المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

Simply Connected
28-7-2021
شرح (وَبِسُلْطَانِكَ الذي عَلا كُلَّ شَيء).
2023-07-14
القصور الذاتي الدوراني
2-2-2016
ظهور الكرامات عند غير المسلمين دليل على صحة معتقداتهم
20-11-2016
التدبر في وصية الإمام علي (عليه السلام)
2024-09-28
ضد التربسين - antit rypsin-a1
29-11-2020


المرحلة الثانية : الاجهار في معارضتها  
  
2489   02:51 مساءً   التاريخ: 13-3-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 612-615.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

          وانصع امثلتها خطبتها الشهيرة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما اُوصدت الابواب امامها وحيل بينها وبين اخذ حقها، واجمع ابو بكر على منعها (عليها السلام) فدكاً «لاثت خمارها على رأسها واقبلت في لمّة من حفدتها تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله (صلى الله عليه واله) شيئاً، حتى دخلت على ابي بكر وهو في حشد من المهاجرين والانصار فنيطت دونها ملاءة، ثم أنّت أنّةً اجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس، فأمهلت حتى سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم، فافتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله (صلى الله عليه واله) فعاد القوم في بكائهم، فلما امسكوا عادت في كلامها.

          فقالت: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] ، فان تعرفوه تجدوه ابي دون آبائكم واخا ابن عمي دون رجالكم فبلغ النذارة (اي الانذار) صادعاً بالرسالة (اي مجاهراً بها) ، مائلاً عن مدرجة المشركين (اي عن مسلكهم) ، ضارباً لثبجهم، آخذاً بكظمهم، يهشم الاصنام، وينكث الهام، حتى هزم الجمع وولوا الدبر، وتغرى الليل (أي اسفر) عن صبحه ، وأسفر الحق عن محصنه، ونطق زعيم الدين، وخرست شقاشق الشياطين، وكنتم على شفا حفرة من النار، مذقة (اي جرعة) الشارب ، ونهزة (فرصة) الطامع ، وقبسة العجلان، وموطىء الاقدام.

          تشربون الطرق، وتقتاتون الورق، أذلة خاسئين، تخافون ان يتخطفكم الناس من حولكم، فانقذكم الله برسوله (صلى الله عليه واله) بعد اللتيا والتي، وبعد ما منى بهم الرجال، وذؤبان العرب (اي لصوصهم ومردتهم) ، ومردة اهل الكتاب، كلما حشوا (اوقدوا) ناراً للحرب اطفأها ] الله [ ، ونجم (ظهر) قرن للضلال ، وفغرت فاغرة من المشركين قذف بأخيه في لهواتها.

          فلا ينكفىء (يرجع) حتى يطأ صماخها بأخمصه، ويخمد لهبها بحده مكدوداً في ذات الله قريباً من رسول الله، سيداً في أولياء الله، وانتم في بلهنية وادعون آمنون.

          حتى اذا اختار الله لنبيه دار انبيائه ظهرت خلة النفاق وسمل (رثّ) جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين، ونبع خامل الآفلين، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه، صارخاً بكم فوجدكم لدعائه مستجيبين، وللغرة فيه ملاحظين، فاستنهضكم فوجدكم خفافاً، واجمشكم فألفاكم غضاباً، فوسمتم (اي علّمتم) غير إبلكم، وأوردتموها غير شربكم.

          هذا والعهد قريب، والكلم رحيب (اي الجرح واسع)، والجرح لما يندمل (يلتئم)، انما زعمتم خوف الفتنة الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين، فهيهات منكم، وانى بكم، وانى تؤفكون، وهذا كتاب الله بين اظهركم وزواجره بينة، وشواهده لائحة، واوامره واضحة، أرغبة عنه تدبرون ؟ ام بغيره تحكمون ؟ بئس الظالمين بدلاً (ومن يبتغِ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).

          ثم لم تريثوا الاريث أن تسكن نغرتها، تشربون حسواً وتسرون في ارتغاء، ونصبر منكم على مثل حزّ المدى، وانتم الآن تزعمون أن لا ارث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، ويها معشر المهاجرين أأبتز إرث ابي؟ يابن ابي قحافة، أفي الكتاب أن ترث أباك ولا ارث ابي ؟ لقد جئت شيئاً فرياً فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلمون.

          ثم انحرفت الى قبر النبي (صلى الله عليه واله) وهي تقول :

قد كان بعدك انباء وهنبثة *** لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

انا فقدناك فقد الارض وابلها *** واختل قومك فاشهدهم ولا تغب

          قال : فما رأينا يوماً اكثر باكياً ولا باكية من ذلك اليوم».

          روى ابن ابي الحديد باسناده «لما سمع ابو بكر خطبتها شقّ عليه مقالتها، فصعد المنبر، وقال : ايها الناس ما هذه الرعة الى كل قالة ! أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله (صلى الله عليه واله)، ألا من سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، انما هو ثعالةٌ شهيدهُ ذنبهُ، مُرِبّ لكل فتنة، هو الذي يقول : كرّوها جذعة بعدما هرمت، يستعينون بالضعفة، ويستنصرون بالنساء، كأم طحال أحب اهلها اليها البغي، ألا اني لو أشاء ان اقول لقلت، ولو قلت لبحت، اني ساكت ما تركت.

          ثم التفت الى الانصار، فقال : قد بلغني يامعشر الانصار مقالة سفهائكم، وأحق ممن لزم عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) انتم فقد جائكم فآويتم ونصرتم، ألا أني لست باسطاً يداً ولا لساناً على من لم يستحق ذلك منا، ثم نزل، فانصرفت فاطمة (عليه السلام) الى منـزلها.

          قلت : قرأتُ هذا الكلام على النقيب ابي يحيى جعفر بن يحيى بن زيد البصري، وقلت له : بمن يعرّض ؟ فقال : بل يصرح، قلت : لو صرح لم اسألك، فضحك، وقال : بعلي بن ابي طالب (عليه السلام)، قلت : هذا الكلام كله لعلي يقوله ! قال : نعم، انه المُلك يا بني، قلت : فما مقالة الانصار ؟ قال : هتفوا بذكر علي (عليه السلام) فخاف من اضطراب الامر عليهم، فنهاهم، فسألته عن غريبه، فقال : اما الرعة بالتخفيف، اي الاستماع والاصغاء، والقالة : القول، وثعالة : اسم الثعلب، علم غير مصروف، مثل ذؤالة للذئب، وشهيده : ذنبه، اي لا شاهد له على ما يدعي الا بعضه وجزء منه، وأصله مثلٌ، قالوا : ان الثعلب اراد ان يغري الاسد بالذئب، فقال : انه قد أكل الشاة التي كانت قد أعددتها لنفسك، وكنت حاضراً، قال : فمن يشهد بذلك ؟ فرفع ذنبه وعليه دم، وكان الاسد قد افتقد الشاة فقبل شهادته، وقتل الذئب، ومرب : ملازم أرب بالمكان، وكروها جذعة : أعيدوها الى الحال الاولى، يعني الفتنة والهرج، وام طحال : امرأة بغي في الجاهلية، ويضرب بها المثل، فيقال : أزنى من ام طحال».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.