أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-17
496
التاريخ: 11-1-2017
9637
التاريخ: 2024-08-07
354
التاريخ: 2024-03-03
766
|
عُثر على هذه الورقة عام 1855 ميلادية مع أربع إضمامات أخرى من البردي في مكان ما بالقرب من معبد «الدير البحري». وقد وصلت إلى يد أحد تجار الآثار في نفس الوقت، واشتراها منه في العام نفسه المستر «هاريس» الإنجليزي الأصل، وأول مذكرة وصلتنا عن هذه الورقة كانت عام 1858م؛ أي بعد بيعها بثلاث سنوات.
والواقع أنه منذ أن كتب الأستاذ «إرمان» مقاله الممتع عن «ورقة هاريس» نجد أنه ظهرت كتابات عن المكان الذي وُجدت فيه هذه الورقة تدل على سوء فهم، حتى أصبح لا يمكن الأخذ بما جاء فيها؛ ولذلك يجب فحص المكان الذي وُجدت فيه الورقة على ضوء المعلومات التي وصلت إلينا عنه.
والمعلومات المكتوبة التي في متناولنا عن هذه الورقة يظهر أنها تنحصر في المذكرة التي كُتبت عنها عام 1858م، أي بعد ثلاث سنين من شرائها. وقد نشر بعضها أو كلها الأثري «برش» عام 1876م عندما نشر محتويات الورقة في مجلد ضخم. ومما يؤسف له جد الأسف أن الأثري «استروف» الروسي لم يفهم كنه هذا التقرير الذي كتبه «برش» وهو في مجموعه يتفق مع ما كتبه «أيزنهاور» عام 1872؛ وقد كتب الأخير ترجمته بالألمانية فقط، ولما لم يكن في متناولنا أحسن من هذا المختصر فإنا سنضعه أمام القارئ ببعض التصرف كما يقول «بورخارت «:
يقع المكان الذي وُجدت فيه هذه الورقة خلف معبد مدينة «هابو» في الوادي المؤدي إلى «دير المدينة» على مسافة خمس وعشرين ومائتي خطوة على التل الواقع في الركن الشمالي الشرقي من سور معبد «دير المدينة»، وعند سفح التل الجنوبي للوادي على مسافة عشرين قدمًا من سطح الأرض توجد حفرة في الصخر مملوءة بالموميات، غير أنها لم تكن قد فُتحت للمرة الأولى كما تدل شواهد الأحوال؛ إذ كانت الموميات قد مُزقت في الأزمان القديمة إربًا إربًا. وقد وُجد في هذه الحفرة تحت هذه الموميات الممزقة ثغرة صغيرة في الصخر تشمل إضمامات من البردي موضوعة معًا. وقد كانت هذه الثغرة مغطاة بقطع الخزف المختلطة بالطين والأتربة. ولم يوجد في الحفرة إلا بعض ملابس الموميات وعظامها. وهذا المكان — على ما يظهر — لا بد أنه كانت قد أُقيمت فيه مقابر خشنة الصنع، غير أنها قد هُدِّمت ولم يوجد ما يدل عليها غير لبنة واحدة مختومة.
ويتساءل الإنسان: هل كُتب هذا التقرير في نفس المكان الذي وُجدت فيه هذه البردية وغيرها؟ أم كُتب بعد ثلاثة أعوام في الإسكندرية في مسكن المستر «هاريس» أي عندما اشترى هذه الأوراق؟ ويُخيل للباحث أن المعلومات التي جاءت في هذا التقرير تدل على أن التقرير قد وُجد في نفس المكان الذي وُجدت فيه هذه الأوراق؛ لما جاء فيه من دقة الملاحظة وتحديد المسافات.
ويدل الموقع الطبوغرافي الذي وُصف في التقرير على أن هذا المكان يقع في الجنوب والجنوب الغربي بين المقابر التي في الوادي الذي يقع فيه «دير المدينة»، أو في أحد المنازل التي كانت تُبنى باللبن في «قرية العمال» المعروفة وقتئذ. وهذه المنازل التي كان يسكنها الموظفون أو العمال التي كانت تُستعمل فيما بعد للدفن بالجملة، وقد كانت تُحفظ في مثل هذه البيوت الأوراق التي يملكها السكان الأقدمون كالوثائق الخاصة بسرقة المقابر وغيرها، ومن بين هذه ورقة «رعمسيس الثالث» المعروفة ﺑ «ورقة هاريس». وعلى ذلك فليس هناك ما يدعو إلى عدم إمكان وجود أوراق مثل هذه في هذا المكان.
والسؤال الثاني هو: من الذي أمر بتأليف ورقة «رعمسيس الثالث» الكبيرة المعروفة بورقة «هاريس» الأولى؟
وقد أجاب على هذا السؤال الأستاذ «إرمان» بقوله: إنها كتبت بعد موت «رعمسيس الثالث» وأُرخت بيوم وفاته. أما «استروف» فيقول: إنها كُتبت في عهد «رعمسيس الرابع «لمعاضدة الكهنة. ويقول «شرني»: إن هذه الورقة قد كُتبت بخطوط مختلفة؛ مما يدل على أنها لم تُكتب كلها في تاريخ واحد. أما «بوخارت» فله رأي مغاير لكل من سبقوه؛ إذ يقول: إن هؤلاء الباحثين — على ما يظهر — قد غاب عنهم شيء صغير يحتاج إلى دقة ملاحظة، وذلك أن تاريخ الورقة قد وُضع بعد الفراغ من كتابة أجزائها المختلفة؛ إذ يُلاحظ في الجزء الأول من الصفحة الأولى بوضوح أن التاريخ الذي كان سيُوضع للورقة عامة لم يكن محددًا؛ ولذلك تُركت له مسافة كبيرة خالية، فكان يُحتمل أن يكون اليوم التاسع والعشرين من الشهر، وعلى ذلك كان من الضروري أن يشغل حيزًا كبيرًا، فتُرك له — على هذا الزعم — مسافة كبيرة. ولكن وجدنا أن التاريخ الذي استقر عليه الرأي نهائيًّا لم يشغل الحيز الذي تُرك لتدوينه فيه، وكان صغيرًا وتُرك الباقي خاليًا (انظر فصل أعمال رعمسيس)، فإذا كانت نسخة الوثيقة النهائية قد بُدئ في كتابتها بعد موت «رعمسيس الثالث» كما يظن البعض فإنه لم يكن هناك داعٍ لترك مسافة أكبر من اللازم لوضع التاريخ فيها.
وتدل شواهد الأحوال على أن النسخة النهائية لهذه الوثيقة قد بُدئ في كتابتها في مرض الفرعون الأخير، وأن هذا التاريخ الذي على الصفحة الأولى هو يوم وفاته، وقد وُضع بعد مماته مباشرة. أما الأجزاء المكتوبة بخط مغاير — وهي التي يُشاهد فيها «رعمسيس الثالث» يدعو الآلهة من أجل خلفه «رعمسيس الرابع» — فمن الجائز أنها تكون قد كُتبت في عيده الثلاثيني عندما كان ابنه يُشاركه فعلًا في حكم البلاد.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|