عليك من ادعاءات ابن تيمية التي ثبت كذبها وزيفها!

فبدل أن يتنازلا عن العزة بالإثم والحوار مع بقية المسلمين والاستفادة من مذاهب الآخرين فإن المتعصب بل النصب يدلهم إلى التعسف بأن الحق عندهم وغيرهم الباطل؟! وفي هذا الصدد استمع إلى إجحاف قول الذهبي : والطبرسي معتدل في تشيعه غير مغال فيه، كغيره من متطرفي الإمامية؟!! ولقد قرأنا في تفسيره فلم نلمس عليه تعصبا كبيرا، ولم نأخذ عليه أنه كفّر أحدا من الصحابة؟! أوطعن فيهم بما يذهب بعدالتهم ودينهم؟! كما أنه لم يغال في شأن علي؟!! بما يجعله في مرتبة رسوله أومصاف الأنبياء، وإن كان يقول بالعصمة؟! وكل ما لاحظناه عليه تعصبه لمذهبه أنه يدافع بكل قوة عن أصول مذهبه وعقائد أصحابه، كما أنه إذا روى أقوال المفسرين في آية من الآيات، ونقل أقوال المفسرين من أهل مذهبه فيها، نجده يرتضي قول علماء مذهبه ويؤيده بما يظهر له من الدليل‏ (13) ؟! قلت : ان أمثال هذه الأقوال إنما هي حق يراد بها باطل، فهي تنم عن أن هؤلاء لا يطيقون ولوالإشارة عن انحرافهم عن حق الإمام علي عليه السّلام وبغضه الذي عدّ من النفاق، وتشيعهم لباطل الباغي ومفرق الأمة وحامل فتنة القميص والمصاحف وقاتل الصحابة، والساب للنبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ومزوّر الأحاديث، ومحرف الحكم عن أصوله إلى ملوكية وراثية قبلية من فساق بني أمية التي لم يستثنى منهم إلا عمر بن عبد العزيز عند كل علماء أهل السنة؟!! وهل صيّر الحق لهم ولكل حاكم إلى أمثال هؤلاء المرتزقة ممن سموهم بالألقاب التي لا تتناسب مع أقوالهم وفعالهم وضلالهم، وشقهم عصا المسلمين، وإباحة دمائهم وأموالهم وعرضهم، كما تفعله اليوم السلفية والوهابية وصنيعتها حركة طالبان في أفغانستان بتكفير بقية المسلمين شيعة وسنة لقتلهم وسلب أموالهم وهتك أعراضهم باسم الإسلام الذي شوّهوا صورته، مقابل الصورة الناصعة والحقة لإيران الإسلام التي عجزت وتعجز غيرها ممن ينتقدونها على جوانب صغيرة ربما تكون بسبب التراكمات التاريخية أوالطعن لشيعتها لأهل البيت عليهم السّلام! ولقد أكدت في مناسبات أن معاوية هوسبب رئيسي في نشوء الفرق الضالة كالخوارج عند فتنة رفع المصاحف، ونشوء الغلاة عند سبّه للإمام علي عليه السّلام وقتله الصالحين والأولياء من الصحابة وشيعته، ومطاردة المؤمنين، واستخدام الإرهاب والعنف ضد المعارضين؟! بينما ليتسع المجال واسعا لوعاظ السلاطين، وأقطاب الإسرائيليات، من المزوّرين والمتلقين الذين ينافقون للحكام وعشيرتهم؟! ومع ذلك فلا يوجد شيعي- والعياذ باللّه- يعبد الإمام علي عليه السّلام أويجعله في مرتبة الإله، نعم هناك الضحايا الغلاة وهم يعتبرون من الخارجين عن الملة، وتحكم الشيعة عليهم بالكفر والإلحاد، أوتحاول إصلاحهم بالتي هي أحسن، لا بأسلوب البغاة وأصحاب الفتن وأهل التكفير واعتبار مذهبه هوالحق وما سواه الباطل؟! أما مسألة الأنبياء عليهم السّلام فقد تواتر عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قوله : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي». وقد رواه أصحاب الصحاح والمسانيد من أهل الحديث! بل قال صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل» (14) و«العلماء ورثة الأنبياء» (15).

أما قوله بالعصمة : فإن لم يكن ظالما لنفسه ولغيره، بحيث يخشى مقام الخالق تعالى ويتقيه في الطاعة فهوالمعصوم. أما ما عدا ذلك فهوإما ظالم لنفسه ولغيره؟! ثم لما ذا يغمض أمثال هؤلاء النظر عن أهل الحديث والحشوية، وكثرة الإسرائيليات وتلاعب الوعاظ، والنقود الكثيرة للصحاح، وكتب التفسير؟! أما في مجال العقائد، ومحاولتهم لتضعيف عقيدة الإمامية وتأثرها بالنزعة الاعتزالية كما نسبها الذهبي- الناصبي الذي لا يحسن الظن به لتعمده المقيت المتعصب- في قوله أعلاه! لكن وكما أثبتناه سابقا أن الإمامية هي تمثل الوسطية في العقائد، ولأن المصدر واحد وهوالكتاب والسنة، كان هناك الاشتباه الأشعري في الذات والصفات وتحكيم العقل، عند ما قالوا بالتجسيم والتشبيه، والجبر، والرؤية وغيرها من فساد الاجتهاد وتفسير الكتاب وفهم السنة. وقد مرّ عليك كيف أن الزمخشري المعتزلي كفر أهل السنة، ونعى عليهم عقولهم بعدم فهم أبسط معاني القرآن من كناية وتشبيه وغيرها. ولكنه وقع في مسألة التفويض والمبالغة في العقل من لا توافق فيه المعتزلة.

