أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
3711
التاريخ: 28-2-2016
2716
التاريخ: 21-3-2016
3124
التاريخ: 29-04-2015
1972
|
العنوان المعروف : تفسير العاملي .
المؤلف : إبراهيم الموثق العاملي .
ولادته : وله في سنة 1323هـ (1280ش) وتوفي في سنة 1389هـ (1347ش) .
مذهب المؤلف : شيعي اثنا عشري .
اللغة : الفارسية .
تاريخ التأليف : 1384هـ .
عدد المجلدات : 8 .
طبعات الكتاب : المشهد الرضوي ، منشورات باستان ، وطهران مكتبة الصدوق ، 1401هـ .
حياة المؤلف
المرحوم الأستاذ إبراهيم الموثق العاملي ، صاحب تفسير العاملي هو أحد محققي القرآن البارعين في عصرنا . ولد في سنة 1323هـ في مدينة مشهد المقدسة في بيت العلم والتقوى .
كان أبوه المرحوم الشيخ عبد الحسين العاملي ، من علماء مشهد . يصل نسبه الى الشيخ الحرّ العاملي (م 1104هـ) من أكبر العلماء المتبحرين في علم الحديث في القرون الأخيرة ، أي صاحب كتاب (وسائل الشيعة) وعدة مؤلفات مهمة أخرى (1) .
كانت أسرة العاملي منذ وقت طويل من المؤسسين والعمّال في الروضة الرضوية المقدسة وأيضاً كان العاملي كذلك ولكنه استقال من مشاغله الوراثية في فترة نيابة تولية الأسدي (عهد رضا خان) واشتغل الى التعلم والتعليم . هو قد درس العلوم القديمة عند أستاذة الحوزة العلمية بخراسان كالملا إسحاق الجولايي (المقدمات) ، أديب النيشابوري (الآداب) ، الشيخ حسن البرسي (الفقه والأصول) ، المرحوم آقازادة بزرك ابن صاحب الكفاية المحقق الخراساني (خارد الفقه) ومختصراً عند المرحوم الحاج آقا حسين القمي والشيخ أيد الله اليزدي (الفلسفة والرياضيات) وآقا بزرك الحكيم الشهيدي والشيخ سيف الله ايسي (الفلسفة) وقد حاز على إجازة تدريس الفقه والأصول .
الموثق العاملي ، بسبب رفعة الفضل والعلم التي كانت لديه وحبه للتربية والتعليم ، تقبّل دعوة مدراء التثقيف في خراسان آنذاك واشتغل بالتدريس وجعل اهتمامه بخدمة الثقافة الجديدة . هو أيضاً تبنى كفالة مديرية مكتبة إدارة المعارف في خراسان في تلك الفترة وصار منشأ للآثار والخدمات في ذلك الخضم . بداء التدريس من الثانوية منذ سنة 1316ش ، ثم انشغل بالتدريس في معهد المقدمات للبنين وانصرف الى أعداد المربين والمعلمين . في سنة 1337ش . لبّى دعوة كلية المعقول والمنقول في مشهد ودرّس في تلك المؤسسة الرفيعة . المرحوم العاملي تقاعد بتاريخ 1/6/1342ش من التربية والتعليم(2) واستمر في عمله المطالعة والتحقيق الواسع في مجال القرآن والتفسير . هو كان يضفي ولعاً خاصاً لهذا النشاط عند اقامته ندوات علمية مختلفة ضمن البحث والتحقيق .
الأستاذ العاملي بعد أن سعى من أجل اعلاء ثقافة هذه الديار في التعليم والتدريس والتحقيق لسنوات عديدة ، رحل الى الدار الآخرة بسنة 1389هـ ، 1347ش وانتقل الى جوار رحمة ربه ودفن في مدينة مشهد بتشييع عظيم شاركت فيه جموع غفيرة من مختلف الطبقات .
