المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Vowel assimilation across syllables
2024-04-05
أن القرآن أفضل عطيةٍ
6-7-2021
How do genes direct the production of proteins
14-10-2020
جريمة بئر معونة
28-5-2017
درسٌ عظيمٌ عَلى دَربِ التَوحيد
علاج الغرور
2023-06-08


بطولته الفريدة في غزوة خيبر  
  
3926   11:04 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص392-397.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كانت في سنة سبع للهجرة قال ابن طلحة و تلخيص المقصد فيها على ما ذكره أبو محمد عبد الملك بن هشام في كتاب السيرة النبوية يرفعه بسنده عن ابن الأكوع قال

بعث النبي (صلى الله عليه واله) أبا بكر برايته و كانت بيضاء إلى بعض حصون خيبر فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح و قد جهد ثم بعث عمر بن الخطاب فكان كذلك فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار قال سلمة فدعا عليا و هو أرمد فتفل في عينيه ثم قال خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك فخرج يهرول و أنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن فاطلع عليه يهودي من الحصن فقال من أنت قال أنا علي بن أبي طالب فقال اليهودي علوتم حصننا و ما أنزل على موسى أو كما قال فما رجع حتى فتح الله على يديه.

وروي بسنده عن أبي رافع مولى رسول الله (صلى الله عليه واله) قال خرجنا مع علي (عليه السلام) حين بعثه رسول الله (صلى الله عليه واله) برايته فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من اليهود فطرح ترسه من يده فتناول علي (عليه السلام) بابا كان عند الحصن فرمى به عن نفسه فلم يزل في يده و هو يقاتل حتى فتح الله على يديه ثم ألقاه من يده حين فرغ فلقد رأيتني في نفر سبعة أثاثا منهم نجهد على أن نقلب الباب فلم نقلبه.

وقد ذكره أحمد بن حنبل في مسنده.

قال الشيخ المفيد ثم تلت الحديبية خيبر وكان الفتح فيها لأمير المؤمنين (عليه السلام) بلا ارتياب فظهر من فضله (عليه السلام) في هذه الغزاة ما أجمع عليه نقلة الرواة و تفرد فيها بمناقب لم يشركه فيها أحد من الناس فروى محمد بن يحيى الأزدي عن مسعدة بن اليسع و عبيد الله بن عبد الرحيم عن عبد الملك بن هشام ومحمد بن إسحاق و غيرهم من أصحاب الآثار قالوا لما دنا رسول الله (صلى الله عليه واله) من خيبر قال للناس قفوا فوقفوا فرفع يديه إلى السماء و قال اللهم رب السماوات السبع وما أظللن و رب الأرضين السبع و ما أقللن ورب الشياطين و ما أضللن أسألك خير هذه القرية و خير ما فيها و أعوذ بك من شرها و شر ما فيها ثم نزل (صلى الله عليه واله)تحت شجرة و أقمنا بقية يومنا و من غده فلما كان نصف النهار نادى منادي رسول الله (صلى الله عليه واله) فاجتمعنا إليه فإذا عنده رجل جالس فقال إن هذا جاءني و أنا نائم فسل سيفي و قال يامحمد من يمنعك مني اليوم قلت الله يمنعني منك فشام السيف وهو جالس كما ترون و لا حراك فقلنا يا رسول الله لعل في عقله شيئا قال نعم دعوه ثم صرفه و لم يعاقبه وحاصر خيبر بضعا و عشرين ليلة و بضع في العدد بكسر الباء و بعض العرب يفتحها و هو ما بين الثلاث إلى التسع و كانت الراية لأمير المؤمنين فعرض له رمد أعجزه عن الحرب و كان المسلمون يناوشون اليهود بين أيدي حصونهم و جنباتها.

