أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014
3626
التاريخ: 12-5-2016
3217
التاريخ: 10-12-2014
20137
التاريخ: 13-12-2014
3364
|
إن الطريقة الجديدة والقويمة في تفسير القرآن الكريم التي اصبحت اليوم موضع عناية المحققين والعلماء في هذا العصر هو رفع إبهام الآية واجمالها في موضوع معين بواسطة آية اخرى تتحدث عن ذلك الموضوع ذاته ولكنها أوضح من الاولى
دلالة ومفادا، وبعبارة اخرى الاستعانة في تفسير آية بآية اخرى.
إن هذه الطريقة لا تختصّ بتفسير آيات القرآن بل تنسحب على الأحاديث والروايات الاسلامية أيضا اذ يمكن رفع الاجمال عن حديث بحديث مشابه، لأن القادة الكبار يتحدثون في موضوع مهمّ وخطير بصورة مؤكدة ومكررة لا تتشابه ولا تتحد في دلالتها، فقد تكون دلالتها على الآية واضحة وقد يكون بيان المقصود فيها بالإشارة والكناية حسب المقتضيات.
قلنا ان النبي (صلى الله عليه واله) طلب من اصحابه وهو في فراش المرض دواة وصحيفة ليملي عليهم شيئا لا يضلّون بعده أبدا ثم تسبب التنازع الذي حدث بين الحاضرين في ان ينصرف من كتابة ما اراد.
يمكن أن يسأل سائل : ما ذا كان يريد رسول الله (صلى الله عليه واله) كتابته في ذلك الكتاب.
إن الاجابة على هذا السؤال واضحة لأنه مع أخذ الأصل الذي ذكرناه في مطلع البحث بنظر الاعتبار يجب القول بأن هدف النبي لم يكن الاّ تعزيز الوصيّة ودعم خلافة الامام أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وامرته والتأكيد على لزوم اتباع اهل بيته الذي صرح به النبي (صلى الله عليه واله) في الغدير وغيره.
وهذا المطلب يستفاد من حديث الثقلين المتفق عليه بين محدثي السنة والشيعة، لأن النبي (صلى الله عليه واله) قال في شأن الكتاب الذي نوى كتابته : انه يبتغي كتابة شيء لا يضلون بعده ابدا. وقد جاءت هذه العبارة بعينها في حديث الثقلين اذ يقول رسول الله (صلى الله عليه واله) معتبرا عدم الضلال بعده معلولا لاتباع الكتاب والعترة اذ قال :
إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي .
ألا يمكن بعد ملاحظة هذين الحديثين والتشابه الموجود بينهما الحدس ـ بصورة قطعية ـ بان ما كان يهدفه رسول الله (صلى الله عليه واله) من طلب الدواة والصحيفة هو مفاد كتابة حديث الثقلين، أو ما هو أعلى ممّا يفيده حديث الثقلين وهو تعزيز ودعم ولاية الامام علي (عليه السلام) وخليفته مباشرة وبلا فصل وهو الذي عيّنه للإمارة والخلافة في الثامن عشر من شهر ذي الحجة عند مفترق طرق الحجاج المدنيين والعراقيين والمصريين والحجازيين وأعلن عن ذلك بصورة شفاهية.
هذا مضافا إلى أن مخالفة من شكّل شورى الخلافة في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله) ورشح رفيقه القديم للخلافة بصورة خاصة بعد رحيل رسول الله إلى ربّه، وحصل هو بدوره على اجرته عند موت الأوّل بصورة نقديّة وعينه للخلافة خلافا لجميع القواعد والاصول، خير شاهد على أن القرائن التي كانت في مجلس النبي وكلامه كانت تكشف عن أن النبي (صلى الله عليه واله) كان يريد أن يملي علي كاتبه امرا يتعلق بخلافة المسلمين والامارة والقيادة التي اثبتها لعلي واهل بيته الطاهرين في احاديثه وخطبه.
ولهذا خالف القوم الحضور هذا المطلب بشدة وحالوا دون الاتيان بالقلم والقرطاس بوقاحة، وخالفوا كتابة شيء، وإلاّ فلما ذا أصرّوا في مخالفتهم... وارتكبوا ما ارتكبوا.
لما ذا لم يصرّ النبي في كتابة الكتاب؟
كان في إمكان رسول الله (صلى الله عليه واله) رغم معاكسات جماعة من أصحابه أن يطلب كاتبه ويكتب الكتاب الذي كان يريد، فلما ذا لم يتصرف هكذا، ولم يستغل مكانته القويّة بل امتنع عن ذلك؟
إن الاجابة على هذا السؤال واضحة : فلو أن النبي كان يصرّ على كتابة الكتاب لأصرّوا في الاساءة الى النبي الذي قالوا عنه انه غلبه الوجع أو هجر، ولعمد أنصارهم إلى اشاعة وبثّ هذا الأمر الرخيص، وصنعوا لإثباته الافاعيل فكانت تتسع رقعة الاساءة إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) في هذه الحالة وتستمرّ، فتفقد الرسالة أثرها المنشود.
من هنا عند ما قال البعض للنبي ـ ملافاة لما لحق به من الأذى ـ أبعد الذي قلتم؟ فقال : أبعد الذي قلتم؟ لا ولكن اوصيكم بأهل بيتي خيرا .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|