ملاحظات حول الدراسات على الإستشراق وما هو المسلك الصحيح في رد شبهات المستشرقين ؟ |
1712
09:55 صباحاً
التاريخ: 23-1-2019
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2018
1704
التاريخ: 1-2-2018
3985
التاريخ: 28-12-2017
1668
التاريخ: 1-07-2015
1834
|
بيان بعض المسائل [المتعلقة بالدراسات التي تناولت الاستشراق] :
أولاً : إنّ الدراسات التي تناولت الاستشراق باعتباره حركة ذات أهداف خاصّة ، ومحتوى له نتائج وثمار ، سَواء في عالم الفكر بآفاقه المختلفة أم في عالم الواقع بأبعاده الاجتماعيّة والسياسيّة ، لا تتمتّع بالشمول الذي يستوعب تلك الحركة وذلك المحتوى ، ولم تنظر إليه باعتباره وحدة مترابطة تمكّن الناظر المقوّم له من إعطاء الحكم المحيط والدقيق عليه .
فنجد أنّ بعضها انحصر موضوعه بنشأة وجذور تكوّن الاستشراق ، وجاء البعض الآخر محدوداً بالقريب والمعاصر منه ، وتناول الآخر جانباً جزئيّاً من محتوى نتاجه وثمراته ، وهكذا.
إنّ هذا التفكيك في دراسة الاستشراق والتناول التجزيئي له ، سيفقدنا القدرة على الوصول إلى العمق المطلوب والإحاطة الشاملة بأهدافه ونتائجه الواقعيّة ، واكتشاف المرامي الخفيّة له .
ثانياً : افتقدت أغلب الدراسات التي تناولت الاستشراق إلى التمحيص الكامل للأهداف والمرامي الخفيّة له ضمن مجمل الأهداف المُعلنة ، وقصرت ذلك على جانب ارتباطه بالتبشير والحركة الصليبيّة . وهذا وإنْ كان صحيحاً في بعض مراحله ، إلاّ أنّ تحوّلات أساسيّة طرأت عليه قرَنَت حركته ومحتواه وأهدافه بحركة ومحتوى وأهداف الاستعمار الحديث ذي البُعد العلماني بالشكل الذي تمخّض عنه ما يُمكن أنْ نسمّيه بنظريّات الاستشراق الاستعماري .
وهذا هو الذي يكشف لنا عن أهمّ أسرار نجاح الاستعمار الحديث في تحقيق أهدافه الخبيثة ، في الهيمنة على الشرق الإسلامي خصوصاً في الجانب الثقافي والتربوي ، والنجاح في تحقيق ما يسمّى بقابليّة الاستعمار أو الاستعمار المنجي .
ثالثاً : لقد قام مجموعة مِن المفكّرين والعلماء الإسلاميّين بتتبّع الإنتاج الموسوعي للمستشرقين وتقصّي موارد الدسّ والتشويه في موادّها ، أو اصطناع الشبهات حول أُمّهات المسائل الإسلامية فيها ، إلاّ أنّه جاء ناقصاً من جهتين :
الجهة الأُولى : عدم استيعابهم لكافّة موارد الدسّ والتشويه أو إثارة الشُبهات ، الأمر الذي يقتضي تصدّي أهل العلم والفكر من الإسلاميّين ، لإتمام ما بدأه الروّاد الأوائل في هذا المجال .
الجهة الثانية : جاء العديد مِن المعالجات العلميّة لموارد الدسّ والتشويه الاستشراقي ، وكذلك الردود على شُبهاتهم المختلفة سطحيّاً ونقضيّاً في الغالب مفتقداً إلى الردّ الحَلّي التامّ والعمق المناسب . وهذا أيضاً جدير بأنْ يكون مورد اهتمامٍ خاصٍّ لسدّ النقص فيه وإشباعه موضوعيّاً وفق النهج العلمي المطلوب .