فلما كان ذات يوم فتحوا الباب و كانوا خندقوا على أنفسهم و خرج مرحب برجله يتعرض للحرب فدعا رسول الله أبا بكر فقال له خذ هذه الراية فأخذها في جمع من المهاجرين فاجتهد و لم يغن شيئا و عاد يؤنب القوم الذين اتبعوه و يؤنبونه فلما كان من الغد تعرض لها عمر فسار بها غير بعيد ثم رجع يجبن أصحابه و يجبنونه فقال النبي (صلى الله عليه واله) ليست هذه الراية لمن حملها جيئوني بعلي بن أبي طالب فقيل إنه أرمد فقال أرونيه تروني رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله ورسوله يأخذها بحقها ليس بفرار فجاءوا بعلي يقودونه إليه فقال ما تشتكي يا علي قال رمدا ما أبصر معه و صداعا برأسي فقال له اجلس و ضع رأسك على فخذي ففعل علي ذلك فدعا له النبي (صلى الله عليه واله) و تفل في يده فمسحها على عينيه و رأسه فانفتحت عيناه و سكن الصداع و قال في دعائه له اللهم قه الحر و البرد و أعطاه الراية و كانت بيضاء و قال امض بها و جبرئيل معك و النصر أمامك و الرعب مبثوث في صدور القوم و اعلم يا علي أنهم يجدون في كتابهم أن الذي يدمر عليهم اسمه إليا فإذا لقيتهم فقل أنا علي بن أبي طالب فإنهم يخذلون إن شاء الله تعالى قال علي (عليه السلام) فمضيت بها حتى أتيت الحصن فخرج مرحب و عليه درع و مغفر و حجر قد نقبه مثل البيضة على رأسه و هو يقول:

                      قد علمت خيبر أني مرحب         شاكي السلاح بطل مجرب

فقلت

                     أنا الذي سمتني أمي حيدرة         كليث غابات شديد قسورة

                                         أكيلكم بالسيف كيل السندرة

قال أبو عمر الزاهدي في كتاب اليواقيت : سمعت ثعلبا يقول: رواه الشعر من الكوفيين و البصريين فلم يزيدوا على عشرة أبيات صحيحة لعلي و أجمعوا أن ما زاد على العشرة فهو منحول و هذه الأبيات من الصحيحة و منها

تلكم قريش تمناني لتقتلني  فلا وربك ما بروا ولا ظفروا    

و قال سمعت ثعلبا يقول :اختلف الناس في قوله السندرة فقال ابن الأعرابي هو مكيال كبير مثل القنقل قال ثعلب فعلى هذا أي أقتلكم قتلا واسعا كثيرا و قال غيره هي امرأة كانت تبيع القمح و توفي الكيل قال ثعلب فعلى هذا أي أكيلكم كيلا وافيا .

وقال غيرهم هي العجلة يقال رجل سندري إذا كان مستعجلا في أموره جادا قال ثعلب فعلى هذا أي أقاتلكم بسرعة و عجلة و أبادركم قبل الفرار.

وورد أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما قال أنا علي بن أبي طالب قال حبر منهم غلبتم و ما أنزل على موسى فخامرهم رعب شديد و رجع من كان مع مرحب و أغلقوا باب الحصن فصار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) و عالجه حتى فتحه و أكثر الناس لم يعبروا الخندق فأخذ الباب و جعله جسرا على الخندق حتى عبروا و ظفروا بالحصن و أخذوا الغنائم.

ولما انصرفوا دحا به بيمناه أذرعا و كان يغلقه عشرون رجلا و قال حسان بعد أن استأذن النبي في أن يقول في ذلك شعرا فأذن له فقال:

           وكان علي أرمد العين              يبتغي دواء فلما لم يحس مداويا

وقد تقدمت قال أبو عمر الزاهد قال الأنصاري فضربه علي ضربة فقده باثنتين .

وقال ابن عباس رضي الله عنه كان لعلي (عليه السلام) ضربتان إذا تطاول قد و إذا تقاصر قط وقال الأنصاري فرأيت أم مرحب تندبه و هو بين يديها قلت من قتل مرحبا قالت ما كان ليقتله إلا أحد الرجلين قلت فمن هما قالت محمد أو علي قلت فمن قتله منهما قالت علي و أنشدتني أبياتا في آخرها

                    لله در ابن ابي طالب       ودر شيخيه لقد أنجيا

وروي عن علي (عليه السلام) قال لما عالجت باب خيبر جعلته مجنا لي و قاتلت القوم فلما أخزاهم الله وضعت الباب على حصنهم طريقا ثم رميت به في خندقهم.

 فقال له رجل منهم لقد حملت منه ثقلا فقال ما كان إلا مثل جنتي التي في يدي في غير ذلك اليوم.

وقيل إن المسلمين راموا حمل ذلك الباب فلم يقله إلا سبعون رجلا.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.