تعريف عام
تفسير العاملي تفسير كامل عصري اجتماعي تربوي وباللغة الفارسية . ألف في ثمان مجلدات ويشتمل على بحوث مختلفة من قبيل : معرفة الألفاظ ، شأن نزول الآيات ، ترجمة الكلمات ، ذكر أقوال المفسرين وتوضيح الأمور التربوية والاجتماعية . المفسر الجليل قد وضع مبنى عمله في الألفاظ ، التوضيح والتفسير وتبيين الألفاظ الصعبة والغريبة وبعد نقل الآيات ، يوضح هذه الألفاظ تلوها ، يذكر جذورها ، يوضح اعرابها وحركته . بعد ذكر المفردات ، يشرح سبب نزول الآية وعلاقتها التاريخية والثقافية ، أسباب ومكان نزولها . من المميزان المهمة لهذا التفسير ، ترجمة الآيات الى الفارسية السلسة ، السهلة ومطابقاً لترتيب كلمات القرى . إني قد قست ترجمة العاملي على بعض تراجم الفارسية تلك الفترة مثل ترجمة باينده وآل آقا (الترجمات التي كانت في عهده) . يمكن أن تفوق من بعض الجهات وفي بعض الموارد يمكن قياسها من هذه الناحية . أيضاً في زلاّت الترجمة مثل التفرقة بين (ان المخففة) و(الثقيلة) حيث تلقاها البعض خطأ ان (النافية) ، (الشرطية) أو (الوصلية) قد ألفتت انتباهي في عدة مواقع وتبينت دقة المترجم في هذه الأمور بشكل عام . كنموذج ، فقد ترجم آية 164 سورة آل عمران : ((وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)) هكذا ترجم : مع أنهم قبل ذلك كانوا بوضوح ضالين . في هذا المورد ترجم بدون تأكيد (3) .
أو عند ترجمة : {وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ } [الأنعام : 156] ، قال : ونحن لم نطّلع على دراستهم وقراءتهم . أيضاً ذكرها بدون تأكيد (4) .
نموذج آخر ، عند ترجمة : {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } [الأعراف: 102] فهو ترجمها هكذا : ولكنا رأينا أكثرهم منحرفين وطالحين .
هنا أيضاً كأكثر المترجمين مثل : الياسري والهي قمشه أي وبانده والمعزي والخواجوي والآيتي وبهبودي والفارسي وتفسير نمونه ، ترجمها بدون تأكيد (5) .
وأيضاً في الفرق بين إن المخففة وإن النافية في ترجمة : {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ } [يوسف : 3] هكذا ترجم : وطبعاً انك قبل هذا لم تكن مطلعاً عليه .
حيث ترجمها مخففة طبقاً لتفسير اللاهيجي ، وترجمة المجتبوي ، والياسري ، والخواجوي ، والملا فتح الله الكشاني وترجمة وتفسير رهنما (6) .
ونموذج آخر في ترجمة : {وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف : 3] حيث ترجمها هكذا : وان كنت من قبل في طريق الشر والغفلة . حيث ترجمها بدون تأكيد كترجمة الآيتي وفيض الإسلام .
الملاحظة التي يمكن الالتفات اليها في هذه التراجم وغيرها هي ان أسباب زلاتها كثيرة ، ومن جملتها عدم متابعة كثير من المترجمين من النواحي الأدبية وقراءة الكلمات حيث تحسس هو الى حدّ ما وبحث الأبعاد الأدبية ، لهذا السبب خلفية ترجمته البحوث الأدبية والتفسيرية .
على كل وان لم تكن هذه الترجمة لفظية ، لكنها طبقت ترتيب كلمات القرآن وأحياناً لتوضيح مفهوم الآية أكثر ، تضيف توضيحات داخل قوسين وتعين علاقة الجملة السابقة واللاحقة وخطاب الآية . لذا يمكن القول حول هذه الترجمة : بأنها ترجمة وفية للنص ، منضبطة ، مفهومة وواضحة حيث يجب أن تقيم كترجمة مستقلة وتطبع منفردة .
منهجه
وأما منهجه في التفسير ، فكان يذكر اسم السورة ومعناها ووجه تسميتها وسبب نزولها ، أن كان فيه سبب نزول ، ثم يذكر في ترجمة الآية بعد ذكر تمام الآية . فيشرحها كلمة كلمة ، لغة وما يتعلق بذلك .
للعاملي بعد التوضيحات العامة والترجمة ، عنوان باسم : كلام المفسرين ، في هذا المجال حسب أهمية الموضوع أو دقته يستفيد من تفاسير كجامع البيان للطبري ، مجمع البيان للطبرسي ، روض الجنان لأبي الفتوح الرازي ، الكشاف للزمخشري ، التفسير الكبير للفخر الرازي (مفاتيح الغيب) ، روح البيان للبرسوي ، روح المعاني للآلوسي ، المنار لعبده وحتى التفاسير العرفانية مثل صفي علي شاه (منظومة التفسير) ، تأويلات لملا عبد الرزاق الكاشاني (المعروف بتفسير ابن عربي) والحسيني الكاشفي وينقل الآراء التفسيرية لمفسرين مثل سيد أحمد خان الهندي (7) بتأييد .
طريقته عند ذكر آراء المفسرين هي أنه إذا بيّن مطلباً مستقلاً تحتها ، فذلك يدل على أن له رأياً خاصاً وإلا فهو مرتض آراء المفسرين . أحياناً ضمن بيان مطالبه ينقل أشعاراً من الشعراء الفارسيين خاصة من المثنوي للمولوي وسعدي وحافظ لتلطيف الكلام ويستفيد منها تربوياً ويستنتج هداية .
من خصوصيات تفسير العاملي استفادته من تفاسير الشيعة والسنة بشكل واسع .
عند استخراج نداء القرآن ، يذهب نحو روايات أهل البيت وينقل عن تفاسير الشيعة المأثورة ، خاصة تفسير المنسوب بـ : علي بن إبراهيم القمي في كل مكان من التفسير يستفيد منها . وكما أنه ينقل الآراء العلمية ونظريات السياسيين والحقوقيين ويحلل المواضيع الاجتماعية المختلفة . للمثال تحت آية : {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران : 28] . بعد نقل أقوال المفسرين حول عدم تولّي الكفار ، يقول تحت عنوان : كلامنا :
هذه الآية لمنع تولي الناس المعاندين لصدّهم عن أعمالهم المغرضة واستغلالهم . ويوضح بأن الزمان الذي نزلت فيه هذه الآية تبيّن أن أقل علاقة مع مخالفي الإسلام كانت تضر الإسلام والمسلمين . كانت بضرر المجتمع والسياسية مخالفة للدين ولذلك حرّمت ، لكن هنا سؤال يطرح أنه هل اليوم هذا الأمر محكّم بمعناه العام والكلي للمسلمين ، كي لا يستطيع أي مسلم أن يقيم علاقة مع كافر ، أم المقصود منها العلاقة مع الكفار التي توجب تقويتهم وضعف المسلمين؟ فيجب :
(يستفاد من عبارة (من دون المؤمنين) . ان العلاقة يجب أن لا تكون لها وجهة سياسية ولائية ، ولا تتجاوز حدودها المتعارفة وإلا فعلاقة الطالب المسلم بالطالب غير المسلم أو التاجر المسلم بالتاجر غير المسلم ليست مصداقاً للآية . العلاقات التي توجب ضرراً مادياً ومعنوياً للمسلمين حرام كما اليوم في كثير من البلدان الإسلامية ، حمّلت على المسلمين) (8) .
شبه هذا الاستنتاج اجتماعياً وتربوياً في خطاب لأهل العلم وأهل الكتاب عند تفسير آية {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ} [آل عمران : 23] يقول :
(كما أشرنا سابقاً كلما جاء اسم أهل الكتاب واليهود ، هنا أيضاً نقول أن القرآن هاد ووسيلة للتربية ، في هاتين الآيتين يعرّف قراء الكتاب والمعروفين في ذلك الزمان والآن أيضاً يطلعنا على أحوال الأفراد المشهورين والمثقفين من ناحية معرفة الناس ويطلعهم على سوء عملهم بحيث نفس هؤلاء المثقفين الذين يمتلكون اختيار المجتمع وحياة الناس العامة ويفسرون القانون حسب رغبتهم ، يخصصون وينقضون هؤلاء كيهود المدينة الذين يحرفون التوراة وسيلة شرافتهم وتحضرهم حسب رغبتهم ليركزوا مقامهم واعتبارهم .
