المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05

القدر الواجب في نفي الحسد
28-9-2016
الطبيعة السياسية للتخطيط
30-7-2022
Indels
22-9-2018
باب معرفة اللّه عند الإمام الخميني
22-12-2014
التوازن بَينَ الدخل وَالإنفاق ـ بحث روائي
21-1-2016
معنى كلمة دهن
20/12/2022


ولادتها (عليها السلام)  
  
4236   02:44 مساءً   التاريخ: 12-12-2014
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : الانوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية
الجزء والصفحة : ص43-47.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / الولادة والنشأة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-12-2014 4083
التاريخ: 11-5-2022 1733
التاريخ: 16-12-2014 3753
التاريخ: 10-5-2022 1326

النور الثاني سيدة نساء العالمين وبضعة خاتم النبيين وام الأئمة الطاهرين فاطمة الزهراء

 مشكاة نور اللّه جل جلاله *** زيتونة علمَّ الورى بركاتها

(صلوات اللّه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها).

ولدت في جمادى الآخرة يوم العشرين منها سنة خمس واربعين من مولد النبي (صلى الله عليه واله) وكان بعد مبعثه بخمس سنين كما رُوي عن الصادقين (عليهما السلام) .

[وفي] (البحار) بينما النبي (صلى الله عليه واله) جالس بأبطح  ومعه عمار بن ياسر والمنذر بن الضحضاح وابو بكر وعمر وعلي بن ابي طالب (عليه السلام) والعباس بن عبد المطلب وحمزة بن عبد المطلب (رحمه اللّه) اذ هبط عليه جبرائيل (عليه السلام) في صورته العظمى قد نشر أجنحته حتى اخذت من المشرق الى المغرب فناداه يا محمد، العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام وهو يأمرك ان تعتزل عن خديجة اربعين صباحاً، فشق ذلك على النبي (صلى الله عليه واله) وكان محبّاً لها وبها وامقاً قال: فأقام النبي (صلى الله عليه واله) اربعين يوماً يصوم النهار ويقوم الليل حتى اذا كان في آخر ايامه تلك بعث الى خديجة بعمار بن ياسر وقال: قل لها يا خديجة لا تظني ان انقطاعي عنك هجرة ولا قلى ولكن ربي عز وجل امرني بذلك لينفذ امره فلا تظني يا خديجة الا خيراً فان اللّه عز وجل ليباهي بك كرام ملائكته كل يوم مراراً فاذا جنك الليل فاجيفي الباب وخذي مضجعك من فراشك فإني في منزل فاطمة بنت اسد رضي اللّه عنها فجعلت خديجة تحزن في كل يوم مراراً لفقد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فلما كان في كمال الاربعين هبط جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا محمد العليّ الأعلى يقرئك السلام وهو يأمرك ان تتأهب لتحيته وتحفته قال النبي (صلى الله عليه واله) يا جبرائيل وما تحفة رب العالمين وما تحيته قال: لا علم لي، قال: فبينا النبي (صلى الله عليه واله) كذلك اذ هبط ميكائيل ومعه طبق مغطى بمنديل سندس او قال: استبرق، فوضعه بين يديْ النبي (صلى الله عليه واله) واقبل جبرائيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: يا محمد يأمرك ربك ان تجعل الليلة افطارك على هذا الطعام، فقال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): كان النبي (صلى اللّه عليه وآله) اذا أراد أن يفطر أمرني ان افتح الباب لمن يرد الى الإِفطار فلما كان في تلك الليلة أقعدني النبي (صلى الله عليه واله) على باب المنزل وقال يا ابن ابي طالب انه طعام محرم الا عليَّ. قال عليّ (عليه السلام): فجلست على الباب وخلا النبي (صلى الله عليه واله) بالطعام وكشف الطبق فاذا عذق من رطب وعنقود من عنب فأكل النبي  (صلى الله عليه واله) منه شبعاً، وشرب من الماء رياً، ومد يده للغسل فأفاض الماء عليه جبرائيل وغسل يده ميكائيل (عليه السلام) وتمندله اسرافيل (عليهم السلام) فارتفع فاضل الطعام مع الاناء الى السماء، ثم قام النبي (صلى الله عليه واله) ليصلّي فأقبل عليه جبرائيل فقال الصلاة محرمة عليك في وقتك حتى تأتي الى منزل خديجة فتواقعها فان اللّه عز وجل آلى  على نفسه ان يخلق من صلبك في هذه الليلة ذرية طيبة فوثب رسول اللّه (صلى الله عليه واله) الى منزل خديجة قالت خديجة رضوان اللّه عليها: وكنت قد الفت الوحدة فكان اذا جنّني الليل غطيت رأسي وأسجفت ستري وغلقت بابي وصليت وردي وأطفأت مصباحي وأويت الى فراشي فلما كان في تلك الليلة لم أكن بالنائمة ولا بالمنتبهة اذ جاء النبي (صلى الله عليه واله) فقرع الباب فناديت من هذا الذي يقرع حلقةً لا يقرعها الا محمد (صلى الله عليه واله) قالت خديجة: فنادى النبي (صلى الله عليه واله)بعذوبة كلامه وحلاوة منطقه، افتحي يا خديجة فانِّي محمد، قالت خديجة: فقمت فرحة مستبشرة بالنبي (صلى الله عليه واله) وفتحت الباب ودخل النبي المنزل، وكان اذا دخل المنزل دعا بالأناء فتطهر للصلاة ثم يقوم فيصلي ركعتين يوجز فيهما ثم يأوي الى فراشه فلما كان في تلك الليلة لم يدع بالأناء ولم يتأهب للصلاة غير انه اخذ بعضدي وأقعدني على فراشه وداعبني ومازحني وكان بيني وبينه ما يكون بين المرأة وبعلها فلا والذي سمك السماء وأنبع الماء ما تباعد عني النبي (صلى الله عليه واله) حتى حسست بثقل فاطمة (عليها السلام)في بطني.