رابعاً : إنّ العديد من معالجات الدسّ والتشويه الاستشراقي في الإسلام ، وردود الشبهات المثارة مِن قِبلهم حوله كانت وِفق نظرة مذهبيّة خاصّة ، كما هو الأمر في معالجات وردود موادّ دائرة المعارف الإسلامية مثلاً ، وبذلك افتقرت في منهجها ومضامينها العلميّة إلى رؤية ونظريّة مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، خصوصاً إذا عرفنا أنّ بعض معالجات الدسّ والتشويه وردود الشبهات تلك لا يستقيم عقائديّاً وعلميّاً ومنطقيّاً ، إلاّ على أساس رؤية ونظريّة مدرسة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهذا بحدّ ذاته يشكّل مبرّراً مبدئيّاً لإعادة النظر في تلك المعالجات والردود وبنائها من جديد .
وننهي بتجديد الدعوة لإعادة دراسة الاستشراق بنظرة شموليّة مترابطة ، والتركيز على تقويم محتوى الإنتاج الموسوعي له ، وتدعيم الرؤية العلميّة والمنطقيّة لمعالجات دسّ وتشويه المستشرقين في الإسلام ، وردود الشبهات التي أثاروها حوله برُؤى ونظريّات مدرسة أهل بيت النبوّة والعصمة ( عليهم السلام ) ، تلك المدرسة الإسلامية الرائدة التي أسّسها رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وتعاهدها أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) من بعده لتحفظ للإسلام أُصوله ومعالمه وتبيّن أحكامه وفروعه ، بعيداً عن أهواء الجهل وأغراض السلاطين ، ليبقى الإسلام كما جاء به الرسول الأمين محمّد بن عبد الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، أصيلاً لا ينحرف وكاملاً لا ينثلم .
وأهل البيت ( عليهم السلام ) أدرى بما فيه ، وهم الذي قرنهم رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) بكتاب الله العزيز وقال فيهم :
( إنّي تاركٌ فيكم أمرَين إنْ أخذتم بهما لنْ تضلّوا : كتاب الله عزّ وجلّ وأهل بيتي عترتي ، أيّها الناس اسمعوا وقد بُلّغت ، إنّكم ستردون عليّ الحوض فأسألكم عمّا فعلتم في الثقلين ، والثقلان : كتاب الله جلّ ذكره وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فانهم أعلم منكم )(1) .
وقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فيهم أيضا : ( ألا إنّ أهل بيتي أمانٌ لكم فأحبّوهم بِحُبّي وتمسّكوا بهم لنْ تضلّوا )(2) .
وقال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) فيهم : ( انظروا أهل بيت نبيّكم فالزموا سمتهم واتّبعوا أثرهم ، فلن يُخرجوكم مِن هدىً ولنْ يعيدوكم في ردى )(3) .
وقال فيهم الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( شرّقا وغرّبا لنْ تجدا علماً صحيحاً إلاّ شيئاً يخرج مِن عندنا أهل البيت )(4) .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( انظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلَفٍ عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المُبطلين وتأويل الجاهلين )(5) .
وقال ( عليه السلام ) فيهم أيضاً : ( يا يونُس ، إذا أردت العِلم الصحيح فخُذ عن أهل البيت ، فإنّا رويناه وأوتينا شرح الحكمة وفصل الخطاب )(6) .
وهذه الروايات هي غيضٌ من فيض ما ورد عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وأئمّة أهل بيته ( عليهم السلام ) ، وكلها تحكي المصداق الحقّ لقوله تعالى : {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] صدق الله العليّ العظيم والحمد لله ربّ العالمين .
ــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأُصول من الكافي ( كتاب الحجّة ) 1: 294، وينابيع المودّة : 34 باختلاف في بعض الألفاظ وإضافة ( ولا تخلفوا عنهم) .
(2) بحار الأنوار 36 : 342 .
(3) نهج البلاغة : خ97 .
(4) بحار الأنوار 2 : 92 .
(5) بحار الأنوار 2 : 92 .
(6) بحار الأنوار 26 : 158 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|