المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



أسباب النزول و هدف النصّ  
  
2363   07:18 مساءاً   التاريخ: 19-02-2015
المؤلف : خلود عموش
الكتاب أو المصدر : الخطاب القرآني
الجزء والصفحة : ص171-173.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أسباب النزول /

جاء النصّ القرآني (سورة البقرة) ليعالج واقعا اجتماعيّا معيّنا، جاء ليحدث تغييرا شاملا في هذا الواقع، وجاء ليغيّر المفاهيم أو ليصحّحها أحيانا، ويزرع مكان ذلك مفاهيم جديدة نابعة من جوهر الرسالة الكريمة. وتكشف أسباب النزول عن هدف النصّ وآليّاته، في تغيير الواقع الاجتماعي، والهدف كما نعلم من أبرز العناصر التي تنبّهت لها اللسانيات الاجتماعية في تحليل الرسالة اللّغويّة، فقد يكون الهدف هو التأثير، أو التغيير، أو إجابة تساؤل، أو توضيح ... الخ. ويتشكّل النصّ موافقا لهذا الهدف متفاعلا معه.

وأبرز أمثلة ذلك آيات تحويل القبلة، وما ورد فيها من أسباب نزول ، أوردنا بعضها سابقا، ويرد بعضها الآخر في ملاحق الرسالة. وتصف هذه الأسباب حادثة التحويل بالتفاصيل الدقيقة، وكيف كانت أمنية رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله وسلّم- في تغيير القبلة، نظرا لسخرية اليهود ومع ذلك لم تتنزّل آيات التحويل إلّا بعد فترة زمنية أرادها اللّه اختبارا للمؤمنين واستجابتهم للوحي، وأيضا تسفيها لليهود ثمّ كيف كان أثر ذلك على المؤمنين قبل التحويل وبعده، وهو ما لن نكون قادرين على الإحاطة به لو قرأنا الآية { قَدْ نَرى‏ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها}  فلن نفهم لما ذا يتقلّب وجه النبيّ ، ولن نفهم رضاه عن قبلة دون غيرها مع أنّ النصّ يقول‏ {فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} إنّ هدف النصّ ماثل أشد المثول في سبب النزول. ومن هنا يصبح الواقع الاجتماعي مدخلا من مداخل قراءة النصّ باعتباره يزوّدك بمفتاح رئيسي هو مفتاح" هدف النصّ".

ومن أمثلة ذلك الآية {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} [البقرة : 116] , نزلت في اليهود حيث قالوا  : (عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ)، وفي نصارى نجران حيث قالوا (الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ)، وفي مشركي العرب قالوا : {الملائكة بنات اللّه} «1». فهدف الآية هنا دحض هذه المقولات والعودة بالقوم‏ إلى الوحدانية الخالصة، ومنه كذلك الآية الكريمة { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً } [البقرة  : 138]. قال ابن عبّاس : إنّ النّصارى كانوا إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيّام صبغوه في ماء لهم يقال له" المعمودي" ليظهروه بذلك، ويقولون هذا ظهور مكان الختان، فإذا فعلوا ذلك صار نصرانيّا حقّا، فانزل اللّه تعالى هذه الآية" «2». إنّ الممارسات التي يظهرها سبب النزول هنا مشمولة- ولا شك- في الآية الكريمة، ولكن ستبقى الآية تأخذ طابع العموم الذي لا يسعفنا في فهم الواقع الاجتماعي الذي استدعى نزول هذه الآية. أما وقد قرأنا سبب النزول فنحن نفهم أنّ مقصد النصّ هو تغيير هذه الممارسات بعينها ثم أيّ ممارسات أخرى مشابهة لاحقا لا تتّفق مع صبغة التوحيد.

ومنها كذلك الآيات المتعلّقة بشهر رمضان وفريضة الصيام، وبالذات الآية الكريمة {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} [البقرة : 187] فالقارئ لسبب النزول يلمح تفاصيل المنهج الإسلامي في وضع التشريع والغاية من التشديد في هذا التشريع أوّلا، ثمّ الغاية من التخفيف فيه بعد ذلك لمقتضيات الواقع الاجتماعي المرافق لنزول النصّ.

ومنه كذلك ما جاء في سبب الآية  { وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَ} [البقرة : 189]عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء يقول : كانت الأنصار إذا حجّوا فجاءوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها. فجاء رجل فدخل من قبل باب، فكأنّه عيّر بذلك، فنزلت هذه الآية" «3». إنّ هذا النصّ يكشف لنا أوّلا فهما أوضح للنّص الذي قد يبدو غير واضح‏ للوهلة الأولى. خاصّة في السّياق اللّغوي الذي ورد فيه. وثانيا يكشف لنا عن أسلوب النصّ القرآني في تغيير سلوكات المخاطبين من خلال شرح طبيعة الواقع الاجتماعي السائد، وكيف تصدّى النصّ لتغييره مع أنّه واقع مستحكم، يأخذ طابع العرف والعادة، بدليل أنّ الرجل حين دخل من قبل الباب تعرّض (للتعيير) وهي رفض اجتماعي لسلوكه فجاء النصّ ليظهر أنّ سلوكه كان أقرب لروح الشرع والإسلام وأقرب للتقوى، والتقوى وتحقيقها هي هدف النصّ، كما أنّ التقوى هي هدف آيات الصيام من قبل، وللتقوى وجوه عديدة نقرؤها من خلال أسباب النزول.

ومن أمثلته كذلك ما ورد في سبب الآية {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ} [البقرة : 196] فعن كعب بن عجرة قال : " فيّ أنزلت هذه الآية، أتيت رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وآله وسلّم - فقال " ادنه فدنوت مرّتين أو ثلاثا، فقال : أ يؤذيك هوامك‏ «4»؟ قال ابن عون :

وأحسبه قال نعم، فأمرني بصيام أو صدقة أو نسك ما تيسّر" «5». في سبب النزول لهذه الآية استثناء أو تخفيف في الحكم. والواقع الاجتماعي الذي يعرضه هذا السبب يوضح غرض هذا التخفيف.

فهذه الآيات الكريمة تتحدّث عن واقع اجتماعي معيّن وتبغي تغييره في تفاصيله المختلفة، في صيامه، وحجّه، وعباداته، وعاداته، وأفكاره، وتوقّعاته، وحسبنا هذه الأمثلة للدلالة على المناحي المختلفة التي نرى غرض الخطاب ماثلا فيها، ممّا يضي‏ء النصّ إضاءات كثيرة. أمّا عن أثر هذا الهدف في الصياغة اللغوية للنصّ القرآني فمحلّه في الفصل الثالث من هذا الكتاب.

_______________________

(1) الواحدي ، أسباب النزول ، ص : 21.

(2) الواحدي ، أسباب النزول ، ص : 23.

(3) الواحدي ، أسباب النزول ، ص : 28.

(4) الهوام : ما هام في الرأس وانتشر من" قمل " أو نحوه.

(5) الواحدي : أسباب النزول، ص : 26.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .