المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

موقع ارتباط الجسم المضاد Antibody Combining Site
21-5-2017
نظريات علم الدلالة الحديثة (النظرية السلوكية)
23-8-2017
الحرص ـ بحث روائي
25-7-2016
بعض احـوال المأمون
27-8-2017
Lampbrush Chromosomes Are Extended
22-3-2021
معنى كلمة سرد
3-4-2022


لا ينكر مكانة علي الا جاهل  
  
3916   10:19 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص241-243.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كان من أميرالمؤمنين (عليه السلام) من هذا الجنس[اي الاخبار بالمغيبات] ما لا يستطاع انكاره إلا مع الغباوة والجهل، والبهت والعناد، ألا ترى إلى ما تظاهرت به الاخبار وانتشرت به الآثار ونقلته الكافة عنه (عليه السلام) من قوله قبل قتاله الفرق الثلاثة بعد بيعته: امرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فقاتلهم (عليه السلام) وكان الامر فيما خبره به على ما قال.

وقال (عليه السلام) لطلحة والزبير حين استأذناه في الخروج إلى العمرة: لا والله ما تريدان العمرة وإنما تريدان البصرة وكان الامر كما قال.

وقال (عليه السلام) لابن عباس وهو يخبره عن استئذانهما له في العمرة: اننى أذنت لهما مع علمي بما قد انطويا عليه من الغدر، واستظهرت بالله عليهما، وان الله تعالى سيرد كيدهما ويظفرني بهما فكان الامر كما قال.

 

وقال (عليه السلام) بذي قار وهو جالس لأخذ البيعة: يأتيكم من قبل الكوفة الف رجل لا يزيدون رجلا ولا ينقصون رجلا، يبايعونني على الموت قال ابن عباس فجزعت لذلك أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدون عليه، فيفسد الامر علينا، ولم أزل مهموما دأبي احصاء القوم حتى ورد أوائلهم، فجعلت أحصيهم فاستوفيت عددهم تسعمائة وتسعة وتسعون رجلا، ثم انقطع مجيء القوم فقلت إنا لله وإنا اليه راجعون ماذا حمله على ما قال؟ فبينما أنا مفكر في ذلك اذ رأيت شخصا قد أقبل حتى اذا دنى واذا هو رجل عليه قباء صوف معه سيفه وترسه واداوته، فقرب من أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له: امدد يدك أبايعك، فقال له: أميرالمؤمنين (عليه السلام): على ما تبايعني؟ قال: على السمع والطاعة والقتال بين يديك حتى أموت أو يفتح الله عليك فقال له: ما اسمك؟ قال: اويس قال: انت أويس القرني؟ قال: نعم، قال، الله اكبر أخبرني حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله) اني أدرك رجلا من امته يقال له اويس القرني يكون من حزب الله ورسوله، يموت على الشهادة، يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر، قال ابن عباس: فسرى والله عنى.
ومن ذلك قوله (عليه السلام) وقد رفع أهل الشام المصاحف وشك فريق من أصحابه ولجوا إلى المسالمة ودعوه اليها: ويلكم ان هذه خديعة، وما يريد القوم القرآن لانهم ليسوا بأهل قرآن فاتقوا الله و امضوا على بصائركم في قتالهم، فان لم تفعلوا تفرقت بكم السبل وندمتم حيث تنفعكم الندامة وكان الامر كما قال وكفر القوم بعد التحكيم، وندموا على ما فرط منهم والاجابة اليه، وتفرق بهم السبل وكان عاقبتهم الدمار.

 

وقال (عليه السلام) وهو متوجه إلى قتال الخوارج: لو لا انى اخاف ان تتكلوا وتتركوا العمل لاخبرتكم بما قضاه الله على لسان نبيه (صلى الله عليه واله) فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصرا بضلالتهم، وإن فيهم لرجلا مؤدون اليد، له ثدى كثدي المرئة، وهم شر الخلق والخليقة وقاتلهم أقرب خلق الله إلى الله وسيلة، ولم يكن المخدج معروفا في القوم، فلما قتلوه جعل (عليه السلام) يطلبه في القتلى ويقول: والله ما كذبت ولا كذبت حتى وجد في القوم وشق قميصه وكان على كتفه سلعة كثدي المرأة عليها شعرات، إذا جذبت إنجذبت كتفه معها، وإذا تركت رجع كتفه إلى موضعه، فلما وجده كبر وقال: ان في هذا لعبرة لمن استبصر.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.