ذُكر ان علياً (عليه السلام) كان قد ضُمّ الى رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم كان في ربيعه السادس، وآمن بالله عزّ وجلّ عن وعي وادراك فور انضمامه الى النبي (صلى الله عليه واله). وهو يطابق قوله: «آمنت قبل الناس سبع سنين». فبقي مع رسول الله (صلى الله عليه واله) سبع سنين فكان اول المؤمنين ايماناً. واسلم عندما بلغ الثالثة عشرة من عمره وهو اصح ما قيل في ذلك ، فكان اول المسلمين اسلاماً. وكان (عليه السلام) الصديق الاكبر، آمن قبل ان يؤمن ابو بكر، واسلم قبل ان يسلم ويؤيد ما ذكرناه رواية الخوارزمي في «المناقب» من انه (عليه السلام) صلى «مستخفياً قبل ان يصلي مع النبي (صلى الله عليه واله) احد، سبع سنين واشهر...» والمشهور ان خديجة (رض) كانت تصلي معهم بعد البعثة. بينما نفهم من منطوق رواية الخوارزمي ان علياً (عليه السلام) كان يصلي مع النبي (صلى الله عليه واله) ولا احد معهما نفس تلك الفترة التي قضاها في بيت رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل البعثة. وخير المؤيدات ايضاً رواية سلمان (رض) التي قال فيها: اسلم (عليه السلام) قبل البلوغ كما ورد في شعره الذي فاخر فيه معاوية بأنه اسلم عندما كان غلاماً ما بلغ اوان حلمه.

اجمالاً، فقد كان النبي (صلى الله عليه واله) يصلي لله عزّ وجلّ قبل الاسلام. فكان علي (عليه السلام) اول من صلى معه. وهذا يعني ان علياً (عليه السلام) كان مهيئاً ومعدَّاً لدخول الاسلام من اوسع ابوابه. فقد مارس مع رسول الله (صلى الله عليه واله) شتى الوان التعبد والتذلل والخشوع للخالق عزّ وجلّ قبل البعثة. وما ان صدع رسول الله (صلى الله عليه واله) بالرسالة حتى آمن بها علي (عليه السلام) بكل جوارحه.