علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
طرق تحمّل الحديث / السماع
المؤلف:
أبو الحسن علي بن عبد الله الأردبيلي التبريزي
المصدر:
الكافي في علوم الحديث
الجزء والصفحة:
ص 472 ـ 475
2025-07-13
16
الفصل الثاني: في طرق تحمّل الحديث من السماع، والإجازة، والمناولة، وغيرها.
وهي ثمانية أنواع:
النوع الأول: السماع من لفظ الشيخ.
* [الإملاء والتحديث، أيّهما أرفع؟]:
وهو ينقسم إلى إملاء وتحديث من غير إملاء، سواء كان من حفظه أو من الكتاب.
وهذا النوع أرفع الأنواع عند الجماهير، وأوّل قسميه، أرفع (1) من الثاني.
* [ما يقول السامع]:
والسامع عند الرواية في هذا يقول: حدّثنا، وأخبرنا، وأنبأنا، وسمعت فلانًا يقول، وقال لنا فلان، وذكر لنا فلان. وهكذا قاله القاضي عياض (2).
* [أرفع العبارات]:
وقال الخطيب (3): "أرفع العبارات: سمعت (4)، ثم حدّثنا وحدّثني، ثم يتلو ذلك أخبرنا، وهو كثير في الاستعمال".
* [الفرق بين حدّثنا وأخبرنا وأنبانا]:
وقال الشيخ تقي الدين: "وكان هذا كلّه قبل أن يشيع تخصيص أخبرنا بما قُرئ على الشيخ" (5).
ثم يتلو أخبرنا قول: أنبأنا، وهو قليل في الاستعمال، لا سيما بعد غلبته في الإجازة.
* [الفرق بين حدّثنا وسمعت]:
وحدثنا وأخبرنا أرفع من سمعت من جهة أخرى، وهو أنّه ليس في سمعت دلالة على أنّ الشيخ روى له الحديث، وخاطبه به، وفي حدّثنا وأخبرنا دلالة على ذلك (6).
وسأل الخطيب شيخه أبا بكر البرقاني فيما رواه لهم عن أبي القاسم عبد الله بن إبراهيم الجرجانيّ (7)، ويقول: سمعت، ولا يقول: حدّثنا، ولا أخبرنا، فذكر أنّ أبا القاسم كان عسرًا في الرواية، وكان البرقاني يجلس بحيث لا يراه أبو القاسم، ولا يعلم بحضوره، فيسمع منه ما يحدّث به الشخص الداخل (8)، فلذلك يقول: سمعت، ولا يقول: حدّثنا، ولا أخبرنا؛ لأنّ قصده الرواية للداخل (9).
* [قول النسائي: قراءة عليه وأنا أسمع]:
قلت: وكذلك روي عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي أنّه قال فيما رواه عن الحارث بن مسكين يقول: قراءة عليه وأنا أسمع، ولا يقول: أخبرنا، ولا حدّثنا، فإنّ الحارث كان ولي القضاء بمصر، وبينه وبين النسائي خشونة، لم يمكنه حضور مجلسه، وكان يستتر في موضع، ويسمع حيث لا يراه، فلذلك تورّع، وتحرّى (10)، والله أعلم.
* [قول الراوي: قال لنا أو ذكر لنا]:
وأمّا قول الراوي: قال لنا فلان، أو ذكر لنا، فهو من قبيل حدّثنا فلان، غير أنّه لائق بما سمع في المذاكرة، وهو به أشبه من حدّثنا.
وأوضع العبارات في ذلك أن يقول: قال فلان، أو ذكر فلان من غير لفظة: "لي"، و"لنا"، ونحو ذلك، لكن مع ذلك محمول على السماع إذا عرف لقاؤه، كما بيّنا في الإسناد المعنعن (11)، لا سيما إذا عُرِفَ من حاله أنّه لا يقول: قال فلان إلّا فيما سمعه منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لما يلزم منه من تحرّي الشيخ والطالب، إذ الشيخ مشتغل بالتحديث والطالب بالكتابة عنه، فهما لذلك أبعد عن الغفلة، وأقرب إلى التحقيق، وتبيين الألفاظ، مع جريان العادة بالمقابلة بعده، قاله السخاوي في "الفتح" (2/ 17).