هؤلاء أهل الكتاب أيضاً يعبرون ويطبقون القانون وكتاب الحياة ونظام المجتمع حسب مصالحهم) (9) .
نلاحظ هذا المنوال من البحث في كثير من الآيات التي لها علاقة بالمسائل الاجتماعية ، السياسية والاقتصادية وندرك نظرة المفسر المطلعة والمحللة .
من الأمور الملفتة للنظر في هذا التفسير ، الميل العقلي لدى المفسر حيث لم يتأثر بجو المفسرين ذوي الميول الحديثية الفاقدة للمنطق وتأثرهم وكل ما كان مخالفاً للقواعد والفهم الطبيعي يرده للمثال عند تفسير هذه الآية : {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي} [الأنعام : 130] فالمفسرون يثولون كما أن للبشر أنبياء ، للجن أيضاً أنبياء ، هم فرضوا الجن وحياتهم كالبشر .
يشك في هذه النظرية وحتى في منقولات المفسرين ويرد بعض الروايات الواردة في هذا الباب ويقول : يمكن أن نثول أن كلمات : {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ} [الأنعام : 130] ربما ليس لكون الجن أيضاً مخاطبون بهذا الخطاب بحيث يُرسل اليهم أنبياء منهم ، انما القصد هو تعميم المطلب وكناية عن عموم الناس في الماضي والحاضر والمستقبل وخاصة لم تنقل رواية أو حديث بأن للجن نبي ، وفي تفسير الصافي يقول : سُئل أمير المؤمنين علي عليه السلام : هل أرسل الله للجن نبياً؟ قال : كان لهم نبي يدعى يوسف فقتلوه . يبدو أن هذه المنقولات لا يمكن نقلها وتطبيقها على آيات القرآن (10) .
مثل هذه الطريقة نجدها عند تفسير المفسرين آية : {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ } [الأعراف : 163] . في هذه الآية والآيات المشابهة الأخرى مثل : {وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ} [الأعراف : 171] بحيث أرادوا حمل هذه الحركات على جهتها غير الطبيعية ويقولوا إن الله اقتلع الجبل من مكانه ووضعه فوق رؤوسهم ليؤمنوا وقد ألزم وأجبر بني إسرائيل عملياً ليقبلوا وإلا فالجبل يهبط عليهم ، أو عند قصة أصحاب السبت حيث قال المفسرين حول آية : {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة : 65] بأنه جميعاً أصبحوا قردة ، هو لا يرتضي هذه التفاسير ويقول :
(قدرة الخلق وهداية الأنبياء غير محتاجة لهذه الحوادث المنقولة كمعاجز للأنبياء ، وكما ذكرنا احتمالنا المفهوم لكلا هاتين القضيتين في سورة البقرة ، هنا أيضاً يمكن ذكر نظيره بأن الآية ليست صريحة في تبديل شكل الانسان الى قردة ، ولا اقتلاع الجبل ووضعه فوق رؤوس الناس) (11) .
وأقوال المفسرين تشبه قصص اليهود ومجعولاتهم المتخذة منهم اذن سوف لن يكون ضرراً ونقصاً على أقوال الأنبياء والقرآن ، إذا قلنا بما أن الآية ليست صريحة ولا توجب اليقين ولا يوجد حديث منقول عن المعصوم يوجب الاطمئنان على مقصود الآية ، نحن نفهم من هذه الجمل التي جاءت في آية 166 : {فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا} التي من أجل الخير والصلاح في الخلق ، قلنا كونوا قبيحين ومطرودين كالقردة ومحرومين ليفهم الناس المتحضرون والمتمدنون الذين يعيشون مع بعضهم وقد حددت لهم أديان ومذاهب ووظائف أن عاقبة الاستبداد والتخلف عن الوظائف هي الحرمان والتشبيه بالقردة والطرد عن باب الخالق والبعد عن الخلائق ، لأنهم عصوا .
______________________
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|