المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
النظام الإقليمي العربي
2024-11-06
تربية الماشية في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية
2024-11-06
تقييم الموارد المائية في الوطن العربي
2024-11-06
تقسيم الامطار في الوطن العربي
2024-11-06
تربية الماشية في الهند
2024-11-06
النضج السياسي في الوطن العربي
2024-11-06

التنسيق بين العمليات في النواة والسايتوبلازم
12-10-2017
استطارة لامرنة inelastic scattering
15-5-2020
مراحل مشروع التشييد – مرحلة التعاقد
29-1-2023
Pitch and fundamental frequency
15-6-2022
التطهير بالإسلام
6-12-2016
من هم أظلم النّاس - الآية [114] من سورة البقرة
9-10-2014


علي حامل لواء الله ورسوله  
  
3912   10:23 صباحاً   التاريخ: 31-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص362-370.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

سئل (عليه السلام)على منبر الكوفة عن قوله تعالى {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] فقال اللهم غفرا هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة و في ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فأما عبيدة فقضى نحبه شهيدا يوم بدر و أما عمي حمزة فإنه قضى نحبه شهيدا يوم أحد و أما أنا فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه و أومأ بيده إلى لحيته و رأسه عهد عهده إلي حبيبي أبو القاسم (صلى الله عليه واله).

وقال الشيخ المفيد في الإرشاد ثم تلت بدرا غزوة أحد فكانت راية رسول الله (صلى الله عليه واله) بيد أمير المؤمنين كما كانت يوم بدر وكان الفتح له أيضا في هذه الغزوة و خص بحسن البلاء فيها و الصبر و ثبوت القدم عند ما زلت الأقدام و كان له من العناء مالم يكن لسواه من أهل الإسلام و قتل الله بسيفه رؤوس أهل الشرك و الضلال و فرج الله به الكرب عن نبيه (صلى الله عليه واله) و خطب بفضله جبرئيل (عليه السلام) في ملائكة الأرض و السماء و أبان نبي الهدى من اختصاصه به ما كان مستورا عن عامة الناس.

فمن ذلك ما حدث ابن البختري القرشي قال كانت راية قريش و لواؤها جميعا بيد قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يد ولد عبد المطلب تحملها من حضر الحرب حتى بعث الله رسوله (صلى الله عليه واله) فصارت راية قريش وغير ذلك إلى النبي (صلى الله عليه واله).

فأقرها في بني هاشم و أعطاها علي بن أبي طالب (عليه السلام) في غزوة ودان وهي أول غزوة حملت فيها راية في الإسلام ثم لم تزل معه في المشاهد ببدر وهي البطشة الكبرى و في يوم أحد و كان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه واله) مصعب بن عمير و استشهد فوقع من يده فتشوفته القبائل فأخذه رسول الله (صلى الله عليه واله) فدفعه إلى علي بن أبي طالب وجمع له بين الراية و اللواء.

وروى المفضل بن عبد الله عن سماك عن عكرمة عن عبد الله بن عباس قال لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أربع ما هن لأحد هو أول عربي و عجمي صلى مع رسول الله و هو صاحب لوائه في كل زحف و هو الذي ثبت معه يوم المهراس يعني يوم أحد وفر الناس و هو الذي أدخله قبره .

وعن زيد بن وهب قال وجدنا عبد الله بن مسعود يوما طيب النفس فقلنا لو حدثتنا عن يوم أحد و كيف كان فقال أجل ثم ساق الحديث حتى انتهى إلى ذكر الحرب فقال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) اخرجوا إليهم على اسم الله تعالى فخرجنا فصففنا صفا طويلا و أقام على الشعب خمسين رجلا من الأنصار و أمر عليهم رجلا منهم و قال لا تبرحوا مكانكم هذا و إن قتلنا عن آخرنا فإنما نؤتى من موضعكم و أقام أبو سفيان بن حرب بإزائهم خالد بن الوليد و كانت ألوية قريش في بني عبد الدار و كان لواء المشركين مع طلحة بن أبي طلحة و كان يدعى كبش الكتيبة قال و دفع رسول الله (صلى الله عليه واله) لواء المهاجرين إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) وجاء حتى قام تحت لواء الأنصار قال فجاء أبو سفيان إلى أصحاب اللواء فقال يا أصحاب الألوية إنكم تعلمون إنما يؤتى القوم من قبل ألويتهم كما أوتيتم يوم بدر من قبل الألوية فإن ضعفتم عنها فادفعوها إلينا نكفكم أمرها فغضب طلحة بن أبي طلحة فقال ألنا تقول هذا و الله لا وردنكم بها اليوم حياض الموت فلقي طلحة عليا و تقاربا و اختلف بينهما ضربتان فضربه علي على مقدم رأسه فبدرت عينه و صاح صيحة عظيمة و سقط اللواء من يده فأخذه مصعب أخوه فرماه عاصم بن ثابت فقتله ثم أخذه أخوه عثمان فرماه عاصم أيضا فقتله فأخذه عبد لهم اسمه صواب و كان من أشد الناس فضرب علي يده فقطعها فأخذه بيده اليسرى فضربه فقطعها فأخذ اللواء على صدره و جمع عليه يديه و هما مقطوعتان فضربه علي (عليه السلام) على أم رأسه و سقط سريعا وانهزم القوم وأكب المسلمون على الغنائم ورأى أصحاب الشعب الناس يغنمون فخافوا فوت الغنيمة فاستأذنوا رئيسهم عبد الله بن عمر بن حرام في أخذ الغنائم فقال إن رسول الله (صلى الله عليه واله) أمر بي أن لا أبرح من موضعي فقالوا إنه قال ذلك وهو لا يدري أن الأمر يبلغ ما ترى و مالوا إلى الغنائم وتركوه و لم يبرح هو من موضعه فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله و جاء من ظهر النبي (صلى الله عليه واله) فنظر إلى النبي (صلى الله عليه واله) قد حف به أصحابه فقال لمن معه دونكم وهذا الذي تطلبون فحملوا حملة رجل واحد ضربا بالسيوف و طعنا بالرماح ورميا بالنبال و رضخا بالحجارة و جعل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) يقاتلون عنه حتى قتل منهم سبعون رجلا و ثبت أمير المؤمنين و أبو دجانة و سهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي (صلى الله عليه واله) ففتح عينيه وكان قد أغمي عليه فنظر إلى علي (عليه السلام) فقال يا علي ما فعل الناس قال نقضوا العهد وولوا الدبر فقال فاكفني هؤلاء الذين قصدوا نحوي فحمل عليهم فكشفهم ثم عاد إليه وقد قصدوه من جهة أخرى فكر عليهم فكشفهم و أبو دجانة و سهل بن حنيف قائمان على رأسه و سيوفهما بأيديهما يذبان عنه و ثاب من المنهزمين أربعة عشر رجلا منهم طلحة بن عبيد الله و عاصم بن ثابت و صعد الباقون الجبل و صاح صائح بالمدينة قتل رسول الله (صلى الله عليه واله) فانخلعت القلوب لذلك و تحير المنهزمون فأخذوا يمينا و شمالا .

وجعلت هند بنت عتبة لوحشي جعلا على أن يقتل رسول الله أو عليا أو حمزة فقال أما محمد فلا حيلة فيه لأن أصحابه يطيفون به و أما علي فإنه إذا قاتل كان أحذر من الذئب و أما حمزة فإني أطمع فيه لأنه إذا غضب لم يبصر ما بين يديه و كان حمزة يومئذ قد أعلم بريشة نعامة فكمن له وحشي في أصل شجرة فرآه حمزة فبدر إليه بالسيف و ضربه فأخطأه قال وحشي فهززت الحربة حتى إذا تمكنت منه رميته فأصبته في أربيته فأنفذته و تركته حتى إذا برد صرت إليه و أخذت حربتي و شغل المسلمون عني و عنه بالهزيمة و جاءت هند فأمرت بشق بطنه و قطع كبده و التمثيل به فجدعوا أنفه و أذنيه أنشدني بعض الأصحاب و لم يسم قائلا:

ولا عار للأشراف إن ظفرت بها             كلاب الأعادي من فصيح و أعجم

فحربة وحشي سقت حمزة الردى             وحتف علي من حسام ابن ملجم

هذا و رسول الله (صلى الله عليه واله) مشغول عنه لا يعلم حاله.

قال الراوي زيد بن وهب قلت لابن مسعود انهزم الناس عن رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى لم يبق معه إلا علي و أبو دجانة و سهل قال انهزم الناس إلا علي وحده و ثاب إلى رسول الله نفر كان أولهم عاصم بن ثابت و أبو دجانة و سهل بن حنيف و لحقهم طلحة بن عبيد الله فقلت له فأين كان أبو بكر و عمر قال كانا فيمن تنحى فقلت فأين كان عثمان قال جاء بعد ثلاثة من الوقعة فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) لقد ذهبت فيها عريضة قلت فأين كنت أنت قال فيمن تنحى قلت فمن حدثك بهذا قال عاصم بن ثابت و سهل بن حنيف؛ قلت إن ثبوت علي في ذلك المقام لعجب قال إن تعجب منه فقد تعجبت الملائكة أما علمت أن جبرئيل قال في ذلك اليوم و هو يعرج إلى السماء لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي .

فقلنا و من أين علم أن جبرئيل قال ذلك فقال سمع الناس النداء بذلك و أخبرهم به النبي (صلى الله عليه واله).