(2) في "الإلماع" (69).
(3) الكفاية (284 أو 2/ 214).
(4) هي أرفع ممّا سواها، فليس يكاد أحد يقول سمعت في الإجازة والمكاتبة ولا في تدليس ما لم يسمعه، بخلاف حدّثنا فإنّ بعض أهل العلم يستعملها في الإجازة.
وقيد الصنعاني ذلك في كتابه "توضيح الأفكار" (2/ 197) بكلام دقيق، قاله بعد أن نقل فحوى الكلام السابق: "هذا في طريق الواحد، وأمّا بطريق الجمع فيطرقه احتمال سماع أهل بلد هو فيهم".
قال أبو عبيدة: ممّا يؤكّد ذلك ما عند مسلم في "صحيحه" (2938) في حديث الذي يقتله الدجّال، ثم يحييه، ثم يقول: من أنا؟ فيقول: "أشهد أنّك الدجّال الذي حدّثنا رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلّم - حديثه". و"معلوم أنّ ذلك الرجل متأخّر الميقات" فعلم "أنّ حدّثنا ليست بنصّ في أنّ قائلها سمع"، انظر توجيه العلماء: "بيان الوهم والإيهام" (2/ 379)، "فتح المغيث" (2/ 18، 24)، "تدريب الراوي" (2/ 9)، كتابي "بهجة المنتفع" (ص 178)، وسيأتي - قريبًا - أنّ (حدّثنا) و(أخبرنا) أرفع من (سمعت) من وجه آخر.
(5) مقدّمة ابن الصلاح (ص 135).
(6) أسند الخطيب في "الكفاية" (288 أو 2/ 223) إلى معتمر بن سليمان قال: "سمعت أسهل عليّ من حدّثنا وأخبرنا، وحدّثني وأخبرني؛ لأنّ الرجل قد يسمع ولا يحدّث". ثم قال: "وقد ورد أصل لهذا في حديث، ثم أسند عن ابن أبي مليكة حدّثني عقبة بن الحارث، ثم قال: لم يحدّثني ولكنّي سمعته يحدّث، قال: تزوّجت ابنة أبي إهاب، فجاءت امرأة سوداء، فقالت: إنّي قد أرضعتكما، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألته، فأعرضَ عنّي… الحديث، وفيه قوله - صلّى الله عليه وسلم -: "كيف بك وقد قيل" وأصله في مواطن من "صحيح البخاري" (88) وأطرافه هناك.
(7) المعروف بـ (الأبندوني)، قال الخطيب عنه في "تاريخ بغداد (9/ 407): "كان ثقة ثبتًا، وله كتب مصنّفة وجموع مدوّنة. وقال الحاكم: كان أحد أركان الحديث" وترجمته في "السير" (16/ 262) ومصادرها في التعليق عليه.
(8) عبارة الخطيب: "وكنت أمضي مع أبي منصور بن الكرجي إليه، فيدخل أبو منصور عليه، وأجلس أنا بحيث لا يراني الأبندوني، ولا يعلم بحضوري، ويقرأ هو الحديث على أبي منصور، وأنا أسمع، فهذا أقول فيما أرويه عنه: سمعت، ولا أقول…" بنحوه.
(9) الكفاية (288) أو (2/ 222 - 223) واحتمل السخاوي في "فتح المغيث" (2/ 21) بما يفيد تفضيل مطلق السماع، فقال بعد كلام الخطيب السابق وتعليقه عليه: "وعلى هذا لو قال: (سمعني) - بالتشديد - حصل التساوي من هذه الحيثيّة، وثبت للسماع التفضيل المطلق".
(10) انظر: "التقييد" (1/ 143) لابن نقطة، "بغية الراغب المتمني" (111)، "فتح المغيث" (2/ 23) كلاهما للسخاوي، "جامع الأصول" (1/ 197)، "كلام الأقران بعضهم في بعض" (64 - 65).
(11) انظر ما تقدّم (ص 232).
الاكثر قراءة في علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
