المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ماشية اللحم في الولايات المتحدة الأمريكية
2024-11-05
أوجه الاستعانة بالخبير
2024-11-05
زكاة البقر
2024-11-05
الحالات التي لا يقبل فيها الإثبات بشهادة الشهود
2024-11-05
إجراءات المعاينة
2024-11-05
آثار القرائن القضائية
2024-11-05

الألواح المعدنية المتوازية
5-1-2016
خصوصية الشعوب والغزو الرقمي
2023-03-08
استخدام الدبابير الطفيلية لمكافحة الحشرات
23-7-2019
الوصف النباتي لليوسفي العادي Citrus reticulata reticulata
2023-11-22
طريقة بارو
27-11-2019
موضوع جغرافية التجارة
10-5-2016


علاج الغرور  
  
1245   01:06 صباحاً   التاريخ: 2023-06-08
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص146ــ147
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016 2040
التاريخ: 25-1-2017 2447
التاريخ: 26/11/2022 2027
التاريخ: 2024-02-18 777

إن الدين الإسلامي يدعو أتباعه إلى إصلاح ملكات النفس ونبذ العادات الضارة بعزم راسخ وسعي دؤوب في ظل الإيمان بالله والإستفادة من الغرائز الطبيعية ، وذلك ليضمن لهم سعادتهم.

وهنا لا بد من ذكر بعض الأحاديث التي توضح سبل الإستفادة من قوة الغرائز وقوة الإيمان في المنهاج التربوي للإسلام .

قال ابو الحسن الثالث الإمام الهادي (عليه السلام) : من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه(1).

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): من رضي عن نفسه أسخط ربه(2).

يعتبر الغرور من العادات الدميمة التي تحطم شخصية المغتر وتجعله عرضة لاشمئزاز الناس واستيائهم. ويعتمد علماء النفس في علاج هذا المرض على قدرة غريزة حب الذات فقط ، ويوصون الإنسان المغرور بالإقلاع عن هذه الصفة إذا ما أراد أن يكون محبوباً بين الناس.

أما المدرسة الإسلامية فتؤكد على ضرورة الإستفادة من القدرتين معاً ، فهي من جهة توقظ غريزة حب الذات في الإنسان من خلال تحذيره من اشمئزاز الناس واستيائهم ، وتوضح من جهة أخرى ان هذه الصفة الذميمة لا تبعث فقط على اشمئزاز الناس وجرح مشاعر الإنسان وعزة نفسه ، بل وتبعث أيضاً على سخط الله وشقاء الإنسان.

____________________________

(1) بحار الأنوار 17، ص 215 .

(2) غرر الحكم، ص642. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.