أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-11-2018
![]()
التاريخ: 2024-01-06
![]()
التاريخ: 2024-11-07
![]()
التاريخ: 7-1-2019
![]() |
المدن الزاهرة
وإلى جانب بغداد كانت مدن أخرى عامرةً زاهرةً — وإن كانت أقل منها — وهي أيضًا يتدفق المال فيها، وإن كان تَدَفُّقًا أقل من تدفقها في بغداد، فقد جرت العادة أن تصرف المدينة على نفسها، وعلى ما يتبعها، وعلى عمارة ما خرب منها، ثم يُرسَل الباقي إلى الخليفة في بغداد، فمن أهم المدن في عصر الرشيد:
البصرة: عني العرب بتخطيطها فجعلوا شارعها الأعظم ستين ذراعًا، وجعلوا عرض كل زقاق سبعة أذرع، وجعلوا أوسط كل خط ميدانًا فسيحًا لمَرَابط خيولهم، وقبور موتاهم، وقد اشتهرت بالتجارة الواسعة بيْن الهند والصين والمغرب والحبشة.
واشتهر أهل البصرة كذلك بالأسفار البحرية حتى قالوا: (ابعد الناس نجعة في الكسب بَصْرِيٌّ) وبالغ الواصفون في كثرة أنهارها، وكثرة الزوارق فيها، ولعلهم لكثرة ما رووا من عدد الأنهار أنهم كانوا يعدون الجداول أنهارًا، واشتهرت بالنخيل الكثير المتعدد الأنواع إلى يومنا هذا.
الكوفة: واشتهرت كذلك من مدن العراق الكوفة، وقد عُرِفَتْ بتشيعها؛ لأن الإمام عليٍّا [عليه السلام] جعلها عاصمة خلافته إلى أن قُتِل، وناظرت الكوفةُ البصرةَ في المذاهب النحوية، فكان للكوفيين مذهب وللبصريين مذهب، وكان بينهما خلافات كثيرة … وكلٌّ يدْلي بحُجَّته، كذلك اشتهرت مذاهب المعتزلة البصريين، ومذاهب المعتزلة من غيرهم، وقد كان منشأ مدرسة الاعتزال هي البصرة في حلقة من حلقات الحسن البصري.
مصر: واشتهرت من مدن مصر الفسطاط، وهي أول مدن المسلمين في مصر… اتخذها العرب
معسكرًا لهم حين فتحوها، ثم أخذت تزدهر حتى فاقت البصرة والكوفة، وزُوِّدت في أيام العباسيِّين بكل ما تحتاج إليه المدن، وزاد من جمالها وقوعُها على النيل.
ثم كانت القيروان بالمغرب، ودمشق وحمص في الشام، والموصل بالعراق، والأهواز بفارس، ومكة والمدينة في جزيرة العرب، ولا نطيل في وصفها؛ لأن ذلك يحتاج إلى كتاب وحده، وكلها كانت سببًا في ثروة الخلفاء العباسيين، وإغداقهم المالَ على الولاة والعمال والأدباء والفنانين.
وقد اختلفت مزايا كل قطر من ناحيته المادية والمعنوية، فلكل بلد حاصلاته، وما يتقنه كالكاغد، والنسيج، والتمر من البصرة، والثلج من جبال لبنان، والسكر من الفُرْس إلى غير ذلك، كما كان الشأن في العلوم؛ فحركةٌ صوفيةٌ تنشأ في مصر، وحركة اعتزاليَّة تنشأ في بغداد، وأدب يتأقلم بكل إقليم، ومما قاله المقدسي في ذلك:( إن إقليم العراق إقليم الظرفاء، ومنبع العلماء … لطيف الماء، عجيب الهواء، مختار الخلفاء، أخرج أبا حنيفة فقيه الفقهاء، وسفيان سيد القراء، وأبا عبيدة، والفراء، وبه البصرة التي قوبلت بالدنيا، وبغداد الممدوحة في الورى، وكوفة الجليلة، وسامرا، وقد لون كل أدب وعلم بلون أهله، ونبغ من كل بلد نابغون هم نتاج إقليمهم ).
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|