المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أنـواع اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
المحرر العلمي
2024-11-28
المحرر في الصحافة المتخصصة
2024-11-28
مـراحل تكويـن اتجاهات المـستهـلك
2024-11-28
عوامـل تكويـن اتـجاهات المـستهـلك
2024-11-28
وسـائـل قـيـاس اتـجاهـات المستهلـك
2024-11-28

فلفل الزينة
2024-07-22
معنى لفظة أدّ‌
25-1-2016
أنواع ملوثات التربة الزراعية - ملوثات غير عضوية - مصادر طبيعية
6-12-2020
أعمال رعمسيس والمكان الذي وُجدت فيه هذه الورقة.
2024-10-13
أحكام صلاة المسافر
30-11-2016
ما ينبغي للفقراء في أخذ الصدقة
9-4-2022


اخبار عن قضاء الامام بعد تسلمه الخلافة  
  
3324   02:37 مساءً   التاريخ: 7-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص 162-170.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

كان من قضاياه (عليه السلام) بعد بيعة العامة له .. ان امرأة ولدت على فراش زوجها ولدا له بدنان ورأسان على حقو واحد، فالتبس الامر على أهله أهو واحد أو اثنان؟ فصاروا إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) يسئلونه عن ذلك ليعرفوا الحكم فيه، فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): اعتبروه إذا نام ثم انبهوا أحد البدنين والرأسين، فان انتبها جميعا في حالة واحدة فهما انسان واحد وان استيقظ أحدهما والآخر نائم فهما اثنان وحقهما من الميراث حق اثنين.

وروى الحسن بن على العبدى عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباته قال: بينما شريح في مجلس القضاء اذ جائه شخص فقال له: يا أبا أمية اخلنى فان لى حاجة قال: فامر من حوله ان يخفوا عنه فانصرفوا وبقى خاصة من حضره، فقال له: اذكر حاجتك فقال: يا أبا امية ان لى ما للرجال وما للنساء فما الحكم عندك في رجل أنا أم امرأة؟.

فقال له: قد سمعت من أميرالمؤمنين (عليه السلام) في ذلك قضية أنا أذكرها: خبرني عن البول من أي الفرجين يخرج؟.

قال الشخص: من كليهما، قال: فمن أيهما ينقطع؟, قال: منهما معا، فتعجب شريح قال الشخص: سأورد عليك من أمرى ما هو أعجب ! قال شريح: ما ذاك؟ , قال: زوجني أبى على اننى امرأة فحملت من الزوج، وابتعت جارية تخدمني فأفضيت اليها فحملت منى، قال: فضرب شريح إحدى يديه على الاخرى متعجبا وقال: هذا أمر لابد من انهائه إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فلا علم لى بالحكم فيه، فقام وتبعه الشخص ومن حضر معه حتى دخل أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقص عليه القصة، فدعى أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالشخص فسئله عما حكاه له شريح فاعترف به، وقال له: ومن زوجك؟ .

قال: فلان بن فلان وهو حاضر بالمصر، فدعى به وسئل عما قال؟.

 فقال: دق فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): لانت أجرأ من صائد الاسد حين تقدم على هذه الحالة ثم دعى قنبرا مولاه فقال له: ادخل هذا الشخص بيتا ومعه أربع نسوة من العدول ومرهن بتجريده وعد اضلاعه بعد الاستيثاق من ستر فرجه، فقال الرجل: يا أميرالمؤمنين ما آمن على هذا الشخص الرجال والنساء؟, فامر أن يشد عليه تبان وأخلاه في بيت ثم ولجه وعد أضلاعه وكانت من الجانب الايسر سبعة ومن الجانب الايمن ثمانية فقال: هذا رجل وأمر بطم شعره وألبسه القلنسوة والنعلين والرداء وفرق بينه وبين الزوج.

وروى أهل النقل انه لما ادعى الشخص ما ادعاه من الفرجين أمر أميرالمؤمنين (عليه السلام) عدلين من المسلمين ان يحضرا بيتا خاليا وأحضر الشخص معهما وأمر بنصب مرآتين احديهما مقابلة الفرج الشخص و الاخرى مقابلة لتلك المرآة، وأمر الشخص بالكشف عن عورته في مقابلة المرآة حيث لا يراه العدلان، وأمر العدلين بالنظر في المرآة المقابلة لها، فلما تحقق العدلان صحة ما ادعاه الشخص من الفرجين اعتبر حاله بعد أضلاعه، فلما الحقه بالرجال أهمل قوله في ادعاء الحمل وألغى ولم يعمل به، وجعل حمل الجارية منه وألحقه به.