 وروى الشيخ الصدوق رضي اللّه عنه في الأمالي بسنده عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام) كيف كانت ولادة فاطمة (عليها السلام) فقال نعم ان خديجة (رضي اللّه عنها) لما تزوّج بها رسول اللّه (صلى الله عليه واله) هجرتها نسوان مكة فلم يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها، فاستوحشت خديجة لذلك وكان جزعها وغمّها حذراً عليه (صلى الله عليه واله) فلما حملت بفاطمة (سلام اللّه عليها) كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبِّرها، وكانت تكتم ذلك من رسول اللّه (صلى الله عليه واله)، فدخل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) يوماً فسمع خديجة رضي اللّه عنها تحدث فاطمة (عليها السلام)، فقال لها: يا خديجة هذا جبرائيل يخبرني أنها أنثى وأنها النسلة الطاهرة الميمونة وان الله تبارك و تعالى سيجعل نسلي منها و سيجعل من نسلها الأئمة ويجعلهم خلفاء في ارضه بعد انقضاء وحيه. 
فلم تزل خديجة على ذلك الى ان حضرت ولادتها، فوجهت الى نساء قريش وبني هاشم ان تعالين لتلين مني ما تلي النساء من النساء، فأرسلن اليها، انت عصيتينا ولم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا (صلى الله عليه واله) يتيم ابي طالب، فقيراً لا مال له فلسنا نجيء ولا نلي من أمرك شيئاً، فاغتمت خديجة لذلك فبينا هي كذلك اذ دخل عليها اربع نسوء سمر طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لما رأتهن فقالت احداهن، لا تحزني يا خديجة فانّا رسل ربك اليك ونحن اخواتك: أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة، وهذه مريم بنت عمران وهذه كلثم أخت موسى بن عمران، بعثنا اللّه اليك لنلي منك ما يلي النساء فجلست واحدة عن يمينها واخرى عن يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها فوضعت فاطمة (عليها السلام) طاهرة مطهرة، فلما سقطت الى الأرض اشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الأرض وغربها موضع الا أشرق فيه ذلك النور ودخل عشر من الحور العين، كل واحدة منهن معها طست من الجنة وابريق من الجنة، وفي الابريق ماء من الكوثر، واخرجت خرقتين بيضاءتين أشد بياضاً من اللّبن واطيب ريحاً من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة (عليها السلام) بالشهادتين وقالت: اشهد ان لا اله إلا اللّه وان ابي رسول اللّه، سيد الأنبياء، وان بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الاسباط، ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها، واقبلن يضحكن اليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضاً بولادة فاطمة (عليها السلام) وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة: خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة، بورك فيها وفي نسلها فتناولتها فرحة مستبشرة والقمتها ثديها فدر عليها، فكانت فاطمة (عليها السلام) تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر وتنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة.



يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.