المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

جريمة السرقة الداخلية
21-3-2016
Extinction
18-10-2015
المعتمد بالله وحروب الزنج
4-2-2018
دور المؤسسات المالية في تحقيق التنمية المستدامة - البنك الدولي (العالمي)
2023-03-13
تطور النجوم العملاقة
17-3-2022
علي بن محمد بن أحمد
28-8-2016


احتجاج علي (عليه السلام) على الخليفة الاول  
  
2386   03:26 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 601-602.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

          بعد ان ادرك الامام (عليه السلام) ما فُعِلَ في فدك من اخراج وكيل فاطمة الزهراء (عليه السلام) ونكرانهم ملكيتها لفاطمة (عليه السلام)، اتى (عليه السلام) ابا بكر وهو في المسجد وحوله المهاجرون والانصار.

          فقال (عليه السلام) : يا ابا بكر لِمَ منعت فاطمة ميراثها من رسول الله (صلى الله عيله واله) وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عيله واله) ؟

          فقال ابو بكر : هذا فيء للمسلمين، فإن اقامت شهوداً ان رسول الله جعله لها، والا فلا حقّ لها فيه.

          فقال الامام (عليه السلام) : ياابا بكر تحكم فينا بخلاف حكم الله في المسلمين ؟

          قال : لا.

          قال (عليه السلام) : فإن كان في يد المسلمين شيء يملكونه، ثم ادعيت أنا فيه من تسأل البيّنة ؟

          قال : ايّاك اسأل البيّنة.

          قال (عليه السلام) : فما بال فاطمة سألتها البيّنة على ما فيها في يديها، وقد ملكته في حياة رسول الله (صلى الله عيله واله) وبعده ولم تسأل المسلمين بيّنة على ما ادعوها شهوداً، كما سألتني على ما أدعيت عليهم ؟

          فسكت ابو بكر، فقال عمر : يا عليّ دعنا من كلامك فانّا لا نقوى على حجتك، فان أتيت بشهود عدول، والا فهو فيء للمسلمين لا حقّ لك ولا لفاطمة فيه.

          فقال الامام (عليه السلام) : ياابا بكر تقرأ كتاب الله ؟

          قال : نعم.

          قال (عليه السلام) : اخبرني عن قول الله عز وجل : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، فيمن نزلت، فينا او في غيرنا ؟

          قال : فيكم.

          قال (عليه السلام) : فلو ان شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عيله واله) بفاحشة ما كنت صانعاً بها ؟

          قال : كنت أقيم عليها الحدّ، كما أقيمه على نساء المسلمين.

          قال (عليه السلام) : اذن كنت عند الله من الكافرين.

          قال : ولِمَ ؟

          قال (عليه السلام) : لانك رددت شهادة الله لها بالطهارة، وقبلت شهادة الناس عليها، كما رددت حكم الله وحكم رسوله أن جعل لها فدكاً قد قبضته في حياته، ثم قبلت شهادة اعرابي بائل على عقبيه عليها وأخذت منها فدكاً، وزعمت انه فيء للمسلمين، وقد قال رسول الله (صلى الله عيله واله) : «البيّنة على المدعي، واليمين على المدعى عليه»، فرددت قول رسول الله (صلى الله عيله واله) ..، قال ] الراوي [ : فدمدم الناس وانكروا ونظر بعضهم الى بعض، وقالوا : صدق والله علي بن ابي طالب (عليه السلام)...».

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.