وروي ان أميرالمؤمنين (عليه السلام) دخل ذات يوم المسجد فوجد شابا حدثا يبكى وحوله قوم، فسئل أميرالمؤمنين (عليه السلام) عنه فقال: ان شريحا قضى على قضية ولم ينصفني فيها، فقال: وما شأنك؟, قال: ان هؤلاء النفر وأومأ إلى نفر حضور أخرجوا أبى معهم في سفر فرجعوا ولم يرجع أبى فسئلتهم عنه فقالوا: مات، فسئلتهم عن ماله الذي استصحبه؟, فقالوا: ما نعرف له مالا فاستحلفهم شريح وتقدم إلى بترك التعرض لهم: فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) لقنبر: اجمع القوم وادع لى شرط الخميس، ثم جلس ودعى النفر والحدث معهم ثم سئله عما قال فأعاد الدعوى وجعل يبكى و يقول: انا والله أتهمهم على أبى يا أميرالمؤمنين فانهم احتالوا عليه حتى أخرجوه معهم وطمعوا في ماله، فسئل أمير المؤمنين (عليه السلام) القوم فقالوا له كما قالوا لشريح، مات الرجل ولا نعرف له مالا، فنظر في وجوههم ثم قال لهم: ماذا تظنون؟ أتظنون انى لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى انى اذا لقليل العلم؟.

ثم أمر بهم أن يفرقوا في المسجد وأقيم كل رجل منهم إلى جانب اسطوانة من أساطين المسجد، ثم دعى عبيدالله بن أبى رافع كاتبه يومئذ فقال له: اجلس ثم دعى واحدا منهم فقال له: أخبرني ولاترفع صوتك، في أي يوم خرجتم من منازلكم وأبو هذا الغلام معكم؟.

فقال: في يوم كذا وكذا، فقال عبيدالله: اكتب، ثم قال له: في أي شهر كان؟, قال في شهر كذا، قال: في أي سنة؟, قال: في سنة كذا، فكتب عبيدالله ذلك كله قال: فبأي مرض مات؟ قال: بمرض كذا، قال: في أي منزل مات؟ قال: في موضع كذا، قال: من غسله وكفنه؟ قال: فلان، قال: فبم كفنتموه؟ قال: بكذا، قال: فمن صلى عليه؟ قال: فلان، قال: فمن أدخله القبر؟ قال: فلان، وعبيد الله بن أبى رافع يكتب ذلك كله فلما انتهى اقراره إلى دفنه كبر أميرالمؤمنين (عليه السلام) تكبيرة سمعها أهل المسجد، ثم أمر بالرجل فرد إلى مكانه، ودعى بآخر من القوم فأجلسه بالقرب منه، ثم سئله عما سئل الاول عنه فأجاب بما خالف الاول في الكلام كله، وعبيد الله بن أبى رافع يكتب ذلك، فلما فرغ من سؤاله كبر تكبيرة سمعها أهل المسجد، ثم أمر بالرجلين جميعا أن يخرجا من المسجد نحو السجن فيوقف بهما على بابه، ثم دعى بالثالث فسئله عما سئل الرجلين فحكى خلاف ما قالاه وأثبت ذلك عنه ثم كبر وأمر باخراجه نحو صاحبيه ودعى برابع القوم، فاضطرب قوله وتلجلج فوعظه وخوفه فاعترف انه وأصحابه قتلوا الرجل وأخذوا ماله، وانهم دفنوه في موضع كذا وكذا بالقرب من الكوفة، فكبر أميرالمؤمنين (عليه السلام) وأمر به إلى السجن واستدعى واحدا من القوم، وقال له: زعمت ان الرجل مات حتف أنفه وقد قتلته أصدقني عن حالك وإلا نكلت بك، فقد وضح لى الحق في قضيتكم، فاعترف من قتل الرجل بما اعترف به صاحبه ثم دعى الباقين فاعترفوا عنده بالقتل وسقطوا في ايديهم، واتفقت كلمتهم على قتل الرجل، وأخذ ماله، فأمر من مضى منهم مع بعضهم إلى موضع المال الذي دفنوه فاستخرجه منه وسلمه إلى الغلام ابن الرجل المقتول؛ ثم قال له: ما الذي تريد؟ قد عرفت ما صنع القوم بأبيك ! قال: أريد أن يكون القضاء بينى وبينهم بين يدى الله عزوجل وقد عفوت عن دمائهم في الدنيا فدرء عنهم أميرالمؤمنين (عليه السلام) حد القتل وأنهكهم عقوبة. فقال شريح: يا أميرالمؤمنين كيف هذا الحكم؟, فقال له: ان داود (عليه السلام) مر بغلمان يلعبون وينادون بواحد منهم يا مات الدين، قال: والغلام يجيبهم، فدنى داود (عليه السلام) منهم فقال له: يا غلام ما اسمك؟ فقال: اسمى مات الدين، قال له داود (عليه السلام): من سماك بهذا الاسم؟ قال: امى، فقال داود (عليه السلام) واين امك؟ قال: في منزلها، قال داود (عليه السلام): انطلق بنا إلى امك، فانطلق به إليها فاستخرجها من منزلها فخرجت فقال: يا امة الله ما اسم ابنك هذا؟ قالت: اسمه مات الدين، قال لها داود (عليه السلام): ومن سماه بهذا الاسم؟ قالت أبوه، قال لها: وماكان سبب ذلك؟ قالت: انه خرج في سفر له ومعه قوم وانا حامل بهذا الغلام، فانصرف القوم ولم ينصرف زوجي معهم، فسئلتهم عنه؟ قالوا: مات فسئلتهم عن ماله، فقالوا: ما ترك مالا فقلت لهم: فهل وصآكم بوصية؟ قالوا: نعم زعم انك حبلى فان ولدت جارية أو غلاما فسميه مات الدين فسميته كما وصى ولم احب خلافه.

