أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-12-2018
2916
التاريخ: 17-4-2018
683
التاريخ: 9-08-2015
1678
التاريخ: 22-03-2015
732
|
إنّ العقل والنقل يحكمان على الشخص الذي يعزم على السفر أن يهيء الزاد والمؤونة لسفره بمقدار ما يلزمه في ذلك السفر. ثمّ يسافر ؛ وعليه فمن الأجدر ونحن في سفره الآخرة الذي لا مناص لنا عنه ولا يوجد طريق للتخلص منه ـ أن نقدم أمامنا الزاد والمؤونة بما يناسبه ، كما روي عن أبي ذر الغفاري (رضي الله عنه) عندما قدم مكّة المعظمة فانّه وقف عند باب الكعبة ونادى على الناس الذين جاؤوا للحج من أطراف الدنيا وقد اجتمعوا في المسجد الحرام ، فقال : ( أيها الناس أنا جندب بن السكن الغفاري : انّي لكم ناصح شفيق فهلمّوا ).
فاكتنفه الناس ، فقال : انّ أحدكم لو أراد سفراً لاتخذ من الزاد ما يصلحه. ( ولابدّ منه ) (1) فطريق يوم القيامة أحق ما تزودتم له.
فقام رجل ، فقال : فارشدنا يا أباذر.
فقال : حج حجّةً لعظائم الامور ، وصم يوماً لزجرة النشور وصلّ ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور .. الخبر (2).
وقد وعظ الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) جنادة بن أُمية حين وفاته ، وأول شيء قاله له :
( استعد لسفرك ، وحصّل زادك قبل حلول أجلك ) (3).
وبما أن سفر الآخرة سفر بعيد ، وفيه أهوال ومواقف صعبة وعقبات شديدة ومنازل عسرة فلذلك فهو محتاج الى زادٍ كثير ، ولابدّ أن لا يَغفل عنه ، وأن يفكر فيه ليلاً ونهاراً.
كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انّه كان ينادي في كل ليلة عندما يهجع الناس بصوته الرخيم بحيث يسمعه جميع أهل المسجد جيران المسجد ، فيقول : « تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل » (4).
يعني : استعدوا وهيئوا ما تحتاجونه في سفركم رحمكم الله فانّ منادي الموت نادى فيكم على أبوابكم بالرحيل.
« واقلّوا العُرجَة على الدنيا ، وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد فانّ امامكم عقبة كؤوداً ، ومنازل مخوفة مهولة لابدّ من الورود عليها والوقوف عندها » (5).
__________________
(1) اثبتت هذه الزيادة في البحار وسقطت من المصدر المطبوع.
(2) رواه أبو حنيفة النعمان بن محمّد التميمي المغربي في : دعائم الاسلام / ج 1 ، ص 270 ، تحقيق آصف فيضي / دار المعارف / مصر / 1963 م / ونقله عنه العلاّمة المجلسي في البحار : ج 96 ، ص 258 ، وبقية الحديث الشريف. (وكلمة حق تقولها ، أو كلمة سوء تسكت عنها وصدقة منك على مسكين ، فعلّك تنجو من يوم عسير. اجعل الدنيا كلمةً في كلمةً في طلب الحلال ، وكلمة في طلب الآخرة ، وانظر كلمةً تضرّ ولا تنفع فدعها. واجعل المال درهيمن : درهماً قدمته لآخرتك ودرهماً انفقته على عيالك كلّ يوم صدقة).
(3) رواه أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الخزاز القمّي الرازي في : كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر ص 227 ، باب (ما جاء عن الحسن 7 ما يوافق هذه الآخبار ونصه على أخيه الحسين 8) ح 5 ، بإسناد عن محمّد بن وهبان البصري ، تحقيق الكوه كمرئي الخوئي / ط قم 1401 هـ. ق. ونقله عنه المجلسي في البحار : ج 44 ، ص 139.
(4) نهج البلاغة : ج 2 ، ص 183 ، تحقيق محمّد عبدة. شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد / ج 11 ، ص 5.
(5) نهج البلاغة : ج 2 ، ص 183 ، تحقيق محمّد عبده. شرح نهج البلاغة : ابن أبي الحديد / ج 11 ، ص 5.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|