وفي حديث عمران بن حصين قال لما تفرق الناس عن رسول الله (صلى الله عليه واله) جاء علي متقلدا بسيفه حتى قام بين يديه فرفع رأسه إليه و قال ما لك لم تفر مع الناس فقال يا رسول الله أرجع كافرا بعد إسلامي فأشار إلى قوم انحدروا من الجبل فحمل عليهم فهزمهم فجاء جبرئيل و قال يا رسول الله قد عجبت الملائكة من حسن مواساة علي لك بنفسه فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ما يمنعه من ذلك و هو مني و أنا منه فقال جبرئيل و أنا منكما.

وعن ابن عباس قال خرج طلحة بن أبي طلحة يومئذ و قال يا أصحاب محمد أنتم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فأيكم يبرز إلي فبرز إليه علي (عليه السلام) و قال و الله لا أفارقك اليوم حتى أعجلك بسيفي إلى النار فاختلفا ضربتين فضربه علي (عليه السلام) على رجليه فقطعهما و سقط و قال أنشدك الله و الرحم يا ابن عم فانصرف إلى موقفه فقال له المسلمون ألا أجهزت عليه فقال إنه ناشدني و لن يعيش بعدها فمات من ساعته و بشر النبي بذلك فسر به.

وروي عن عكرمة قال سمعت عليا(عليه السلام) يقول لما انهزم الناس عن رسول الله (صلى الله عليه واله) يوم أحد لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي و كنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه فرجعت أطلبه فلم أره فقلت ما كان رسول الله ليفر وما رأيته في القتلى و أظنه رفع من بيننا إلى السماء فكسرت جفن سيفي و قلت لأقاتلن به حتى أقتل و حملت على القوم فأفرجوا فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه واله) و قد وقع مغشيا عليه فنظر إلي و قال ما فعل الناس يا علي قلت كفروا يا رسول الله و ولوا الدبر وأسلموك فنظر إلى كتيبة قد أقبلت فقال ردهم عني فحملت عليهم أضربهم يمينا و شمالا حتى فروا فقال أما تسمع مديحك في السماء إن ملكا اسمه رضوان ينادي لا سيف إلا ذو الفقار و لا فتى إلا علي فبكيت سرورا و حمدت الله على نعمته.

وهذه المناداة بهذا قد نقلها الرواة و تداولها الإخباريون و لم ينفرد بها الشيعة بل وافقهم على ذلك الجماع الغفير.

وروي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه قال كان أصحاب اللواء يوم أحد تسعة كلهم قتلهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن آخرهم و انهزم القوم و بارز الحكم بن الأخنس فضربه فقطع رجله من نصف الفخذ فهلك منها و أقبل أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة و هو دارع و هو يقول يوم بيوم بدر وعرض له رجل من المسلمين فقتله و صمد له علي (عليه السلام) فضربه على هامته فنشب السيف في بيضته و سيفه في درقة علي فنزعا سيفهما و تناوشا قال علي (عليه السلام) فنظرت إلى فتق تحت إبطه فضربته فيه بالسيف فقتلته قال علي (عليه السلام) لما انهزم الناس و ثبت قال ما لك لا تذهب مع القوم فقال (عليه السلام) أذهب و أدعك يا رسول الله و الله لا برحت حتى أقتل أو ينجز الله لك ما وعدك من النصر فقال النبي (صلى الله عليه واله) أبشر يا علي فإن الله منجز وعده و لن ينالوا منا مثلها أبدا ثم نظر إلى كتيبة قد أقبلت إليه فقال احمل على هؤلاء يا علي فحملت فقتلت منها هشام بن أبي أمية المخزومي و انهزموا و أقبلت كتيبة أخرى فقال احمل على هذه فحملت فقتلت منها عمرو بن عبد الله الجمحي و انهزمت أيضا و جاءت أخرى فحملت عليها و قتلت بشر بن مالك العامري وانهزمت فلم يعد بعدها أحد وتراجع المسلمون إلى النبي (صلى الله عليه واله) و انصرف المشركون إلى مكة وانصرف النبي (صلى الله عليه واله) إلى المدينة فاستقبلته فاطمة عليها السلام و معها إناء فيه ماء فغسل به وجهه ولحقه أمير المؤمنين (عليه السلام) و قد خضب الدم يده إلى كتفه و معه ذو الفقار فناوله فاطمة (عليه السلام) و قال خذي هذا السيف فقد دقني اليوم وقال:

أفاطم هاك السيف غير ذميم                  فلست برعديد و لا بمليم

أميطي دماء الكفر عنه فإنه                  سقى آل عبد الدار كاس حميم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد           وطاعة رب بالعباد عليم

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله)خذيه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه و قد قتل الله صناديد قريش بيديه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.