فقال له داود (عليه السلام): فهل تعرفين القوم: قالت: نعم، قال لها: انطلقى مع هؤلاء يعنى قوما بين يديده فاستخرجيهم من منازلهم، فلما حضروا حكم فيهم بهذه الحكومة، فثبت الدم عليهم و استخرج منهم المال، ثم قال لها: يا امة الله سمى ابنك هذا بعاش الدين.

وروى ان امرأة هوت غلاما فراودته عن نفسه فامتنع الغلام، فمضت وأخذت بيضة والقت بياضها على ثوبها، ثم علقت بالغلام ورفعه إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقالت: ان هذا الغلام كابرني على نفسى وقد فضحني، ثم أخذت ثيابها فأرت بياض البيض وقالت: هذا ماؤه على ثوبي، فجعل الغلام يبكى ويبرء مما ادعته ويحلف.

فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) لقنبر: مر من يغلى ماء حتى تشتد حرارته ثم ليأتيني به على حاله، فجئ بالماء فقال: ألقوه فاجتمع بياض البيض والتأم، فأمر بأخذه ودفعه إلى رجلين من أصحابه فقال: اطعماه وألفظها فطعماه فوجداه بيضا فامر بتخلية الغلام، وجلد المرأة عقوبة على ادعائها الباطل.

وروى الحسن بن محبوب قال: حدثنى عبدالرحمن بن الحجاج قال: سمعت عن ابن ابى ليلى يقول: لقد قضى أميرالمؤمنين (عليه السلام) بقضية ما سبقه اليهما أحد، وذلك: ان رجلين اصطحبا في سفر فجلسا يتغديان فأخرج احدهما خمسة أرغفة وأخرج الآخر ثلاثة فمر بهما رجل، فسلم فقالا له: الغدا، فجلس يأكل معهما فلما فرغ من أكله رمى اليها ثمانية دراهم وقال لهما: هذه عوض ما أكلت من طعامكما فاختصما وقال صاحب الثلاثة: هذه نصفان بيننا، فقال صاحب الخمسة بل لى خمسة ولك ثلاثة فارتفعا إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقصا عليه القصة، وقال لهما: هذا أمر فيه دنائه والخصومة غير جميلة فيه والصلح أحسن، فقال صاحب الثلاثة ارغفة: لست أرضى إلا بأمر القضاء.

قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) فاذا كنت لا ترضى إلا بأمر القضاء، فان لك واحدا من ثمانية، ولصاحبك سبعة، فقال: سبحان الله وكيف صار هذا هكذا؟ فقال له: اخبرك أليس كان لك ثلاثة أرغفة؟ قال: بلى، قال: ولصاحبك خمسة؟ قال بلى، قال: فهذا أربعة وعشرون ثلثا أكلت أنت ثمانية وصاحبك ثمانية والضيف ثمانية، فلما أعطاكم الثمانية كان لصاحبك السبعة ولك واحدة، فانصرف الرجلان على بصيرة من أمرهما في القضية.

 

وروى علماء السير ان أربعة نفر شربوا المسكر على عهد أميرالمؤمنين (عليه السلام) فسكروا فتباعجوا بالسكاكين ونال الجراح كل واحد منهم، ورفع خبرهم إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فأمر بحبسهم حتى يفيقوا فمات في السجن منهم اثنان وبقى اثنان فجاء قوم الاثنين إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فقالوا: اقدنا يا أمير المؤمنين من هذين النفسين فانهما قتلا صاحبينا فقال لهم: وما علمكم بذلك ولعل كل واحد منهما قتل صاحبه؟ فقالوا: لا ندرى فاحكم فيهم بما علمك الله، فقال: دية المقتولين على قبائل الاربعة بعد مقاصة الحيين منهما بدية جراحهما. 
وكان ذلك هوالحكم الذى لا طريق إلى الحق في القضاء سواه ألا ترى انه لا بينة على القاتل تفرده من المقتول ولابينة على العمد في القتل، فلذلك كان القضاء فيه على حكم الخطاء في القتل واللبس في القاتل دون المقتول.

 

وروى ان ستة نفز نزلوا الفرات فتغاطوا فيها لعبا فغرق واحد منهم فشهد اثنان على ثلاثة منهم انهم غرقوه، وشهدا ثلاثة على الاثنين انهما غرقاه فقضى (عليه السلام) بالدية أخماسا على الخمسة نفر ثلاثة منها على الاثنين بحساب الشهادة عليهما، وخمسان على الثلاثة بحساب الشهادة ايضا ولم يكن في ذلك قضية أحق بالصواب مما قضى به (عليه السلام).

 

وروي ان رجلا حضرته الوفاة فوصى بجزء من ماله ولم يعينه، فاختلف الوراث في ذلك 
بعده، وترافعوا الى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقضى عليهم بإخراج السبع من ماله وتلا قوله تعالى: لها سبعة ابواب لكل باب منهم جزء مقسوم.

 

 

وقضى (عليه السلام) في رجل وصى عند الموت بسهم من ماله ولم يبينه، فلما مضى اختلف الورثة في معناه فقضى عليهم بإخراج الثمن من ماله وتلا  قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ } [التوبة: 60] إلى آخر الآية وهم ثمانية أصناف لكل صنف منهم سهم من الصدقات. 
وقضى (عليه السلام) في رجل وصى فقال: اعتقوا عنى كل عبد قديم في ملكي، فلما مات لم يعرف الوصي ما يصنع، فسئله عن ذلك؟ فقال: يعتق عنه كل عبد ملكه ستة أشهر و تلا قوله جل اسمه: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: 39] وقد ثبت ان العرجون انما ينتهى إلى الشبه بالهلال في تقويسه بعد ستة أشهر من أخذ الثمرة منه.

 

وقضى (عليه السلام) في رجل نذر أن يصوم حينا ولم يسم وقتا بعينه، أن يصوم ستة أشهر و تلا قوله عزوجل: {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 25] وذلك في كل ستة اشهر.

وجاء رجل فقال: يا أميرالمؤمنين انه كان بين يدى تمر فبدرت زوجتي فأخذت منه واحدة فألقتها في فيها فحلفت انها لا تأكلها ولاتلفظها، فقال (عليه السلام): تأكل نصفها وترمى نصفها وقد تخلصت من يمينك.

وقضى (عليه السلام) في رجل ضرب امرأة فالقت علقة ان عليه ديتها أربعين دينارا و تلا قوله عزوجل: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 12 - 14] ثم قال: في النطفة عشرون دينارا، وفي العلقة أربعون دينارا، وفي المضغة ستون دينارا وفي العظم قبل أن يستوى خلقا ثمانون دينارا، وفي الصورة قبل أن تلجها الروح مأة دينار، فاذا ولجها الروح كان فيها ألف دينار.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.