المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

روايات أسباب النزول1
13-11-2020
المهارة الشخصية للمعلمة الناجحة
13-2-2022
القيـود على التـجارة
11-10-2018
أنواع العينات - العينة الطبقية
6-3-2022
الأقل والأكثر (الاستقلاليان والارتباطيان)
12-6-2019
تنظيم المسارات الأيضية
2023-12-03


خاصية محمد (صلى الله عليه واله) وايمان ابي طالب  
  
2560   03:53 مساءً   التاريخ: 7-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 153-155
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / أسرة النبي (صلى الله عليه وآله) / آبائه /

لولا خاصية النبوة وايمان ابي طالب لما كان شيخ قريش ورئيسها يمدح ابنَ اخيه محمداً، وهو شاب قد رُبّيَ في حجره يتيم الابوين، فيقول فيه:

وتلقوا ربيعَ الابطحين محمداً           على ربوةِ في رأسِ عنقاء عطيلِ

وتأوى اليه هاشم، إن هاشماً            عرانين كعبٍ اخرٌ بعدِ أولِ

ومثل قوله:

وابيضَ يُستسقى الغمامُ بوجههِ         ثِمالُ اليتامى عصمةٌ للاراملِ

يطيف به الهُلاّك من آل هاشمٍ          فهم عنده في نعمةٍ وفواضلِ

ينقل ابن ابي الحديد في شرحه على نهج البلاغة عن علي بن يحيى البطريق قوله: «فان هذا الاسلوب من الشعر لا يمدح به التابع والذُّنابي من الناس، وانما هو من مديح الملوك والعظماء، فاذا تصورت انه شعر ابي طالب، ذاك الشيخ المبجّل العظيم في محمد (صلى الله عليه واله)، وهو شابٌ مستجير به، معتصم بظلّه من قريش، قد رباه في حجره غلاماً، وعلى عاتقه طفلاً، وبين يديه شاباً، يأكل من زاده، ويأوي الى داره، علمت موضع خاصية النبوة وسرها، وان امره كان عظيماً، وان الله تعالى اوقع في القلوب والانفس له منـزلة رفيعة ومكاناً جليلاً». وعلمت ايضاً منـزلة ابي طالب ذاك الشيخ العظيم وايمانه برسالة محمد (صلى الله عليه واله) وتواضعه لابن اخيه اليتيم الذي كان يرى فيه نور النبوة وجلالها وجمالها. ومن اجل ذلك كان ابو طالب يخشى على رسول الله (صلى الله عليه واله) كيد الاعداء من المشركين واليهود وغيرهم. وقد ورد ما يشير الى ذلك، كما في امالي ابي جعفر محمد بن حبيب منقولاً في «شرح النهج»: ان ابا طالب كان كثيراً ما يخاف على رسول الله (صلى الله عليه واله) البيات اذا عرف مضجعه، فكان يقيمه ليلاً من منامه، ويُضجع ابنه علياً مكانه، فقال له علي (عليه السلام) ليلة: يا أبتِ، اني مقتول، فقال له:

اصبرن يا بُنيَّ فالصبر أحجى               كلّ حيٍ مصيرهُ لشعوبِ

قدّر اللهُ والبلاء شديدٌ                      لفداءِ الحبيبِ وابن الحبيبِ

لفداءِ الأغرِّ ذي الحسَب الثا               قبِ والباعِ والكريم النجيبِ

إن تصبك المنون فالنبل تَبرى              فمصيبٌ منها، وغيرُ مصيبِ

كلُّ حيّ وإن تملّى بعمرٍ                   آخذٌ من مذاقِها بنصيب

فاجاب علي (عليه السلام)، فقال له:

اتأمرني بالصبرِ في نصرِ أحمدٍ              ووالله ما قلت الذي قلتُ جازعا

ولكنني أحببتُ أن ترى نصرتي           وتعلم أني لم أزل لك طائعا

ساسعى لوجه اللهِ في نصرِ أحمدٍ          نبيّ الهدى طِفلاً ويافعا

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.