بل الحق أن الأصل هوعندنا لأننا اخترناه عن أهل بيت الرسالة، والوحي وأن الصواب هوأن المعتزلة أخذت شيئا من عقائدنا! وهناك صرخة من عالم أزهري د. عبد الفتاح أبوسنة يقول : كلمة حق : ومن خلال دراستي المتأنية للكتاب «مجمع البيان» رأيت أن أقول أن الرجل يزاحم أهل السنة من المفسرين إن لم يتفوق عليهم؟! بل أنه يتميز عنهم ...؟! ويدعوإلى عدم سماع التهم والافتراءات عنه وعن الشيعة! (16).

_______________________

(1) وهل التشيع إلا لحديث الثقلين والآيات في أهل البيت وعلي عليه السّلام في مقابل التشيع بسنة الحكام ووعاظهم. ثم إن الشيعة لها عقيدتها المتميزة على المعتزلة والأشاعرة أهل التجسيم والتشبيه وعدم التنزيه!

(2) التفسير والمفسرون 2/ 109.

(3) معرفة علوم الحديث- للإمام الحافظ الحاكم النيسابوري- ص 102.

(4) فتح الباري، يشرح صحيح البخاري 8/ 333.

(5) راجع : الغدير- للأميني- ومن كتبهم 3/ 157 رقم 6 و16.

(6) لباب النقول في أسباب النزول- للسيوطي- ص 107.

(7) الغدير 3/ 156- 162، وراجع تفسير أبي الفتوح 4/ 244- 257.

(8) ونسبت هذه الأبيات إلى خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين أيضا. ولعله الأرجح غير أن المشهور نسبتها إلى حسان، راجع هامش ابن عساكر- ترجمة الإمام علي عليه السّلام 2/ 410.

(9) روي عن أبي ذر (رض) أنه قال صليت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوما صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللهم اشهد إني سألت مسجد الرسول فما أعطاني أحد شيئا وعلي عليه السّلام كان راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فقال اللهم أن أخي موسى عليه السّلام سألك فقال : رب اشرح لي صدري (إلى قوله) واشركه في أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري، قال أبوذر : فواللّه-- ما أتم الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال : يا محمد اقرأ {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [المائدة : 55] ‏ هذه ولأنّه سبب النزول وقد وردت بعدة ألفاظ والمعنى واحد.

راجع أيضا : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي 1/ 161- 184، وأخرجه بواحد وعشرين طريقا، ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي 2/ 409 بطريقين، أسباب النزول للواحدي ص 113؛ بخمس طرق، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 115، الكشاف للزمخشري 1/ 649، تفسير الطبري 6/ 288، المناقب للخوارزمي الحنفي ص 187، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 123، الدر المنثور للسيوطي 2/ 293، فتح الغدير للشوكاني 2/ 53، التمهيد لعلوم التنزيل للكلبي 1/ 181، زاد المسير في علم التفسير، لابن الجوزي الحنبلي 2/ 383، الفخر الرازي 12/ 26، تفسير القرطبي 6/ 219، التفسير المنير لعالم التنزيل للجاوي 1/ 210، فتح البيان في مقاصد القرآن 3/ 51، لباب النقول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين ص 213، تذكرة لخواص لابن الجوزي الحنفي ص 18 و28، نور الأبصار للشبلنجي ص 71، أحكام القرآن للجصاص 4/ 102، مجمع الزوائد 7/ 17، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 86، شرح النهج الحويري 13/ 277، الصواعق المحرقة لابن حجر ص 24، أنساب الأشراف للبلاذري 2/ 50- 151، تفسير النسفي 1/ 289، الحاوي للفتاوي للسيوطي 1/ 139، كنز العمال 15/ 146، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5/ 38، جامع الأصول 9/ 478، الرياض المنضرة 2/ 273، مطالب السئول لابن طلحة الشافعي ص 31، معالم التنزيل بهامش تفسير الخازن 2/ 55، فرائد السمطين 1/ 11.

(10) أخرجه ابن عساكر- تاريخ دمشق- الفصل 3 من الباب التاسع، الصواعق المحرقة ص 76، كفاية الطالب للكنجي ص 231، ينابيع المودة- للقندوزي- ص 126، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 372، نور الأبصار للشبلنجي ص 73، إسعاف الراغبين ص 145، بهامش نور الأبصار ص 160، السيرة النبوية- لزين الدين أمرين وحلان.

(11) راجع : كتاب ابن تيمية - لصائب عبد الحميد- وغيرها.

(12) نحويقظة إسلامية - د. محمد عمارة- ص 122.

(13) التفسير والمفسرون 20/ 142- 143.

(14) عوالي اللثامي ، لابن أبي جهمدر الأحسائي 4/ 77.

(15) المصدر السابق نفسه 1/ 358 ، سنن ابن ماجة 1/ 98.

(16) علوم القرآن- د. عبد الفتاح أبوسنة- ص 166.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .